منتديات بني بحير بلقرن - لماذا لا تحفظ السر يا البرق الخاطف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,,,

قالوا قديماً : كل سر جاوز الاثنين .. شاع .

ومن اللطائف أن احدهم سئل : من الاثنين ؟ فأشار الى شفتيه .. وقال : هذان !!

ما همست فى أذن احد من الناس بسر .. واستأمنته اياه .. الا اقسم ايمانا مغلظةً ان سري فى بير ليس له قاع !!

بل كل شخص تحدثه بسرك يضرب بيده على صدره .. ويقول : والله لو وضعوا الشمس فى يميني .. والقمر فى شمالي .. او السيف على رقبتي ... على ان اخبر بسرك ما اخبرت !!

ثم اذا اطمأننت ووثقت به .. وكشفت له اسرارك .. تصبَر شهرين او ثلاثة .. ثم حدَث به .. فلا يزال سرك يُتناقل حتى يصلك ... وأنت المخطىء الذي ابديت سرك المفترض الا يتجاوز شفتيك .

اذاً لا تكلف الناس ما لا يطيقون ..

اذا ضاق صدر المرء عن حفظ سره ... فصدر الذي يستودع السر اضيقُ

جربت كثير من الناس .. فوجدتهم كذلك .. والمشكله انك تأتيهم على سبيل الاستشاره .. فيشيرون عليك .. ثم يفضحون سرك .. فيسقطون من عينيك ويصبحون من ابغض الناس اليك ..

لما اسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وارضاه .. اراد ان ينشر الخبر .. فأقبل الى رجل منهم .. هو اعظمهم نشراً للإشاعة .. فقال يا فلان .. اني محدثك بسر فاكتم عني ... !

قال : ما سرك
قال : انى اسلمت .. فانتبه .. لا تخبر احداً ..
ثم تولى عمر عنه ... فما كاد يغيب عنه حتى جعل يطوف بالناس ويقول : اعلمتم ان عمر اسلم ..!!
عجباً لك ولي أشباهك من الناس ..
وكالة انباء متنقلة ..

وفى يوم من الايام بعث النبي صلى الله عليه وسلم انساً فى حاجة .. فمر بأمــــــه ... فسألته .. الى ماذا ارسلك النبى صلى الله عليه وسلم ؟؟

فقال : والله .. ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ..لذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يربي اصحابه على حفظ الاسرار ليكونوا على قدر من المسؤلية ..

هكذا كان أنس رضى الله عنه وهو صغيـــر .. وأنى لك ان تجد اليوم مثل أنس ...

قالت عائشة رضى الله عنها .. اقبلت فاطمة تمشي ..

كأن مشيتها مشية النبى صلى الله عليه وسلم .. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : مرحبـــــاً يابنتي .. ثم اجلسها عن يمينه ــ او عن شماله ــ
ثم اسر اليها حديثاً .. فبكت رضى الله عنها !!
فقلت لما تبكين .. ثم اسر اليها حديثاً .. فضحكت ..
فقلت ما رأيت كاليوم .. فرحاً أقرب من حزن ..
فسألت فاطمة عما قال لها النبي صلى الله عليه وسلم ؟
فقالت : ما كنت لأفشي سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
حتى قُبض النبي صلى الله عليه وسلم ...
فسألتها ؟
فقالت : اسَر اليَ : أن جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة وإنه عارضني العام مرتين .. ولا اراه الا حضر اجلي .. وإنك اول بيتي لحاقاً بي .. فبكيت ..
فقال : اما ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين .. فضحكت لذلك ..

فأنت بمقدار حفظك للسر يثق فيك الناس ويفتحون لك قلوبهم .. ويرتفع قدرك عندهم .. ويشعرون انك اهلاً للثقة والأمانة ..

فعود نفسك أن تمسك اسرارك لنفسك ... وتحفظ اسرار الآخرين .

ـــــ ابو عبدالعزيـــــــز ــــ