منتديات بني بحير بلقرن - صحافتنا و إعلامنا ......... إلى أين ؟

التاريخ :16/4/1431 هـ
آراء ومقالات
د.محمد بن عبد الله الهبدان
ميزان قبول الحديث عند بعض كتاب الصحافة

ظاهرة عندبعض كتاب الصحافةوهيعرض النصوص النبوية علىعقولهمدون الرجوع إلى أهل العلم والاختصاص..فإن قبلتها عقولهم صارالحديث عندهمصحيحا ، وإلا فلا يصحالحديث ،ولذا أصبحوا يردون سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كانت في أصح كتاببعد كتاب الله تعالى في صحيحي البخاري ومسلم فهذه حصة آل الشيخ تكتب في صحيفة الوطن عدد(3312) مقالا تقول فيه الكاتبة(( مخالفة العقل والحس علامة لضعف المتن في حديث((النساء يكفرن العشير..لو أحسنت إلى إحداهن الدهرثم رأت منك شيئا قالت ما رأيت منك خيرا قط)) البخاري..))
فهي الآن تعرف أن الحديثفيصحيح البخاريومعذلك فلا تقبله ؛ لأن عقلهالايقبله.. وتقول في نفس العدد )) التاريخ يؤكد أن الرسول حذرمن كتابة أحاديثه حتى لا تتحول إلى تلمود ، وقيد على عقل الأمة الإسلامية بعد وفاته((
ويقول الكاتب يحي الأمير في مقطع من قناة فضائية ما نصه : (( الدليل على ذلك ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم ما تركت على الأمة فتنة أضر من النساء ..أو كما جاء في الحديث ثم قال ( الأحاديث التي في جانب في خطابها "متوحش" أما أشك في صحتها أو أشك في سياقاتها ، أو لا أرى أن هناك خطاباً نبوياً على الأرضيستعين بالسماء ويتواصل مع السماء والله تعالى من خلال الوحي أن يكون خطابه بهذهالوحشية المفرغة من سياقاتها ) نعوذ بالله من هذا القول !!
فيحي الأمير جعل المقياس في قبول الحديث ورفضه التوحش فإن كان الحديث متوحشا فلا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وإن كان الحديث غير متوحش فهذا الحديث صحيح !!
هذه عبارات خطيرة..تكشف عن منهج..يسير عليه هؤلاء..وهو نفس المنهج الذي سارعليه العقلانيون في عدم قبول سنة النبي صلى الله عليه وسلم وقدموا العقل على النقل..وشتان بين هؤلاء وبين الرعيل الأول من أصحاب رسول الله صلى اللهعليه وسلم الذين كانوا لا يقدمون عقولهم بين يدي الله ورسوله بل كان دليل أحدهمإذا استدل إنما هو كتاب وسنة ، وكان أحدهم يغضب إذا عورض حديث رسول الله بقول غيرهمن البشر ففي صحيح مسلم عنعِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍيُحَدِّثُعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَالْحَيَاءُ لَا يَأْتِي إِلَّا بِخَيْرٍ..فَقَالَ بُشَيْرُ بْنُ كَعْبٍ إِنَّهُ مَكْتُوبٌ فِي الْحِكْمَةِ أَنَّمِنْهُ وَقَارًا وَمِنْهُ سَكِينَةً فَقَالَ عِمْرَانُ أُحَدِّثُكَ عَنْ رَسُولِاللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتُحَدِّثُنِي عَنْصُحُفِكَ)) وفي رواية( فغضب عمران حتى أحمرتاعيناه..وقال(ألا أراني أحدثك عن رسولالله وتعارض فيه.. قال فأعاد عمران الحديث ، قال فأعاد بشير..فغضب عمران..قال فمازلنا نقول فيه: إنه منا يا أبا نجيد إنه لابأس به.. قال النووي)) وقولهم " إنه منا لا بأس به"معناه ليس هو ممن يتهم بنفاق أو زندقة أو بدعة أو غيرها مما يخالف به أهلالاستقامة))
ماذا سيقول صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم لو قرأ وسمع ما يكتبه بعض كتاب الصحافة اليوم وهم يتهمون أحاديث رسولالله صلى الله عليه وسلم بالتوحش ويردونها لمخالفتها لعقولهم ونحن نعلم يقينا أن الشرع لا يخالف العقلمطلقا..لكن العقل السليم لا العقل المريض الذي يبحث عن الهوى !!
وهؤلاء الكتاب لو أنهم إذأشكل عليهم شيء ردوه لأهل العلم والفقه لكان خيرا لهم كما قال تعالى(( ولَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ ))
لكن واقع هؤلاء في فهم النصوص والتعرف عليها التصفح عبر الإنترنت أو الرجوع إلى أقرب كتاب دون الرجوع لأهل العلم والاختصاص أو على الأقل أن يكون عندهم أدوات الاجتهاد والفهم ..وهذا مصداق ما روي عن عمربن الخطاب((إن أصحاب الرأي أعداء السنة..أعيتهم الأحاديث أن يحفظوها وتفلتت منهم فلم يعوها واستحيوا حين سئلوا أنيقولوا لا علم لنا فعارضوا السنة برأيهم..إياك وإياهم))
وهنا أنبه إلى أسلوب خطير ..وهو أن الكاتب يذكر حديثا ضعيفا عن النبي صلى الله عليه وسلم ولكن معناه صحيحفهو يريد أن يؤكد أسلوبهم في أن الحديث إذا خالف العقل دل على ضعفه كما فعل يحي الأمير فيدفاعه عن نفسه فقد ذكر حديثا ضعيفا وهو حديث )) ما أخاف على أمتي فتنة أخوفعليها من النساء والخمر..(( معأن معنى الحديث وما يدل عليه صحيح وجاءت النصوص به ففي الصحيحين عنأسامة بن زيد رضي اللهعنه)) ماتركت بعدي فتنةهي أضر على الرجال منالنساء(( ؟
وأما الخمر..فقد سماها النبي صلى الله عليه وسلم أم الخبائث ..
نسأل الله تعالى أن يردهم للحق رداً جميلا ..

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه