التميز خلال 24 ساعة
 العضو الأكثر نشاطاً هذا اليوم   الموضوع النشط هذا اليوم   المشرف المميزلهذا اليوم 
قريبا
ليلة القدر تطلب ليلة الفرقان وليس يومها
بقلم : الرهيب
الرهيب
« آخـــر الـــمـــشـــاركــــات »
         :: *💫 #علمتني_آية 💫* (آخر رد :الرهيب)       :: ليلة القدر تطلب ليلة الفرقان وليس يومها (آخر رد :الرهيب)       :: ✨ *برنامج آية وفائدة* ✨ (آخر رد :الرهيب)       :: دورة علمية في التجويد* (آخر رد :الرهيب)       :: إلى رحمة الله " جابر علي احمد ال حسن البحيري"(سويد) ولم يحدد وقت ومكان الصلاة والدفن (آخر رد :abuzeed)       :: أثناء خروجك من البيت ستلقى صنفين من النساء (آخر رد :الرهيب)       :: هذا هو الرقم الموحد الذي دشنه أمس وزير الشؤون الإسلامية .. (آخر رد :الرهيب)       :: شرح مُبسط ومُختصر 🔷 مخارج الحروف 🔷 مخارج الحروف من أهم الأبواب في علم التجويد. ♦️ويجب على قارىء القرءان أن يتقن مخارج وصفات الحروف حتى لا يتغير مخرج الحرف وبالتالي يتغير مدلوله 🔷والمخرج هو: م (آخر رد :الرهيب)       :: الفتور في رمضان . (آخر رد :الرهيب)       :: دعاء القنوت جاهز ومرتب لصلاة التراويح والقيام (آخر رد :الرهيب)       :: ضبط الانوثة (آخر رد :الرهيب)       :: منصة وقفي (آخر رد :الرهيب)      



المواضيع الاسلامية يحتوي هذا القسم على مواضيع تهتم بالامور الشرعيه و الدينية على مذهب أهل السنه و الجماعة

الإهداءات
الرهيب من الرياض : ‏﴿وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُوْلَئِكَ الْمُقَرَّبُونَ﴾‏الحياة ميدان سباق إلى الله‏..سابقوا بالخيرات..‏سابقوا بالطاعات.    

العبية الجاهلية والكفاءة وفصل الاسلام فيهما

بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيد المرسلين والخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين إن الحمدلله نحمده ونستعين به ونتوب إليه ، ونعوذ بالله

إضافة رد

 
LinkBack أدوات الموضوع

قديم 02-12-2010, 01:42 AM   #1
 

سعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفايةسعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي العبية الجاهلية والكفاءة وفصل الاسلام فيهما


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على سيد المرسلين والخلق نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه أجمعين

إن الحمدلله نحمده ونستعين به ونتوب إليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له هاديا.

أما بعد،،،

فالموضوع:منقوووووول /وسيكون على سلسلة مواضيع فلاتملواا وستمتعوااا بالقراءة

سأبحث في هذا الموضوع قضيتين أطرحهما :

1- قضية العصبية القبلية ودعوى الجاهلية.
2- مسألة الكفاءة بالزواج وإرتباطها بالمسألة الاولى.

إخواني ما دعاني للطرح هو الكثير مما شاهدته هنا وغير هنا من كلام لايليق بالمسلمين أبدا ، ولايقره ديننا الحنيف ، ولايقبله المؤمن فكيف أنتم أبناء الاسلام تتناحرون وتتفاضلون بالعصبية المقيتة والجاهلية العمياء ، وتتدعون الاصالة لانفسكم وتسقطونها من غيركم ، وتجعلون الناس صناعا وعبيدا وغيرهم أسيادا وأحرارا ، وكأنما خلقتموهم وجعلتموهم كذلك ، دينهم جعلهم أحرار ، فقد جاء الإسلام فقرر مبدأ الحرية، وقال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب كلمته المشهورة في ذلك: "متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارًا" . وقال علي بن أبي طالب في وصية له: "لا تكن غيرك وقد خلقك الله حرًا". فالأصل في الناس أنهم أحرار بحكم خلق الله، وبطبيعة ولادتهم هم أحرار، لهم حق الحرية، وليسوا عبيدًا.

فمن أين أتيتم بهذه المفاهيم! التي نهى عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم في وقته وحذر منها ونبذها هو ومن بعده صحابته رضوان الله عليهم ، فكيف بنا نحن المسلمين الذين قال بهم سبحانه وتعالى في أول سورة من القرآن :
( إهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين )
نحن الذين أنعم الله عليهم(المسلمين) بالاسلام نتشتت ونتفرق ، ونرى المغضوب عليهم(اليهود) والضالين(النصارى) يجتمعون يدا ً واحدة فيما بينهم ويتكاتفون علينا حتى أصبحنا أمة هزيلة يحيط بها الضعف من كل مكان.

نتفاخر ونقول مسلمين ونمن على غيرنا بإسلامنا الذي لانطبقه بحق ويقول سبحانه وتعالى (يمنون عليك أن أسلموا قل لاتمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم للايمان إن كنتم صادقين)

والله إنه يؤسفني حقا ً ما قرأته ورأيته هنا ومايحصل بين أفراد من الناس يرون في أنفسهم أنهم يمثلون طوائف وجماعات من طبقات المجتمع من المسلمين ويتفاضلون فيما بينهم بالطبقية العرقية والعبية الجاهلية ، ناسين ومتناسين ومتجاهلين أنهم جميعا يشهدون أنه لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وغلبت عليهم العبية الجاهلية في أغلب ردودهم ويخفون مافي أنفسهم ما الله مبديه حيث سبحانه يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور.

يقول سبحانه وتعالى في محكم تنزيله ( إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم وإتقوا الله لعلكم ترحمون ) 10 ، الحجرات.

من يقرأ الاية الكريمة يجد قوله سبحانه صريحا بأن المؤمنون إخوة ، فهل نحن إخوة فعلا عندما يكون حوارنا كذلك بهذه المنهجية والطائفية العرقية وأصيل وغير أصيل ؟

بالطبع نحن لسنا إخوة لاننا لسنا مؤمنين ، بل نحن مسلمين وهذا ما أجابنا إليه سبحانه وتعالى بقوله ( قالت الاعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا ولما يدخل الإيمان في قلوبكم وإن تطيعوا الله ورسوله لا يلتكم من أعمالكم شيئا إن الله غفور رحيم) ، ينفي سبحانه عن الاعراب أنهم لم يؤمنوا ولكن أسلموا حيث أنهم يشهدون أن لا إله الا الله وأن محمدا رسول الله وهذا ما إقتضى الاسلام ، ولكنهم لم يؤمنوا بأن عملوا بمقتضى هذه الشهادة ، فيوضح سبحانه بالاية التي تليها كيف يكون الايمان بقوله ( إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون) إذن المؤمنون على حسب التعريف البسيط للايمان الذين آمنوا بالله ورسوله وملائكته وكتبه ورسله والقدر خيره وشره ، وأخذوا وعملوا بما أتاهم الله ورسوله من أوامر وإنتهوا عما نهاهم عنه ولم يرتابوا في ذلك ويدخلهم الشك بما أتاهم الله ورسوله ، وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله فهؤلاء هم الذين صدقوا بأيمانهم .

وليس الاصيل هو الذي ينتمي إلى الحسب أو النسب الشريف كما تبين في معظم ردود إلاخوة هداهم الله هنا. بل هو الاتقى عند الله سبحانه وتعالى.


لاشك بالقطع أن الجميع هنا يؤمن بأن أفضل نسب وحسب هو نسب النبي صلى الله عليه وسلم كما ورد في الاحاديث الصحيحة بقوله عن نسبه صلى الله عليه وسلم ، ولكن لنا أن نرى ما قاله لابنته فاطمة عندما خاطبها بقوله : "يا فاطمة بنت محمد ، إعملي ما شئتِ ، لن أغني عنك من الله شيئا" ، وفاطمة هي التي ينتسب إليها آل البيت والمعروفون بالاشراف اليوم ، يقول لها والدها ونبينا صلى الله عليه وسلم إعملي ماشئتِ فلن أغنيك بشيء من أي ناحية سواء بنسب أو بغيره ، فماذا من باب أولى ستغني عنا قبائلنا التي ننتسب إليها ونمجد ونعظم بقولنا شرف وأنساب وما إلى ذلك من تمجيدات وتفاخرات عصبية نابعة من الكبر الذي هو في طبيعة الانسان ، حيث أن إبن آدم يحب أن يعظم من شأنه ويستعلي على غيره حتى يكون متميزا وذلك من منظوره الضعيف. فعندما يكون الكل سواسية يبحث صاحب الكبر أن يجد مخرجا له يتعالى به ، وقد يكون جاهلا ومجوفا من العلم وليس لديه أي مايميزه فيلجأ إلى مايسمى بالتفاخر الجاهلي أو القبلي ليظهر نفسه على غيره ، فنرى كلمة الجاهلي مقترنة دائما بهذا الفخر وتدل على الجهل والافلاس إلايماني والعلمي الذي ينبذه ويمقته ديننا الحنيف.

وقاعدة الاسلام أن الجميع سواسية ، فعن أبي نضرة قال حدثني من سمع خطبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في وسط أيام التشريق، فقال: (يا أيها الناس: ألا إنَّ ربكم واحد، وإنَّ أباكم واحد، ألا لا فضل لعربي على أعجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أسود، ولا أسود على أحمر إلا بالتقوى، أبلغت؟)؛ قالوا: بلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم.


ومالفائدة من علم النسب إلا ما وضعه الشارع وأيده بكتاب الله وسنة نبيه ومنها :

1- العلم بنسب النبي صلى الله عليه وسلم وأنه النبي القرشي الهاشمي الذي كان بمكة وهاجر منها إلىالمدينة فانه لا بد لصحة الايمان من معرفة ذلك ولا يعذر مسلم في الجهل به وناهيك بذلك‏. وأخرج مسلم في صحيحه حدثنا الوليد بن مسلم‏.‏ حدثنا الاوزاعي عن ابي عمار، شداد؛ انه سمع واثلة بن الاسقع يقول‏:
(سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ‏"‏ان الله اصطفى كنانة من ولد اسماعيل‏.‏ واصطفى قريشا من كنانة‏.‏ واصطفى من قريش بني هاشم‏.‏ واصطفاني من بني هاشم‏"‏‏)
لقد اختار الله تعالى محمداً صلى الله عليه وسلم ليكون النبي الخاتم الذي بشر به الأنبياء السابقون عليهم السلام . فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا نسب شريف في قومه ، إذ إنه كان من أعرق قبيلة عربية وهي قريش ومن أشرف بيت في تلك القبيلة ، وهو بيت بني هاشم ، كما قال صلى الله عليه وسلم : (إن الله اصطفى كنانة من بني آدم ، واصطفى قريشاً من كنانة ، واصطفى بني هاشم من قريش ، واصطفاني من بني هاشم ، فأنا خيار من خيار ) وكان لهذا الاصطفاء أهمية ، إذ كانت الأنظار تحيط ببيت النبي صلى الله عليه وسلم والمتمثل في هاشم الجد الأعلى للنبي صلى الله عليه وسلم لذا حفظت سيرة ذلك البيت وأحداثه التاريخية منذ أن انتقلت الزعامة إلى هاشم حيث تولى سقاية الحاج ورفادتهم ، فأصبح قبلة وفخر قريش .


2- التعارف بين الناس وإلى ذلك الاشارة بقوله تعالى‏:‏ ‏"‏ يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكرٍ وانثى وجعلناكم شعوبًا وقبائل لتعارفوا ‏"‏‏:‏ نجد للتعارف ومعرفة صلة القرابات وليس للعصبيات وعلى ذلك تترتب أحكام الورثة فيحجب بعضهم بعضًا وأحكام الأولياء في النكاح فيقدم بعضهم على بعض واحكام الوقف إذا خص الوقف بعض الأقارب أوبعض الطبقات دون بعض وأحكام العاقلة في الدية حتى تضرب الدية على بعض العصبة دون بعض وما يجري مجرى ذلك فهذا المشروع من معرفة الانساب وحدوده ولولا معرفة ذلك لفات ادراك هذه الامور وتعذر الوصول اليها.

3- صلة الرحم وهي واجبة ، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم ( تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم ، فإن صلة الرحم محبةٌ في الأهل ، مثراة في المال ، منسأة في الأجل ، مرضاة للرب) ، وحذّر الله سبحانه وتعالى من قطيعة الرحم بقوله في حديث قدسي (وعزتي وجلالي لاصلن من وصلك ولاقطعن من قطعك) ، فصلة الرحم هو ‏ ‏"‏ أن تصل من قطعك ‏"‏ ‏:‏ من الأقارب ممن يجب تجب صلتهم عليك، إذا قطعوك، فصلهم، لا تقل‏:‏ من وصلني، وصلته‏!‏ فإن هذا ليس بصلة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام‏:‏ ‏(‏ ليس الواصل بالمكافئ، إنما الواصل من إذا قطعت رحمه، وصلتها‏)‏ ، فالواصل هو الذي إذا قطعت رحمه، وصلها‏.‏
وسأل النبي صلى الله عليه وسلم رجل، فقال‏:‏ يا رسول الله‏!‏ إن لي أقارب، أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون على‏!‏ فقال النبي صلى الله عليه وسلم‏:‏ ‏(‏إن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم الملل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك‏)‏ .
‏"‏ تسفهم المل‏"‏ ، أي ‏:‏ كأنما تضع التراب أو الرماد الحار في أفواههم‏.‏


وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن أثر الانساب في صلة الأرحام وزيادة المحبة فيقول : " تعلموا أنسابكم تصلوا بها أرحامكم ، ولا تكونوا كنبط السواد إذا سئل أحدكم من أنت ؟ قال من قرية كذا ، فوالله إنه ليكون بين الرجل وبين أخيه الشيء لو يعلم الذي بينه وبينه من دخله – يعني باطن الآمر – الرحم لردعه ذلك عن انتهاكه .

وقيل : لو لم يكن لكم من معرفة الأنساب إلا اعتزازها من صولة الأعداء ، وتنازع الأكفاء لكان تعلمها من أحزم الرأي ، وأفضل الثواب.

يتبع



hgufdm hg[higdm ,hg;thxm ,twg hghsghl tdilh hguf]m




سعدالقرني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2010, 01:46 AM   #2
 

سعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفايةسعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: العبية الجاهلية والكفاءة وفصل الاسلام فيهما


أما خلاف ذلك من الأخلاق التي كانت في الجاهلية ؛ كخلق العصبية للقبيلة على الباطل فهو ماينبذ ويدحضه ديننا الحنيف، فجاء الإسلام ونفّر من العصبية الجاهلية، وصور ذلك الفعل القبيح تصويراً بليغاً، فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (مثل الذي يعين عشيرته على غير الحق مثل البعير ردي في بئر فهو يُنْزع بذنبه) مسند الإمام أحمد(1/401)، وفي مسند أبي داود(7/17). وفي الحديث الشريف: (من قاتل تحت راية عُمِّيَّة يغضب لعصَبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقُتل فقِتْلةٌ جاهليةٌ) صحيح مسلم بشرح النووي(12/238).، والعمية هي الأمر الأعمى لا يستبين وجهه.

وقال تعالى: (لا تَجد قَوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أَو أبناءهم أو إخوانهم أَو عشيرتهم) سورة المجادلة: (22). قال أهل العلم في سبب نزول هذه الآية: إنها نزلت في أبي عبيدة حين قتل أباه يوم أحد، وفي أبي بكر حين دعا ابنه للمبارزة يوم بدر، وفي عمر حيث قتل خاله العاص بن هشام يوم بدر، وفي علي وحمزة حين قتلوا عتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة يوم بدر.

إن الافتخار بالآباء والاعتزاز بالانتماء القبلي قد يدفع المرء إلى النار التي حذرنا الله منها، ذلك أنه قد يفتخر بالكفرة من آبائه وأجداده، وما دفعه لذلك إلا العصبية الجاهلية، ولنسمع هذا الحديث الذي [أخرجه أحمد (5/128) بإسناد صحيح] عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال رسول الله : (انتسب رجلان على عهد موسى عليه السلام، فقال أحدهما: أنا فلان ابن فلان حتى تسعة، فمن أنت لا أم لك؟ قال: أنا فلان ابن فلان ابن الإسلام، قال: فأوحى الله إلى موسى عليه السلام: أن هذين المنتسبين، أما أنت أيها المنتمي إلى تسعة من النار، فأنت عاشرهم، وأما أنت يا هذا المنتسب إلى اثنين في الجنة فأنت ثالثهما في الجنة).

ولنا أن نرى في خلق سلمان الفارسي وهو سلمان الخير، رضي الله عنه – لما سئل عن نسبه قال: أنا ابن الإسلام. ولما بلغ عمر مقولته هذه بكى، وقال: أنا ابن الإسلام.

إن الفخر بالآباء أو القبيلة أو بالعصبية الجاهلية مع غمز الآخرين والطعن فيها، وأنهم لا يساوونه في النسب مرض فتاك قاتل، يخبث النفس، ويشعل العداوة، ويفرق الجماعة، ويوجد البغضاء والعداوة بين أفراد المجتمع الواحد، وقد يؤدي إلى تمزيق المجتمع وجعله أحزاباً وطوائف.

لقد اشتد النبي في محاربة هذا الداء العضال، ونهى أمته عن الوقوع فيه، وبين لهم حقيقة أمرهم ليكونوا على بصيرة من ذلك. أخرج الترمذي (23955) بإسناد حسن عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي قال: (لينتهن أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا، إنما هم فحم جهنم، أو ليكونن أهون على الله من الجعل الذي يدهده الخراء بأنفه، إن الله قد أذهب عنكم عبية الجاهلية – أي كبرها ونخوتها – إنما هو مؤمن تقي، وفاجر شقي، الناس كلهم بنو آدم، وآدم خلق من تراب) إنه تحذير نبوي كريم من آثار الجاهلية التي جاء الإسلام ليحطمها، ويقيم عليها البناء الشامخ القوي. إنها أخوة الإسلام التي لا ترقى إليها العصبية، ولا تؤثر فيها الجاهلية.

إن الإسلام نهى عن دعوى الجاهلية وحذَّر منها ولاريب أن الدعوة إلى القومية من أمر الجاهلية لأنها دعوة إلى غير الإسلام ومناصرة لغير الحق..وكما قال الشيخ إبن تيمية رحمه الله : كل ما خرج عن دعوى الإسلام والقرآن من نسب أو بلد أو جنس أو مذهب أو طريقة فهو من عزاء الجاهلية بل لمَّا اختصم مهاجري وأنصاري فقال المهاجري : ياللمهاجرين وقال الأنصاري ياللأنصار، قال النبي صلى الله عليه وسلم (أبدعوى الجاهلية وأنا بين أظهركم) وغضب لذلك غضباً شديداً.

ومن ذلك ماثبت في الحديث الصحيح أخرجه الترمذي عن الحارث الأشعري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (إن الله أمر يحيى بن زكريا بخمس أن يعمل بهن ويأمر بني إسرائيل أن يعملوا بهن) فذكرها ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( وأنا آمركم بخمس ، الله أمرني بهن : السمع والطاعة ، والجهاد ، والهجرة ، والجماعة ، فإنه من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه إلا أن يرجع ،ومن دعا بدعوى الجاهلية فهو من جُثى جهنم ) قيل : يارسول الله وإن صلى وصام ؟ قال : ( وإن صلى وصام وزعم أنه مسلم ،فادعوا بدعوى الله سماكم المسلمين المؤمنين عباد الله ).

يقول دعاة القومية إن الدعوة إلى القومية العربية والتكتل حول رايتها يفضي بالمجتمع ولابد إلى رفض حكم القرآن ، لأن القوميون غير المسلمين لن يرضوا تحكيم القرآن فيوجب ذلك لزعماء القومية أن يتخذوا أحكاماً وضعية تخالف حكم القرآن حتى يستوي مجتمع القومية في تلك الأحكام.. وقد صرح بذلك كثير منهم..، وهذا هو الفساد العظيم والكفر المستبين والردة السافرة ، كما قال تعالى : ( فلا و ربك لايؤمنون حتى يحكِّموك فيما شَجَر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلِّموا تسليما ) ، وقال الله تعالى : ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون ) المائدة 50 وقال تعالى : ( ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ) ، وقال تعالى: ( إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحمية حمية الجاهلية فأنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وألزمهم كلمة التقوى وكانوا أحق بها وأهلها وكان الله بكل شيء عليماً) الفتح 26 .

فالواجب على زعماء القومية العربية ودعاتها أن يحاسبوا أنفسهم ويتهموا رأيهم وأن يفكروا في نتائج دعوتهم المشؤومة وغايتها الوخيمة ، وأن يكرسوا جهودهم ويسخروا طاقاتهم للدعوة إلى الإسلام ونشر محاسنه والتمسك بتعاليمه والدعوة إلى تحكيمه بدلاً من الدعوة إلى قومية أو الوطنية.

فالتعصب للقبيلة على الباطل خصلة من خصال أهل الجاهلية. وقع يوم من الأيام بين [أبي ذر] -رضي الله عنه- [وبلال] -رضي الله عنه- خصومة، فيغضب [أبو ذر] وتفلت لسانه بكلمة يقول فيها لبلال: "يا ابن السوداء" فيتأثر بلال، يوم أكرمه الله بالإسلام، ثم يعير بالعصبيات والعنصريات والألوان، ويذهب إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ويشكو أبا ذر، ويستدعي النبي -صلى الله عليه وسلم- أبا ذر، فيقول -كما في الحديث المتفق علي صحته- يقول النبي صلى الله عليه وسلم-: " أعيرته بأمه؟ إنك امرؤ فيك جاهلية"، فيتأثر أبو ذر ويتحسَّر ويندم، ويقول: وددت –والله- لو ضرب عنقي بالسيف، وما سمعت ذلك من رسول الله –صلى الله عليه وسلم- ويأخذ بلال –رضي الله عنه- كما روي ويضع خده على التراب ويقول: يا بلال؛ ضع قدمك على خدي، لا أرفعه حتى تضعه، فتذرف عينا بلال -رضي الله عنه- الدموع، ويقول: يغفر الله لك يا أبا ذر، يغفر الله لك يا أبا ذر، والله ما كنت لأضع قدمي على جبهة سجدت لله رب العالمين، ويعتنقان ويبكيان ذهب ما في القلوب، وانتهى ما في القلوب. الشاهد هنا من الحديث : إنك امرؤ فيك جاهلية ، أي ما زال فيك خصلة من خصال الجاهلية؛ لأنهم كانوا يتفاخرون بالأحساب، ويطعنون في الأنساب؛ كما جاء في الحديث الصحيح: (أربع في أمتي من أمر الجاهلية لا يتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والاستسقاء بالنجوم، والنياحة) أخرجه مسلم. وعن أبي هريرة-رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : (اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت) أخرجه مسلم . ففي قوله: (إنك امرؤ فيك جاهلية) بطلان ما كان عليه أهل الجاهلية من الأخلاق الرديئة، والعقائد الفاسدة، وهو ما ورثته بعض طوائف المسلمين اليوم، فنراهم يفتخرون بمزايا آبائهم وأجدادهم، وهم بعيدون عنهم كل البعد، فهذا يقول: كان جدي الشيخ الفلاني، وهذا يقول: جدي العالم الرباني، وذاك يقول: أنا من القبيلة الفلانية، وما إلى غير ذلك، وما تنفعك قبيلتك أو أبوك أو أمك عن عذاب الله، ألم تسمع إلى قول الحق -جل في علاه-: (فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلا أَنسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلا يَتَسَاءلُونَ) سورة المؤمنوننقره لعرض الصورة في صفحة مستقلة101). وقال تعالى: (يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ) سورة عبس: (34-37). والذي يحزن له الإنسان حزناً كبيراً أن هذا المرض الذي هو مرض الفخر بالأحساب والطعن في الأنساب قد يصاب به بعض من ينتسبون إلى العلم من الطلبة، فتجدهم يتمازحون أو يتفاخرون فيقولون بكلمات نابية، فلان مصري، وفلان سوداني، أو صومالي، وفلان خــضــيــر ي وفلان صانع وفلان بيسري وفلان أصيل وفلان غير أصيل كذا وكذا. على وجه السخرية، والفخر والعجب، لا على وجه التعريف، والتمييز.

فيأيها المسلم ويا أيها الأخ المبارك: إذا كنت ولا بد مفتخراً فافتخر بالإسلام، وليكن الإسلام بالنسبة لك فوق كل اعتبار، ولتعلم أنك عبدٌ لله؛ فإذا سئلت عن قدوتك، قلت: ( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا ) الأحزاب:21، وإذا سئلت عن مذهبك وطريقتك، فقل( قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) يوسف: 108، وإذا سئلت عن بزتك لباسك، فقلت: ( وَلِبَاسُ التَّقْوَى ذَلِكَ خَيْرٌ ) لاأعراف: 26، وإذا سئلت عن مقصودك ومطلبك، فقلت: ( يُرِيدُونَ وَجْهَهُ ) الكهف: 28، ( إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانا أَن كنا أَول المؤمنين) الشعراء: 51، وإذا سئلت عن رباطك، فقلت: ( في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بِالغدو والآصال رِجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإِقام الصلاة وإِيتَاء الزكاة يخافون يوما تَتَقَلب فيه القلوب والأَبصار ) سورة النــور: ( 36- 37). وعن نسبك قلت:

أبي الإسلام لا أب لي سواه ---- إذا افتخروا بقيس أو تميم

فكن -يا عبد الله- متلبساً بلباس التقوى، (وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ) سورة الأعراف: (26). وكن متزوداً بزاد التقوى، (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى) سورة البقرة: (197). واسمع إلى الحق-جل وتعالى- وهو يقول: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ) الحجرات: (13). وقال صلى الله عليه وسلم-: (أكرمهم عند الله أتقاهم)

ما يصنع العبد بعزّ الغنى ---- والعزُّ كل العز للمتقى
من عرف الله فلم تغنــــه ---- معرفة الله فذاك الشقي

فإنَّ بتقوى الله-عز وجل- تكون الولاية من الله للعبد؛ قال الله- تعالى-: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ) يونس: (62-63). وعن عبد الله بن عمرو قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- جهاراً غير سراً يقول: (إنَّ آل أبي فلان ليسوا لي بأولياء، إنَّما وليي الله وصالح المؤمنين) أخرجه مسلم. ولذلك فإنَّ النسب الشريف، أو الحسب المنيف؛ بدون تقوى الله –عز وجل- لا ينفع، والنسب الوضيع مع وجود التقوى أفضل وأشرف وأرفع؛ فهذا بلال الحبشي لما أسلم وحقق التقوى لله رفع الله قدره، وأعلى منزلته، وبل وسمع النبي-صلى الله عليه وسلم- دف نعليه في الجنة ، وهذا سلمان الفارسي لما خالط الإيمان بشاشة قلبه، واتقى خالقه، وخاف سيده ومولاه، أيضاً رفعه الله، وحصل في الدنيا مبتغاه وتقلَّد جائزة: (سلمان منا آل البيت) أخرجه الحاكم في المستدرك.

يتبعععععع



سعدالقرني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس
قديم 02-12-2010, 01:49 AM   #3
 

سعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفايةسعدالقرني سوف تصبح مشهورا في وقت قريب بما فيه الكفاية
افتراضي رد: العبية الجاهلية والكفاءة وفصل الاسلام فيهما


يقول الشاعر من مجمع الحكم والامثال :

لعمُركَ ما الإِنسانُ إِلا بدينــــهِ ---- فلا تتركِ التقوى اتكالاً على النَّسَبْ
فقد رفعَ الإسلامُ سلمانَ فارسٍ ---- وقد وَضَعَ الشِّرْكُ الشريفَ أبا لهب

يقول أبو العتاهية:

أَلاَ إنّما التَّقْوَى هو العزّ والكَرَمْ ---- وحُبُّك للدّنيا هو الفقر والعَــــــــــدَمْ
وليس على عبدٍ تَقِيٍّ نقيصــــــةٌ ---- إذا صحّح التّقوى وإِن حاك أو حَجْم

ولما فاخر أبا العتاهية رجل من كنانة، واستطال الكناني بقوم من أهله، قال أبو العتاهية:

دَعْنَي من ذِكْرِ أبٍ وجَـــــــــدِّ ---- ونَسَبِ يُعْلِيكَ سُورَ المجدِ
ما الفخرُ إلا في التُّقَى والزُّهدِ ---- وطاعةٍ تُعطي جِنَان الخُلْدِ


ويقول الامام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في الفضل أنه بالعلم وليس بالعصبية والتفاخر الاعمي الجاهلي:

الناس من جهة التمثيل اكفـــاء ---- أبوهم آدم والأم حــــــــــــــواء
نفس كنفس وأرواح مشاكلــــة ---- وأعظم خلقت فيها وأعضـــــاء
وإنما أمهات الناس أوعيـــــــة ---- مستودعات وللأحساب آبـــــاء
فأن يكن لهم من أصلهم شـرف ---- يفاخرون به فالطين والمــــــاء
ما الفضل إلا لأهل العلم انهــم ---- على هدى لمن استهـــدى أدلاء
وقيمة المرء ما قد كان يُحسـنه ---- والجاهلون لأهل العلم أعــــداء
فقم بعلم ولا تطلــب به بــــدلا ---- فالناس موتى وأهل العلم أحيـاء

ويقول رضي الله عنه في أبيات أخرى:

لكل شيء زينة في الورى ---- و زينة المرء تمـــــام الأدب
قد يشرف المرء بآدابـــــه ---- فينا و إن كان وضيع النسب


ولعل أبلغ الاداب في هذا الجانب هي سورة الحجرات التي كان يسميها المفسرون بسورة الاداب لان الله أنزلها ووضع الاداب فيها عندما أتى الاقرع بن حابس وأراد أن يقابل الرسول صلىالله عليه وسلم وكان الاقرع بن حابس من البادية من أجلاف العرب فأخذ يصيح بصوت عال يا محمد ولم يتأدب مع رسول الله فأنزل الله قوله (إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لايعقلون) ، بين الله أن هذه الفئة لاتعقل ولو أنهم صبروا لكان خيرا لهم ، فهذه الايات القرآنية الكريمة بها من البلاغة ونبذ دعاوي للغيبة والنميمة والجاهلية ومايفرق بين المسلم وأخيه وأوامر الله ونهيه صريحة وواضحة يقول سبحانه:

(إِنما المؤمنون إِخوة فأَصلحوا بين أَخويكم واتقوا الله لعلكم ترحمون . يا أَيها الّذين آمنوا لا يسخر قوم من قوم عسى أَن يكونوا خيرا منهم ولا نساء من نساء عسى أَن يكن خيرا منهن ولا تَلمزوا أَنفسكم ولا تنابزوا بالألقَاب بئس الاسم الفسوق بعد الإيمان ومن لّم يتب فَأُولَئك هم الظالمون . يا أَيها الذين آمنوا اجتَنبوا كَثيرا من الظن إِن بعض الظن إِثْم ولا تجسسوا ولا يغتَب بعضكم بعضا أَيحب أَحدكم أَن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه واتقوا الله إِن الله تَواب رحِيم . يا أَيها الناس إِنا خلقْناكم من ذَكر وأنثَى وجعلناكم شعوبا و قَبائل لتَعارفوا إِن أَكرمكم عند الله أتقاكم إِن الله عليم خبِير . قالت الأَعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أَسلمنا ولما يدخل الإِيمان في قلوبِكم وإِن تطيعوا اللّه ورسولَه لا يلتْكم من أعمالِكم شيئا إِن الله غفور رحيم . إِنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأَموالهم وأَنفسهم في سبِيل الله أُولئك هم الصادقون . قل أَتعلِمون الله بدينكم والله يعلم ما في السماوات وما في الأَرض والله بِكل شيء عليم . يمنون عليك أن أَسلموا قل لا تَمنوا علي إِسلامكم بل الله يمن عليكم أَن هداكم للإيمان إِن كنتم صادقين . إِن الله يعلم غيب السماوات والأَرض والله بصير بما تعملون)

يوضح الله في هذه الايات الكريمة أن المؤمنين إخوة بالايمان والدين وليس بالنسب والعصبية المنبوذة ، وأنه يجب أن يصلح المؤمنون بين أخوانهم ويتقوا الله عسى أن يغفر لهم ، ثم ينهى ويحرم سبحانه أن لايسخر قوم من قوم آخرين سواء كانوا أدنى منهم أو بهم عيبا ولايحتقرونهم ولا نساء يسخرن بنساء يرونهم أدنى منهن فلعل هؤلاء المحتقرين أعظم قدرا عند الله من وأخير ممن يسخرون ، ونهي وحرم كذلك اللمز وهو النميمة والطعن والاستهزاء بالاشارات أو بإسلوب مبطن ، ونهى كذلك عن التنابز بالالقاب والمعايرة ، وأن أي نسب مهما اعتلا أو قبيلة كانت ذات صيت فبئس فخرها واسمها اذا فسقت وذلك بفخرها اذا لم تعتقد ان الايمان هو فخر كل شيء وهو ساس المفاضلة ، ثم يقول الله ومن لم يتب فأوئك هم الظالمون ، وقد قال تعالى عن الظالمون (إن الله لايهدي القوم الظالمين).

ثم ينهى سبحانه عن التجسس والظن السيء وعن الغيبة التي شبهها سبحانه بفظاعتها كالذي يأكل لحم أخ له وهو ميت ، ثم يأمر الناس بتقواه إنه هو التواب الرحيم على عباده.

ثم يوضح الله سبحانه أنه خلق البشر من ذكر وأنثى وجعلهم شعوبا وقبائل ، والشعوب هي القبائل العظام والقبائل هي البطون كما جاء في صحيح البخاري يقول في كتاب المناقب حدثنا خالد بن يزيد الكاهلي حدثنا أبو بكر عن أبي حصين عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)، قال:الشعوب القبائل العظام والقبائل البطون . ثم يكمل سبحانه أنه خلقهم ليتعارفوا ، وليس ليتعالى بعضهم على بعض أو يتعصب بعضهم على الاخر أو يطعنون بأنساب بعض ، بل ليتعارفوا من مسألة نسبهم ويصلوا أرحامهم وهذه هي الغاية التي أوجدها الله من النسب.

ثم يتكلم الله عن الاعراب وهي البادية بأنهم يقولون أنهم آمنوا بالله وطبقوا ما أتى به الله ، ويرد عليهم سبحانه بأنهم لم يؤمنوا بل أسلموا وأنهم لم يدخل الايمان في قلوبهم لانهم يقولون ذلك بالكلام الظاهر ولايطبقونه في قلوبهم ويؤمنوا به ، ويخبرهم سبحانه أنه إن أطاعوه لاينقصهم شيئا من أجورهم وأعمالهم وأنه غفور رحيم لمن تاب منهم وأناب.

ثم يخبر الله بأن المؤمنون هم الذين آمنو بالله ورسوله وأخذوا بما أتى الله به والرسول وفهموه وطبقوه وانتهجوه ولم يرتابوا ، اي لم يتزلزوا ويتشككوا وثبتوا على حال واحدة وهي التصديق المحض ، وكذلك جاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله وليس في العصبية والقومية ، وبذلوا نفائس أموالهم في طاعته ورضوانه أولئك هم الصادقون الذين صدقوا في إيمانهم ليس كالاعراب الذين ليس لهم من إيمانهم الا الكلمة الظاهرة .

ثم يقول سبحانه أتعلمون الله بدينكم أي تخبرونه بما في ضمائركم والله يعلم مافي السموات والارض ولايخفي عليه مثقال ذرة في الارض ولا في السماء وانه بكل شيء عليم.

ثم يقول تعالى يمنون عليك أن أسلموا ، يعني الاعراب الذين يمنون بإسلامهم يخبرهم أن لاتمنوا بإسلامكم فإن ذلك يعود نفعه عليكم ولله المنة عليكم فيه بأن هداكم للايمان إن كنتم صادقين في دعواكم ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم للانصار يوم حنين (يا معشر الانصار ألم أجدكم ضلال فهداكم الله بي؟ وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وكنتم عالة فأغناكم الله بي؟ ، وكلما قال شيئا قالوا الله ورسوله أمن. ثم يختم الله هذه السورة بأنه يعلم غيب السموات والارض وانه بصير بما يعمل العباد مهما أخفوا في ضمائرهم.

وروى في الحديث الصحيح للبخاري حدثنا ‏علي ‏‏حدثنا ‏سفيان ‏ ‏قال ‏ ‏عمرو ‏ ‏سمعت ‏ ‏جابر بن عبد الله ‏ ‏رضي الله عنهما ‏ ‏قال‏ ‏كنا في غزاة ‏قال ‏‏سفيان مرة في جيش ‏فكسع ‏‏رجل من ‏ ‏المهاجرين ‏ ‏رجلا من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏فقال الأنصاري يا ‏ ‏للأنصار ‏ ‏وقال المهاجري يا ‏ ‏للمهاجرين ‏‏فسمع ذلك رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقال: "‏ ‏ما بال دعوى الجاهلية " قالوا يا رسول الله ‏ ‏كسع ‏‏رجل ‏ ‏من ‏ ‏المهاجرين ‏ ‏رجلا ‏ ‏من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏فقال: " دعوها فإنها منتنة " فسمع بذلك ‏‏عبد الله بن أبي ‏ ‏فقال فعلوها أما والله لئن رجعنا إلى ‏ ‏المدينة ‏ ‏ليخرجن الأعز منها الأذل فبلغ النبي ‏‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏فقام ‏ ‏عمر ‏ ‏فقال يا رسول الله دعني أضرب عنق هذا المنافق فقال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏دعه لا يتحدث الناس أن ‏ ‏محمدا ‏ ‏يقتل أصحابه وكانت ‏ ‏الأنصار ‏ ‏أكثر من ‏ ‏المهاجرين ‏ ‏حين قدموا ‏ ‏المدينة ‏ ‏ثم إن ‏ ‏المهاجرين ‏ ‏كثروا بعد ‏.

والحديث صريح على نتانة العصبية المقيتة الظاهرة في أكثر الردود التي لا تستند على قاعدة شرعية بل على تقاليد وأعراف مقيتة مجيفة. وروي في صحيح مسلم حدثني محمد بن المثنى، حدثنا الوليد بن مسلم، حدثنا عبد الرحمن بن يزيد بن، جابر حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي، أنه سمع أبا إدريس الخولاني، يقول سمعت حذيفة بن اليمان، يقول كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير شر قال"‏نعم"‏فقلت هل بعد ذلك الشر من خير قال ‏"‏نعم وفيه دخن"‏.‏قلت وما دخنه قال "‏ قوم يستنون بغير سنتي ويهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر"‏.‏فقلت هل بعد ذلك الخير من شر قال ‏"‏ نعم دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها ‏"‏.‏فقلت يا رسول الله صفهم لنا ‏.‏ قال ‏"‏ نعم قوم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا ‏"‏.‏قلت يا رسول الله فما ترى إن أدركني ذلك قال ‏"‏ تلزم جماعة المسلمين وإمامهم ‏"‏ ‏.‏ فقلت فإن لم تكن لهم جماعة ولا إمام قال ‏"‏ فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض على أصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك"‏.‏
لننظر كيف كان الصحابة في السابق ، يخافون أن تذهب نعمة الايمان وأن تدركهم الشرور والفتن فهذا حذيفة بن اليمان يقول خير وفيه دخن ، وهو قوم يستنون بغير سنتي ويهتدون بغير هدي ، وهذا أحد أفرعها هذا الخير الذي فيه دخن التقاليد والاعراف المقيتة التي نفضلها على قول الله وسنة نبيه ، ثم يقول وبعدها شر يعقبه ويظهر أناس يدعون للباطل وهم دعاة إلى جهنم ، وأن هؤلاء الناس والقوم هم منا أي من بيئتنا وقبائلنا يتحدثون بألسنتنا أي بلسان الدين ليلبسوا الحق بالباطل ، وبين رسول الله أن المؤمن يعرف ذلك منهم وينكر ماهم عليه ، وعليه أن يلزم جماعة المسلمين حتى لا يحرفونه عن الحق وإذا لم يكن للمسلمين جماعة فعليه باعتزال الناس ولو يعض على شجرة ويبقى على الحق بأتباع قول الله وسنة نبيه وهديه حتى يدركه الموت وهو على ذلك ، وهذا الحديث صورة وعبرة لما نراه اليوم وكأنه يصور مايحدث اليوم من ترك للسنن وإتباع للاهواء والاعراف للكثير من الناس فاعتبروا يا اولي الالباب.

وجاء في صحيح مسلم عن العصبية الجاهلية حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا جرير، - يعني ابن حازم - حدثنا غيلان بن جرير عن أبي قيس بن رياح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ‏"‏ من خرج من الطاعة وفارق الجماعة فمات مات ميتة جاهلية ومن قاتل تحت راية عمية يغضب لعصبة أو يدعو إلى عصبة أو ينصر عصبة فقتل فقتلة جاهلية ومن خرج على أمتي يضرب برها وفاجرها ولا يتحاش من مؤمنها ولا يفي لذي عهد عهده فليس مني ولست منه ‏"‏

ومن سنن الترمذي ، ‏حدثنا ‏ ‏محمد بن بشار ‏ ‏حدثنا ‏ ‏أبو عامر العقدي ‏ ‏حدثنا ‏ ‏هشام بن سعد ‏ ‏عن ‏ ‏سعيد بن أبي سعيد المقبري ‏عن ‏‏أبي هريرة ‏عن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال "‏ ‏لينتهين أقوام يفتخرون بآبائهم الذين ماتوا إنما هم فحم جهنم أو ليكونن أهون على الله من ‏ ‏الجعل ‏ ‏الذي ‏ ‏يدهده ‏ ‏الخراء بأنفه إن الله قد أذهب عنكم ‏ ‏عبية ‏ ‏الجاهلية وفخرها بالآباء إنما هو مؤمن تقي وفاجر شقي الناس كلهم بنو ‏ ‏آدم ‏ ‏وآدم ‏ ‏خلق من تراب".

فالفخر هنا بالاباء والاحساب منهي عنه والحديث صريح في العقوبة لمن يفتخر ويتعالى ويتكبر على غيره بالفخر المقيت المنهي عنه ، ورد في سنن إبن ماجه حدثنا هناد بن السري، حدثنا ابو الاحوص، عن عطاء بن السائب، عن الاغر ابي مسلم، عن ابي هريرة، قال قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ‏"‏ يقول الله سبحانه الكبرياء ردائي والعظمة ازاري من نازعني واحدا منهما القيته في جهنم ‏"‏
فكان الجزاء النار لانه نازع الله في صفة من صفاته جل وعلا شأنه.ويصور أحد الحكماء وضع المتكبر ، كاللذي يقف على قمة جبل عالي ، فيرى الاخرين صغارا ويروه صغيرا.


يتبع



سعدالقرني غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس

إضافة رد





الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
{ مدير التخطيط المدرسي }يعلن انتقال وفصل عدد من مدارس البنين بالمحافظة علي بن قحمان القرني مواضيع التربية و التعليم 2 04-10-2013 12:22 AM
حتى لا يُعيد (عادل فقيه) جزيرة العرب إلى الجاهلية الأولى ! جداوي المواضيع الاسلامية 3 07-18-2012 02:49 AM
(عمير بن وهب) شيطان الجاهلية، وحواريّ الاسلام علي بن قحمان القرني قصص الانبياء و سيرة الصحابة والتابعين 10 01-07-2012 03:47 PM
شات ايام الجاهلية-منقول للضحك والفرفشه فقط ابومرام فكاهة وفرفشة 21 04-12-2011 09:36 PM

Rss  Rss 2.0  Html  Xml  Sitemap  دليل المنتديات


الساعة الآن 10:20 PM


Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن

1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75