منتديات بني بحير بلقرن - شهر رمضان فوائد وأحكام

الحمد لله الذي جعل لعباده مواسم يتقربون إليه فيها بأنواع الطاعات ، ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،

وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أول سابق إلى الخيرات , صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه الذين كانوا يحافظون على طاعة ربهم في جميع الأوقات , ويخصون أوقات الفضائل بمزيد من القربات ، وسلم تسليماً كثيرا .

أما بعد :

فقد جعل الله مواسماً للعبادة تتضاعف فيها الحسنات وترتفع فيها الدرجات ,, ومن هذه المواسم شهر رمضان المبارك الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان , فيا له من موسم عظيم الشأن ، وقد قارب حلوله عليكم ضيفاً مباركاً ووافداً كريماً ، فاستقبلوه بالغبطة والسرور ، واشكروا الله إذ بلغكم إياه ، واسألوه أن يعينكم على العمل الصالح فيه ، واسألوه القبول ,

فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يبشر أصحابه بقدوم الشهر فعن سلمان رضي الله عنه قال : خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في أواخر شهر شعبان فقال " يا أيها الناس قد أظلكم شهر عظيم مبارك ، شهر فيه ليلة القدر خير من الف شهر , جعل الله صيامه فريضة ، وقيام ليله تطوعاً ،، من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كان كمن أدى فريضة فيما سواه ، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه , .. "

أسفي والله على من لا يعرف عن شهر رمضان إلا أنه شهر تنوع المآكل والمشارب , فيكثرون ويبالغون في شراء الكماليات ، ومعلوم أن الإكثار من الأكل يكسل عن الطاعة , فتجدهم نائمين بالنهار كسالى بالليل . فيضيع عليهم فضل الشهر وما جعل الله فيه من خيرات .

وصنف آخر من الناس لا يعرفون عن الشهر إلا أنه موسم للمهرجانات والمسابقات والمسلسلات .. وهؤلاء والله أسوأ حالاً من غيرهم لأنهم استبدلوا الأدنى بالذي هو خير .. ففضلاً عن أن يكون شهر الصيام طاعة لهم وتقوى إلى الله كان إثماً عليهم ووزرا ... ولا حول ولا قوة إلا بالله ..

نسوا وتناسوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم " من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "

فمن صام الشهر تصديقاً واعتقاداً أن الله فرضه على الناس كما قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم "

ومن صامه احتساباً للأجر والثواب من الله تعالى لا رياءً ولا سمعة ولا تعايباً ولا عادة ...
من فعل ذلك غفر الله له ما تقدم من ذنبه .

كما نسوا كذلك قوله صلى الله عليه وسلم " من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "

والمقصود بقيام رمضان في هذا الحديث صلاة الليل التي شرعها الله تعالى في رمضان وفي غير رمضان وأثنى سبحانه وتعالى على أهل القيام فقال " كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون " ووعدهم بالجائزة الكبرى والمنة العظمى ثم أخفاها لتزداد الأنفس شوقاً وطلباً لها فقال في حقهم " تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ، ومما رقناهم ينفقون "" ثم عقب بالجائزة فقال

" فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاءً بما كانوا يعملون "

فيا معشر من ضاع عمره بين اللهوواللعب ،، هذا باب عظيم أهداه الله لكم وتفضل به عليكم ,, فشرع لكم صلاة التراويح ,, فضعوها نصب أعينكم ,, وسابقوا إليها ,, فإنها والله من خير أعمالكم في شهر رمضان المبارك ..

إن الشيطان أحبتي في الله قد نصب شباكه .. ليصد الناس عن هذه العبادة التي أقامها صلى الله عليه وسلم في رمضان وفي غيره .. جماعة أو فرداً ...

فقام إبليس الرجيم وأعوانه من شياطين الإنس والجن بفتح أبواب الشر على الناس ليزين لهم المباحات ويحبب إليهم المنكرات .. فيضيع عليهم خير الطاعات .. فترى كثيراً من الناس قد تشاغل عن صلاة التراويح إما بالتجارة وإما باللعب والسهر , وإما بالعكوف على المحرمات .. فخسر وحرم .. وأي محروم أعظم ممن فرط في المغفرة من الله .. ألم يعدكم الله تعالى وهو الحق وقوله الحق أن من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه .. فأين أهل المساجد؟ أين أهل القنوت والخشوع؟ .. أين شباب الصحوة؟ .. الذين امتلأت بهم ساحات الملاعب والمقاهي ..

أحبتي في الله ، هذا باب فتح إلى الجنة فيا سعادة من تشبث به ,, ويا فرحة من توضأ في بيته ثم خشع لربه راكعاً وساجداً يدعو ربه المغفرة والرحمة ... ويا شقاء من مر عليه رمضان وهو على حاله أو أسوأ من حاله ... تنبهوا إخوتي في الله فإن المواسم تنصرم من أعماركم ، فرب مفرط هذا العام طوته المنية في العام القادم فأصبح أثراً بعد عين ...

بارك الله لنا ولكم في شعبان وبلغنا وإياكم رمضان وأعاننا على العمل الصالح فيه .. وجعلنا فيه من المقبولين .