منتديات بني بحير بلقرن - زك الراتب ، تنل أعلى المراتب .

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)

- ملتقى بن بحير بلقرن الخاص (http://www.binybohair.com/vb/f77/)

- - زك الراتب ، تنل أعلى المراتب . (http://www.binybohair.com/vb/binybohair19677/)

زك الراتب ، تنل أعلى المراتب .

الحمد لله الذي قدر الأقوات وسمى نفسه الكريم الوهاب ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له :{ يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر
إنه كان بعباده خبيراً بصيراً } وأشهد أن نبينا محمداً عبده ورسوله ، أرسله الله بقرآن يتلى ليتفكر فيه أولو الألباب ، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه إلى يوم البعث والحساب .
ثم أما بعد :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .
أحبتي في الله :
من فضل الله سبحانه وتعالى علينا ، أن يسر لنا سبل المعيشة ، وأغدق علينا وابل النعم والمنن ، فقل أن تجد الآن رجلاً ليس له رزقٌ ثابت ، ودخلٌ دوريٌ منتظم ، حتى أولئك المحرومين من الوظائف الحكومية أو القاعدين عن الضرب في مناكب الأرض ابتغاء الرزق ، جعلت لهم الدولة رعاها الله تعالى ما يسد حاجتهم ، ويقضي مطالبهم .
وتبقى نظرية القبض والبسط هي التي تفاضل بين الناس في قضية الادخار وتحصيل أبواب رزقٍ أخرى ، يكتسبها العبد بعد فضل الله تعالى بجهده وتعبه وحسن تنظيمه في عملية الصرف والاقتناء.
وقد رأيت أن أبحث قضية هامة وعاجلة ولا تحتمل التأخير في هذا الطرح المتواضع ، تتعلق بحق الله تعالى في مال العبد ، الذي استخلفه فيه ، وابتلاه به ،، فكم من عبد كان ماله سبب حتفه ، ثم يأتي يوم القيامة تكوى به جباهه وجنوبه وظهره .
وأستبيحكم العذر مقدماً أيها الفضلاء إن طال بي الحديث في هذه القضية الهامة ، لاسيما أني من دعاة الاختصار وعدم الإطالة ، ولكن أهمية المقال قد تجعلني أفصّل بعض الجزئيات ، ما يجعل الموضوع يحتاج لأكثر من صفحة ، فاصبروا عليّ معشر الأحبة ، وتمعنوا في قراءة الموضوع ، لأن الهدف الذي تصبو إليه نفسي ، أن نجعل ما ترون مثالاً حياً في واقعنا ، ننتقل به من شاطئ العلم إلى شاطئ العمل .
سبب الطرح :
في كل مرة أنزل إلى الميدان بموضوع مستقل ، أحاول أن أبحث عن حسنة تنفعني يوم العرض ، نسأل الله لي ولكم الأجر ،،
فأول أسباب طرحي لما ترون ، ابتغاء الأجر من الذي لا يخفى عليه شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ،
وثاني الأسباب : أني رأيت كثيراً من الناس أغدق الله عليه بالمال الوفير ، فعجز عن إخراج بعضٍ من ماله لوجه الله تعالى ،، تطهيراً لماله ورغبةً في نمائه .
وثالثها : أننا جميعاً أهل تقصير ونقص ، ومهما اجتهد الإنسان بغية أن يرتقي بعمله ويتقنه ، يبقى التقصير والعجز عن التمام أمراً حتمياً ، ولا عجب في ذلك ، فالإنسان خلقه الله ضعيفاً ، لا عصمةً تامة ولا كمالاً مطلقا ، فكان حريٌ بنا أن نزكي مالنا ، ونطهره من الدنس . بهذا اليسير الذي ننفقه في سبيل الله .
ورابعها : أننا في حاجة ماسة لدعم المشاريع الصغيرة خاصة في القرى والأرياف.
فعلى سبيل المثال لا الحصر ، ما من قرية إلا وبها مسجد أو مصلى يحتاج إلى نظافة دورية ، أو تغيير فرش أو صيانة كهرباء وإذاعة .
ألا ترون أن تكامل أهل القرية ، في دعم صندوق المسجد ( مثلاً ) هو سبيل لتوفير السيولة اللازمة للقيام بمثل هذه المهام .
ولا يخفى عليكم أيها الأحبة ، أن توفر مثل هذا الصندوق ، سيحل مشاكل اجتماعية أخرى لأهل القرية ، كتوفير مؤذن للمسجد أو إمام أو فتح حلقة تحفيظ لأبناء القرية ، أو إصلاح الطريق المؤدي إلى القرية ، أو تنظيم مشروع إفطار صائم في شهر رمضان المبارك ، أو الصرف على اللقاءات الجماعية لأهل القرية ، في مناسبات الأعياد وشبهها ،، وهناك الكثير الكثير من المشاريع بحاجة إلى الصرف ، وقف عزوف الناس عن بذل القليل من أرزاقهم حجر عثرة في طريق تفعيلها أو استمرارها ،،،
كلكم يسمع كما أسمع ، نداء واستغاثة الغيورين على الدين ونشر الخير بين الناس في كل موسم. هذا يريد متبرعاً يفرش له المسجد ، وهذا يريد داعماً يصلح له إذاعة المسجد ، وهؤلاء يريدون مؤسسةً خيرية تحفر لهم البئر ،، وهلم جر .
يا سبحان الله نبحث عن هؤلاء المتبرعين ،، فيأتون يتسابقون ،، من جدة ومن الرياض ومن القصيم ومن خميس مشيط ،، يذهبون بالأجر ،، ونكتفي نحن بترديد عبارات المدح والثناء ،،
فلو أننا حرصنا على البذل والعطاء ، ما ذهب أجر هذه المشاريع ، لمحتسب يأتي من المشرق أو المغرب، ثم نجلس بعده نحن أهل الشأن ، نذكر مكسبه وحسناته ، وننسى حسرتنا وخسارتنا .
أنتم ترون أيها الفضلاء ،، أن كثيراً من القرى ، يشكو زائرها من تهالك فرش المسجد ، ورداءة إذاعته ، ووساخة دورات المياه التابعة له ،،
وهذه كلها حصلت لأن أغلب القرى تعاني من قلة الدعم لصندوق المسجد وتفعيل مشاريعه ،ولا أقول أن هذا هو السبب الرئيس لذلك في بعض الأحيان ،،، لكنه في غالب الأحيان هو مدار العملية كلها .
ولا تتعجب إن وجدت رجلاً واحداً فقط يصرف على المسجد أو على الحلقة أو على مشروع خيري يخدم كل أبناء القرية ،، ويتشكى من ثقل هذه المصاريف ، ولكنه أبى أن يقعد حينما قعد غيره .
أسباب المشكلة :
لا شك أن السبب الأول لهذه المشكلة ، هي نقص الإيمان لدى الكثير منا ، وكلنا يعلم أن الإيمان يزيد وينقص ويتفاضل من عبد إلى آخر ،،
ولو أن أحدنا أيقن وصدق تصديقاً لا يخالجه شك ، أن المال الذي بين أيدينا هو مال الله تعالى في الأصل ، أمرنا أن ننفق منه فقال "آمنوا بالله ورسوله وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه فالذين آمنوا منكم وأنفقوا لهم أجر كبير "
ولو أننا استشعرنا أن مالنا هو ما قدمنا ومال غيرنا هو ما أخرنا ، ما وصل بنا الحال إلى هذا الشح والبخل .
ولو أننا أدركنا أنه " ما نقص مال عبدٍ من صدقة " لزادنا إدراكنا وفهمنا لفقه الحديث إصراراً على البذل والعطاء .
ـ والسبب الثاني من أسباب هذه المشكلة ، تعلق الناس بالدنيا وانغماسهم في ملذاتها ، حتى صور لهم الشيطان ، أن الدنيا دار بقاء ، بينما الأمر خلاف ذلك تماماً ،،
فكانت نتيجة هذا الحرص الشديد ،، إقبال الناس إقبالاً شديداً على جمع المال وطمعهم في زيادته وادخاره ،، حتى شح كثير من الناس عن إخراج زكاة ماله ،، والله المستعان .
نسي أولئك قول الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم :
"من كانت الآخرة همه، جعل الله غناه في قلبه، وجمع عليه شمله، ثم أتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه جعل الله فقره بين عينيه، وفرّق عليه شمله، ولن يأته من الدنيا إلا ما قُدر له "
ـ النسيان وعدم الاستمرارية هو أحد أسباب المشكلة ،، وكثيراً ما نجد النسيان أو عدم الاستمرار عائقاً في طريق نجاح أو استمرار كثيرٍ من المشاريع الخيرية الصغيرة ،،
ولعل البعض منكم جرب هذا ،، فإنك لو ناديت لمشروع خيري ،، كفتح حلقة تحفيظ مثلاً ، أو الصرف على مؤذن أو إمام ، تجد الناس في بداية الأمر يتهافتون على المشروع ، وهذا شئٌ عظيم ودلالة واضحة على استشعار الناس لفضل هذه المشاريع ، لكن سرعان ما يذهب الأكثرون لتجد نفسك وقلة معك ، تكابدون الصرف على المشروع ، أو قد يقف المشروع ويُدفن قبل أن يكمل بضعة أشهر ، وسوف أتطرق لبعض حلول هذه المشكلة إن شاء الله في آخر هذا المقال .
ـ غياب القائد ..
كل الأسباب السابقة ، حلها بعون الله تعالى ، في يد القائد ، العارف ، المحتسب ، الذي يوجه وينصح ، ويتابع ، ويقوّم .
بل قد تجد قائداً ناجحاً ، استطاع بحنكته وذكائه وتوفيق الله تعالى له ، أن يستقطب الداعمين لمشاريع قريته ، حتى من خارج نطاق القرية .
ولذلك أنا أرى أن هذا السبب هو أبو الأسباب لهذه المشكلة ، لأن القائد الناجح يستطيع كسر كل الأسباب السابقة ، بطريقة مباشرة أو غير مباشرة .
الحلول المقترحة :
ـ توعية المجتمع بفضل البذل والعطاء ،، وترغيب الناس في الإنفاق في شتى أوجه الخير كل حسب ما يستطيع ، ثم ترهيبهم بعاقبة الإقبال على الدنيا والزهد في الآخرة ، وخطر الشح والبخل على الفرد والمجتمع .
ـ الدعوة لإنشاء مجلس إداري لكل قرية ، يشرف على مشاريع القرية ، ويتولى جمع التبرعات الشهرية من أهل القرية ، ويتابع مشاريع القرية الدائمة ، ويتهيأ لتفعيل المشاريع الموسمية .
ـ اختيار قائد محتسب على قدر من العلم والحكمة لمجلس الإدارة .. يتولى عملية تنظيم العمل ، وتنظيم الصرف ، ومتابعة تنفيذ أعمال القرية بالتعاون والتشاور مع أعضاء إدارته .
ـ دعوة كل موظف في القرية إلى الانضمام لقائمة أعضاء الداعمين لمشاريع القرية ، وتذكيرهم بشكل مستمر ودوري ، إما عن طريق الخطب والكلمات ، أو عن طريق رسائل الجوال ، أو عن طريق دعوتهم لحضور لقاءات المجلس الدورية . وهذه مهمة أعضاء المجلس بالدرجة الأولى .
ـ ضمان الاستمرار وعدم الانقطاع بإذن الله ،،
ولحساسية هذا الأمر ، نحتاج إلى تفهم أعضاء مجلس الإدارة لهذه المشكلة التي قصمت ظهر كثير من المشاريع القروية الصغيرة
مما يستوجب عليهم ، تنظيم اللقاءات المتتابعة لأهالي القرية ، وتوزيع بطاقات الشكر والجوائز العينية المتواضعة على الداعمين ، وتذكير الداعمين بصفة مستمرة عن طريق الكلمات أو الرسائل .
وكذلك يحتاج كل فرد داعم يحتسب الأجر من الله تعالى ،، أن يجعل لنفسه مفكرة صغيرة في مكتبه أو حتى في جواله ،، تذكره بالدعم الشهري لهذه المشاريع الصغيرة في مضمونها ، الكبيرة في أجرها .
نحن ولله الحمد لا ننسى حقوق الناس ، من ديون أو قسوط شهرية ،، لأننا نعلم أن صاحب الدين لن يسكت عن ماله ،،
فيا ليتنا كما نعلم هذا ،، نقنع أنفسنا أننا سنقف أمام الله تعالى ،، فلا نجد إلا ما قدمنا ،، وهذا أعظم دينٍ يجب على الإنسان أن يستعد له . ،، " فاتقوا النار ولو بشق تمرة "
خاتمة :
هذا ما وفقني الله تعالى له من بحث وتحري لهذه المشكلة التي نعاني منها نحن سكان القرى ، ونعجز عن حلها في كثيرٍ من الأحيان ،، حتى تجد بعضنا في كل عام ، مع إطلالة شهر الصيام ، يعض على يديه ، ويقطب جبينه ، يعتصره الألم والحسرة ،، لحال فرش المسجد ، أو رداءة أجهزة التكييف ،، فينقلب حزيناً ، ويمسي بهمه ، ويصبح بغمه ، لقلة ما في يديه ، وضعفه وهوانه على من حوله ،،
فإن وفقت في طرحي فهذا فضل الله علي وعلى الناس ،، وإن كان غير ذلك فلا حول ولا قوة إلا بالله ،،، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
أخوكم : م ح البحيري .