منتديات بني بحير بلقرن - الشماتة دَين فاحذر منه

سبحان الله !
رأيت كل فعل في الحياة مردود .. إن خيرا فخير و إن شرا فشر
إلى هنا لا يوجد شيء غريب
إنما الغريب في الشماتة ..
و لو كنت تشمت في إنسان بسبب معصية وقع فيها !!
الكثير لا يعرف هذا و لكنه الواقع الذي يجب أن يُعرف ..

فانتبه .. انتبه يا إنسان .. فلعلك شامت و أنت لا تشعر!
لا تشعر بها لأن الشماتة لا تظهر بشكلها القبيح غالباً .. و إنما مغلفة بالحسن و التزكية .. لذلك قلت : انتبه ! فقد تبتلى بنفس المعصية -عافانا الله من ذلك.

قد تتخفى شماتتك تحت غطاء : الله لا يبلانا ، الحمدلله الذي عافانا مما ابتلاه به ، الله ياخذه ، محادثة العاصي من علو و كأني لسان الحال يقول: أترفع عن النزول لمستواك ....... الخ
هذه الأغطية في ظاهرها طيبة و لكن لا تفهموني خطأ أني أزعم باتهام كل من قال ذلك بأنه شامت .. بل ما أقصده لا يعرفه إلا أنت .. شيء داخل نفسك إن شعرت به فاعرف أنك شامت و اشتغل بإصلاح عيبك هذا قبل أن تود إصلاح عيوب الآخرين ..

هذا الشيء هو شعور بالعلو و الأفضلية حين تقول هذا الكلام .. هنا تأكد أن ثمة شماتة في داخلك .. أما إن قلته و قلبك مملوء بالشفقة و الألم على هذا المخطئ فاحمد لله ، و هذا هو الشعور الصحيح المطلوب منك كمسلم ..
ثم لتعلم أنه قد تدور الأيام و يصبح هذا المخطئ خيراً عند الله منك .. و قد يتوب .. و قد تنتكس .. لا أحد يعلم الغيب .. فلم الثقة بحالك ؟!!

حسناً .. ماذا يفترض علي فعله إن رأيت عاصياً ؟
لا بد أن يعتصرني شعور الشفقة و الرحمة على حاله و أدعو له بالهداية و لا أدعو عليه -كما يفعل الكثير- و باختصار أتذكر حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم :
)لا تعينوا الشيطان على صاحبكم (
و نصحه يكون بالإعتماد على قول الرسول صلى الله عليه وسلم :) ما كان الرفق في شيء إلا زانه و ما نزع من شيء إلا شانه(
باستشعار هذه المعاني ستجني ورداً لا شوكاً .. و إن لم تفد في المخطئ جهودك معه فلن تعدم أجر الأخلاق و اتباع هدي الرسول .

و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم على ما رأيت من حوادث في الشماتة بأهل المعاصي .. اللهم إنا نسألك العافية و الثبات .

منقووول