التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
ليلة القدر تطلب ليلة الفرقان وليس يومها
بقلم : الرهيب
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: *💫 #علمتني_آية 💫* (آخر رد :الرهيب)       :: ليلة القدر تطلب ليلة الفرقان وليس يومها (آخر رد :الرهيب)       :: ✨ *برنامج آية وفائدة* ✨ (آخر رد :الرهيب)       :: دورة علمية في التجويد* (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " جابر علي احمد ال حسن البحيري"(سويد) ولم يحدد وقت ومكان الصلاة والدفن (آخر رد :abuzeed)       :: أثناء خروجك من البيت ستلقى صنفين من النساء (آخر رد :الرهيب)       :: هذا هو الرقم الموحد الذي دشنه أمس وزير الشؤون الإسلامية .. (آخر رد :الرهيب)       :: شرح مُبسط ومُختصر 🔷 مخارج الحروف 🔷 مخارج الحروف من أهم الأبواب في علم التجويد. ♦️ويجب على قارىء القرءان أن يتقن مخارج وصفات الحروف حتى لا يتغير مخرج الحرف وبالتالي يتغير مدلوله 🔷والمخرج هو: م (آخر رد :الرهيب)       :: الفتور في رمضان . (آخر رد :الرهيب)       :: دعاء القنوت جاهز ومرتب لصلاة التراويح والقيام (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: منصة وقفي (آخر رد :الرهيب)      



العلوم الشرعية قسم يهتم بكافة العلوم الشرعية فقط

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾‏الحياة ميدان سباق إلى الله‏..سابقوا بالخيرات..‏سابقوا بالطاعات.    

الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في خواص سورة الفاتحة

خواص القرآن الكريم: سور الفاتحة د.تركي بن سعد بن فهيد الهويمل الاحد 09 شوال 1428 الموافق 21 أكتوبر 2007 الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في خواص

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 12-11-2008, 01:02 AM   #1
 
الصورة الرمزية abuzeed
افتراضي الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في خواص سورة الفاتحة

خواص القرآن الكريم: سور الفاتحة

د.تركي بن سعد بن فهيد الهويمل
الاحد 09 شوال 1428 الموافق 21 أكتوبر 2007

الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في خواص سورة الفاتحة

1 – عن أبي سعيد بن المعلَّى – رضي الله عنه – قال: كنت أصلي في المسجد، فمر بي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاني فلم أجبه حتى صليت ثم أتيته فقال: ما منعك ألا تأتيني؟ فقلت: يا رسول الله إني كنت أصلي، فقال: ألم يقل الله تبارك وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} [سورة الأنفال: 24]، ثم قال لي: ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن أخرج من المسجد؟ فذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرج فذكرته – وفي لفظ: ثم أخذ بيدي فلما أراد أن يخرج قلت له: ألم تقل لأعلمنك سورة هي أعظم سورة في القرآن – قال: الحمد لله رب العالمين هي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيته[1]
2 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه قال: قال رسول الله: أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم، وفي لفظ: هي القرآن العظيم[2]. وفي رواية: الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني.

3 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج على أبيّ بن كعب – رضي الله عنه – فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا أبي وهو يصلي، فالتفت أبيّ ولم يجبه، وصلَّى أبيّ فخفف، ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السلام عليك يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: وعليك السلام، ما منعك أن تجيبني إذ دعوتك؟ فقال: يا رسول الله، إني كنت في الصلاة، قال: أفلم تجد فيما أوحي إلي أن {اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} [سورة الأنفال: 24] قال: بلى، ولا أعود إن شاءالله، قال: تحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها؟ قال: نعم يا رسول الله، قال: إني لأرجو أن لا تخرج من ذلك الباب حتى تعلمها، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم وقمت معه فجعل يحدثني ويدي في يده، فجعلت أتبطَّأ كراهية أن يخرج قبل أن يخبرني بها، فلما دنوت من الباب قلت: يا رسول الله السورة التي وعدتني، قال: كيف تقرأ في الصلاة قال: فقرأ أم القرآن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته، وفي لفظ: وهي السبع المثاني التي قال الله – عز وجل – {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [سورة الحجر: 87] [3].

يقول الشيخ: محمد بن رزق بن طرهوني – يحفظه الله – ما نصه:

الحديث المذكور في حقيقة الأمر من مسند أبي بن كعب، وقد رواه عنه أبو هريرة – رضي الله عنهما – فصرَّح في بعض الطرق بأنه عن أبيّ، وفي غيرها أرسله عنه، ولكن جاء في بعضها ما يدل على أنه عن أبيّ، وذلك في سياق الكلام في نحو قوله: وقمت معه فجعل يحدثني، ويدي في يده، فجعلت أتبطّأ... فلما دنوت من الباب قلت: يا رسول الله السورة التي وعدتني، فواضح من هذا النص أنه من كلام أبيّ لأبي هريرة – رضي الله عنهما - ... إلخ[4].

4 – عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم في مسير له فنزل، ونزل رجل إلى جانبه فالتفت إليه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألا أخبرك بأفضل القرآن؟ قال: فتلا عليه {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}[5].

5 – عن عبدالله بن جابر – رضي الله عنه – قال: انتهيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أهراق الماء[6]، فقلت: السلام عليك يا رسول الله، فلم يرد عليّ، فانطلق رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وأنا خلفه حتى دخل على رحله، ودخلت أنا المسجد كئيباً حزيناً، فخرج عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قد تطهَّر فقال: عليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله، وعليك السلام ورحمة الله، ثم قال: ألا أخبرك يا عبدالله بن جابر بخير سورة في القرآن الكريم؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: اقرأ الحمد لله رب العالمين حتى تختمها[7].

6 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا قرأتم الحمد لله[8] فاقرأوا بسم الله الرحمن الرحيم؛ فإنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها[9.

7 – عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: انطلق نفر من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في سفرة سافروها، وفي رواية: سرية عليها أبو سعيد، وفي أخرى: ثلاثين رجلاً من الأنصار، حتى نزلوا على حي من أحياء العرب فاستضافوهم فأبوا أن يضيفوهم، فلدغ سيد ذلك الحي، فسعوا له بكل شيء لا ينفعه شيء، فقال بعضهم: لو أتيتم هؤلاء الرهط الذين نزلوا لعله أن يكون عندهم بعض شيء، فأتوهم فقالوا: أيها الرهط إن سيدنا لدغ، وفي رواية: إن سيد الحي سليم، وفي أخرى: فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحي سليم، وإن نفرنا غُيَّبْ فهل عند أحدكم من شيء؟ وفي رواية: هل فيكم من يرقي من العقرب؟ فقال بعضهم: نعم، وفي رواية: قلت: نعم أنا، والله إني لأرقي؛ ولكن والله لقد استضفناكم فلم تضيفونا، فما أنا براق لكم حتى تجعلوا لنا جعلاً، وفي رواية: حتى تعطونا غنماً، فصالحوهم على قطيع من الغنم، وفي رواية: فقالوا إنا نعطيكم ثلاثين شاة، فانطلق معها رجل ما كنَّا نأْبِنُه[10] برقية، فانطلق يتفل[11] عليه ويقرأ الحمد لله رب العالمين، وفي رواية: فأتيته فجعلت أمسحه وأقرأ فاتحة الكتاب وأرددها، وفي رواية: سبع مرات، ويجمع بزاقه[12]، فكأنما نُشِطَ من عقال، فانطلق يمشي وما به قَلَبةَ، قال: فأوفوهم جعلهم الذي صالحوهم عليه، وفي رواية: فأمر لنا بثلاثين شاة، وسقانا لبناً، وفي أخرى: فبعث إلينا بالشياه والنُّزُل[13]، فأكلنا الطعام وأبوا أن يأكلوا الغنم حتى أتينا المدينة، وفي رواية: فلما رجع قلنا له: أكنت تحسن الرقية، أو كنت ترقي؟ قال: لا، ما رقيت إلا بأم الكتاب، فقال بعضهم: اقسموا، فقال الذي رقى: لا تفعلوا حتى نأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنذكر له الذي كان فننظر ما يأمرنا، فقدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا له، فقال: وما يدريك أنها رقية؟ أصبتم، اقسموا، وفي رواية: خذوا الغنم واضربوا لي معكم بسهم[14].

8 – عن ابن عباس – رضي الله عنهما - أن نفراً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم مروا بماء فيهم لديغ – أو سليم – فعرض لهم رجل من أهل الماء فقال: هل فيكم راق؟ إن في الماء رجلاً لديغاً – أو سليماً – فانطلق رجل منهم فقرأ بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ، فجاء بالشاء إلى أصحابه فكرهوا ذلك، وقالوا: أخذت على كتاب الله أجراً، وفي رواية: فلما قدموا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قالوا: يا رسول الله أخذ على كتاب الله أجراً، قال الرجل: يا رسول الله، إنا مررنا بحي من أحياء العرب فيهم لديغ – أو سليم – فانطلقت فرقيته بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله[15].

9 – عن خارجة بن الصلت التميمي عن عمه[16] أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فأسلم، ثم أقبل راجعاً من عنده، وفي رواية: أقبلنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتينا على حي من العرب فقالا: أنبئنا أنكم جئتم من عند هذا الرجل، وفي رواية الحبر بخير، فهل عندكم دواء أو رقية أو شيء، فإن عندنا معتوهاً[17] في القيود، وفي رواية: فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد، قال: فقلنا: نعم. فجاءوا بالمعتوه في القيود، قال: فقرأت بفاتحة الكتاب، وفي رواية: فرقيته بفاتحة الكتاب، ثلاثة أيام غدوة وعشية أجمع بزاقي ثم أتفل، قال: فكأنما نشط من عقال، قال: فأعطوني جعلاً، وفي رواية: فأعطوني مائة شاة، فقلت: لا، حتى أسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته فقال: كُلْ لعمري[18] مَنْ أَكَلَ بِرُقْيةِ باطلٍ، لَقد أَكَلْتَ بِرقيةِ حَقٍّ، وفي رواية: خُذْها فلعمري لمنْ أَكَلَ برقيةِ باطلٍ، لقدْ أكَلْتَ برقيةِ حَقٍّ[19].

10 – عن السائب بن يزيد قال: عوذني رسول الله صلى الله عليه وسلم بفاتحة الكتاب تفلاً[20].

والحديث أصله في الصحيحين، قال البخاري: حدثنا عبدالرحمن بن يونس، قال: حدثنا حاتم بن إسماعيل عن الجعد، قال: سمعت السائب بن يزيد يقول: ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن ابن أختي وَقِعٌ – قال الحافظ في الفتح: الوقع بكسر القاف وجع في القدمين، فمسح برأسي ودعا لي بالبركة... الحديث[21] وأخرجه في عدة مواضع. وأخرجه مسلم[22]. والرقية بالفاتحة ثابتة ومعلومة، ورقية النبي صلى الله عليه وسلم لنفسه ولغيره ثابتة أيضاً في أحاديث كثيرة.

11 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بـ أم القرآن فهي خداج، غير تمام قالها ثلاثاً، فقيل لأبي هريرة: إنا نكون وراء الإمام؟ فقال: اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل. فإذا قال العبد: الحمد لله رب العالمين. قال الله تعالى: حمدني عبدي. وإذا قال: الرحمن الرحيم. قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي. وإذا قال: مالك يوم الدين. قال مجَّدني عبدي. وقال مرّة: فَوَّض إليّ عبدي. فإذا قال: إياك نعبد وإياك نستعين. قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين. قال: هذا لعبدي ولعبدي ما سأل[23].

يقول النووي في شرح صحيح مسلم: قوله سبحانه قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين الحديث، قال العلماء: المراد بالصلاة هنا الفاتحة، سميت بذلك لأنها لا تصح الصلاة إلا بها، كقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح: الحج عرفة ففيه دليل على وجوبها بعينها في الصلاة، قال العلماء: والمراد قسمتها من جهة المعنى؛ لأن نصفها الأول تحميد لله تعالى، وتمجيد، وثناء عليه، وتفويض إليه، والنصف الثاني سؤال وتضرع وافتقار[24].

ويقول الواحدي: وما أسنى هذه الفضيلة إذ لم يرد في شيء من القرآن هذه المقاسمة التي رويت في الفاتحة بين الله تعالى وبين العبد[25].

ويكفي في هذا الحديث العظيم قوله – سبحانه وتعالى - هذا لعبدي ولعبدي ما سأل فأيّ فضل ونعمة أن يعطي الله العبد ما سأل – فليتأمل!، نسأل الله الكريم من فضله وكرمه؛ وسورة الفاتحة مشتملة على مجامع الخير كله في الدنيا والآخرة.

12 – عن أبي بن كعب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أنزل الله في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الفرقان مثل أم القرآن، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أوتيت، وهي مقسومة بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل[26].

13 – عن عبدالله بن عباس – رضي الله عنهما – قال: بينا جبريل قاعد مع النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً[27] من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم. فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلَّم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته[28].

وفي هذا الحديث الشريف يبين لنا النبي صلى الله عليه وسلم طرفاً من فضائل سورة الفاتحة، وخواتيم سورة البقرة، وبُشِّر صلى الله عليه وسلم بهذين النورين ولم يعطهما أحد قبله، وهما دعاء مستجاب؛ حيث قال له جبريل عليه السلام: لن تقرأ بحرف منهما إلا أوتيته، فأيُّ فضل وخاصية بعد هذا كله! وفي ذلك من الخير العظيم، والفضل الكبير ما لا يخفى فليتأمل!.

ومن الأحاديث المرسلة في خواص سورة الفاتحة:

1 – عن عبدالملك بن عمير[29] قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاتحة الكتاب شفاء من كل داء[30].

2 – عن أبي سليمان زيد بن وهب[31] قال: مر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض غزوهم على رجل قد صرع، فقرأ بعضهم في أذنه بأم القرآن فبرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هي أم القرآن، وهي شفاء من كل داء[32].

الدراسة والتعليق:

بعد عرض هذه الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في خواص سورة الفاتحة، يظهر من خلال تأملها، وإمعان النظر فيها ثبوت خاصية سورة الفاتحة، وتحقق الانتفاع بها، فقد جعل الله تعالى القرآن الكريم من أنجع أسباب شفاء أمراض القلوب والأبدان من الوهم والشك والجهل والزيغ والضلال، والضعف والكسل والعجز، وهذا ظاهر في عموم قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ} [سورة يونس: 57]. وقوله تعالى: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ} [سورة الإسراء: 82].

وبعد هذا فلا بد من الأخذ بالأسباب التي يتحقق بها الحصول على هذه الخواص العظيمة لهذا القرآن الكريم، مع تحقيق الضوابط والآداب الشرعية التي يحصل بها غاية الانتفاع بخواص القرآن الكريم، والبعد كل البعد عن الوقوع في المحاذير الشرعية التي تمنع من الحصول على هذه الخواص القرآنية العظيمة، وتحول دونها، وذلك أثناء العمل بخواص القرآن الكريم.

ففي الحديث الأول عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – تظهر مكانة سورة الفاتحة من بين سور القرآن الكريم، في قوله صلى الله عليه وسلم: لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن... الحمد لله رب العالمين، وهي السبع المثاني، والقرآن العظيم الذي أوتيته.

فقد نص الحديث على أنها أعظم السور في القرآن الكريم، وهذا مما يبيِّن عظم خاصيتها من بين سور القرآن الكريم.

والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم: لأعلمنك سورة هي أعظم السور في القرآن معناه: أن ثوابها أعظم من غيرها.

والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم: هي السبع الثماني يعني: سورة الفاتحة، فهي سبع آيات، وقيل: إن المراد بالسبع الثاني أيضاً هي السبع الطوال.

وفي تسميتها بالمثاني يقول الحافظ ابن حجر – يرحمه الله – :

واختلف في تسميتها مثاني فقيل: لأنها تثنى في كل ركعة أي تعاد، وقيل: لأنها يثنى بها على الله تعالى، وقيل: لأنها استثنيت لهذه الأمة لم تنزل على من قبلها[33].

ويقول السيوطي – يرحمه الله – :

ورد تسميتها بذلك في الحديث المذكور، وأحاديث كثيرة.

أما تسميتها سبعاً: فلأنها سبع آيات، وقيل: فيها سبعة آداب، في كل آية أدب، وفيه بُعد. وقيل: لأنها خلت من سبعة أحرف: الثاء، والجيم، والخاء، والزاي، والشين، والظاء، والفاء، وهذا أضعف مما قبله؛ لأن الشيء إنما يسمى بشيء وجد فيه لا بشيء فقد منه.

وأما المثاني: فيحتمل أن يكون مشتقاً من الثناء، لما فيها من الثناء على الله تعالى، ويحتمل أن يكون من الثُّنيا؛ لأن الله استثناها لهذه الأمة، ويحتمل أن يكون من التثنية، قيل: لأنها تثنَّى في كل ركعة. ويقويه ما أخرجه ابن جرير بسند حسن عن عمر قال: السبع المثاني فاتحة الكتاب، تثنى في كل ركعة. وقيل: لأنها تثنّى بسورة أخرى. وقيل: لأنها نزلت مرتين، وقيل: لأنها على قسمين ثناء ودعاء، وقيل: لأنها كلما قرأ العبد منها آية ثناه الله بالإخبار عن فعله، كما في الحديث – يعني قوله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل، فإذا قال العبد الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى: حمدني عبدي،... إلى آخر الحديث، وقيل: لأنها اجتمع فيها فصاحة المباني، وبلاغة المعاني، وقيل غير ذلك[34].

والمراد بقوله صلى الله عليه وسلم: والقرآن العظيم الذي أوتيته يعني: عظم القدر بالثواب المترتب على قراءتها، وإن كان غيرها أطول منها؛ وذلك لما اشتملت عليه من المعاني المناسبة لذلك[35].

يقول القرطبي – رحمه الله - :

القرآن العظيم سميت بذلك لتضمنها جميع علوم القرآن، وذلك أنها تشتمل على الثناء على الله – عز وجل – بأوصاف كماله وجلاله، وعلى الأمر بالعبادات والإخلاص فيها، والاعتراف بالعجز عن القيام بشيء منها إلا بإعانته تعالى، وعلى الابتهال إليه في الهداية إلى الصراط المستقيم، وكفاية أحوال الناكثين، وعلى بيانه عاقبة الجاحدين[36].

وفي الحديث الثاني عن أبي هريرة – رضي الله عنه – يقول صلى الله عليه وسلم عن سورة الفاتحة: أم القرآن هي السبع المثاني والقرآن العظيم.

وفي رواية الترمذي: الحمد لله أم القرآن وأم الكتاب والسبع المثاني وقال: هذا حديث حسن صحيح. وعند البخاري: وسميت أم الكتاب لأنه يبتدأ بكتابتها في المصاحف، ويبدأ بقراءتها في الصلاة[37].

وقيل: سميت أم القرآن لأنها أوله ومتضمِّنة لجميع علومه، وبه سميت مكة أم القرى لأنها أول الأرض ومنها دُحيت، ومنه سميت الأم أمّاً لأنها أصل النسل...إلخ[38].

ومن أسماء سورة الفاتحة أيضاً:

الشفاء، والرقية، والوافية، والكافية، والصلاة، والحمد، وفاتحة الكتاب؛ لأنه تفتتح قراءة القرآن بها لفظاً، وتفتتح بها الكتابة في المصحف خطّاً، وتفتتح بها الصلوات[39]وفي هذه الأسماء المذكورة ما يدل على خاصية سورة الفاتحة.

وفي الحديث الثالث عن أبي هريرة، عن أبي بن كعب – رضي الله عنهما – قوله صلى الله عليه وسلم: تحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها...، والذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيته....

والذي يظهر أن هذه القصة التي وردت في الحديث الأول عن أبي سعيد بن المعلّى، وفي الحديث الثالث – هنا – عن أبي هريرة – رضي الله عنهم – وقعت لأبي سعيد بن المعلّى، ولأبي بن كعب - رضي الله عنهم – وقد نص على ذلك الحافظ ابن حجر – يرحمه الله – في الفتح بقوله: وجمع البيهقي بأن القصة وقعت لأبيّ بن كعب، ولأبي سعيد بن المعلَّى، ويتعين المصير إلى ذلك لاختلاف مخرج الحديثين واختلاف سياقهما... [40].

وفي هذا الحديث دليل على عظم هذه السورة الفاتحة، وخاصيتها العظيمة حيث لم ينزل في الكتب السابقة مثلها، وهذا دليل على فضلها وعظم شأنها، ويصدِّق ذلك ويؤكده إقسام النبي عليه الصلاة والسلام على ذلك في قوله عليه الصلاة والسلام: والذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها... الحديث.

وفي الحديث الرابع عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – أخبره النبي صلى الله عليه وسلم أن سورة الفاتحة هي أفضل القرآن الكريم، والتفضيل من حيث المعنى لا من حيث الصفة؛ ومما لا شك فيه أن المعاني تتفاوت وتتفاضل وهذا محسوس وظاهر في سور القرآن الكريم وآياته فقد تشتمل هذه السور أو الآية على المعاني التي لا تشتمل عليها السورة أو الآية الأخرى وهكذا؛ وهذا لا يعني أو لا يشعر بنقص المفضول فكلام الله – عز وجل – لا نقص فيه[41].

وفي كون سورة الفاتحة أفضل القرآن الكريم ما يدل – أيضاً – على خاصيتها وثبوت نفعها، بإذن الله تعالى.

وفي الحديث الخامس عن عبدالله بن جابر – رضي الله عنه – ذكر عليه الصلاة والسلام أن سورة الفاتحة هي خير سورة في القرآن الكريم، قال صلى الله عليه وسلم: ألا أخبرك يا عبدالله بن جابر بخير سورة في القرآن الكريم؟ قلت: بلى يا رسول الله، قال: اقرأ الحمد لله رب العالمين حتى تختمها.

وهذه الخيريَّة التي خصت بها سورة الفاتحة تدل على عظم شأنها وبركتها، وتحقق النفع بها، وتدل على خاصيتها من بين سور القرآن الكريم.

والقرآن الكريم كله خير وشفاء ورحمة للمؤمنين؛ ولكن سورة الفاتحة تشتمل على المعاني التي في القرآن الكريم من الثناء على الله تعالى، والتعبد بالأمر والنهي، وفيها ذكر الذات والصفات والأفعال، واشتمالها على ذكر المبدأ والمعاد والمعاش، وهذه الأوصاف والمعاني تتفاوت وتتفاضل بين سور القرآن الكريم؛ مع أن الكل مشترك في الصفة وهو كونه كلام الله تعالى؛ ولا يعني هذا الوصف النقص في كلام الله – عز وجل – فالكل كلام الله، وكل من عند ربنا سبحانه وتعالى.

وفي الحديث السادس عن أبي هريرة – رضي الله عنه – يصف لنا عليه الصلاة والسلام سورة الفاتحة بأنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني، قال عليه الصلاة والسلام عن هذه السورة: فإنها أم القرآن، وأم الكتاب، والسبع المثاني... الحديث.

وهذه الأوصاف الكريمة تظهر عظم هذه السورة وأهميتها، وعظيم نفعها، ووضوح خاصيتها من بين سور القرآن الكريم، فقد جمعت هذه الأوصاف الجليلة؛ فحريٌّ بالمسلم أن يعطيها من الاهتمام ومزيد العناية فيما يعود عليه بالخير والنفع – بإذن الله تعالى – في أمور دينه ودنياه.

وفي خاتمة الحديث عن هذه الأحاديث النبوية عن سورة الفاتحة يتضح جليًّا ظهور الخواص القرآنية في هذه السورة الكريمة، التي جمعت من الصفات والمعاني ما دلت عليه الأحاديث الصحيحة – المتقدمة – فهي أعظم سورة في القرآن الكريم، وهي السبع المثاني والقرآن العظيم الذي أعطيه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وهي أم القرآن، وهي التي قال عنها صلى الله عليه وسلم وأقسم على ذلك: والذي نفسي بيده ما أنزلت في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها... الحديث، وهي أفضل القرآن الكريم، وهي خير سورة في القرآن الكريم، وهي أم الكتاب، فهل بعد هذه الأوصاف شك في خاصيتها، وثبوت نفعها – بإذن الله تعالى -؟!

قال الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ} [سورة يونس: 58].

قال ابن عباس – رضي الله عنهما -: فضل الله: الإسلام، ورحمته: أن جعلكم من أهل القرآن[42].

نسأل الله الكريم من فضله، وأن يجعلنا من أهل القرآن، وأن ينفعنا بالقرآن.

وفي الحديث السابع عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – في قصة الرجل اللديغ، والشاهد منه: فانطلق يمشي وما به قَلَبَة.

ثم بعد ذلك ختم الحديث بقوله صلى الله عليه وسلم: وما يدرك أنها رقية؟ أصبتم واقسموا لي معكم بسهم.

وقد بَوَّب البخاري[43] – يرحمه الله – لهذه السورة في كتاب الطب بقوله: باب الرقى بفاتحة الكتاب وفي هذه الترجمة من المعنى ما لا يخفى!.

ومما ينتبه له – أيضاً – في نص الحديث قوله: فأتيته فجعلت أمسحه وأقرأ عليه فاتحة الكتاب وأرددها، وفي رواية: سبع مرات، ويجمع بزاقه فكانت النتيجة والأثر قوله: فكأنما نُشِط من عقال، فانطلق يمشي وما به قلبة.

فالمتأمل في هذا الحديث يظهر له مدى تأثير فاتحة الكتاب في جلب المنافع، ودفع المضار أو رفعها، وكيف أثرت في حال هذا اللديغ، بل تحقق النفع ورفع الأذى والضرر، وأبدلت حال السقم بحال العافية – بإذن الله تعالى – فهي رقية نافعة.

ولا غرو فهي كلام الله – عز وجل – الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، وهو الشفاء التام، والرحمة العامة، والهدى البيّن للمؤمنين، وهذا من كرم الله ولطفه بعباده سبحانه وتعالى.

وفي الحديث الثامن عن ابن عباس – رضي الله عنهما – وهو في قصة اللديغ أيضاً، وأنها وقعت لهم مع الذي لدغ، وهي تدل على نفس المعنى السابق الذي ذكر في حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – ولكن في تعدد الروايات والألفاظ من الفائدة ما لا يخفى، والشاهد في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – قوله: فانطلقت فرقيته بفاتحة الكتاب على شاء فبرأ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحق ما أخذتم عليه أجراً كتاب الله.

وهذا مما يؤكد الرقية بفاتحة الكتاب، وأنها نافعة بإذن الله تعالى، وأن أثر قراءة سورة الفاتحة واضح في المقروء عليه، وهذا من عظيم خواص سورة الفاتحة، فلله الحمد والمنة.

وفي الحديث التاسع، عن خارجة بن الصلت، عن عمه – رضي الله عنهم – حيث ذكر قصة الرجل المعتوه، وفي رواية: رجل مجنون موثق بالحديد، والقصة في هذا الحديث قريبة من قصة اللديغ الذي ورد ذكره في حديث أبي سعيد الخدري، وابن عباس – رضي الله عنهم -؛ لكن الرجل الذي في حديث خارجة بن الصلت، عن عمه – رضي الله عنهم – في رجل مصاب في عقله، يقول الحافظ ابن حجر – يرحمه الله -:

فالذي يظهر أنهما قصتان؛ لكن الواقع في قصة أبي سعيد أنه لديغ[44].

والشاهد في حديث خارجة بن الصلت، عن عمه – رضي الله عنهم – قوله: أقبلنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأتينا على حي من العرب، فقالوا: إنكم جئتم من عند هذا الرجل – يعني النبي صلى الله عليه وسلم - بخير، فهل عندكم دواء, أو رقية، أو شيء، فإن عندنا معتوهاً في القيود... فجاءوا بالمعتوه في القيود فقرأت بفاتحة الكتاب، وفي رواية: فرقيته بفاتحة الكتاب، ثلاثة أيام غدوة وعشية أجمع بزاقي ثم أتفل، قال: فكأنما نُشِط من عقال... وهذا هو محل الشاهد في الحديث.

ثم ختم الحديث بقوله عليه الصلاة والسلام للرجل في الجُعل الذي أعطوه بقراءته على المعتوه: كل لعمري من أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق.

كل فعل أمر، وقوله: لعمري من أكل برقية باطل، أي من الناس من يأكل برقية باطل، كذكر الكواكب والاستعانة بها وبالجن، لقد أكلت برقية حق أي: بذكر الله تعالى وكلامه.

وأثر القراءة على هذا المعتوه، والذي بلغ منه الحال أن وضع في القيود، وفي رواية: موثق بالحديد، واضح جداً، فكانت النتيجة بعد القراءة عليه بسورة الفاتحة كما في الحديث: فكأنما نُشِط من عقال.

وخاصية هذه السورة المباركة واضحة الأثر، وعظيمة النفع، كما هو الحال في هذه الأحاديث المتقدمة.

وخاتمة القول عن هذه الأحاديث الثلاثة، حديث أبي سعيد الخدري، وابن عباس، وخارجة بن الصلت، عن عمه، رضي الله عنهم، وضوح الدلالة على جواز الرقية بكتاب الله – عز وجل – وما يلحق به من الأذكار والدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم، وجواز أخذ الأجر على ذلك. وثبوت خاصية سورة الفاتحة في حال اللديغ خاصة، وفي سائر الأمور عامة؛ ولكن في حال اللديغ أبلغ وأنفع فهو أمر ثابت ومجرَّب ودلت عليه السنة النبوية، كما ورد في الأحاديث المتقدمة، ولا مانع من حملها والعمل بها – يعني سورة الفاتحة – في أمور أخرى رجاء بركة القرآن الكريم، وحصول النفع، ودفع الأذى والضرر.

وفي الحديث العاشر عن السائب بن يزيد – رضي الله عنه- بيان تعويذ النبي صلى الله عليه وسلم للسائب بن يزيد – رضي الله عنه بفاتحة الكتاب يعني سورة الفاتحة تفلاً.

والحديث – كما تقدم – أصله في الصحيحين، والرقية بفاتحة الكتاب أمر ثابت، وقد مرَّ كثير من الأحاديث في ذلك، كحديث أبي سعيد الخدري، وعم خارجة بن الصلت، وغيرهما – رضي الله عنهم أجمعين.

وكونه صلى الله عليه وسلم يرقي ويعوذ بفاتحة الكتاب يدل على خاصيتها ونفعها فيما يراد بها من النفع، ورفع الأذى والضرر، وكان صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين – رضي الله عنهما – وكان يجمع كفيه وينفث فيهما بالمعوذات، ورقى عدداً من الصحابة بوضع يده، وبريقه مع التراب ونحو ذلك.

وفي تعويذ النبي صلى الله عليه وسلم لهذا الصحابي الجليل بفاتحة الكتاب حيث كان يشتكي رجله، وفي رواية: وجع، تظهر خاصية سورة الفاتحة، وفي ذلك خاصية التعويذ بها، رجاء بركتها وحصول نفعها – بإذن الله -.

وفي الحديث الحادي عشر عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، ولعبدي ما سأل... الحديث.

يظهر في هذا الحديث عظم شأن سورة الفاتحة، فهي ركن من أركان الصلاة، لا تصح الصلاة إلا بها، ويصدّق ذلك صدر هذا الحديث – كما تقدم -: من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج غير تمام، فأيّ فضل ومكانة بعد هذا كله؟! بل قسم الله – جل علا – سورة الفاتحة بينه وبين عبده نصفين، وأعظم من ذلك قوله – عز وجل -: ولعبدي ما سأل فإذا تحقق للعبد من ربه – جل وعلا – ما سأل فقد جُمع له خير الدنيا والآخرة في هذه السورة المباركة.

وهذه الصفات المذكورة في سورة الفاتحة – في هذا الحديث – تدل على خاصيتها العظيمة، ومكانتها الجليلة من بين سور القرآن الكريم.

وحريٌّ بسورة هذا شأنها أن يُستشفى بها من كل داء، وأن ينتفع بها في أمور الحياة كلها، فقد يفتح الله – جل وعلا – عليك من بركتها ونفعها وفضلها من الخير العظيم ما لا يخطر على القلب؛ ولها من اسمها نصيب فهي سورة الفاتحة، وهي مفتاح لكل خير، ومغلاق لكل شر، بإذن الله سبحانه وتعالى.

وفي الحديث الثاني عشر عن أبي بن كعب – رضي الله عنه – ما يدل على المعنى المذكور نفسه في حديث أبي هريرة المتقدم، والشاهد من حديث أبي بن كعب – رضي الله عنه – قوله عن سورة الفاتحة: وهي مقسومة بيني وبين عبدي, ولعبدي ما سأل.

وقد تقدم من توضيح خاصيتها وفضلها من خلال الحديث المتقدم ما يغني عن إعادته هنا، والله أعلم.

وفي الحديث الثالث عشر عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: بينما جبريل – عليه السلام – قاعد مع النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلَّم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منها إلا أُعطيته.

والشاهد في هذا الحديث الشريف، البشارة للنبي صلى الله عليه وسلم، ولأمته أجمعين بهذين النورين العظيمين، لم يؤتهما نبي قبل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وأيضاً لم يفتح هذا الباب من السماء، ولم ينزل هذا الملك إلى الأرض إلا لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وفي هذا من الخصوصية والفضل والبركة وعظم الشأن ما لا يخفى، فليتأمل!

ثم ختم الحديث بخير عظيم، وفضل كثير، وهو قوله: لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته، يعني: فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة.

ومن المعلوم لكل أحد عظم المعاني التي اشتملت عليها فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، إذا تدبرهما العبد المسلم، وعمل بهما، وانتفع بهديهما، فهما النور الذي يهدي إلى الصراط المستقيم، نسأل الكريم من فضله وإحسانه.

وفي الحديثين المرسلين عن عبدالملك بن عمير، وأبي سليمان – رحمهما الله تعالى – ما يدل على خاصية سورة الفاتحة، وأنها أم القرآن، وشفاء من كل داء، وقد دل على هذا المعنى الأحاديث الصحيحة الثابتة التي تدل على الرقية بفاتحة الكتاب، كما تقدم في سرد الأحاديث الصحيحة التي يظهر من خلالها ثبوت خاصيتها ونفعها، وأنها رقية نافعة في بابها بإذن الله تعالى.

ويحسن أن نختم بعد هذا كله، بكلام ابن القيم – يرحمه الله – عن سورة الفاتحة، وما فيها من الخير والبركة، وعن خاصيتها من بين سور القرآن الكريم، يقول – يرحمه الله – ما نصه:

فاتحة الكتاب: أم القرآن، والسبع المثاني، والشفاء التام، والدواء النافع، والرقية التامة، ومفتاح الغنى والفلاح، وحافظة القوة, ودافعة الهم والغم والخوف والحزن لمن عرف مقدارها وأعطاها حقها، وأحسن تنزيلها على دائه، وعرف وجه الاستشفاء والتداوي بها، والسر الذي لأجله كانت كذلك.

ولما وقع الصحابة على ذلك، رقى بها اللديغ، فبرأ لوقته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: وما أدراك أنها رقية[45].

ومن ساعده التوفيق، وأعين بنور البصيرة حتى وقف على أسرار هذه السورة، وما اشتملت عليه من التوحيد، ومعرفة الذات والأسماء والصفات والأفعال، وإثبات الشرع والقدر والمعاد، وتجريد توحيد الربوبية والإلهية، وكمال التوكل والتفويض إلى من له الأمر كله، وله الحمد كله، وبيده الخير كله، وإليه يرجع الأمر كله، والافتقار إليه في طلب الهداية التي هي أصل سعادة الدارين، وعَلِمَ ارتباط معانيها بجلب مصالحهما، ودفع مفاسدهما، وأن العاقبة المطلقة التامة، والنعمة الكاملة منوطة بها، موقوفة على التحقق بها، أغنته عن كثير من الأدوية والرُّقى، واستفتح بها من الخير أبوابه، ودفع بها من الشر أسبابه.

وهذا أمر يحتاج استحداث فطرة أخرى، وعقل آخر، وإيمان آخر، وتالله لا تجد مقالة فاسدة، ولا بدعة باطلة إلا وفاتحة الكتاب متضمنة لردها وإبطالها بأقرب الطرق وأصحِّها وأوضحها، ولا تجد باباً من أبواب المعارف الإلهية، وأعمال القلوب وأدويتها من عللها وأسقامها إلا وفي فاتحة الكتاب مفتاحُه، وموضع الدلالة عليه، ولا منزلاً من منازل السائرين إلى ربِّ العالمين إلا وبدايته ونهايته فيها.

ولعمر الله إن شأنها لأعظم من ذلك، وهو فوق ذلك. وما تحقق عبد بها، واعتصم بها، وعقل عمن تكلم بها، وأنزلها شفاء تاماً، وعصمة بالغة، ونوراً مبيناً، وفهمها وفهم لوازمَها كما ينبغي ووقع في بدعة ولا شرك، ولا أصابه مرض من أمراض القلوب إلا لماماً، غير مستقر.

هذا وإنها المفتاح الأعظم لكنوز الأرض، كما أنها المفتاح لكنوز الجنة، ولكن ليس كل واحد يحسن الفتح بهذا المفتاح، ولو أن طلاب الكنوز وقفوا على سر هذه السورة, وتحققوا بمعانيها، وركّبوا لهذا المفتاح أسناناً، وأحسنوا الفتح به؛ لوصلوا إلى تناول الكنوز من غير معاون، ولا ممانع.

ولم نقل هذا مجازفة ولا استعارة؛ بل حقيقة؛ ولكن لله تعالى حكمة بالغة في إخفاء هذا السر عن نفوس أكثر العالمين، كما له حكمة بالغة في إخفاء كنوز الأرض عنهم. والكنوز المحجوبة قد استُخدم عليها أرواحٌ خبيثة شيطانية تحول بين الإنس وبينها، ولا تقهرها إلا أرواح علوية شريفة غالبة لها بحالها الإيماني، معها منه أسلحة لا تقوم لها الشياطين، وأكثر نفوس الناس ليست بهذه المثابة، فلا يقاوم تلك الأرواح ولا يقهرها، ولا ينال من سلبها شيئاً، فإن من قتل قتيلاً فله سلبه[46].

خاصية سورة الفاتحة، وطريقة العمل بها، وكيفية الاستفادة منها

من خلال – ما تقدم ذكره – من الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في خواص سورة الفاتحة، تظهر جلياً خاصية سورة الفاتحة؛ وأنها رقية نافعة – بإذن الله تعالى – فهي أعظم سورة في القرآن الكريم، وهي القرآن العظيم، والسبع المثاني، قال تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَاكَ سَبْعًا مِّنَ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنَ الْعَظِيمَ} [سورة الحجر: 87]، وهي أم القرآن، وأم الكتاب، وهي التي لم ينزل في التوراة ولا في الإنجيل ولا في الزبور ولا في الفرقان مثلها، وهي أفضل القرآن، وهي خير القرآن، فهل بعد هذه الأوصاف الكريمة وصف؟! وهل بعد هذه الخاصية الشريفة خاصية؟!

فقد جمعت هذه السورة المباركة بين العظمة، والفضل، والخير، ونحو ذلك من الخواص الكريمة ما لم يكن في غيرها من سور القرآن الكريم.

وحقيق بسورة جمعت مثل هذه الأوصاف – كما تقدم – أن ينتفع بها في كل شيء من أمور الدنيا والآخرة.

وفي حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – تظهر خاصية هذه السورة الكريمة، وأنه يستشفى بها من كل داء، وفي اللديغ والمعتوه خاصة كما ثبت في حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - وخارجة بن الصلت عن عمه – كما سيأتي إن شاءالله - .

فهذا سيد الحي لدغ، فسعوا له بكل شيء – من طلب للدواء – لا ينفعه شيء، حتى جاءوا إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية: فجاءت جارية فقالت: إن سيد الحي سليم، وفي رواية أخرى: هل فيكم من يرقي من العقرب؟ فعمد هذا الصحابي الجليل إلى سورة الفاتحة، فجعل يتفل ويقرأ: {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} سورة الفاتحة، وفي رواية: فأتيته فجعلت أمسحه وأقرأ فاتحة الكتاب وأرددها، وفي رواية أخرى: سبع مرات ويجمع بزاقه، فكانت النتيجة المباركة كما دلَّ عليها الحديث الشريف، فكأنما نشط من عقال، فانطلق يمشي وما به من قلبة.

ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بقوله: وما يدريك أنها رقية؟، أصبتم، خذوا الغنم واضربوا لي معكم بسهم، فبين لهم صلى الله عليه وسلم أنها رقية، وأقرهم على فعلهم المذكور في الحديث.

فليتأمل ظهور خاصية سورة الفاتحة في هذا الحديث، وكيف عمل بها هذا الراقي، فتحقق بذلك الاستفادة منها في شفاء هذا اللديغ – بإذن الله تعالى – وبركة هذه السورة المباركة، فهي الرقية النافعة، والشفاء التام بإذن الله تعالى من كل داء، وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهذا العمل.

وهذا النفع متحقق في سورة الفاتحة، ويدل عليه ما جاء في بعض الروايات لهذا الحديث: فلما رجع – يعني الراقي – قلنا له: أكنت تحسن الرقية، أو كنت ترقي؟ قال: لا، ما رقيت إلا بأم الكتاب – يعني سورة الفاتحة، ونحو هذه القصة والرواية، وظهور خاصية سورة الفاتحة، وطريقة العمل بها، وكيفية الاستفادة منها، ما جاء في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – ما يغني عن إعادته هنا – والله تعالى أعلم -.

وفي حديث خارجة بن الصلت، عن عمه – رضي الله عنهما – تظهر لنا خاصية سورة الفاتحة، في حالة أخرى، وهي في الرجل المعتوه – الذي قد أصيب في عقله – كما في رواية الحديث: أقبلنا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتينا على حي من أحياء العرب، فقالوا: أنبئنا أنكم جئتم من عند هذا الرجل بخير، فهل عندكم دواء، أو رقية، أو شيء؟ فإن عندنا معتوهاً في القيود، وفي رواية: فمر على قوم عندهم رجل مجنون موثق بالحديد.

والشاهد في هذا الحديث: أن الرجل قد أصيب في عقله، وبلغت به الحال حتى جعلوه في القيود، وفي رواية: موثق بالحديد، وهذا يدل على حالة شديدة جعلت الحال تصل بهم إلى تلك الحالة المذكورة بهذا المعتوه، من شدة ما يجد هذا الرجل، وشدة الحال التي يمر بها، نسأل الله العافية والسلامة.

فكان الدواء الشافي، والعلاج النافع – بإذن الله تعالى – هذه السورة المباركة، كما جاء في رواية الحديث: فجاءوا بالمعتوه في القيود، قال: فقرأت بفاتحة الكتاب، وفي رواية: فرقيته بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية، أجمع بزاقي ثم أتفل، قال: فكأنما نشط من عقال.

فليتأمل في حال هذا الرجل الموثق بالحديد، الذي قد أصيب في عقله قبل القراءة عليه بفاتحة الكتاب، وبعد القراءة عليه، كانت النتيجة واضحة، والعاقبة حسنة، فلله الحمد والمنّة.

ثم ختم النبي صلى الله عليه وسلم الحديث بعد السؤال عن الجُعل الذي أعطي إياه مقابل القراءة على هذا المعتوه فقال: كل لعمري، وفي رواية: خذها فلعمري لمن أكل برقية باطل، لقد أكلت برقية حق.

فيظهر بهذا العمل تمام ظهور خاصية سورة الفاتحة، وكيفية العمل بها في مثل هذه الحال الشديدة، التي مرَّ بها هذا المعتوه، وطريقة الاستفادة من هذه السورة المباركة حيث قرأ عليه بفاتحة الكتاب، وفي كيفية أخرى: فرقيته بفاتحة الكتاب ثلاثة أيام غدوة وعشية أجمع بزاقي ثم أتفل، فأصبحت حال هذا المعتوه بعد القراءة عليه كما تصوّر لنا رواية الحديث: فكأنما نشط من عقال وهذا من بركة القرآن الكريم.

ونفع سورة الفاتحة، وخاصيتها يشمل هذه الحال المذكورة اللديغ – المعتوه وغيرها من الأحوال الأخرى؛ فهي سورة مباركة، نافعة – بإذن الله تعالى – في كل باب من أبواب الخير والبركة، وإن كانت في حال اللديغ والمعتوه والمريض من باب أولى كما دلت على ذلك الأحاديث النبوية الصحيحة في هذا الباب.

فهي السورة التي كان يعوِّذ بها الرسول صلى الله عليه وسلم نفسه وغيره، وهي السورة التي قسمها الله – عز وجل – بينه وبين عبده نصفين، ثم قال – عز وجل -: ولعبدي ما سأل، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه.

فأي فضل بعد هذا، وأي خاصية بعد هذه؟! فهي السورة الجامعة لكل خير، والشافية من كل شر – بإذن الله تعالى -.

وهي النور الذي بشَّر به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يؤت ذلك النور، وتلك البشارة لأحد من الأنبياء – صلوات الله وسلامه عليهم – إلا لمحمد صلى الله عليه وسلم، كما جاء ذلك في حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: بينما جبريل قاعد مع النبي صلى الله عليه وسلم سمع نقيضاً من فوقه، فرفع رأسه، فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض لم ينزل قط إلا اليوم، فسلَّم وقال: أبشر بنورين أوتيتهما لم يؤتهما نبي قبلك فاتحة الكتاب، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته.

وفي هذين الحديثين: حديث أبي هريرة وابن عباس رضي الله عنهم من الدلالة على الخير والبركة والفضل لهذه السورة الكريمة، وبيان خاصيتها، وثبوت نفعها، ما لا يخفى، ولله الحمد والمنة.

فحريٌّ بكل مسلم بعد هذا الفضل والخير والبركة – في هذه السورة المباركة أن يستعملها، ويقرأ بها رجاء بركتها ونفعها – بإذن الله تعالى – في كل أحواله، وجميع شؤون حياته، مع الصدق والإخلاص، وحسن التوكل على الله، والعمل على تدبر كتاب الله – عز وجل – هنالك يأتيه الخير والفضل من كل جانب، كيف لا؟! وهي كلام الله – عز وجل – الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

يقول القرطبي – يرحمه الله – حول خواص هذه السورة:

فدل هذا على أن السورة بأجمعها رقية؛ لأنها فاتحة الكتاب ومبدؤه، ومتضمنة لجميع علومه... [47].

ويقول ابن القيم – يرحمه الله – حول خواص هذه السورة – أيضاً -:

إذا ثبت أن لبعض الكلام خواص ومنافع، فما الظن بكلام رب العالمين، ثم بالفاتحة التي لم ينزل في القرآن ولا غيره من الكتب مثلها، لتضمنها جميع معاني الكتاب، فقد اشتملت على ذكر أسماء الله ومجامعها.

وحقيق بسورة هذا بعض شأنها أن يُستشفى بها من كل داء، ويرقى بها اللديغ...

ويقول أيضاً: ومن المعلوم أيضاً أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجرَّبة، فما الظن بكلام رب العالمين... الذي هو الشفاء التام، والعصمة النافعة، والنور الهادي، والرحمة العامة...، ولو أحسن العبد التداوي بالفاتحة لرأى تأثيراً عجيباً في الشفاء[48].

ويقول ابن مفلح – يرحمه الله – حول هذا الموضوع خواص سورة الفاتحة:

ففي هذا الخبر – يعني الرقية بالفاتحة – أنه يستحب أن يقرأ بالفاتحة على كل وجع ومرض.

ويقول أيضاً: تضمنت السورة شفاء القلوب، كما تضمنت شفاء الأبدان[49].

وحول تأثير سورة الفاتحة، والرقية بها في علاج ذوات السموم والسر في النفث والتفل يقول ابن القيم – يرحمه الله – ما نصه:

وفي تأثير الرقى بالفاتحة وغيرها في علاج ذوات السموم سِر بديع، فإن ذوات السموم أثرت بكيفيات نفوسها الخبيثة، كما تقدم، وسلاحها حُماتها التي تلدغُ بها، وهي لا تلدغ حتى تغضب، فإذا غضبت، ثار فيها السم، فتقذفه بآلتها، وقد جعل الله سبحانه لكل داء دواء، ولكل شيء ضِدّاً، ونفس الراقي تفعلُ في نفس الراقي، فيقعُ بين نفسيهما فعل وانفعال، كما يقع بين الداء والدواء، فتقوى نفس المرقي وقوته بالرقية على ذلك الداء، فيدفعه بإذن الله، ومدار تأثير الأدوية والأدواء على الفعل والانفعال، وهو كما يقع بين الداء والدواء الطبيعيين، يقع بين الداء والدواء الروحانيين، والروحاني، والطبيعي، وفي النفث والتفل استعانة بتلك الرطوبة والهواء، والنَّفَس المباشر للرقية، والذكر والدعاء، فإن الرقية تخرُج من قلب الراقي وفمه، فإذا صاحبها شيءٌ من أجزاء باطنه من الريق والهواء والنَّفَس، كانت أتم تأثيراً، وأقوى فعلاً ونفوذاً، ويحصل بالازدواج بينهما كيفية مؤثرة شبيهة بالكيفية الحادثة عند تركيب الأدوية.

وبالجملة: فنَفَس الراقي تُقابل تلك النفوس الخبيثة، وتزيد بكيفية نَفَسه، وتستعين بالرقية وبالنفث على إزالة ذلك الأثر، وكلما كانت كيفية نَفَس الراقي أقوى، كانت الرقية أتم، واستعانته بنفثه كاستعانة تلك النفوس الرديئة بلسعها.

وفي النفث سر آخر، فإنه مما تستعين به الأرواح الطيبة والخبيثة، ولهذا تفعله السحرة كما يفعله أهل الإيمان، قال تعالى: {وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ} وذلك لأن النفس تتكيف بكيفية الغضب والمحاربة، وتُرسل أنفاسها سهاماً لها، وتمدها بالنفث والتفل الذي معه شيء من الريق مصاحب لكيفية مؤثرة، والسواحر تستعين بالنفث استعانة بينة، وإن لم تتصل بجسم المسحور، بل تنفث على العقدة وتعقدها، وتتكلم بالسحر، فيعمل ذلك في المسحور بتوسط الأرواح السفلية الخبيثة، فتقابلها الروح الزكية الطيبة بكيفية الدفع والتكلم بالرقية، وتستعين بالنفث، فأيهما قوي كان الحكم له، ومقابلة الأرواح بعضها لبعض، ومحاربتها وآلتها من جنس مقابلة الأجسام، ومحاربتها وآلتها سواء، بل الأصل في المحاربة والتقابل للأرواح والأجسام آلتها وجندها، ولكن من غلب عليه الحس لا يشعر بتأثيرات الأرواح وأفعالها وانفعالاتها لاستيلاء سلطان الحس عليه، وبُعده من عالم الأرواح، وأحكامها، وأفعالها.

والمقصود: أن الروح إذا كانت قوية وتكيَّفت بمعاني الفاتحة، واستعانت بالنفث والتفل، قابلت ذلك الأثر الذي حصل من النفوس الخبيثة، فأزالته والله أعلم[50].

وقد قيل: إن موضع الرقية منها – يعني سورة الفاتحة -: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ولا ريب أن هاتين الكلمتين من أقوى أجزاء هذا الدواء، فإن فيهما من عموم التفويض والتوكل، والالتجاء والاستعانة، والافتقار والطلب، والجمع بين أعلى الغايات، وهي عبادة الرب وحده، وأشرف الوسائل وهي الاستعانة به على عبادته ما ليس في غيرها، ولقد مرّ بي وقت بمكة سقِمتُ فيه، وفقدت الطبيب والدواء، فكنت أتعالج بها، آخذ شربة من ماء زمزم، وأقرؤها عليها مراراً، ثم أشربه، فوجدت بذلك البرد التام، ثم صرت أعتمد ذلك عند كثير من الأوجاع، فأنتفع به غاية الانتفاع[51].

الأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة في خواص سورة الفاتحة

1 – عن أبي بن كعب – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما مسلم قرأ فاتحة الكتاب أعطي من الأجر كأنما قرأ ثلثي القرآن، وأعطي من الأجر كأنما تصدق على كل مسلم ومسلمة... [52].

2 – عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن القوم ليبعث عليهم العذاب حتماً مقضياً، فيقرأ صبي من صبيانهم في الكتاب: الحمد لله رب العالمين، فيرفع الله عنهم العذاب أربعين سنة[53].

3 – عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن فاتحة الكتاب، وآية الكرسي، والآيتين من آل عمران {شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ وَالْمَلاَئِكَةُ وَأُوْلُواْ الْعِلْمِ قَآئِمَاً بِالْقِسْطِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ {3/18} إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ} و {قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ {3/26} تُولِجُ اللَّيْلَ فِي الْنَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الَمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَن تَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ} معلقات بالعرش.

يقلن: يا رب: تهبطنا إلى أرضك، وإلى من يعصيك؟ قال الله: بي حلفت لا يقرؤكن أحد من عبادي دبر كل صلاة إلا جعلت الجنة مثواه، وإلا أسكنته حظيرة القدس، وإلا قضيت له كل يوم سبعين حاجة أدناها المغفرة، وإلا نصرته من كل عدو، وأعذته منه[54].

4 – عن أبي أيوب – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لما نزلت {الْحَمْدُ للّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، وآية الكرسي، و{شَهِدَ اللّهُ} [سورة آل عمران: 18] و{ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ} إلى {بِغَيْرِ حِسَابٍ} [سورة آل عمران: 26] تعلقن بالعرش وقلن: أنزلتنا على قوم يعملون بمعاصيك؟ فقال: وعزتي وجلالي وارتفاع مكاني لا يتلوكن عبد دبر كل صلاة مكتوبة إلا غفرت له ما كان فيه، وأسكنته جنة الفردوس، ونظرت إليه كل يوم سبعين مرة، وقضيت له سبعين حاجة أدناها المغفرة[55].

5 – عن معقل بن يسار – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اعملوا بالقرآن، أحلوا حلاله، وحرموا حرامه، واقتدوا به، ولا تكفروا بشيء منه، وما تشابه عليكم فردوه إلى الله وإلى أولي الأمر من بعدي كما يخبروكم، وآمنوا بالتوراة والإنجيل والزبور وما أوتي النبيون من ربهم، وليسعكم القرآن وما فيه من البيان، فإنه شافع مشفع، وماحِلٌ مُصَدَّق[56]، ألا وإن لكل آية منه نوراً يوم القيامة، ألا وإني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول، وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى، وأعطيت فاتحة الكتاب، وخواتيم البقرة من تحت العرش، والمفصل نافلة[57].

6 – عن علي – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاتحة الكتاب أنزلت من كنز تحت العرش[58].

7 – عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات[59].

8 – عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: فاتحة الكتاب شفاء من السم، وفي بعض الروايات: شفاء من كل داء[60].

9 – عن عمران بن الحصين – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فاتحة الكتاب، وآية الكرسي لا يقرؤهما عبد في دار فيصيبهم ذلك اليوم عين إنس أو جن[61].

10 – عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا وضعت جنبك على الفراش، وقرأت بفاتحة الكتاب، و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فقد أمنت من كل شيء إلا الموت[62].

11 – عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: مر معاذ بن جبل – رضي الله عنه – برجل لسعته حيّة، أو لدغته عقرب، فوضع يده على اللسعة ثم قال: بسم الله الرحمن الرحيم، ثم قرأ الحمد لله، فبرأ الرجل وأذهب الله عنه الداء، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم فقال: والذي بعثني بالحقّ! لو قرأت على كل داء بين السماء والأرض لشفى الله صاحبه وأذهب عنه الداء[63].

12 – عن رجاء الغنوي[64] – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استشفوا بما حمد الله به نفسه قبل أن يحمده خلقه، وبما مدح الله به نفسه {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} و{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} فمن لم يشفه القرآن فلا شفاه الله[65].

وبنحو هذا الحديث المذكور ما روي عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: من استشفى بغير القرآن؛ فلا شفاه الله تعالى.

قال الألباني – يرحمه الله -: موضوع.

قلت – يعني الألباني – يرحمه الله - : وأصل هذا اللفظ في الحديث الذي قبله – يعني الحديث عن رجاء الغنوي – رضي الله عنه – السابق[66].

وأخرج الثعلبي بسنده عن الحسن قال: أنزل الله عز وجل مائة وأربعة كتب من السماء, أودع علومها أربعة: التوراة والإنجيل والزبور والفرقان، ثم أودع علوم هذه الأربعة القرآن، ثم أودع علوم القرآن المفصّل، ثم أودع علوم المفصل فاتحة الكتاب، فمن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع كتب الله المنزلة، ومن قرأها فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان[67].

وأخرج الثعلبي أيضاً بسنده قال: إن رجلاً أتى الشعبي فشكا إليه وجع الخاصرة، فقال: عليك بأساس القرآن. قال: وما أساس القرآن؟ قال: فاتحة الكتاب. قال الشعبي: سمعت عبدالله بن عباس – رضي الله عنهما – غير مرة يقول: إن لكل شيء أساساً، وأساس العمارة مكة؛ لأنها منها دُحيت الأرض، وأساس السموات غريباً – أو عريباً – وهي السماء السابعة، وأساس الأرض عجيباً، وهي الأرض السابعة السفلى، وأساس الجنان جنة عدن، وهي سرّة الجنان، وعليها أُسست الجنان، وأساس النار جهنم، وهي الدركة السابعة السفلى وعليها أسست الدركات، وأساس الخلق آدم عليه السلام، وأساس الأنبياء نوح عليه السلام، وأساس بني إسرائيل يعقوب، وأساس الكتب القرآن، وأساس القرآن الفاتحة، وأساس الفاتحة بسم الله الرحمن الرحيم فإذا اعتللت أو اشتكيت فعليك بالفاتحة تشفى[68].

وأخرج الغافقي[69] بسنده عن ابن عباس – رضي الله عنهما – قال: مرض الحسن أو الحسين من حمّى في بدنه، فاغتم لذلك النبي صلى الله عليه وسلم فنزل عليه جبريل عليه السلام، فقال له: يا محمد: الجبّار يقرئك السلام ويقول لك: اغتممت لمرض حسن أو حسين، فهو يأمرك أن تطلب في القرآن سورة لا فاء فيها، فإن الفاء من الآفة، فتقرأ بها على إناء من ماء أربعين مرة، فتغسل بذلك الماء يديه ورجليه، وما بطن وما ظهر من بدنه، من بعد وجهه ورأسه؛ فإن الله يذبّ عنه – إن شاء الله – وأمر أمتك يا محمد يتداوون بهذا الدواء؛ فإنه أفضل الدواء[70].

وأخرج أيضاً: عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من أتى منزله فقرأ سورة الحمد، وسورة الإخلاص، نفى الله عنه الفقر، وكثر خير بيته[71].

وأخرج أيضاً: عن كعب: من قرأ بأم القرآن في ركعتي الضحى، كتب الله له بكل شعرة في جلده حسنة[72].

وروى عن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: يا ابن عباس، ألا أهدي لك هدية، علمني جبريل للحفظ: تكتب على قرطاس بالزعفران فاتحة الكتاب، والمعوذتين، وسورة الإخلاص، وسورة يس، والواقعة، والجمعة، والملك، ثم تصب عليه ماء زمزم، أو ماء السماء ثم تشربه على الريق عند السحر بثلاثة مثاقيل من لبان، وعشرة مثاقيل من سكر طبرزد، وعشرة مثاقيل عسل، ثم تصلي بعد الشرب ركعتين بمائة مرة قل هو الله أحد في كل ركعة خمسين مرة، ثم تصبح صائماً، يا ابن عباس، فلا يأتي عليك كذا وكذا إلا تصير حافظاً، وهذا لمن دون الستين[73].

وروي عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – قال: إذا أراد أحدكم الحاجة فليبكر في طلبها يوم الخميس، وليقرأ إذا خرج من منزله سورة آل عمران، وآية الكرسي، وإنا أنزلناه في ليلة القدر، وأم الكتاب، فإن فيها قضاء حوائج الدنيا والآخرة[74].

وقال الحكيم التميمي: وإذا كتبت – يعني سورة الفاتحة – بمسك في إناء زجاج، ثم محيت بماء ورد، وشرب من ذلك الماء البليد الذي لا يحفظ سبعة أيام، زالت عنه بلادته، وحفظ ما يسمعه، وإذا كتبت يوم الجمعة في الساعة الأولى في إناء ذهب بمسك وكافور، ومحيت بماء ورد وجعل ذلك الماء في قارورة ومسح بها وجهه من يدخل على السلطان، أو يخاف من عدوه، نال القبول والمحبة والهيبة من عدوه وحبيبه.

وإن كتبت بمسك في جامة من الزجاج ومحيت بماء المطر، وسحق بها كحل أصبهاني، واكتحل به قوي النظر، وجلى البصر، وحفظ العين، وأزال أمراضها، وإن أضيف إلى الإثمد مرارة ديك أفرق أزرق، ومرارة دجاجة شوي، واكتحل به أحد رأى الأشخاص الروحانية وخاطبهم وخاطبوه بما يريد...

ومن كتبها – يعني سورة الفاتحة أيضاً – في رق غزال ليلة الجمعة بعد صلاة العشاء بزعفران وماء ورد، أول هذه السورة، وأول سورة البقرة، وآل عمران... وتكون كتابتها ليلة الجمعة الرابعة عشر من أي شهر كان، ثم تجعل ذلك في أنبوب قصب فارسي، ويشمع بشمع عروس بكر، ويحرز عليه، ويعلق عليه هذا الكتاب على ذراعه، يشجع قلبه، ويقوى ويهابه عدوه، وكان له قبول عند جميع الناس، وإن كان فقيراً استغنى، وإن كان مديوناً قضى الله دينه، وإن كان خائفاً أمن، وإن كان مسجوناً تخلص، وإن كان مهموماً فرج الله همه، وإن كان مسافراً رجع إلى أهله، ولا يسأل الله حاجة إلا قضيت، وإن علق على الأطفال أمنوا من جميع ما يخاف عليهم، وإن علق على امرأة عازبة خطب، ورغب فيها، وإن علق على حانوت كثر زبونه[75].

وقال اليافعي في الدر النظيم:

قال عليه الصلاة والسلام: من أراد أن يشفى من ضعف في بصره، أو رمد أصابه فليتأمل الهلال أول ليلة، فإن غمّ عليه تأمله الليلة الثانية، فإذا رآه يمسح بيمينه على عينه ويقرأ أم القرآن عشر مرات، يبسمل في أول السورة ويؤمن في آخرها، ثم يقرأ قل هو الله أحد ثلاث مرات، وليقل شفاء من كل داء برحمتك يا أرحم الراحمين سبع مرات، وليقل يا رب خمس مرات يقوى بصره بإذن الله[76].

وقال الدَّيْربي[77] في مجربات الديربي الكبير المسمى بفتح الملك المجيد المؤلف لنفع العبيد، ما نصه:

ومن خواصها – يعني سورة الفاتحة – إن قرأها على الضرس الموجوع برئ من ساعته، وذلك أن تكتب على لوح طاهر بعد أن تضع عليه رملاً طاهراً، وتكون الكتابة بمسمار أو عود، وتكتب أ ب ج د هـ و ز ح ط ي، وهي حروف الوفق الثاني، وتشد بالمسمار أو العود على أول حروف، وتقرأ الفاتحة مرة، وتسأل صاحب الوجع وهو واضع أصبعه على موضع الألم، وتقول له: هل شفيت؟ فيجيبك ولا يزيل أصبعه فإن شفي وإلا نقلت المسمار أو العود على الحرف الثاني وتقرأ الفاتحة مرتين وتسأل أيضاً، فإن شفي وإلا نقلت على ثالث حرف وتقرؤها ثلاثاً كما تقدم، ولا تزال تسأله عند كل حرف وتنقله إلى بعده، وتزيد القراءة كل حرف مرة فما تبلغ آخرها إلا وقد شفي بإذن الله؛ ولكن مع حسن الظن مع الوجيع والمعزة.

ومن خواصها للمحبة تأليف القلوب كما أفاده لي بعض الأخوان، وذلك أن تزج اسم المطلوب بالأحرف النارية وهي أ هـ ظ م ف ش ذ بأن تأخذ حرفاً من النارية ثم تأخذ من حروف اسمه حرفاً بشرط أن يكون أول أخذك من النارية، ثم حرفاً من اسمه وهكذا، فلا بد أن يكون البدء بالأحرف النارية، ويكون الختم بها، فإنه يكون آخر الحروف منها, ويكون ذلك في إحدى وعشرين ورقة، ثم تضع في كل ورقة حصاة لبان ذكر، وشيئاً من تفاح الجان، وتضعها على النار، وتقرأ عليها الفاتحة إلى أن ينقطع الدخان، وتقول عند ذلك: توكلوا يا خدام الأحرف النارية بقضاء حاجتي من فلان، وإلقاء محبتي ومودتي، أو محبة فلان في قلبه بحق ما تلوته عليكم، وقد جرّب ذلك مراراً وبحسن الاعتقاد يحصل المراد.

ومن خواصها أيضاً ما روي: أنه من أراد أن يصلح بين زوجين أو أخوين... فليكتب في قرطاس بماء ورد وزعفران، وشيء من مسك ويبخره في حال الكتابة بعود ولبان ذكر، وتكون الكتابة على طهارة تامة، وتكون الكتابة على هذا الوضع بهذا الشرط بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، بحمد فلان بن فلان، أو فلانة بنت فلانة، طاعة لله، ولفاتحة الكتاب الشريفة، الرحمن الرحيم، يرحم فلان، إلخ، طاعة لله ولفاتحة الكتاب الشريفة، مالك يوم الدين، امتلك فلان إلخ، طاعة لله ولفاتحة الكتاب الشريفة، إياك نعبد، تعبد فلان إلخ، طاعة لله تعالى ولفاتحة الكتاب الشريفة، وإياك نستعين، استعان فلان إلخ، بالله تعالى وبفاتحة الكتاب الشريفة على فلان إلخ، ليكون مطاوعاً لله وتحت إرادته في الأقوال والأفعال، طاعة لله تعالى ولفاتحة الكتاب الشريفة، اهدنا الصراط المستقيم، اهتدى واستقام فلان بن فلانة إلخ، استقامة محبة وسماع، قول طاعة لله تعالى ولفاتحة الكتاب الشريفة، صراط الذين أنعمت عليهم، أنعم فلان إلخ، بجميع ما يطلبه منه فلان، ويروم طاعة لله تعالى ولفاتحة الكتاب الشريفة، محبة وشفقة ومودة ورحمة ورأفة، غير المغضوب عليهم ولا الضالين، ضل فلان إلخ، في محبة فلان طاعة لله تعالى ولفاتحة الكتاب الشريفة، آمين. {وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ} [سورة الحجر: 47]، {لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [سورة الأنفال: 63] فإذا كملت فخذ إبرة مخرومة، واغرزها في وسط الورقة المكتوبة، وعلقها في مكان تهب فيه الريح من الجهة التي تلي المطلوب فيها، يحصل المقصود، وقد جرّب وصح... إلخ[78].
الدراسة والتعليق:

بعد هذا العرض للأحاديث والآثار الضعيفة والموضوعة في خواص سورة الفاتحة، وما يلحق بها من التجارب التي يقع فيها بعض المخالفات الشرعية يتضح جلياً الضعف الشديد في هذه الأحاديث والآثار، ويظهر الوضع جلياً في متون بعضها، والنكارة الشديدة في ألفاظها، فتارة من جهة الإسناد، وتارة من جهة المتن، وتارة من الجهتين معاً، حتى نص أهل العلم على ذلك من خلال النظر فيها، والتأمل في معانيها، فهي بخلاف ما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي أوتي جوامع الكلم، مع قوة البلاغة والفصاحة، وعدم التكلف في العبارة والأسلوب.

ويظهر – أيضاً – بطلان بعض التجارب المخالفة للشرع؛ وذلك من خلال الوقوع في المحاذير الشرعية، وعدم التقيد والالتزام بالضوابط والآداب الشرعية، التي هي السبيل الأمثل في تحقيق خواص ومنافع القرآن الكريم.

فأول حديث موضوع في خواص سورة الفاتحة هو الحديث المروي عن أبي ابن كعب – رضي الله عنه – وقد تقدم الكلام عنه في أول هذا القسم بما يغني عن إعادته هنا[79].

وخلاصة القول عن هذا الحديث – يعني حديث أبي بن كعب – رضي الله عنه ثبوت بطلانه وإجماع العلماء على الحكم بوضعه واختلاقه.

ولذا لما قيل لعبدالله بن المبارك[80] – يرحمه الله – هذه الأحاديث المصنوعة؟

قال: تعيش لها الجهابذة، {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} [سورة الحجر: 9][81].

ويقول الحافظ العراقي[82] يرحمه الله:

شر الضعيف: الخبر الموضوع



الكذب المختلق المصنوع



وكيف كان لم يجيزوا ذكره



لمن عَلِمْ، ما لم يُبيِّن أمره



والواضعون للحديث أضربُ



أضرُّهم قوم لزهد نُسِبُوا



قد وضعوها حسبة، فقبلت



منهم ركوناً لهمُ ونُقلت



فقيّض الله لها نقادها



فبيَّنوا بنقدهم فسادَها



نحو أبي عصمة إذ رأى الورى



زعماً نأوا عن القرآن، فافترى



لهم حديثاً في فضائل السور



عن ابن عباس فبئس ما ابتكر



كذا الحديث عن أبيِّ اعترف



راويه بالوضع، وبئسما اقترف



وكل من أودعه كتابه



كالواحديِّ مخطئٌ صوابَه[83]






الواضعون جمع واضع للحديث وهم جمع كثير معروفون في كتب الضعفاء.

أضرب أصناف، فصنف كالزنادقة وهم المبطنون للكفر المظهرون للإسلام، أو الذين لا يتدينون بدين، يفعلون ذلك استخفافاً بالدين؛ ليضلوا به الناس.

قد وضعوها أي الأحاديث في الفضائل والرغائب، حسبة أي: للحسبة بمعنى أنهم يحتسبون بزعمهم الباطل، وجهلهم لا يفرقون بسببه بين ما يجوز لهم ويمتنع عليهم في صنيعهم ذلك الأجر وطلب الثواب لكونهم يرونه قربة ويحتسبون أنهم يحسنون صنعاً.

فقبلت تلك الموضوعات، منهم ركوناً لهم بضم الميم، أي: ميلاً إليهم ووثوقاً بهم لما اتصفوا به من التدين، ونقلت عنهم على لسان من هو في الصلاح والخيرية بمكان، لما عنده من حسن الظن وسلامة الصدر، وعدم المعرفة المقتضي لحمل ما سمعه على الصدق، وعدم الاهتداء لتمييز الخطأ من الصواب.

فقيض الله لها أي: لهذه الموضوعات نقادها جمع ناقد، يقال نقدت الدراهم إذا استخرجت منها الزيف، وهم الذين خصّهم الله بنور السنة، وقوة البصيرة، فلم تخف عنهم حال مفتر، ولا زور كذاب، فبينوا بنقدهم فسادها وميّزوا الغث من السمين، والمزلزل من المكين، وقاموا بأعباء ما تحملوه، نحو ما رويناه عن أبي عصمة بكسر أوله نوح بن أبي مريم القرشي، إذ رأى الورى أي الخلق زعماً بتثليث الزاي باطلاً منه نأوا أي أعرضوا عن القرآن واشتغلوا بفقه أبي حنيفة، ومغازي ابن إسحاق، مع أنهما من شيوخه فافترى أي اختلق لهم أي: للورى من عند نفسه حسبة باعترافه حسبما نقل عنه.

وكذا الحديث الطويل عن أبيّ هو ابن كعب – رضي الله عنه – في فضائل سور القرآن أيضاً اعترف راويه بالوضع له.. [84].

والحديث الثاني هو المروي عن حذيفة بن اليمان – رضي الله عنه – وأن الله يبعث على القوم العذاب حتماً مقضياً فيرفع عنهم العذاب أربعين سنة؛ بسبب قراءة صبي من صبيانهم في الكتاب: الحمد لله رب العالمين – يعني سورة الفاتحة.

وقد نقل العلماء وضع هذا الحديث، وقيل: إنه ضعيف.

فهو مردود من حيث المتن والإسناد، وقال بعض أهل العلم: إنه من الأحاديث الموضوعة عن غير أبي بن كعب – رضي الله عنه -.

ومثله حديث علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – وأن الفاتحة معلقة بالعرش، ومن يقرأ بها دبر كل صلاة إلا جعل الله الجنة مثواه، وأسكنه حظيرة القدس، وقضت له كل يوم نحو سبعين حاجة، أدناها المغفرة... وإلا نصره الله من كل عدو، وأعاذه منه.

ولا يخفى ما في متن هذا الحديث من النكارة الشديدة، وقد صرح العلماء بوضعه، والمتأمل في متون بعض هذه الأحاديث الموضوعة يتبادر له من أول وهلة الوقوف عند ألفاظها، وملاحظة الضعف البيِّن في معانيها، والفرق الشاسع بينها وبين ألفاظ ومعاني الأحاديث النبوية الصحيحة الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم، الذي أوتي جوامع الكلم، والذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى... فليتأمل!

وبنحو هذا الحديث المروي عن علي بن أبي طالب – رضي الله عنه – ما روي عن أبي أيوب الأنصاري ومعقل بن يسار – رضي الله عنهم – بألفاظ متقاربة، ونتائج تصب في معنى واحد.

وقد نص العلماء على ضعفها، والنكارة الشديدة في متنها مما يدل على أنها موضوعة ومكذوبة في خواص سورة الفاتحة.

وأيضاً ما روي عن أبي الدرداء – رضي الله عنه – أن فاتحة الكتاب تجزي ما لا يجزي شيء من القرآن، ولو أن فاتحة الكتاب جعلت في كفة الميزان، وجعل القرآن في الكفة الأخرى، لفضلت فاتحة الكتاب على القرآن سبع مرات.

فالحديث إسناده ضعيف، وقد نص الألباني – يرحمه الله – على ضعفه.

وما روي عن أبي سعيد الخدري، وأبي هريرة – رضي الله عنهما – أن فاتحة الكتاب شفاء من كل داء، وشفاء من كل سم، في هذين الحديثين ضعف، والرقية بفاتحة الكتاب أمر ثابت دلت عليه السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم - كما تقدم ذكره -[85] وفي الأحاديث الصحيحة والعمل بها غنية عن الأحاديث التي لا تخلو من ضعف أو وضع.

ونحو ذلك من الأحاديث الضعيفة، أو الموضوعة والتي تصب في معنى واحد متقارب، في خاصية سورة الفاتحة، وأنها لما قرئت له، فمن قرأها في دار لم يصبهم في ذلك اليوم عين أنس أو جن[86].

ومن قرأ فاتحة الكتاب إذا وضع جنبه على الفراش أمن كل شيء إلا الموت[87]، قال العجلوني في كشف الخفاء: وهو ضعيف[88].

وأن فاتحة الكتاب تشفي من كل داء بين السماء والأرض[89].

وبعدما ذكر من الأحاديث الضعيفة الواردة في خواص سورة الفاتحة نذكر ما ورد في الآثار عن بعض الصالحين والتابعين، وبعض التجارب المستعملة مع سورة الفاتحة التي يظهر من خلالها خواص هذه السورة الكريمة، والرغبة في حصول النفع، ودفع الضر، ورفع الأذى، وقد تعرض لذكر مثل هذه الآثار والتجارب بعض المفسرين؛ وأن ذلك من خواص القرآن الكريم، ويدل على فضل وعظم السور والآيات القرآنية، ومن ذلك:

أن فاتحة الكتاب أودع فيها علوم المفصَّل، ومن علم تفسيرها كان كمن علم تفسير جميع كتب الله – عز وجل – المنزلة، ومن قرأها فكأنما قرأ التوراة والإنجيل والزبور والفرقان[90].

وأخرج الثعلبي بسنده – أيضاً – أن فاتحة الكتاب هي أساس القرآن الكريم، وأنه يستشفى بها من وجع الخاصرة[91].

ونحوه في الرقية بفاتحة الكتاب عن الحمى، كما أخرجه الغافقي بسنده عن ابن عباس – رضي الله عنهما – وأن النبي صلى الله عليه وسلم استعملها مع الحسن أو الحسين – رضي الله عنهما [92].

وفي الأحاديث الصحيحة غنية عن هذه الآثار التي لا تخلو من نظر، وثبوت النفع بفاتحة الكتاب، وأنها رقية نافعة – بإذن الله – دلت عليه الأحاديث النبوية الصحيحة – كما تقدم – فلله الحمد والمنَّة.

وفي بعض التجارب المروية من الكيفيات، وتحديد المقادير والكميَّات، والالتزام ببعض المسمَّيات ما يثير العجب والتأمل، والتفكر في حال من وضعها ووصفها، وظهور التكلف الواضح في تطبيقها والعمل بها.

والأعجب من ذلك، والأدهى والأمرّ، الوقوع في المحذور الشرعي، واستخدام الوسائل غير المشروعة، وعدم الالتزام بالضوابط والآداب الشرعية أثناء العمل بالخواص القرآنية للحصول على المنفعة ودفع الأذى والضرر.

بل قد يصل الأمر عند بعضهم إلى الوقوع في الشركيات، والاستغاثة وطلب العون والنفع من غير الله، فيقع بذلك العمل في المحظور الشركي فلا حول ولا قوة إلا بالله[93].

وخلاصة القول في خواص هذه السورة – يعني سورة الفاتحة – الآتي ذكره:

أولاً: أن الرقية بفاتحة الكتاب أمر ثابت، دلت عليه الأحاديث النبوية الصحيحة فلا مرية في ذلك ألبتة، فهي رقية نافعة بإذن الله – عز وجل – وثبت ذلك – أيضاً – بالتجربة الصادقة الصحيحة قصة اللديغ – المعتوه وهذا يدل على حصول النفع، ودفع الأذى، ورفع الضرر – بإذن الله – وصدق الله القائل: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا} [سورة الإسراء: 82]، {قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى أُوْلَئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ} [سورة فصلت: 44].

ثانياً: أن الاكتفاء بالأحاديث الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم والتي تدل على خاصية هذه السورة المباركة، فيها غنية وكفاية عن الأحاديث الضعيفة أو الموضوعة.

ثالثاً: وجوب الحذر التام من التجارب التي تشتمل على المحاذير الشرعية فعلية، أو قولية، أو التي توقع صاحبها في الشرك بالله – عز وجل – أو الابتداع في الدين ومخالفة السنة.



hgHph]de ,hgNehv hgwpdpm hg,hv]m td o,hw s,vm hgthjpm w,vm




abuzeed غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 05-29-2009, 06:01 PM   #2
 
الصورة الرمزية أبو عبدالمحسن
 

أبو عبدالمحسن هو اسم معروف للجميعأبو عبدالمحسن هو اسم معروف للجميعأبو عبدالمحسن هو اسم معروف للجميعأبو عبدالمحسن هو اسم معروف للجميعأبو عبدالمحسن هو اسم معروف للجميعأبو عبدالمحسن هو اسم معروف للجميع
افتراضي رد: الأحاديث والآثار الصحيحة الواردة في خواص سورة الفاتحة

موفق بإذن الله ... لك مني أجمل تحية .



أبو عبدالمحسن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
تأملات في سورة الفاتحة التوآقة للجنة المواضيع الاسلامية 7 07-15-2013 10:20 PM
البسملة في سورة الفاتحة ؟؟؟ قرني حساوي المواضيع الاسلامية 7 12-29-2011 11:55 PM
مباحث في سورة الفاتحة ابورزان العلوم الشرعية 4 02-27-2009 05:03 PM
الأحاديث الواردة في صيام يوم عاشوراء abuzeed العلوم الشرعية 0 12-12-2008 10:36 PM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 09:50 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75