منتديات بني بحير بلقرن - مذكرات طالب بحيري (6)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كل الشكر والامتنان لكم احبتي على اهتمامكم بما يكتب هنا
و ها نحن نصل الى نهاية المرحلة الابتدائية

1409هـ
الصف السادس

(1)
بداية الانجليزية
http://www.quicklook4u.com/upload/up...a4dfb8b87d.png
قبل الطابور الصباحي في ملعب المدرسة كان الطلاب ينتشرون حول المبنى المدرسي..طلاب الصف الثالث متوسط كانوا متجمعين حول سعد احمد المطوع و هو يشرح لهم القطعة الانجليزية و التي كانت تحكي عن رجل يركب عربة تجرها الاحصنة و الهنود الحمر يطاردونه و يرشقونه بالنبل حتى استطاعوا النيل منه..كنت ازاحم هؤلاء الطلاب لأكتشف ما يدور وقد اعجبت بهذه القصة التي فهمت مغزاها من الصور..كان الطلاب خائفين من كفوف الاستاذ محمد -غفر الله له و اسعده في الدارين- كنت الومهم لأن القطعة بسيطة..و بدأت اعطي رأي فيها حتى قال لي احدهم بتكبر و بتتطلم من الحاج..بصراحة انا ما كنت ناقص تلطيم..و اعطاني ذلك دافعاً لأتفوق في الانجليزية فكنت اطلب من عبدالله ان يعلمني الانجليزية و ما ان انهيت الصف السادس حتى اصبحت اجيد القراءة و الكتابة و بطلاقة مما مهد الطريق لي مستقبلاً..شكراً عبدالله شكراً محمد الحاج.

(2)
اقوى من الضرب
http://rmiraq.com/news/thumbnail.php...article_medium
يبدو ان الفكرة راقت لأعضاء هيئة التدريس و تم اعتماد التقوية هذه السنة أيضاً..و كالعادة (رياضيات وقواعد و املاء)يا ناس انا ما احتاج لتقوية قواعد و املاء و لكن لا حيلة لي..فهذا حكم القوي على الضعيف..و قد انهكني ضرب الغياب عن التقوية..قررت ان احضر حصص التقوية و كان يدرسنا في القواعد و الاملاء مدرس مصري ليس من المدرسة -ما ادري من فين جاء- قبل بداية الحصة كنت واقفاً خارج الفصل مما اغضب هذا الاستاذ و طلب مني ان امسح السبورة و ان ابقى واقفاً بجوارها و بعد قليل طلب مني ان امسح ما كتب..و اذ به يستخدمني لأمسح السبورة..انا احتسيت و شورقت عيوني و حين طلب مني مسح السبورة للمرة الرابعة رفضت فضربني و نظرت له طالباً عفوه على جناية لم ارتكبها و لكنه كان يواصل ضربي دون هوادة..وقد اتخذت اسلوب غاندي في المعارضة السلمية دون مقاومة..و بينما الضرب ينهال على ظهري الصغير و على خدودي البريئة..خرج عريف الفصل (عوض) و بشجاعة و تقدم للاستاذ و قال ابعد عن علي و اخذ بيدي و وقف بيني و بين الاستاذ كان عوض كبير الفصل مما جعل الاستاذ يعيد حساباته و بدا على سيماه الخوف..تبادل عوض و الاستاذ النظرات الحادة و الشرر يتطاير من اعينهم و بعد لحظات خرج طالب آخر و وقف بجانب عوض ثم طالب آخر و هكذا حتى وقف الجميع امام الاستاذ الذي اعتذر لهم..خرجنا من الفصل عنوة..و من بعد هذا الموقف عرف الاستاذ ان الطلاب لهم كرامتهم و يجب احترامهم.

(3)
خدمة المعلم شرف لنا
http://img576.imageshack.us/img576/5039/67974505.jpg
كنا نتفانى في خدمة المعلمين اذا احتاجوا لنا في احضار دفاتر او توقيع ورقة او احضار كوب شاهي او حتى لحك ظهورهم..أما اذا احتاج المعلم الى اغراض الطالب كقلم احمر او ممحاة فإن هذا شرف كبير و وسام فخر يتيه به امام الزملاء..الطلاب الجالسين في مؤخرة الفصل لم ينالوا هذا الشرف كثيراً لأن انظار المعلم تتجه لأصحاب الكراسي الاولى
و لأني كنت في الصف الثاني فقد كنت انال هذا الشرف بين الفينة و الاخرى..و كنا نحسد طلاب المقدمة لأنهم يقدمون خدماتهم للمعلمين..أتذكر حينما استعار الاستاذ احمد قلم زميلنا علي و صحح به بعض الدفاتر..كانت آثار الطباشير ملتصقة بالقلم..و زميلنا في غاية الفرح لأنه قبض من اثر المعلم..و في احد المرات كان الاستاذ يرصد الدرجات في دفتر اعمال السنة و بسبب خطأ بسيط طلب منا (مزيل) و ما ان نطق حرف اللام حتى تسابقنا في اخراج المزيل و قبل ان يصل اي طالب الى الاستاذ اذ بجسم ينطلق بسرعة الصاروخ باتجاه المعلم لو اصابه لتسبب له في عاهه..و لحسن حظه فقد تمكن من مشاهدته فور انطلاقه مما مكنه من تفاديه..هذا الجسم الغريب انطلق من آخر الفصل متجاوز كل الطلاب بسرعة الضوء و ارتطم بالجدار محدث انفجار أدى الى تلطخ السبورة الخضراء..هذا الجسم لم يكن سوى (مزيل) الطالب عطية الذي قرر ان لا ينتهي العام الدراسي دون ان يقدم خدماته لأحد المعلمين.

(4)
الغاز شعبية
http://www.air.flyingway.com/airlogo/para/abcde.jpg
زميلي عبدالله احمد علي كان متخصص في الالغاز الشعبية..تحداني مرة باللغز التالي(اكلك حرام و شربك حرام و تشرد من رحمة الله) وبعد ان عجزت عن الحل قال لي: ان اكل لحمك حرام و شرب دمك حرام و تشرد من المطر اللي هو رحمة من الله - شكل اللغز من عقله- عاد انا لأني امون على الاستاذ عطية اعطيته اللغز فمسك بيدي و عضني..صراحة العضة كانت قوية بس ضرب الحبيب مثل اكل الزبيب..

(5)
ايدام كوسا
http://www.alasmy.com/up/uploads/ima...f606f3729e.jpg
كان يسكن عندنا الاستاذ محمد و الاستاذ برجس و الاستاذ حمزة..و لأنهم من سوريا فهم ليسوا من هواة الكبسة و كان اكلهم ايدامات..و في ذلك الزمن لم نكن نعرف الخضروات البته..اللي نعرفه موز وتفاح وبرتقال و يوم الربوع بس..اما الكوسه و الباذنجان والجزر فكان حكراً على السوريين..كانت ابلة سناء و ابلة ميساء يرسلون لنا حلة فيها ايدام خضروات..صراحة كان شي غريب على المجتمع و كنا عائلتنا الوحيدة التي قد جربت الايدامات..كنت في صبيحة اليوم التالي اخبر اصدقائي عن الكوسا ذات اللون الاخضر و الباذنجان ذو اللون البنفسجي..لم يصدق اصدقائي ما ارويه لهم..فاضظررت ان الطخ ملابسي ببعض الايدام حتى اقنعهم .كان الاصدقاء يعرفون صدقي و لكنهم كانوا يكذبونني عشان اجيب لهم ايدام و في احد الليالي خبأت لهم بعض من بقايا الايدام و في اليوم التالي اقمنا مأدبة فطور في الملعب على ما تبقى من الايدام..كان الشباب يأكلون بشراهة بينما انا اسوي نفسي متعود على الحركات هذه..كان الايدام بارد و الكوسا ناشفة رغم ذلك كان لها نكهة رائعة.

و هكذا انتهت المرحلة الابتدائية
و انتظرونا بعد الاجازة
ما ندري نكمل المتوسطة و الا نروح نتوظف بشهادة سادس