منتديات بني بحير بلقرن - التربية الذاتية في رمضان(الميرندة والتونة)

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،،
عدت لهذا الموضوع الشيق الذي افتتح به ،، استاذنا الغالي وحبيب القلوب ،، أول مشاركاته في هذا المنتدى المبارك ،،،
ما أدري ماذا أقول ،، فلا عطر بعد عروس ،، ولكني " ملقوف " والكاتب خير من يعرف ذلك ،،،
ولذلك لن أترك مثل هذه المناسبة تمر علي مرور السحاب دون أن أرمي لنفسي فيها بسهم ،،
تحدث شاعرنا ،، وعزف مشاعر فؤاده ،،، ليرسم لنا لوحة جميلة رائعة حول تربية الذات ،، وإدارتها بشكل سليم ،،،
وأجمل ما حرك فؤادي قضية أهداف الحياة ،،، فمن ظن أن الحياة مركبة ذاتية الحركة ،، تسير بنا سير الريشة التي يحركها الهواء ،، فقد ضل الطريق ،، وخسر لذة الحياة ،،،
ومن أدرك دوره ومهمته في الحياة وكان حاضر الوعي لما يجب عليه نحو نفسه والآخرين ،، كان قادراً على أن
يقهر شهوته ونهمه ،، ليربي نفسه تربية تسمو بها إلى أعالي الدرجات ،،،
ولا يختلف اثنان أن أهمية التربية الذاتية للنفس تنبع من مبدأ قول الله تعالى " وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه"
وقوله تعالى " كل نفس بما كسبت رهينة "
وقوله صلى الله عليه وسلم " كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها "
ولا شك أن كل إنسان أدرى بنفسه من غيره ،، لذلك هو أعلم بما يصلحها وما يفسدها ،،،
نحن في حاجة لأن نربي أنفسنا على تلك العادات الطيبة التي وطنا أنفسنا عليها في رمضان ،،، إذ هي السبيل لرفع مستوى المراقبة الذايتة لله تعالى في نفوسنا .
لا أقول إن عبادة الصيام هي أسمى ما نريد ،، فربنا تعالى قد بين العلة فقال " لعلكم تتقون "
وحتى نحقق مبدأ التقوى ، نحتاج لتربية ذاتية جادة على كل عادة مارسناها بقناعة ومحبة في هذا الشهر العظيم ،، فتلاوة القرآن ، وصلاة التراويح ، والصدق ، والبر ، والإنفاق ،، كانت ديدننا في رمضان ،،
فما حالنا معها بعد رمضان ؟
أليست فرصة مناسبة بعد أن زرع رمضان في قلوبنا حب هذه الأعمال ، أن نربي أنفسنا على ممارستها بعد رمضان ،،،
أليست فرصة أن نرسم لأنفسنا منهجاً تربوياً بعد رمضان ،،
إن أعظم متطلبات السير الصحيح في طريق تحقيق الأهداف الشخصية التي رسمها كل منا لنفسه ،، أن نغير من حالنا وأحوالنا إلى الأحسن والأفضل ،،
فلماذا نسعى دائماً للتغيير في أمتعتنا وملبسنا ومشربنا ووظائفنا ..... ، ولا نسعى للتغيير في أخلاقنا وقيمنا وعلاقتنا بربنا ،،،
ليسأل كلٌ منا نفسه ،، كم موعظةً سمع ؟ ولكم خطبةٍ أنصت ؟ وكم نصيحة تلقى ؟
فلماذا ذهبت جزافاً ؟
ألا تظنون أن التربية الذاتية على ما نسمع ونرى ونمارس هي الطريق لصلاح أنفسنا وتزكيتها ؟
تخيل معي أخي الحبيب لو أنك مررت بشارع مظلم راكباً سيارة " لوموزين " ؟
ثم تخيل نفسك قد مررت بذلك الشارع المظلم تقود سيارتك وتحركها يميناً ويساراً ؟
أيهما يعطيك خبرة أكثر ودراية أوسع لذلك الشارع ؟
أليس مرورك به سائقاً أكثر فعالية ؟
إذن كيف يكون حالك مع ذلك الشارع لو مررت عليه في كل يوم مرة ،، ستجد نفسك تحفظ كل منحنى أو منعطف أو حفرة فيه ...
وهذا يعني أن الممارسة الدائمة للأعمال يجعل منك أكثر دراية وأكثر حباً لها ،،، فتصبح سهلة ميسرة ،
إذن كل ما نحتاجه أيها الأحبة بعد رمضان ،، سوط عزيمة ،، لنواصل السير مضياً نحو الله ،،،
فقد أوجد فينا رمضان ،، معرفة ودراية بثمرة تلك الأعمال العظيمة التي تعودنا عليها خلال أيام الشهر .
فلنحاول دائماً أن نجعل من رمضان فرصة للتغيير وفرصة للمبادرة والمضي قدماً على طريق تحقيق أهدافنا وما تسمو إليه أنفسنا من غايات نبيلة ،،
شكري وتقديري لكاتبنا المحبوب ،، ولكم مني أغلى تحية .

Posted via Mobile Device