منتديات بني بحير بلقرن - رمضان يا شباب ( خطبة جمعة )

الخطبة الأولى :
الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك ، وأشهد أن محمد عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا
أما بعد :
فيا أيها الناس ( اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شئ عظيم )
( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون )
عباد الله إن أعظم وسيلة لتقوى الله تعالى ، صوم شهر رمضان المبارك إيماناً واحتساباً
قال تعالى في محكم التنزيل ( يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام ، كما كتب على الذين من قبلكم ، لعلكم تتقون )
كيف لا وشهر رمضان ، شهر كريم ، وموسم عظيم ، يعظم الله في الأجر ، ويجزل فيه الثواب ، شهر الخيرات والهبات ، شهر المنح والبركات
( شهر رمضان الذين أنزل فيه القرآن ، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ، فمن شهد منكم الشهر فليصمه )
قال صلى الله عليه وسلم : ( إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة ، وغلقت أبواب النار ، وصفدت الشياطين )
عباد الله :
كم هم كثيرون أولئك المحرومون من فضائل شهر رمضان ، فقد انسلخت أربعة أيام من الشهر ،
وبعضنا في سبات عميق لم يتنبه أنها قد مرت سنة من عمره لن تعود أبداً
لم يستشعر أنه إن كان قد أدرك رمضان هذا ، فإنه قد لا يدرك غيره ، بل قد لا يستكمله ،
لم يتنبه أولئك الغافلون :
أن من صام رمضان إيماناً واحتساباً ، غفر له ما تقدم من ذنبه ،
وأن من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ، لم يدرك أولئك أن فيه ليلة خير من ألف شهر ، من حرم خيرها فقد حرم ،
لم يتيقنوا أن لله عتقاء في هذا الشهر الكريم ، فيبادر ليكون منهم ،
عباد الله :
إن الله تعالى لم يفرض علينا شهر رمضان ليكون موسماً للمآكل والمشارب
ولم يفرضه ليكون ميداناً للمسابقات الرياضية ،، ولم يفرضه ليكون مرتعاً للمسلسلات والحفلات الغنائية والليالي الحمراء
إنما فرضه علينا لنرتقي بأنفسنا من الحضيض إلى أعالي القمم ، وتلك هي همة المؤمن الذي يطمع أن يُنادى يوم القيامة ليدخل من باب الريان ، الذي أعده الله تعالى للصائمين .
إن الله تعالى أيها المسلمون غني عن جوعنا وعطشنا ولن يزيد ذلك في ملكه شئاً ، ولن ينقص منه شيئاً .
ولكنه من رحمته سبحان بعباده فرض عليهم الصيام ليناله التقوى منهم ، وليجعلوا وقاية بينهم وبين عذاب الله ، بذلك الصيام ،،، ألم يقل سبحانه ( لعلكم تتقون ) ؟
فلا تضيعوا هذه الفرصة من أيدكم عباد الله ،،
فرب عائشٍ اليوم ، مدفوناً غدا ، مرهوناً في حفرة مظلمة لا جليس ولا أنيس ، إلا ما قدم لنفسه من عمل صالح ،،
نسأل الله تعالى أن يوفقنا للأعمال الصالحة في رمضان إنه ولي ذلك والقادر عليه ،،،
أقول ما تسمعون واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم ،،،،
الخطبة الثانية :
الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، كما يحب ربنا ويرضى ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه ومن سار على نهجه واقتفى أثره إلى يوم الدين ،،،
عباد الله :
يقول الله تعالى : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )
فإذا غير الناس ما بأنفسهم من المعصية إلى الطاعة غير الله تعالى عليهم ما هم فيه من الشقاء إلى الخير والسرور والغبطة والرحمة .
إن العجيب والغريب عباد الله :
أننا نصبوا دائماً إلى التغيير من حال إلى حال أو من الأسوأ إلى الأفضل ، في شتى ميادين الحياة .
نغير مركباتنا بأخرى جديدة ، ونغير أثاث البيت بآخرٍ حديث وثمين ، نغير ملابسنا ، بل نغير حتى من عاداتنا اليومية باستمرار بحثاً عن الأفضل والأمثل .
أوليس من الأولى أن نغير من سلوكنا وأخلاقنا وعلاقتنا بربنا إن شهر رمضان عباد الله فرصة عظيمة للتغيير من الأسوأ إلى الأحسن ،
فها أنت تحافظ على صلاة الجماعة في رمضان ، فاجعل هذا بداية ً للتغيير بعد رمضان فتكون من جماعة المسجد ،
وها أنت تعود نفسك على قراءة القرآن في رمضان ، فاجعل لنفسك ورداً يومياً تقرؤه في الصباح أو في المساء بعد رمضان ،
وها أنت تحبس نفسك عن الشهوات من الفجر إلى غروب الشمس ولو أردت لأتيتها وما علم بك أحد ، ولكن بذرة الخير تحركت في نفسك ، فتركتها لله .
فوطن نفسك على هجر الشهوات المحرمة بعد رمضان .
أنظر كيف كبحت جماح نفسك ، فأطفأت السيجارة طوال أيام شهر رمضان ، ولو شئت لفعلت ، ولكنك تخاف الله ولا تخاف غيره .
فالأولى أن تجعل أيامك كلها طاعة لله ، فتطفئها للأبد رضاً وطاعة لله ، وحفاظاً على مالك وصحتك .
إنك تعلم يا رعاك الله أن رب رمضان هو رب بقية الشهور ، فكيف بك تعبد ربك في رمضان ، وتنسى فضله ونعمته عليك بعد رمضان ، ليس هذا عدلاً لا الله ، فلا تظلم نفسك ولا تهلكها بعد أن رحمك الله تعالى ،،،
ثم صلوا وسلم على من أمركم الله بالصلاة والسلام عليه فقال ( يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما )
اللهم صلى وسلم وبارك على عبدك ونبيك محمد ...........