منتديات بني بحير بلقرن - الكرة الشاملة تنتصر و لكن!!

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)

- منتدى رعد بني بحير (http://www.binybohair.com/vb/f64/)

- - الكرة الشاملة تنتصر و لكن!! (http://www.binybohair.com/vb/binybohair19269/)

الكرة الشاملة تنتصر و لكن!!

بسم الله الرحمن الرحيم

Total Football

تتربط الكرة الشاملة بالهولنديين أكثر من- و قبل- غيرهم..هولندا مع إيطاليا و ألمانيا و أسبانيا (حديثا) لهم أسلوبهم الكروي المختلف عن الدول الأوروبية الأخرى..و هذه الدول بالإضافة للبرازيل ثم نوعا ما الأرجنتين تشكل كلها المدارس الكروية المتفردة في الكرة العالمية.. و إن ارتباط الكرة الشاملة بالهولنديين يعود لأنهم من ابتكر هذا الأسلوب و تحديدا فريق أياكس أمستردام في مطلع 1970 م ..أما من هو مبتكرها تحديدا فالكاتب الإنجليزي ديفيد ونر قد تتبع ذلك في كتابه

Brilliant Orange the neurotic genius of Dutch football

و ذلك بعد ولعه بأياكس السبعينات.. يذكر ونر أن المدرب الهولندي رينوس ميشيلز مع كرويف و رفاقه رود كرول و هانجيم و اليوغسلافي فاسوفيتش و يوهان نسكنز و الأخوان فان ديكركوف و البقية كانوا من أظهر هذا النموذج الفريد..يقول فاسوفيتش عن ميشلز أنه قبل وصوله كان اللاعبون يأخذون الملابس لغسلها في منازلهم ثم يعودون بها يوم المباراة أما معه فهناك العم يان يقوم بجمعها و تغسلها زوجته ليحضرها يوم المباراة ..كذلك أصبح النادي يزود اللاعبين بالمناشف و الشامبو بعد أن كانوا يحضرونها بأنفسهم..و غيرها من التغييرات التي أوضحت قيادية ميشلز إذ نظر للفريق كشركة و للاعبين كموظفين و بقدر ماتطلب الشركة يفترض أن تقدم و العكس أيضا..في أحد المعسكرات في بلجيكا كان ميشلز يقوم بمراقبة اللاعبين و العمل كحارس ليمنعهم من الخروج للشراب..لقد كان مركزا على خارج الملعب كتركيزه داخل الملعب لأنها تؤثر في بعضها..ثم جهز له مكتبا خاصا في النادي ليستمع و ليطمئن على اللاعبين نفسيا و بدنيا بصفة يومية بعد أن كان المدرب السابق يسألهم في غرفة الملابس عما إذا أرادوا الحديث أو لديهم أي مشكلة أمام بعضهم..كالمعلم عندما ينهي الدرس و يسأل تلاميذه روتينيا: فيه طالب عنده أي سؤال؟ متوقعا لا و هكذا كان الحال قبل ميشلز الذي أراد أن يسمع من اللاعبين ملاحظاتهم فرادى كي يأخذوا راحتهم في الحديث..البعض من هؤلاء اللاعبين ككرول و فاسوفيتش يرون أن نسبها لكرويف وحده خطأ كبير فهي مزيج بين مواهب اللاعبين و فكر جديد جلبه ميشلز..تطورت شخصية الفريق بفعل شخصية المدرب القوية و العملية و الذي تعامل مع اللاعبين بالمساواة..كان ظهور هذا النموذج الشامل هو تصديق لتنبؤ الكاتب اليهودي النمساوي ويلي ميسل عام 1955 في كتابه

Soccer Revolution

إذ يقول أن مستقبل كرة القدم سيقوم على مدافعين باستطاعتهم الهجوم و على مهاجمين باستطاعتهم الدفاع مع طريقة لعب مبنية على الدوران(تبادل المراكز) حيث يتبادل اللاعبون المراكز بشكل دائم..

لم تكن إنجازات ميشلز مع أياكس فقط بتحقيقه أول دوري أبطال في تاريخ الفريق عام 1971 بل قاد المنتخب الهولندي الذي أبهر متابعي كرة القدم إلى نهائي كأس العالم 1974..ثم عاد بهولندا ليحقق كأس الأمم الأوروبية عام 1988 كمدربا لخوليت و فان باستن و رايكارد و كويمان..يقول عنه فان باستن أنه الأب للكرة الهولندية..و قال عنه كرويف بأنه لم يتعلم من أحد مثلما تعلما من ميشلز..

و الكرة الشاملة لها عدة مرتكزات من أهمها اللعب في ثلث ملعب الخصم الأخير أي الضغط على الخصم في مناطق التحضير الخلفية كما حدث من اسبانيا ضد الألمان حينما لم يتمكن شفنشتيجر و خضيرة من تناقل الكرة بأريحية كما فعلوا مع الإنجليز أو الأرجنتين..و كذلك مبدأ آخر هو الاستفادة من مساحة الملعب كاملة في حالة الهجمة فتجد مثلا الأظهرة فاتحين على خط التماس تماما بعد منتصف ملعب الخصم و هذا يلاحظ كثيرا على تشلسي و طريقته الحالية 4-3-3 ..و منها أيضا تناقل الكرة و السيطرة عليها لوقت طويل و استعادتها بسرعة بالضغط على الخصم و عدم السماح للخصم بالتمرير الطويل على اعتبار أن الدفاع الضاغط و المتقدم يستلزم أيضا تقدما من المدافعين و المحور لتضييق المساحات بين الخطوط مما يجعل الكرات الطويلة المتقنة بالغة الخطورة على الفريق..و لعل الفرق بين الشاملة الهولندية الأصلية و بين الأسبانية المستنسخة أن الأسبانية تعتمد على التمرير القصير و البيني و لا نرى تمريرات طويلة بينما في الهولندية قد تجد اللاعب مواجها للمرمى من تمريرتين أو تمريرة حتى..فاستغلال المساحات في حالة امتلاك الكرة بالاستفادة من مساحة الملعب كاملة و في حالة خسارتها بتضييق مساحة الملعب على الخصم بالضغط للأمام و نصب التسلل..يقول رود كرول أحد لاعبي أياكس حينها و قبل سنوات درب الزمالك المصري:دائما ما نتحدث عن المساحات الخالية بطريقة معينة.عندما ندافع يجب أن تكون المسافة بيننا قصيرة جدا.و عندما نهاجم ننتشر للخارج على الأجنحة.

يقول ميشلز لقد سمحت للاعبي الدفاع و الوسط بالمشاركة في بناء الهجمة و في الهجوم حتى و لكنه طريق طويل فتدريب الأظهرة على المشاركة في الهجمة ليس بالأمر الصعب لأنهم يحبون أن تقول لهم ذلك لكن الصعوبة في إيجاد من يقوم بتغطية خاناتهم..في النهاية عندما ترى أنهم أتقنوا التنقل و لعبة المراكز كفريق يجعل أي فرد في الفريق يفكر: باستطاعتي المشاركة أيضا , إنه أمر سهل..هنا وصلت للنموذج الأمثل للكرة الشاملة..

باختصار هو فهم اللاعبين لبعضهم فأنت كلاعب وسط عندما ترى الظهير قد وجد فرصة سانحة للاستفادة من مساحة خالية للمشاركة في الهجمة يكون عليك أن تفكر في أنك من سيغطي خانته فمبدأ الكرة الشاملة يركز على تفهم تبادل المراكز فبدلا من عودة الظهير جريا لمسافة 60 مترا بعد أن ركضها مسبقا للمشاركة في الهجمة فالأقرب للتغطية قد يجري 20 مترا و بهذا حتى المجهود يختزل و يتحول المحور أو الوسط لظهير و يميل الوسط المقابل لتغطية خانة المحور و هكذا فليس هناك تصلب في الخانة فأحيانا نشاهد بعض المباريات خاصة في دورينا أشبه بالفرفيرة و كأني بلاعبين مصلبين و لكنها بسبب ضعف اتخاذ القرار عند لاعبينا و هذه المهارة من أهم المهارات التي يركز عليها في إعداد النشء في أوروبا..

إن الكرة الشاملة تتطلب لاعبين تكنيكيا و تكتيكيا مبدعين..فهي مهارة كرة و مهارة فكر و قيادة و إدارة ذاتية و مقدرة جماعية..فإن نجح الفريق في تكوين مجموعة متفاهمة متلاحمة فقد يكونون قريبين جدا لهذه الكرة لأن هذا العمل الزمري مهم كما أن اللياقة تظل عنصر رئيس في أي طريقة لعب..

فاز أياكس بدوري الأبطال الأوروبي لثلاثة أعوام متتالية 1971-1972-1973م و ذهب ميشلز بالمنتخب الهولندي لألمانيا الغربية للعب كأس العالم 1974 الذي شهد ملاحظة العالم أجمع للكرة الشاملة لكرويف و رفاقه..كانت ألمانيا قد احتلت هولندا في الحرب العالمية الثانية ..لقد فقد المدرب الهلالي السابق هانجيم بعض أفراد عائلته في تلك الحرب..قال ميشلز حينها كرة القدم هي حرب..تأهل الهولنديون للنهائي بعد إقصائهم لبطل العالم حينها البرازيل في نصف النهائي و تأهلت ألمانيا الغربية بعد أن أخرجت بولندا..في ممر اللاعبين للملعب قبل النهائي يقول الألماني وينجر برند هولزينبين: خططنا أن نطالع في أعينهم(لشدهم ربما)..يقول نظرة الهولنديين لنا و كأنهم يقولون بكم هدف تريدون أن تخسروا..لقد حاولت أن أركز في أعينهم لكن لم أستطع لأنهم جعلونا نشعر بأننا صغار(احتقروهم)..و هذه ليست وحدها الوحيدة من محاولات الألمان السوداء بل إن صحفهم نشرت إشاعة سباحة لاعبي المنتخب الهولندي و سهرهم مع عاهرات مما دعا زوجات اللاعبين و حبيباتهم بالاتصال بأزواجهم اللاعبين في الفندق ماسبب هزة نفسية قوية للاعبين..كذلك قول بيكنباور لحكم اللقاء بعد أن احتسب ركلة الجزاء لهولندا (أنت رجل إنجليزي) ليوحي له بأنه من أجل أن الإنجليز يكرهون الألمان تريد هزيمتنا..لكن المباراة كانت تسير لهولندا و للأسف لم يحرصوا على إضافة الهدف الثاني بل ظلوا يتلاعبون بالألمان و كأنهم لا يعرفون الكرة حيث يقول هانجيم: لا أمانع إذا هزمناهم 1\0 فقط مادام أننا سنهينهم..يقصد من خلال تناقل الكرة و التي أشعرت الألمان بالتوهان لكن مولر قال كلمته و فعلها..حينها وصف الصحفي الهولندي أوك كوك المباراة بجملة واحدة: خدعونا مرة أخرى..

بعدها بستة وثلاثين عاما يصل بيرت فان مارفييك بهولندا لنهائي العالم في جنوب أفريقيا و بكرتها الشاملة التي تشربتها جميع الفرق الهولندية منذ السبعينات.. و بحكم إنجليزي أيضا هو هاوارد ويب..لتواجه الشاملة المستنسخة الأسبانية و الفضل لميشلز الذي ذهب لبرشلونة عام 1975 و لحق به كرويف بعد أن وقع بمليون دولار كرقم عالمي حينها..و يقول الكاتب ونر أن المدرب نوبل قد تسبب في مغادرة كرويف لأياكس بعد أن وضع الكابتينة بالتصويت بين اللاعبين بعد أن كان كرويف كابتنا ليجد نفسه غير ذلك..الآن كرة أسبانيا و تحديدا برشلونة مدينة لكرويف حيث العمل في برشلونة على فلسفة كرويف في الكرة الشاملة فمهما تغيرت أسماء المدربين تظل طريقة اللعب واحدة..و هذا مخطط له من الأكاديمية الكاتلونية فيتم إعداد اللاعبين للعب على طريقة كرويف الشاملة..و هذا ماقاد أسبانيا لكأس العالم بسباعي البارشا..ففازت كرة أسبانيا الشاملة على الهولندية الأصل لأن روح كرويف و لمسته ظهرت على إكزافي و إنييستا و رفاقهم..و نرى الكرة الشاملة بدأت تظهر مع 4-3-3 ريال مورينهو التي قد يراها البعض 4-5-1 لكن بقليل من التمعن هي نفسها الكرة الشاملة بكل مرتكزاتها..و نراها مع تشلسي أنشلوتي..و بالفعل انتصرت الكرة الشاملة و لكن هولندا لم تحقق ذلك النجاح المتوج بالألقاب كمكافأة لابتكارهم هذه الطريقة..

السؤال هل باستطاعة الفرق السعودية اللعب بهذه الطريقة؟ أم هل باستطاعة المنتخب السعودي فعل ذلك؟ تجربة الهلال السعودي مع هانجيم في البطولة العربية عندما خطف اللقب بهدف الثنيان في مرمى الترجي تقود لإمكانية ذلك متى ماتواجدت الموهبة و ذلك لأن الجابر و الغشيان و الثنيان و التيماوي قد جعلوها ممكنة في الهلال..و تجربة قصيرة للمدرب القدير ليوبنهاكر الذي أعد منتخب 1994 ليقوده خورخي سولاري بعد ذلك و يقال أنه أبعد لأنه أصر على عدم ضم لاعبين كبار في السن كالنجمين الكبيرين قيمة و سنا حينها ماجد عبدالله و عبدالجواد و السبب الآخر أن منتخبنا وقع في مجموعة هولندا..لكن العديد من اللاعبين أثنى على طريقته و ان ماحصل من نجاح في المونديال هي من مجهوداته..و فتح ملف إقالات المدربين المخجل مع المنتخب العربي السعودي قد يكون ملفا ساخنا و شيقا لكن في غياب المعلومة نظل نستقبل استبعاد المدربين بعد أول او ثاني مباراة كما حدث مع كارلوس ألبرتو في كأس العالم 1998 و ماتشالا بعد الخسارة من اليابان بأربعة في افتتاح كأس آسيا 2000 و سلوبدان و غيرهم بلا سؤال عن السبب الحقيقي وراء ذلك..فكرتنا ليتها تسير على فلسفة معينة كي نعرف أسلوب نقول أننا المنتخب السعودي مميز به و أن النادي س أو ص مميز بهذه الطريقة لكن للأسف كل مرة مدرب و فلسفة أخرى...تحيااااااااااتي