منتديات بني بحير بلقرن - جروح دامية ( مرثية امحزي )

الحمد لله حمد الشاكرين ، لا مرد لقضائه ، ولا اعتراض على ما جرت به مقاديره ، والصلاة والسلام على خير الصابرين ، وسيد الشاكرين ، محمد النبي المصطفى المختار ، وعلى آله وأصحابه أجمعين .
أحبتي ،، آلمنا جميعاً ،، فراق الأحبة ،، وضاقت صدورنا ونزفت عيوننا ، والحمد لله على كل حال ...
وكلكم يعلم أن آخر من ودعناه ، حبيباً غالياً علينا ،،، لا يعرف الغل ولا يحمل في قلبه إلا عظيم الحب ،، نحسبه والله حسيبه ولا نزكي على الله أحد .
لعلكم قد عرفتم ذلك الحبيب ،،
وإن لم تعرفوه ،، فإنه : محمد عبد الله ( امحزي ) أبو سندس ،، أو أبو إياد ... عليه رحمة من الله ورضوان .
بدأت علاقتي معه شخصياً ،، قبل أكثر من عشرين سنة ، حينها كنت لم أزل طالباً في الجامعة ، وهو طالباً في المرحلة المتوسطة أو الثانوية ،،
وبعد التخرج ،، والاستقرار ،، زادت علاقتنا حباً واحتراماً ،،
كنا نشكل ثلاثياً لا يعرف إلا الأخوة والصداقة والوفاء ،،
امحزي ـ سعيد الوهاسي ـ ومحدثكم ،،،
لا زلت أتذكر ، كلماته عندما كان يقول لنا ،، ( إذا تأخرت على أهلي ،، أوقول لهم السبب ،، محمد و سعيّد)
لا زلت أتذكر أياماً عطرة قضيناها سوياً ،، سيارتنا واحدة ،، وجيبنا واحد ، وملابسنا الرياضية واحدة ،، ونادينا المفضل واحد .
دارت الأيام ،، والتحق حبيب القلوب بالوظيفة العسكرية ،، وانتقلت أنا إلى قرية الفرع ،، وبقي سعيّد في قرية عفاس ،،
ولكن القلوب المتآلفة لا تفترق ،، كنا نلتقي ، إذا حضر ،، من سفره ،،، بين الحين والآخر ،،
لا زلت أتذكر أحد زياراته للديرة ،، أيام ما كان يبحث عن وظيفة ،،
تقابلنا الثلاثة ،، أمام مسجد عفاس ،، فاجأناه ،، أنا وسعيد الوهاسي ،، أننا عزمنا أنفسنا للعشاء عنده ،،
تبسم ضاحكاً ، مستغرباً ،، وما قصر رحمه الله ، أكرمنا وأجاب دعوتنا الساذجة ، ولكنا لم نفعل ذلك إلا لعلمنا ، أن ذلك يسعده .
مواقف كثيرة جداً عشناه ،، وأيام لا تنسى قضيناها .
ثم جاءت الفاجعة الكبرى ،،،،،،،،،،،، ( راح امحزي ) ،، نسأل الله تعالى أن يرحمه وأن يغفر له .
فاضت أعيننا ،، وذرفت دموعنا ،، ولكنه القضاء والقدر ،، ليس لنا منه مناص ،،
نسأل الله تعالى أن يجمعنا برفيقنا في دار الخلد على سرر متقابلين ..
قلبت أفكاري ،، وجمعت شتاتي ،،
أبحث عن كلمة وفاء ،، لهذا الرجل الغالي ..
فلم أجد إلا أن أنظم هذه الكلمات ،، بما فيها من سقم وخلل ،، ولكن حسبي في ذلك أني مجتهد ،، إن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ...........
أبا سندس لقد أشقيت قلبي ** وفاضت دمعتي لك يا أخيّا
تعجلت الرحيل بلا وداعٍ ** كأنا لم نكن يوماً سويّا
طويت الذكريات على أنيني ** ولم تبق لقيض الدمع فيّا
سنذكرك إذا هتف المنادي ** ونذكر يوما أن كنت صبيا
ومن ينس الأحبة خان عهداً ** ومن يوف لهم يلق وفيّا
فطابت تربةٌ يحوي ثراها ** حبيباً غالياً في مقلتيّا
فلن أنساك ما بقيت دهورٌ ** ولن أنس وما ربي نسيا
فأكرم ثم أكرم ثم أكرم ** بخلٍ كان لي أبداً سميّا
تلاقينا زماناً واجتمعنا ** ولن ألقاه بعد اليوم حيّا
فيا جرحاً ويا ألماً طواني ** ويا هماً لوى الأضلاع ليّا
ألا يكف فراق صديق عمري ** ألا يكف أنين القلب عيّأ
ألا يكف نحول الجسم مني ** ألا يكفني ما كسبت يديّي
ولكن القضا حتماً سيمضي ** وطوبى أجر من كان تقيا
فيا من يستجيب دعاء عبدٍ ** رجاه المرتجى رباً عليّا
دعوت لمحمدٍ ، فأجب دعائي ** تجاوز واعف عنه وكن رضيا
وأصلح بعده طفلاً رضيعاً ** إياداً ، لم يزل جسداً نديّا
وصبّر أمه واجبر أباه ** وكن عوناً لإخوته وليّا
وعوّض زوجه بعظيم أجرٍ ** يزيل الهم يروي القلب ريّأ
وأختم بالصلاة مع السلام ** على من كان لله صفيا .