منتديات بني بحير بلقرن - خوف الله ورجاوه وتعلق القلب به

http://i1.makcdn.com/images/blog_mak...es/b_close.gif
<H1 style="FONT-WEIGHT: normal; FONT-SIZE: 16px">خوف الله ورجاؤه.. وتعلق القلب به </H1>

قد تجد الكثير من الناس الذين يتسمون بالإيمان، يتلهون عن الله تعالى، ويشدون قلوبهم إلى غيره. يخافون من الأرض، ولا يخافونه، ويرجون الدنيا، وزخارف الحياة، ولا يرجون رزقه أو نعيمه، ولا يستشعرون عندما يذكرون الله تعالى لا خوفا، ولا رجاء، ولا خشية، ولا خشوعا، وإنما هي كلمة تجري على اللسان، وفكرة تمر على الخاطر ثم ينزاحا ليحل محلهما الثرثرة، وأحلام، وهموم الدنيا، قد تتلمس قلبك أحيانا فلا تجد فيه عند ذكر الله إيمانا، ولا كفراو ولا خوفا ولا رجاء.
غير إن المؤمن يعرض لنا في كتاب الله تعالى، وكلمات المعصومين من خلفه في صورة اخرى.
- يعرض لنا قلب المؤمن رقيقا، حساسا، مرفها.. يتأثر، ويتحرك، وينفعل، ويخشى، ويخاف، ويتطلع.. وليس كومة لحم هامدة غليظة قاسية.. (لمتان: (لمة من الشيطان ولمة من الملك فلمة الملك، الرقة، والفهم، ولمة الشيطان السهو، والقسوة (ياموسى لا تطول في الدنيا املك فيقسو قلبك، والقاسي القلب مني بعيد)
"ألم يئن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكرالله، ولا يكونوا كالذين اوتوا الكتاب من قبل فطال عليهم الامد فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون".
- هذه الرقة في القلب هذه الحساسية.. والانفعال بكل معانيه وأشكاله مرتبطة في قلب المؤمن بالله تعالى وليس بالمنصب الشخصي، ولا بالمركز الإجتماعي، والمال.. ولا من القوم، والعشيرة، وغير ذلك من المعاني الدنيوية.. والكثيرة التي تتعلق قلوب الناس بها، فتنفعل بحركتها وتنعكس عليها تقلبات هذه المعاني، واضرابها ولنأخذ الآن أشكال تعلق قلب المؤمن بالله تعالى.
- رجاء الله تعالى في النوائب.. عن ابي عبد الله (انه قرأ في بعض الكتب إن الله تبارك وتعالى يقول وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي لاقطعن امل كل مؤمل من الناس غيري باليأس، ولا كسونه ثوب المذلة عند الناس، ولا نحينه من قربي، ولا بعدنه من فضلي. ايؤمل غيري في الشدائد، والشدائد بيدي؟ ويرجو غيري، ويقرع بالفكر باب غيري وبيدي مفاتيح الابواب، وهي مغلقة وبابي مفتوح لمن دعاني؟ فمن ذا الذي املني لنائبة فقطعته دونها؟ ومن الذي رجاني لعظيمة فقطعت رجاءه مني؟ جعلت آمال عبادي عندي محفوظة، فلم يرضوا يحفظني وملأت سماواتي ممن لا يمل من تسبيحي، وامرتهم ان لا يغلقوا الابواب بيني، وبين عبادي، فلم يثقوا بقولي ألم يعلم من طرقته نائبة من نوائبي، انه لا يملك أحد كشفها غيري إلا من بعد اذني، فما لي اراه لاهيا عني؟ اعطيته بجودي ما لم يسألني ثم انتزعته منه فلم يسألني رده وسال غيري، ابخيل انا فيبخلني عبدي؟ أو ليس الجود، والكرم لي؟ أو ليس العفو، والرحمة بيدي؟ أو ليس أنا محل الآمال فمن يقطعها دوني؟ أفلا يخشى المؤملون ان يؤملوا غيري؟ فيا بؤسا من القانطين من رحمتي ويا بؤسا لمن عصاني ولم يراقبني).
ان كلا من الرجاء، والخوف لو اخذا منفصلين احدهما عن الاخر، لا ثر هذا على سلوك الإنسان المسلم تأثيرا سلبيا- كما يبدو ذلك من هذا النص، وغيره، لان الرجاء، بلا خوف يجري على المعصية، والخوف بلا رجاء ييئس من رحمة الله تعالى، وسلوك اليائسين سلوك منحرف والإنسان يعمل لأماله العريضة، ورجائه بالله تعالى أن يثيبه وينجيه من عذاب اليم.
- خشية الله تعالى.. والخشية هي الانفعال المأخوذ بعظمة الله تعالى وهيبته.
"ألم يئن للذين آمنوا ان تخشع قلوبهم لذكر الله".
(انما يخشى الله من عباده العلماء)
- الانس بالله تعالى. والرضاء بقضائه، وعدم الجزع والضيق والسخط من قضاء الله تعالى وقدره.
المصدر:كتاب الإعداد الروحي.