القواعد الذهبية في الصداقة الأبدية بسم الله الرحمن الرحيم القواعد الذهبية في الصداقة الأبدية أنشد مخارق عند المأمون قول أبي العتاهية : وإني لمحتاج إلى ظل صاحب| يروق ويصفو إن كدرت عليه فقال المأمون : أعد ما قلت . فأعاده سبع مرات , فقال المأمون : يامخارق خذ مني الخلافة , وأعطني هذا الصاحب !! وقال أبو تمام : من لي بإنسـان إذا أغضـــــــــبته وجهلت كان الحلم رد جوابـــه وإذا صبوت إلى المُدام شربت من أخــــلاقه وسكـرت من آدابه وتــراه يصغي للحــديث بطـــرفه وبقلـــبه ولعلـــه أدرى بــــه الصداقة ملح الحياة , وزهرة الدنيا , لايمل منها عاقل , ولا ينكر جمالها منصف . ما أكثر ماقيل في الصداقة , وما أجمل ما كتبه الشعراء عنها , إنها نعمة من نعم الله , وجمال من جماليات الكون . لكنني لن أتكلم في السطور القادمة عن أهمية الصداقة , ومحاسنها , وطرق اكتسابها , فقد أسهب الكتاب في الكتابة عنها , وأرفف المكتبات خير شاهد على ذلك . لكنني سأتكلم عن الحلقة الأهم في موضوع الصداقة وهي : كيف تحافظ على صداقتك ؟؟ إن تباعد الإخوان بعد طول صحبة ... وتفرق الأصحاب بعد حسن عشرة , لهو أمر جلل , واجب على كل ذي عقل حصيف , أن ينأى بنفسه عن كل ما قد يكون سبباً لذلك . أخذت في التفكير في ماقد يسبب ذلك , فكانت النتيجة 7 قواعد , أسميتها : (( القواعد الذهبية في الصداقة الأبدية )) ... القاعدة الأولى : ( ماكان لله يبقى ) جاء رجل إلى الإمام مالك - رحمه الله - فقال : يا إمام , ألفت الموطأ (كتاب في الحديث) , فألف الإمام (فلان) موطأ له ... فرد عليه الإمام مالك برد كُتب في صفحات التاريخ .. وقال: ما كان لله يبقى ... فهل سمعتم بموطأ غير مالك !! إذا كانت صداقتك مبنية على غير هذا الأساس , فاعلم أنها سحابة صيف عن قليل تنقشع , وستبدي لك الأيام ما كنت جاهلاً . إذا كنت اتخذت فلاناً صديقاً لك لمصلحة ترجوا تحقيقها , أو لأي غرض في نفسك , فتدارك الأمر قبل أن تنقلب الصداقة إلى عداوة . وهذه القاعدة ليست خاصة في موضوع الصداقة , بل في حياتك كلها . القاعدة الثانية : ( لا تحسده ) إذا رأيت صديقاً لك , وفقه الله , فأبدع في مجال من المجالات , فأحسست بضيق في صدرك , وألم يتحرك في جنباتك , فاعلم علم اليقين , أنك لست صديقاً صادقاً محباً للخير , واعلم أنك تسير بسرعة كبيرة , إلى إنهاء سنوات جميلة , من العشرة والصداقة ... مرن نفسك على أن يحفزك إبداع صديقك , على صنع إبداعك الخاص بك , واترك الحسد , فإنه قاتلك ... لله در الحسد ما أعدله بدأ بصاحبه فقتلـــه يقول عباس العقاد : (وليس الحاسد هو الذي يطمع أن يساويك , بأن يرقى إليك , بل هو الذي يريد أن تساويه ,بأن تنزل إليه). صدق العقاد ... فإن الصديق الحقيقي , صاحب الأخلاق الرفيعة , هو الذي يحفزه نجاح إخوانه على الإبداع , وليس التفرغ للحسد , والاعتراض على ما قسمه الله من الرزق بين العباد .القاعدة الثالثة : ( لا تفشي أسراره ) إذا ائتمنك صديقك على سره , فأفشيته ... فما لبث أن تركك , وأنهى علاقته بك , فلا تلمه على ذلك , حتى تضع نفسك في مكانه , وستعلم حينها هل هو محق فيما فعل أم لا ؟؟ صديقك وثق فيك , وجعلك مستودعاً أميناً لأسراره , ظن فيك أن تكون قبراً يدفن فيه حديث نفسه , لكنك مالبثت أن بددت كل ظنونه الحسنة , بتصرف جانب الصواب منك . قد تكون أمضيت سنوات من عمرك في بناء صداقاتك , فاحذر أن تهدمها في لمح البصر !! القاعدة الرابعة : ( ضع خطوط حمراء ) في رأيي أن الإنسان الذي يكسب احترام الناس وتقديرهم , هو ذلك الذي احترم نفسه في المقام الأول .. ووضْع خطوط حمراء لتعامل الشخص مع المحيطين به , وتعاملهم معه , دليل قوي على احترامه لنفسه . الإنسان الذي ليس له خطوط حمراء , تجده مستحقراً من الناس , مسلوب الحق , ليس له قيمة . أما صاحب الخطوط الحمراء , فهو كالوردة الحمراء , التي أحاطت نفسها بالشوك , كي تبقى في جمالها . الخطوط الحمراء بمعنى أوضح : (الحدود التي لا تسمح لغيرك أن يتجاوزها) . زميلك في العمل , جارك , صديقك , لهم خطوط حمراء , وكلما زاد قرب الشخص منك , قلّت الخطوط الحمراء... حتى والداك , لهم خطوط حمراء!! كيف ذلك؟؟ مثلاً الشخص المتزوج , يرفض (بأدب طبعاً) تدخل والديه في حياته الزوجية , والمشاكل التي قد تحصل بينه وبين زوجته , وهذا حق له , ليس لأحد حق التدخل به , وليس لهذا علاقة من قريب ولا من بعيد بالبر والإحسان لهما. ولأجل دوام الصداقة , و جب على كل صديق , أن يحرص على معرفة تلك الخطوط الخاصة بصديقه , ووجب عليه أن يكون واضحاً في كشفها لصديقه إن احتاج لذلك . القاعدة الخامسة : ( طول التعاشر فيه القلى ) وأعني بذلك أن طول الالتقاء , ودوام الاتصال , فيه الملل والنفرة , وكما قيل : ( زُر غباً , تزدد حباً ) . الإنسان العاقل يجب أن يختار الأوقات المناسبة المفصولة بفاصل زمني مناسب , بلا إفراط ولا تفريط . القاعدة السادسة : ( شعرة معاوية ) قال معاوية بن أبي سفيان - رضي الله عنه - حين تولى أمر المسلمين : ( إن بيني وبين الناس شعرة , إن شدوها أرخيت , وإن أرخوها شددت ) هذه قاعدة جميلة , لو تفكرنا فيها قليلاً , وطبقناها تطبيقاً واقعياً في حياتنا . لن أعلق على هذه القاعدة !! وسأترك لكم مساحة التفكير بها ... القاعدة السابعة : (التغـــافل) يقول الشاعر : ليس الغبي بسيد في قومه لكن سيد قومه المتغابي التغافل عن بعض الأخطاء في حقك الشخصي يديم الألفة , قال تعالى : ((عرّف بعضه وأعرض عن بعض )) .. وقال الإمام أحمد : (تسع أعشار العافية في التغافل). فما أجمل هذا الخلق , لقريب أوصديق ... مما راق لي ولقي استحساني فأحببت مشاركتكم لتعم الفائدة في النهاية , أتمنى لكم صداقة جميلة , وحياة أجمل ... |
رد: القواعد الذهبية في الصداقة الأبدية الصداقة احلى شئ في هذه الدنيا .... شكرا اخوي ابو الفيصل |
رد: القواعد الذهبية في الصداقة الأبدية اشكر اخي ابو الفيصل موضوع رائع |
رد: القواعد الذهبية في الصداقة الأبدية ابو الفيصل موضوع رائع وجميل بارك الله فيك ... |
رد: القواعد الذهبية في الصداقة الأبدية أميرة القمر شكرا لمرورك الجميل ذيب غامد شكرا لمرورك الكريم عاشق فيدي شكرا لمرورك الرائع |
رد: القواعد الذهبية في الصداقة الأبدية ابو الفيصل جميل ورائع والصداقة دائما جميلة وانت الاجمل |
رد: القواعد الذهبية في الصداقة الأبدية شكرا" أبو الفيصل على هذه القواعد الذهبيه |
رد: القواعد الذهبية في الصداقة الأبدية شكرا اوراق مُبعثرة الاجمل هوصداقة شخص رائع مثلك شكرا على حضورك الانيق |
الساعة الآن 01:16 PM |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن