منتديات بني بحير بلقرن - مجتمع يرقص على حرمان فقير

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مسكين هذا الفقير مسكين

ولد حسن بعد زواج ابوه من امه بخمسة عشر سنه وفور ولادته توفت أمه.. وبقي هو وابوه وجدته

ابوه العم صالح 0(الحمّال ) اللذي احدودب ظهره من هذه المهنه الشريفه وامه المرحومه العمه (فاطمه)
اللتي كان يكسو محياها جمال الحرمان والصبر على تلك الحياه الصعبه..

العم صالح كان صبورا" مكافحا" في حياته من اجل ان يهنأ بلقمة عيشه وبعد وفاة زوجته رفض الزواج
وسخّر حياته لابنه الوحيد حسن

عاش حسن مع ابوه وجدته حياه مليئه بالحب والحنان رغم مافقده من حنان الام وشح الماده وفوقيّةالمجتمع

وزادت معاناته عندما توفت جدته وهو في سن العاشره فأصبحا وحيدين هو وابوه في ذلك المنزل القديم
المتهالك...

كان حسن ولدا" مهذبا" مطيعا" ...التحق بالمدرسه وكان طالبا" نجيبا" محبوبا" من معلميه

لكن مجتمعه لم يرحمه من تلك المعاناه

فعندما يذهب للمدرسه يناظره زملاؤه بنظره فوقيه ...وكان يسمع بين الفينة والاخرى ..(شوف لبس
هذا الطالب مايستحى يجي المدرسه بها الملابس المرقعه ..ماعليك يارجال هذا ابن الحمّال)
وحتى كبار السن عندما يلتقوه يسألوه انت مين فيرد عليهم انا ابن فلان ..ويجاوبون آه فلان الحمّال
فيومئ براسه اشارة لصحة المعلومه لالتأكيد عنفوانها فهو كان يحترق من داخله عندما يسمع هذه الكلمه

وفي أحد الايام ذهب حسن مع احد جيرانه الى بيته ليلعب معه ويأنس معه حتى ولو لفتره زمنيه مؤقته
وبينما هم يلعبون دخل صاحب المنزل وناظر الى ابنه وصرخ بوجهه لماذا أتيت بابن الحمّال هذا عندي
حنا موناقصين سرقات والا مصايب
فركض حسن متوجها" صوب الباب ويحمل في خاطره مر وقسوة هذه الكلمه اللتي تلاحقه من مكان الى اخر
وتوجه له بطريقة او بأخرى وعيناه غارقة" في دموعها الى أن وصل الى زاوية" يفضلها هو في منزله
القديم المتهالك ليغسل همه هناك فكانت تلك الزاويه بمثابة حضن أمه اللتي كلما أصابه حزنٌ لجأ اليها

ورغم تلك المعاناه الا ان حسن لم يكن يأبه لكلام الاخرين عن ابيه بل كان يفتخر به وعندما اشتد ساعده
صار يساعده في عمله كلما تسنى له ذلك
عاش حسن وابوه حياه متكافله مليئه با لحب
ولكن حسن عندما بلغ سن السادسة عشره قرر أن يترك المدرسه ويلتحق بالسلك العسكري ليساعد
اباه مع ان اباه رفض ذلك ولكن حسن اقنعه وبالاحرى حب العم صالح الشديد لولده حسن اجبره
على ترك المجال له لاخذ قراره

وفي صباح يوم ما ذهب العم صالح ليودع ابنه حسن اللذي سيسافر مع ابن الجيران
ذهب حسن وللمره الاولى اللتي يفارق اباه فيها

ركب حسن السياره مع ابن الجيران ولاحظ حسن السرعه الجنونيه اللتي يقود بها ابن الجيران سيارته
فقال له بالله عليك هدي السرعه وان شاء الله نصل بسلام
التفت اليه ابن الجيران وقال له بسخريه وكمان تتشرط يابن الحمّال
فكانت تلك اخر كلمه يسمعها حسن في حياته
في تلك اللحظه عندما اعتدل ابن الجيران في مقعده تفاجأ بحيوان ضخم وسط الشارع (جمل) وحاول
السيطره على المركبه ولكن بعد فوات الاوان
توفيا كلاهما في الحال

كان العم صالح متكأ" على جدار منزله يفكر بابنه وكيف سيواجه هذه الحياه
فجأة" يسمع اصوتا" مجهشة" بالبكاء من منزل جيرانه فذهب ليستفسر عن الامر
قابل العم صالح ابن الجيران خالد وسأله عسى ماشر ياولدي ؟؟

فأجابه الطفل بعفويه يقولوا اخوي عبدالرحمن وولدك حسن جاء عليهم حادث
وماتوا

انهارت قوى العم صالح ورغم ايمانه بالقضاء والقدر الا انه لم يصمد امام الخبر
خبر وفاة ابنه اللذي سخر حياته من اجل ان يحقق احلامه ويسعد بآماله

مات حسن وماتت رغبة الحياه عند العم صالح
فظل ملازما" لفراشه الى ان توفاه الله بعد الحادثة ببضعة أشهر

معاناة قلم فقد حبره في حادث تهويه

ذاكررر