منتديات بني بحير بلقرن - - لأننا مــجمتع " عفيف " . . !

المقآل يبدوا طويلاً بعض الشيء .....))

لأننا مجتمع عفيف ! فإنه في أحيان كثيرة من غير المنطقي و المعقول أن يكون هناك

تواصل بين الجنسين قبل أن يكون هناك ارتباط روحي ، ثم عاطفي ، ثم إعلان مراسم

الزواج و إعلان وحدة الروح و المصير بين هذين الزوجين ..

بكل بساطة لا يمكن أن تنظر بعينك إلى ما وراء شريك حياتك و أعني هنا كلا الطرفين .

و كأنه من موبقات الزواج ومن ماحقات البركة . يتقدم إليها عندما شعر أنه من
الضروري أن يصبح رجلاً . يقبله والدها و أخوتهآ ، نعم لأنه ابن فلان ! و أبوه كان
و كان . و يبدؤون بسرد آيات التبجيل و المديح ، حتى يؤتونه من الخلق الفضيل ما قد
ليس فيه ، و يزيلون عنه كل الخطايا . إنهم و بشكل أخر يصمون آذانهم عن كل شيءٍ

يعيبه و يعيدون هذه الأسطوانة حتى إن جاءت صاحبة الشأن طالبة العذر في هكذا زيجة ،
يرون أنها تأتي بباطل الأمر . إننا مجتمع عفيف نخشى على المرأة قبل الزواج و

نقدر المرأة حق قدرها لنرميها في مهب الحياة الزوجية أنثى أشبه بالوردة التي كُسرت

أشواكها ، حتى تلك التي تشعرنا بلذة قطافها . إن المرأة في مجتمعنا تبدوا الأكثر قهراً

لأننا نتخلى عنها في أحيان كثيرة ، نمارس التجاهل معها ، نطبق شفتيها صمتاً فهي
صغيرة لا تعي ما تقول و لا تعرف مصلحة نفسها عندما تقرر عدم الارتباط بفلان ابن فلان .

زَوِجـُوه هذه الصغيرة . إنه يستحقها ، إنها لابد أن تتزوج .

و إلا فإنها ستصبح عالةً ، ستزعجنا و تسبب لنا المتاعب .

و يأتي الآخر من مجتمعنا الذي يبدوا مثالياً ، متعجباً و ربما متعجرفاً .

عندما يعلم بأنها كانت على علاقة مع شاب آخر ، قد لا تريده زوجاً يكفيها
أنه صديق يستمع لها و تقضي معه ما عُكر من صفو يومها في ضل علاقتها
العائلية التي حتمت على ذلك الآخر أن يكون مستمعاً جيداً و مدللاً لفتاة أخرى .
إننا نعالج احتياج فتياتنا بالكي ..

ليس هذا فحسب !،

إن أكثر من يجرمون تلك العلاقات العاطفية لمحارمهم ، يتجاهلون أنهم السبب

و أن ما يحدث ما هو إلا جزاء نالوه من جنس أعمالهم ، فتبقى الفتاة هنا الحلقة الأضعف
يجرها تصرف أقربهم لها إلى أن تقابل بالضرب و الشتيمة و الكثير من الأذى و صولاًُ
إلى التشكيك في روحانية الأنثى بداخلها . ثم نحرمها من كل ما هو حق لها حتى نزوجها

و" نفتك " لِتَـكون في ولاية زوجٍ لا يحاول أن يجمع ما بقي من تلك الأنثى فنجده يزيد
من احتياجها ، و يقلب في مذكراتها السوداء ليبدأ بتلطيخ تلك الأنثى البيضاء التي أصبحت
بيده . إننا مجتمع لا نفقه في التعامل مع الأنثى كثيراً و نكابر على جهلنا ، ليس لشيء
إلا أننا نريد أن نزيد احتياجهن و نحرمهن من الكثير من حقوقهن ، حتى نتمكن مع

العبث بمشاعر الأخريات من دون المحارم ! حقاً مجتمع عفيف متناقض . من العيب
و الخطيئة أن تكون تلك الفتاة تملك صديقاً أو تواصل خطيباً ، أو تُهاتف قريباً لها .

لتأتي ذكورية هذا المجتمع و التي تأتي مُحصنةً أولئك الشباب ، لنجده يملك الكثير من

العلاقات و بالنفس الوقت الكثير من التفاسير و الأدلة التي تجيز له هذا التصرف .
إنهم بخلاء جداً مع كل من أحلت لهم من النساء ، إلا ما حرم عليهم .

إننا نسلب حق الفتاة أن تفتش داخل تفاصيل ذلك الشاب القادم لخطبتها و في نفس

الوقت نجد أنه لا يملك الحق . بل يملك الحصانة أيضاً عندما نكتشف أنه كان يحاول
جاهدا التواصل معها والوصول لتلك الأنثى بداخلها ، و النزول إلى حيث هيَ .
بل يبدوا لي أن كثيرين ممن مكنوا بشكل أو بآخر من التواصل مع شريكة حياتهم

مستقبلاً ، يبدؤون بفرض قراراتهم و أفكارهم ، و أشياء كثيرة ..
و أين كل أساليبكم الراقية و الجميلة مع فتيات الوقت الضائع !!!

نردد دوماً أنهن ناقصات عقلِ ودين حتى نسلبهم كثيراً من حقوقهن . إننا نمارس العنصرية
في أحكام ديننا ، نحرم عنهن ما نريد و نحل لهن ما نريده منهن ، نأمرهن كيفما نشاء
و نجعلهن قاصرات في كل شيء . لأننا نخاف أن يجدوا أنفسهن أكثر في مجتمعنا المحافظ
فلا نستطيع أن نشبع غرائزنا في جنح الظلام .

لماذا لا نعطي أنفسنا الوقت الكافي لنسمع لبناتنا كيف يردن فارس الأحلام حتى نبحث
عنه نحن و نشاركهم في اختياره و لا نفرض القبيلة و المكانة الاجتماعية و العلاقة

العائلية كمعيار لتحديد الزوج . لماذا يخجل المثقفون و كبار المجتمع من هكـذا

تصرف و قد يعتبروه تمرداً من بناتهن ، و أنهم على وشك أن يأتوا بكبيرة .

هل تنال الفتاة تاج الفضيلة و الشرف لمجرد زواجها !؟
وهل نحن نريد لها الخير عندما نزوجها فحسب ؟!

أعتذر عن الإطالة ،

بقلم : عبدالرحمن بن عبدالله بهكلي
آعجبني فــ نقلته...

مودتي...

*،