منتديات بني بحير بلقرن - [حصرياً] ألفاظ بني بحير ::::بشواهدها من الكتاب والسنة النبوية (1)

الحمد لله الواحد الأحد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد ، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وقائد الغر المحجلين إلى جنةٍ عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين ،، جعلنا الله وإياكم لها من الوارثين .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، وبعد :

أيها القراء الأعزاء ،، عندما أنزل الله تعالى كتابه الكريم على نبيه المصطفى الأمين وآتاه من الحكمة ما لم يؤت أحداً غيره ،، كان ذلك
" بلسان عربي مبين "

ولما كنا نحن الأزد من القبائل العربية الأصيلة التي نزل القرآن بلغتها ،، كان لا بد لنا أن نقف مع معاني الكتاب والسنة التي لن تخرج عن ألفاظ اللسان العربي ولهجاته المتباينة ، وعندما نزل القرآن الكريم بسبعة أحرف كان ذلك أكبر دليل على أن القبائل العربية ،، لا تتفق في منطوقها على لفظ واحد لجوهر أو عرض واحد ،،

والذي يهمنا من هذا نحن قبيلة بني بحير ،، أن نراجع كتابنا المبين وسنة رسولنا الأمين ،، لمعرفة تلك الألفاظ والكلمات الواردة في الكتاب والسنة والتي لها أصل في لهجتنا الدارجة بيننا ، يتوارثها الأجيال جيل بعد جيل ،، وإن كنت أكاد أجزم أن هناك من الألفاظ والكلمات العربية الأصيلة التي لم تدخل في القاموس العربي ، فما ذاك إلا لأن الثورة العلمية بمختلف جوانبها كانت تتمركز حول المدن الكبيرة والمشتهرة كمدن الحجاز والعراق والشام ومصر أيام انبثاق الدولة الإسلامية واتساع رقعتها ،،

وإن كنت قد تطفلت على أهل هذا الشأن في هذا الباب ،، فارتقيت مرتقاً صعباً ،، لست بأهلٍ له ، ولكن حسبي أني مجتهد ،، ربما يلهمني الله الحق ، وربما يجانبني الصواب فيما سأنثره على هذه الصفحة من فوائد جمة إن شاء الله ،، ومما تجدر الإشارة إليه ، أن هذا الموضوع أخذ مني أكثر من شهرين كاملين ،، كنت خلالها أتصفح أمهات الكتب ، وكل ما مر علي كلمة دارجة على اللسان البحيري دونتها في مسودة خارجية حتى خرجت بحصيلة ليست بالقليلة عن ألفاظنا الواردة في الكتاب والسنة

ولا ريب أن بعض تلك الألفاظ يشاركنا فيها غيرنا من القبائل المجاورة ،، وبعضها الآخر أظنه خاص بنا نحن أفراد قبيلة بني بحير ومن عاش بيننا من القبائل الأخرى ،،

وقبل أن أبدأ في سرد تلك الكلمات ،، أنوه أن حقوق نشر هذا الموضوع خاصة بمنتديات بني بحير بلقرن ولا نجيز لأي شخص كان من كان أن ينقل من هذا الموضوع شيئاً إلا أن يشير إلى المصدر الأساسي الذي نقل منه وهو منتديات بني بحير بلقرن .

نتوكل على الله ونبدأ معكم ،،

1)حكمة قديمة دارجة على ألسنة كثيرٍ من العامة ،، وإن كنا نتحفظ على معناها ، إلا أن الذي يهمنا منها هنا ورود معناها في الكتاب أو السنة هذه الحكمة هي

" من عادك يا مكة مُكّيه " بضم الميم وتشديد الكاف وتسكين الياء من الكلمة الأخيرة

هذه العبارة كانت تقال في قديم الزمان عندما يحج الحاج ويجد المشقة العظيمة من الذهاب والإياب ،، بل كان بعضهم يموت جوعاً أو يصاب بمرض يفتك بحياته فيدفن في الطريق ،، فكان الأولون يقولون مثل هذه العبارة ،،، التي توحي في معناها أن من رجع إلى مكة ثانية فلتهلكه مكة أو تفتك به ،،،

وقد اندهشت عندما كنت أقرأ في معنى كلمة " مكة " قبل فترة ،،، فقد ورد في تفسير " فتح القدير " لمؤلفه : محمد بن علي الشوكاني ،،

في الجزء الأول صفحة 594 إذ قال : سميت مكة لقلة ما بها ، وقيل : لأنها تمك المخ من العظم بما ينال ساكنها من المشقة ، وقيل : سميت بذلك لأنها تمك من ظلم فيها أي تهلكه ،،، انتهى كلامه رحمه الله تعالى

فأصبح واضحاً أن الآباء والأجداد يقصدون بلفظة " مُكّيه " أي أهلكيه ،،،

2)لو سألت أحداً من شيباننا خاصة أهالي البادية حاجة وكان متيقناً أنه يستطيع تلبية حاجتك ،، لن يتردد أن يقول لك " آني ظنيت " فاستخدم كلمة ظنيت هنا بمعنى التأكيد والتيقن من فعل العمل ،، على خلاف معناها الظاهر ،،،

وقد جاء في سورة الكهف قول الله تعالى " ورأى المجرمون النار فظنوا أنهم مواقعوها .. الآية "
يقول ابن كثير في تفسيره ،، أي لما عاينوا جهنم حين جئ بها تقاد بسبعين الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك ، تحقق المجرمون أنهم لا محالة مواقعوها ... انتهى كلامه رحمه الله ،
يعني كلمة ظنوا الواردة في الآية كانت بمعنى التيقن والتحقق والتأكد ،،، عجباً لآباءنا وأجدادنا !!!!
3)لو قال أبو عماد ... نسيت جوالي في البيت ولأني مستعجل حرت أخذته من البيت !!!
فما رأيكم في كلمة " حرت " التي أصلها حار ،،، وفي كلام أبي عماد المفترض " حرت أخذته " يعني رجعت وعدت إلى البيت فأخذته ....
والله تعالى يقول " إنه ظن ألن يحور " ... يقول الشيخ أبو بكر الجزائري في تفسيره " أيسر التفاسير " إنه كان يظن في الدنيا أنه لا يرجع إلى الحياة بعد الموت ،، انتهى كلامه ،، يا سلام عليك يا أبا عماد لو كل مرة تنسى جوالك وتكشف لنا مصطلح عامي له شاهد من الكتاب والسنة
وبالمناسبة قال صلى الله عليه وسلم " من دعا رجلاً بالكفر وليس كذلك حار عليه "
قال ابن الأثير في كتابه " النهاية في غريب الحديث والأثر " الجزء الأول صفحة 450 أي : رجع إليه ما نسب إليه ،
وقد وردت أحاديث كثر في معنى كلمة حار ومشتقاتها ، من أراد زيادة علم فليطالع كتاب ابن الأثير السالف الذكر .. باب : ح و ر
4) جملة " هب لي " كثيراً ما نستخدمها ,, وغيرنا يستخدمها كذلك ،، وكنت متردداً في الزج بها هنا ولكنني تذكرت موقفاً أيام الجامعة مع زملاءٍ لنا من قديد وعسفان ،، كانوا يضحكون إذا قلت عبارة " هب لي "
مستغربين الكلمة فكنت أحاجهم أن الله تعالى قد قال في كتابه " هب لي من لدنك ولياً "
الله يذكرك بالخير يا فهد القريقري ،، تبسم ضاحكاً مندهشاً من استدلالي بالآية ،، وأيد قولي وأثبت حجتي ،

5)الجابة وما أدراك ما الجابة ،،، هل تعرفوها ،، كثير منكم قد لا يعرفها وهي حجر كبير مجوف مقعر يوضع بجوار البئر ليفرغ فيه الماء ،، مشهورة جداً عند آبائنا وأجدادنا ،، فما علاقتها ببحثنا ،،،

يقول الله تعالى في سورة سبأ
"يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَآءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَٱلْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ "
جاء في تفسير الشوكاني الجزء الرابع ، أن جواب بكسر الجاء هي جمع جابية وهي حفيرة كالحوض ، وقيل : هي الحوض الكبير يجبى الماء أي يجمعه ،، انتهى كلامه رحمه الله ،
وحقيقة أن الفرق واضح بين الجابية والجابة ،، وإن كان المعنى عندنا يشابه المعنى العربي لكلمة جابية ،، وكنت أريد أن اترك هذه الكلمة لكنني استأنست بما قاله ابن الأثير : إن الجوب بفتح الجيم هو نقير يجتمع فيه الماء فلا يستبعد أبداً أن الجابة هي نفسها الجابية لأن لها نفس المعنى ،،
هذه خمس كلمات أو عبارات درجت على الألسنة في قبيلتنا ،، أوردنا لها الشاهد من كتاب الله الكريم ،، ولأن الوقت قد ضاق فسوف أجعل الكلمات الأخرى الواردة في السنة في موضوع آخر أو جزءً آخر من هذا الموضوع فلا زال هناك أكثر من عشر كلمات وجدتها في أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم كالصبرة والعتود والجفرة والظرب وغيرها ،،
أرجو أن أكون قد وفقت لما فيه الفائدة ،،
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،
أخوكم : م ح البحيري