منتديات بني بحير بلقرن - موضوع مهم جدا"

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)( ) (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً)( ).
أما بعد:
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته.
أيها الأخوة الكرام: إن الموضوع الذي سأتحدث فيه موضوع مهم، موضوع من موضوعات الساعة في وقت قل فيه الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر.
أيها الأحبة: لا يزال في بلادنا هذه البلاد الطيبة المباركة، ولا يزال في مجتمعنا الكريم بعض الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ممن نحسبهم لا تأخذهم في الله لومة لائم، ولكننا إذا نظرنا إلى كثير من بلاد العالم الإسلامي وجدنا أن هذا الركن العظيم قد خبا وضعف، إلا في بلاد فيها النذر اليسير، وإنني ألحظ وتلحظون أن هذا الركن العظيم قد بدأ يضعف في مجتمعنا، وبدأ يقل الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، وهذا أمر خطير، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ)( ).
هذا أمر أصبحنا نرى أن القلة أو أن القليل من القليل -طلبة العلم هم القليل في المجتمع-، والقليل من طلبة العلم من يقوم بهذا الركن العظيم، وإذا تركت الأمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حل بها الهوان، وحل بها الضعف، وقذفها الله سبحانه وتعالى بالذلة حتى تعود إليه، المعاصي انتشرت، هانحن نرى كثيرا من المعاصي في البيوت، وفي الشوارع، وفي الأسواق، ومهما بذل من الجهود فستصبح قليلة في وجه هذا السيل الجارف من قبل أعداء الله.
كيف وكثير من الدعاة قد فت في عضدهم، وبعضهم قد يصل إلى حد اليأس والعياذ بالله.

أيها الأخوة: إن واجب طلاب العلم واجب مهم للغاية، واجبهم القيام بأمر الله وبشرع الله، يقول جل وعلا: (وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ)( ) وطالب العلم عليه مسئولية عظيمة (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ)( ) ومن المؤسف أننا نرى بعض طلاب العلم فصحاء يتكلمون في مدارسهم كأساتذة، أو في مجالات أعمالهم ولكن العمل قليل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)( ) والآيات في هذا المعنى كثيرة جدا.
وأذكر إخوتي الكرام بقول الرسول " لن تزولا قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع، عن عمره فيما أفناه، وعن علمه ماذا عمل به، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه " ( ) وإسناده صحيح.
وعن أسامة بن زيد قال: قال رسول الله " يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار فتندلق أقتابه فيقال: أليس كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ قال: كنت آمركم بالمعروف ولا أفعله، وأنهاكم عن المنكر وآتيه " ( ) رواه الشيخان.
أيها الأخوة: ، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله " من تعلم علما يبتغى به وجه الله لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضا من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة " ( ) أولئك الذين تعلموا العلم للشهادات، أولئك الذين تعلموا العلم للوظائف والمناصب، أذكرهم بهذا الحديث الذي تلوته، وأختم هذه الأحاديث بالحديث الذي رواه أنس قال: قال رسول الله " مررت ليلة أسري بي بأقوام تقرض شفاههم بمقاريض من نار قلت: من هؤلاء يا جبريل؟ قال: خطباء أمتك الذين يقولون ما لا يفعلون " ( ) وفي رواية: " ويقرءون كتاب الله ولا يعملون به " وإسناده صحيح.
هذه بعض الآثار في هذا الموضوع الخطير،
أيها الأخوة سرج في الظلمات، تعرفون أن واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لم يعد اختيارا، ولا سنة، ولا تطوعا، بل أصبح فرضا وواجبا على كل مستطيع يقول المصطفى " من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه " ( ).
السؤال أيها الأخوة:
كل واحد منكم يسأل نفسه: هل كل واحد منا قد قضى ما عليه فيما يرى من منكرات في مجتمعنا وفي أسواقنا؟ هل كل واحد منا قد قام بالواجب الملقى على عاتقه، ولم تأخذه في الله لومة لائم، أم أنه بدأ يحسب ويضرب أخماسا في أسداس، الوظيفة، والترقية، والنقاط الكثيرة؛ ولذلك يتخاذل عن القيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
وأختم حديثي
أن الفساد حينما ينتشر في الأمة ويسود بنظامه وقيمه حياة أفرادها ويسري في شرايين الناس سريان السرطان في جسم الإنسان عند ذلك تكون الأمة في أمس الحاجة إلى الإصلاح والتغيير.
إن مهمة الإصلاح التي تحتاج إليها الأمة ليست حالة عارضة تظهر عند الحاجة إليها، بل هي حالة مستمرة تلازم حياة الأمة.
الوظيفة الأساسية لإقامة منهج الله في الأرض وتبليغ شريعته وتغليب الحق على الباطل، والمعروف على المنكر، والخير على الشر هي مهمة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يخضعان لضوابط شرعية مستفادة من كتاب الله وسنة رسوله . الشريعة الإسلامية هي الأساس.
أيها الأخوة: منهج العلماء في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس هو الوعظ والإرشاد، إنما هو القيام كما قلت بواجب التغيير والإصلاح.
هذا
أقول أحبتي الكرام: ، إن علينا واجبا عظيما في القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وألا تأخذنا في الله لومة لائم،
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

.