تقديم المجموعة (2): راقصو التانجو يريدون اصطياد النسور الخضراء، و مباراة حاسمة في الظ

تنطلق مباريات المجموعة الثانية من كأس العالم اليوم بنمباراتين، الأولى في تمام الساعة 11:30 بتوقيت جرينيتش عندما يستضيف ملعب منتجع نيلسون مانديلا بمدينة بورت إليزابيث.المباراة الافتتاحية للمجموعة بين منتخبي كوريا الجنوبية و اليونان بقيادة الحكم النيوزيلندي مايكل هيستر، قبل أن يستضيف ملعب إيليس بارك بجوهانسبيرج أكبر مدن جنوب أفريقيا مباراة ذات ذكريات تاريخية بين المنتخب الأرجنتيني العملاق و منتخب النسور الخضراء نيجيريا في تمام الساعة 14:00 بتوقيت جرينيتش بإدارة الحكم الألماني الشهير على الساحة العالمية وولفجانج شتارك.

المنتخب الأرجنتيني لم يتمتع بتصفيات كأس عالم مثالية و كاد أن يخسر مكانه في كأس العالم منذ تولي أسطورة كرة القدم دييجو مارادونا تدريب الفريق، خاصة بعد الهزيمة المدوية من بوليفيا على مرتفعات لا باز بسداسية نظيفة، قبل أن يتمكن راقصوا التانجو من تعديل أوضاعهم و تحقيق فوز غاليين على منتخبي البيرو و الأوروجواي في الجولتين الأخيرتين من التصفيات و الذي ضمن لرفاق ليونيل ميسِّي المركز الرابع في الترتيب النهائي للتصفيات و الترشح إلى كأس العالم.

الألبيسيليستي واصلوا تحسنهم بقيادة المدرب الجديد خلال المباريات الودية التي خاضوها في العام الحالي، حيث استطاعوا التغلب على المنتخب الكوستاريكي بنتيجة 3-2 في السادس و العشرين من يناير، قبل الفوز على المنتخب الجامايكي بنتيجة 2-1 في العاشر من فبراير ثم الفوز المعنوي الكبير على المنتخب الألماني في مدينة ميونخ الألمانية بهدف نظيف في الثالث من مارس. و في المباراتين الوديتين الإعداديتين خلال الشهر الماضي، استطاعت الأرجنتين الفوز على هاييتي في الخامس من مايو برباعية نظيفة و على كندا بخماسية نظيفة في الرابع و العشرين من مايو.

و بالرغم من العديد من الشكوك التي لا تزال حاضرة بشأن مشوار الأرجنتين في كأس العالم، في ظل الانقادات اللاذعة للمدرب دييجو مارادونا بعد استبعاد القائد التاريخي للأرجنتين و بطل الثلاثية مع الإنتر خافيير زانيتِّي إضافة إلى زميله في النادي الإيطالي خافيير ماسكيرانو و نجم خط وسط فالنسيا إيفر بانيجا، و أيضًا اعتقاد العديد من النقاد و المراقبين بأن الدفاع الأرجنتيني هش و أن مارادونا لا يمتلك الخبرة اللازمة على الصعيدين التكتيكي و الإعدادي للمضي قدمًا في المونديال الأفريقي، يظل الشعب الأرجنتيني متفائلًا بأقوى هجوم في البطولة بأسرها و بشكل خاص بالنجم الشاب ليونيل ميسِّي، كما تسود حالة من الثقة و التفاؤل لدى لاعبي المنتخب الأرجنتيني.

أخر مشاركة للفريق كانت في النسخة الماضية من كأس العالم عام 2006، و التي ضربت فيها الأرجنتين بقوة في دور المجموعات بفوز في المباراة الأولى ضمن المجموعة الثالثة على منتخب ساحل العاج بهدفين مقابل هدف وحيد، قبل أن يمزق راقصو التانجو شباك المنتخب الصربي بسداسية نظيفة في المباراة الثانية ثم التعادل السلبي مع المنتخب الهولندي في المباراة الثالثة، لتتصدر الأرجنتين المجموعة برصيد7 نقاط بفارق بفارق الأهداف عن هولندا. في الدور الثاني (ثمن النهائي) كانت مهمة المنتخب الأرجنتيني شاقة للغاية أمام المنتخب المكسيكي من أجل الترشح إلى الدور ربع النهائي.

ماكسي رودريجيز استطاع حسم المباراة لصالح الألبيسيليستي بهدفه العالمي في الوقت الإضافي بعد التعادل في الشوطين الأصليين بهدف لمثله، ليضطدم المنتخب الأرجنتيني بصاحب الضيافة المنتخب الألماني في معركة ذات أبعاد بين كلا الطرفين ترجع إلى عامي 1986 و 1990 حينما اقتنصت الأرجنتين كأس العالم في المرة الأولى من ألمانيا قبل أن ترد الماكينات الصاع لراقصي التانجو في امرة التالية و تفوز بالكأس الذهبية. المباراة المنتظرة بين كلا المنتخبين امتدت إلى ركلات الجزاء الترجيحية بعد التعادل الإيجابي بهدف لمثله في الوقت الأصلي، إلا أن ركلات "المعاناة" التريجيحية، كما يحلو للكثيرين تسميتها، ابتسمت لنسر المانشافت على حساب الأرجنتين التي خرجت من البطولة.

بعد المرور من الجولة الثانية ضمن تصفيات كأس العالم عن قارة أفريقيا برصيد كامل من النقاط غثر ست انتصارات في المجموعة الرابعة التي ضمت أيضًا جنوب أفريقيا، غينيا الاستوائية و سيراليون، كانت مهمة المنتخب النيجيري صعبة للغاية ضمن المجموعة الثانية من التصفيات النهائية، في ظل تعثر النسور الخضر في البداية و تألق المنتخب العربي التونسي الذي أنهى مرحلة الذهاب بسبع نقاط من ثلاث مباريات، على عكس المنتخب النيجيري الذي جمع فقط خمس نقاط.

في المباراتين التاليتين، تعادل كلا الفريقان في المباراة الرابعة التي جمعتهما بهدفين لمثلهما، قبل أن تفوز تونس على كينيا بهدف نظيف و نيجيريا على موزمبيق بذات النتيجة، و هو ما عنى أن المنتخب العربي كان الأقرب للسفر إلى جنوب أفريقيا بعد الحفاظ على فارق النقطتين مع نيجيريا. إلا أن الأمور انقلبت في الجولة الأخيرة بعدما هُزِمَت تونس من موزمبيق بهدف نظيف و فازت نيجيريا على كينيا بثنتيجة 3-2، ليخطف فريق المدرب شايبو أمودو - الذي ترك المنتخب في عام 2010 لصالح السويدي لارس لاجيرباك - الصدارة و تذاكر السفر إلى جنوب أفريقيا من المنتخب التونسي.

خلال العام الحالي، خاض المنتخب النيجيري عشر مباريات حقق الفوز في ستة منها و تعادل في مباراتين و خسر مثلهما. ستة من تلك المباريات كانت في كأس الأمم الأفريقية التي أُقيمت في شهر يناير الماضي و التي استطاعت نيجيريا تخطي دور المجموعات بالرغم من هزيمة في المباراة الأولى على يد المنتخب العربي المصري بنتيجة 1-3، و ذلك بعد فوزين في المباراتين الثانية و الثالثة في دور المجموعات على بنين بهدف نظيف و موزمبيق بثلاثية نظيفة.

الدور ربع النهائي شهد معاناة كبيرة للمنتخب النيجيري أمام نظيره الزامبي، في مباراة حسمها لاعبو المدرب لارس لاجيرباك بركلات الجزاء الترجيحية بنتيجة 5-4 بعد التعادل السلبي في الوقتين الأصلي و الإضافي، إلا أن مسيرة نيجيريا في البطولة توقفت عند الدور نصف النهائي بعد الهزيمة من المنتخب الغاني بهدف نظيف، ليلعب النسور الخضر مباراة تحديد المركز الثالث ضد المنتخب الجزائري و يحققوا الفوز بهدف نظيف.

خاض المنتخب النيجيري بعد ذلك أربع مباريات ودية، الأولى منها كانت ضد منتخب الكونجو الديموقراطية و انتهت بفوز نيجيريا بخماسية مقابل هدفين في الثالث من مارس، قبل التعادل مع المنتخب العربي السعودي بنتيج سلبية في الخامس و العشرين من مايو. بعدها بخمسة أيام تعادل المنتخب النيجيري مجددًا مع المنتخب الكولومبي بهدف لمثله، لكنه عاد للفوز مجددًا هذه المرة على منتخب كوريا الشمالية بنتيجة 3-1 قبل ستة أيام من الآن في جوهانسبيرج.

المنتخب النيجيري سيُحاول تحقيق هدفه خلال مونديال جنوب أفريقيا و الوصول إلى الدور ربع النهائي، و ستكون المهمة الأولى هي تحقيق أفضل نتيجة ممكنة أمام المنتخب النيجيري، آملين بالفوز من أجل وضع قدمًا في الدور الثاني و أيضًا من أجل الانتقام من هزيمتين سابقتين منيوا بها على يد راقصي التانجو في المباراتين الافتتاحيتين لمشوارهم في كأسي العالم 1994 و 2002 بنتيجتي 2-1 و 1-0 على التوالي. و يُتوقع أن تعول نيجيريا على القوة الهجومية الضاربة التي تمتلكها بقيادة الثنائي ياكوبو أيجبيني و بيتر أوديموينجي و من خلفهما خط وسط قوي بقيادة أوبينا، هارونا و إيتوهو.

بالرغم من الوصول في عامي 1994 و 1998 إلى الدور الثاني في كأس العالم، كانت آخر مشاركة للفريق كانت في النسخة قبل الماضية من كأس العالم عام 2002 شرفية كما كان متوقعًا وسط منتخبات عملاقة في المجموعة السادسة التي لُقبت بمجموعة الموت، حيث خرج المنتخب النيجيري من دور المجموعات بعدما تذيل ترتيب المجموعة بهزيمتين من المنتخب الأرجنتيني بهدف وحيد و المنتخب السويدي بهدفين مقابل هدف ثم التعادل السلبي غير المؤثر مع المنتخب الإنجليزي.

هل تعلم؟ قائمتا المنتخبين الأرجنتيني و النيجيري تحتوي على 10 لاعبين سبق لهم أن تواجهوا في نهائي بطولة كرة القدم في أولمبياد بكين عام 2008 الذي شهد فيوزظ المنتخب الأرجنتيني الأولمبي على حساب نظيره النيجيري، و هم سيرجيو روميرو، أنخيل دي ماريا، خافيير ماسكيرانو، ليونيل ميسِّي و سيرجيو أجويرو من جانب المنتخب الأرجنتيني، و في المقابل ديلي أديليي، ساني كايتا، بيتر أوديموينجي، شينيدو أوجبوكي و فيكتور أوبينا.

لمعلومات عن الفريقين وتشكيلتهما المتوقعة وقائمة الاحتياطي اضغط (هنا)

في مواجهة خارج التوقعات، سيواجه المنتخب الكوري الجنوبي بقيادة نجم مانشستر يونايتد بارك جي سونج نظيره اليوناني بقيادة الفيلسوف أوتو ريهاجل إضافة إلى خط الهجوم المدمر بقيادة جورجيوس ساماراس و ثيوفانيس جيكاس و خط الوسط المميز بقيادة جورجيوس كاراجونيس و كوستانتينوس كاتسورانيس، و هي المباراة التي يتوقع الكثيرون أن تكون سببًا لوصول الفائز بها إلى الدور الثاني، في ظل قوة منتخبي الأرجنتين و نيجيريا مما يعني وجود حاجة مُلِحَّة لكلا المنتخبين الأوروبي و الآسيوي لحصد النقاط الثلاثة من المباراة التي سيستضيفها ملعب منتجع نيلسون مانديلا.

و على عكس الأرجنتين و نيجيريا، لم يسبق لليونان و كوريا الجنوبية التواجه في أي مباراة رسمية، لذا ستكون هذه المباراة تجربة جديدة للغاية و مبهمة الملامح لكلا الطرفين، خاصة المنتخب اليوناني لم يواجه أي منتخب آسيوي في مشاركتيه العالميتين الوحيدتين سواء في كأس العالم عام 1994 أو كأس القارات عام 2005، عدا المنتخب الياباني الذي حقق الفوز على اليونانيين في كأس القارات بهدف نظيف ضمن المجموعة الثانية بهدف ماساشي أوجورو.

خلال تصفيات كأس العالم، كان المنتخب الكوري الجنوبي هو الوحيد الذي لم يتعرض لأي هزيمة في التصفيات الآسيوية، محققًا سبع انتصارات و تعادلًا وحيدًا، ليحجز مكانه في المونديال الأفريقي. بعد انتهاء مشوار المنتخب الآسيوي في التصفيات، خاضت كوريا الجنوبة 16 مباراة ودية منذ أغسطس من العام الماضي حتى قبل أيام من انطلاق كأس العالم، و قد حقق الكوريون الانتصار في عشر مباريات، تعادلوا في مباراة وحيدة و خسروا خمس مباريات، و قد سجلت كوريا في تلك المباريات 25 هدفًا و استقبلت شباكها 12 هدفًا فقط.

في المُقابل، كان مشوار المنتخب اليوناني في تصفيات أوروبا لكأس العالم كان شاقًا للغاية، حيث كان الصراع محتدمًا مع المنتخب السويسري، المنتخب اللاتفي و منتخب الكيان الصهيوني من أجل حجز صدارة المجموعة الثانية للتأهل مباشرة إلى كأس العالم أو إنهاء المجموعة في المركز الثاني و لعب الملحق الأوروبي المؤهل إلى المونديال.

و قد حُسمت الأمور في الجولة الأخيرة بعدما فازت سويسرا بالصدارة و اليونان بالوصافة، ليُواجه أحفاد الإغريقيين منتخب أوكرانيا في مواجهة صعبة للغاية ضمن الملحق الأوروبي، و بعد التعادل سلبًا في الذهاب باليونان، كان هدف ديميتريوس سالبينجيديس حاسمًا لمنح اليونان الفوز و الترشح إلى المونديال على الأراضي الأوكرانية في مباراة الإياب.

لم يخض المنتخب اليوناني الكثير من المباريات الودية بعد ذلك، مكتفيًا بثلاث مباريات فقط خسروا منهما اثنتين ضد المنتخب السنغالي و الباراجوياني بنتيجة 2-0 في كلتا المباراتين يومي الثالث من مارس و الثاني من يونيو على التوالي، بينما كان التعادل هو سيد الموقف في مباراتهم ضد منتخب كوريا الشمالية بهدفين لمثلهما.

المشاركة الأخيرة للمنتخب الكوري الجنوبي في كأس العالم كانت في النسخة الماضية عام 2006، و ذلك حينما خسرت بصعوبة المركز الثاني في المجموعة السابعة مكتفيًا بالمركز الثالث برصيد 4 نقاط بفارق نقطة عن المنتخب الفرنسي صاحب المركز الثاني، و ذلك بعد فوز على توجو بهدفين مقابل هدف تلاه تعادل مع فرنسا بهدف لمثله، قبل الهزيمة التي أطاحت بآمال الكوريين على يد المنتخب السويسري متصدر المجموعة بهدفين نظيفين.

أما المنتخب اليوناني، فكانت مشاركته الوحيدة و المخيبة للغاية في نسخة عام 1994، حيث تذيل المجموعة الرابعة برصيد خالٍ من النقاط و الأهداف إثر ثلاث هزائم من الأرجنتين برباعية نظيفة تكررت أمام المنتخب البرتغالي و تلتهما الهزيمة الأخيرة من المنتخب النيجيري بهدفين نظيفين.

هل تعلم؟ بالرغم من غياب المواجهات الرسمية بين الطرفين، فقد سبق للمنتخب الكوري الجنوبي مواجهة اليونان في مباراتين وديتين في يناير عام 2006 و فبراير عام 2007، و قد انتهت المباراة الأولى بفوز المنتخب الآسيوي بهدف نظيف، بينما كان التعادل بهدف لمثله هو عنوان امباراة الأخرى.

منتخب الأرجنتين

منتخب اليونان

منتخب كوريا الجنوبية

منتخب نيجيريا