منتديات بني بحير بلقرن - حصرياُ/ ألفاظ بني بحير :::بشواهدها من الكتاب والسنة النبوية (2)

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
لا زال الكلام موصولاً بما سبق لنذكر ما يمكن ذكره من الألفاظ العامية الدارجة على اللسان البحيري والتي لها شواهد من الكتاب أو السنة .
وقبل البدء أنوه بأمرين ،،،، أنني في هذا البحث أركز على إيجاد الشاهد من الكتاب أو السنة ،، وهذا يعني أن هناك كلمات أخرى هي من أصل العربية يمكن استخراج أصلها من معاجم اللغة ،،، والأمر الآخر الذي أريد أن أنبه له هو ما قلته في البحث السابق أن حقوق النشر محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن ،، ولا نسمح لأحد بالنقل إلا أن يشير إلى اسم المنتدى الأصلي الذي ورد فيه المقال ،،،،
والآن نواصل الحديث معكم عن الألفاظ البحيرية الواردة في الكتاب أو السنة النبوية ،،،،
1)كلمة " عرجون " هذه كلمة عربية فصيحة قال الله تعالى " حتى عاد كالعرجون القديم " ولا يخفى على أحد أن العرجون هو عود العذق الذي يحمل الشماريخ ،،، هذا مختصر كلام الشوكاني الجزء الرابع ص 487
لاحظوا " عرجون " " عذق " " شماريخ " مفردها شمروخ ،،،، الله أكبر ،
2)هل تعرفون السهوة ،،،، هي مثل العريش وبالمناسبة كلمة عريش قد وردت في قصة معركة بدر عندما بنوه للرسول صلى الله عليه وسلم ووردت في كلام للصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص على ما أتذكر حين قال .. تمتعنا وهذا كافر بعرش مكة ،،،
نعود للسهوة وهي تشبه العريش وقد تكون أصغر ،،، وأكثر ما يستخدمها أهل المزارع لأنها عبارة عن شئ مرتفع ليرى صاحب الزرع أطرافه المترامية
جاء في سنن النسائي الجزء الثاني ص 401 قول عائشة " كان في بيتي ثوب فيه تصاوير فجعلته إلى سهوة في البيت .... الحديث " قال الإمام السيوطي هو شبيه بالرف أو الطاق يوضع فيه الشئ
3)إذا تهاوش اثنان فإن الذي يحاول أن يفك بينهما يسمى " الفارع "
جاء في سنن النسائي الجزء الثاني ص 398 " فجاءت جاريتان تسعيان من بني عبد المطلب فأخذتا بركبتيه ، ففرع بينهما ولم ينصرف "
قال السندي ,,, ففرع بينهما أي حجز بينهما وفرق ( بينهما )
4)المعروف أن السحاب يسمى غيم ،،، لكننا في بني بحير نقلب الميم نوناً فنقول " الغين "
وقد جاء في سنن أبي داوود من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم " إنه ليغان على قلبي ، وإني لأستغفر الله في كل يوم مئة مرة " حديث صحيح
جاء في كتاب " عون المعبود لشرح سنن أبي داوود " الجزء الثاني ص 523 " ليغان بضم الياء بصيغة المجهول من الغين وأصله الغيم ،،،، قال في النهاية : غينت السماء تغان إذا أطبق عليها الغيم "
5)ماذا لو قيل لك " فلان رمة " ألا تجد في نفسك أن المقصود أن هذا الإنسان لا خير فيه ولا فائدة فيه ،،،،
سبحان الله يقول الله تعالى " قال من يحي العظام وهي رميم " ملخص كلام الشوكاني في تفسيره ج 4 ص 505 الرميم العظام البالية ، ورم العظم إذا بلى فهو رميم ورمام ،، انتهى كلامه رحمه الله ،
ولا يخفى عليكم أيها الأحباب أننا في قبيلتنا نقول للمكان الذي تحللت في الجثة الميتة ولم يبق إلا عظامها نقول لما تبقى " مرمة " بضم الميم الأولى والراء وتشديد الآخرة وفتحها وقد جاء في حديثه صلى الله عليه وسلم

" أنه نهى عن الإستنجاء أو الإستجمار بالرمة " وهي العظم ،،،،
6) تعودنا دائماً إذا أردنا أن نعود إلى البيت خاصة في وقت المساء أن يقال

" ضاف فلان ،،، أو يضوف "
وقد جاء في سنن النسائي وفي سنن ابن ماجه
ثلاث ساعات كان رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏ينهانا أن نصلي فيهن أونقبر فيهن موتانا حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع وحين يقوم قائم ‏‏الظهيرة ‏ ‏حتى تميل وحين ‏ ‏تضيف ‏ ‏الشمس للغروب حتى تغرب
وقد جاء في كلام السيوطي على معنى كلمة " تضيف " أي تميل يقال ضافت تضيف إذا مالت ،،، فيتبين أن المقصود من كلمة " يضوف " أي يميل إلى بيته أو مسكنه ،، مع أننا قد خصصنا ذلك بوقت الليل لأننا لا نقول يضوف في الصباح ،،،، ولعل الحديث فيه شاهد لأن الشمس تضيف إلى الغروب أي في وقت الليل
7)ماذا تعني لكم كلمة " ظرب " بكسر الظاء
جاء في حديث الغيث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال " اللهم حوالينا ولا علينا ،، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية " الحديث رواه مسلم والنسائي وغيرهما ،،،
قال السندي في شرحه على سنن النسائي
والظراب : بكسر معجمة وآخرة موحدة جمع ظرب بفتح فكسر وقد تسكن هو الجبل المنبسط ليس العالي ،
يغلب على ظني أن هذا قد جاء في الجزء الثالث من سنن النسائي بشرح السندي والسيوطي ,
8) " العفراء " من الغنم هي البيضاء كلكم يعرف ذلك وأهل الغنم يعرفون ذلك تماماً ،،، ولو وصفت ماعز لونها أبيض عند أهل البادية في قبيلتنا بكلمة " بيضاء " لضحكوا منك عجباً ،،، لأنهم لا يسمونها إلا عفراء ،،، جاء عند النسائي الجزء الثاني ص 561 قول أحد الصحابة " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنت أرى عفرة إبطيه إذا سجد "
قال السندي : العفرة بياض غير خالص بل كلون وجه الأرض
9)وجاء في نفس الصفحة " أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد ، جافى يديه حتى لو أن بهمة أرادت أن تمر تحت يديه لمرت "
قال السيوطي البهمة : الواحدة من أولاد الغنم يقال للذكر والأنثى والجمع بهم ...
10)من أعجب ما سمعت مع الآباء والأجداد في قديم الزمان ،،، أنهم كانوا يقولون " نريد أن نختلي للجمل " فيأتون ببعض أغصان السدر ويسمونه " خلي "
وقد جاء في حديث حرمة مكة " ولا يختلى خلاه" قال الشوكاني في كتابه الفقهي " نيل الأوطار " الجزء الخامس ص 31 الخلا الرطب من النبات واختلاؤه : قطعه واحتشاشه ،
11)من منا لا يعرف العتود ومن منا لا يعرف الجفرة هذا لا يخفى على أحد في قبيلة بني بحير وغيرها ،،، ولكن الذي يخفى على البعض ورود ذلك في السنة
فقد جاء في كتاب المناسك من كتاب نيل الأوطار , الجزء الخامس ص 23 أن عمر قضى في صيد الحرم في اليربوع بجفرة " قال الشوكاني هي الأنثى من ولد الضأن التي بلغت أربعة أشهر ،، ولا شك أننا نطلق مسمى جفرة على أنثى الماعز وليس هناك كثر اختلاف ،،
أما العتود فقد جاء في كتاب الأضحية من نفس الكتاب " نيل الأوطار " الجزء الخامس ص 135 عن عقبة ابن عامر : أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه غنماً يقسمها على صحابته ضحايا ، فبقي عتود فذكره للنبي صلى الله عليه وسلم فقال " ضح به " ,,, نقل النووي عن أهل اللغة أن العتود : ولد المعز ما رعى وقوي وأتى عليه حول
12)الحدأة ذلك الطائر المعروف عندنا نحن في بني بحير ب " حٌديّا " بضم الحاء وفتح الدال وتشديد الياء وقد جاء هذا الاسم صريحاً في حديث الفواسق الخمس كما في " نيل الأوطار " الجزء الخامس ص 32
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " خمس لا جناح على من قتلهن في الحرم والإحرام ، الفأرة ، والعقرب ، والغراب ، والحديا ، والكلب العقور "
13)نحن نسمي الغنم المعروضة للبيع " جلباً " ونسمي مكان البيع
" مجلبة "
وقد جاء في كتاب البيوع من كتاب " نيل الأوطار " ص 198 الجزء الخامس
" نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن تلقي الجلب " بفتح الجيم واللام ،،،
ولا فرق إلا أننا نسكن اللام في كلمة " الجلب "
14)ماذا تعرفون عن أم الصبيان ,,,, وهل هذا اللفظ من ألفاظنا ,,, كثيراً ما أسمع بعض الآباء يقول
" جعلك بأم الصبيان " ولا أعلم هل هذا اللفظ أصلي أم أنه مستورد
عموماً قد أورد ابني السني حديثاً عن الحسين بن علي رضي الله عنهما بلفظ " من ولد له مولود فأذن في أذنه اليمنى وأقام في اليسرى لم تضره أم الصبيان " قال الشوكاني في الجزء الخامس من كتاب نيل الأوطار ص 162 أم الصبيان هي التابعة من الجن ..
وأنبه هنا على أن هذا الحديث ضعيف ولا يحتج به ،،، بل قال عنه الشوكاني أنه حديث موضوع ،،،، ونحن نورده هنا على أن اللفظ قد جاء مذكوراً في اللسان العربي لا أننا نقول أنه من لفظ رسول الله صلى الله عليه وسلم نعوذ بالله أن نكذب على رسولنا صلى الله عليه وسلم ،،،
أخيراً أيها الأحباب ... لا زال هناك الكثير والكثير من المصطلحات ،،، أعياني البحث والسهر عن أن استخرج أصولها ،،، أذكر منها على سبيل المثال ،،، القف : حوض الماء ، السخلة : صغير الماعز والربقة : ما يربط به السخال ، وربض البيت : اساسه ، الربلة : الغليظ ، معاطن الإبل : مبات الإبل ، والعلقة : الدودة الصغيرة في الماء ، والعرفطة : الشجر المعروف ، والعرق : الجبل الصغير ، والعرقوب : مؤخرة القدم ، والركية : البئر الصغير ، والمنثل : هو ما يخرج به التراب من الحفرة ،،
كل هذه الكلمات لها أصل في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم ،،
ولعل ما حصل فيه البركة والكفاية ,,, ولكم خالص تحياتي
أخوكم : م ح البحيري