منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.binybohair.com/vb/f3/)
-   -   سلسلة فرق وأديان ( المعتزلة ) (http://www.binybohair.com/vb/binybohair21564/)

م ح البحيري 02-13-2011 11:58 PM

سلسلة فرق وأديان ( المعتزلة )
 
المعتزلة
هي فرقة إسلامية نشأت في أواخر العصر الأموي وازدهرت في العصر العباسي، وقد اعتمدت على العقل المجرد في فهم العقيدة الإسلامية لتأثرها ببعض الفلسفات المستوردة مما أدى إلى انحرافها عن عقيدة أهل السنة والجماعة. وقد أطلق عليها أسماء مختلفة منها: المعتزلة والقدرية ، والعدلية وأهل العدل والتوحيد والمقتصدة والوعيدية .

التأسيس وأبرز الشخصيات :
* اختلفت رؤية العلماء في ظهور الاعتزال، واتجهت هذه الرؤية وجهتين:
ـ الوجهة الأولى: أن الاعتزال حصل نتيجة النقاش في مسائل عقدية دينية كالحكم على مرتكب الكبيرة ( المعتزلة يرون أن مرتكب الكبيرة بمنزلة بين منزلتين لا مسلم ولا كافر ، هذا في الدنيا ، أما في الآخرة فيرون أنه خالد مخلد في النار ، ولا شك أن مذهب أهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة ، أنه فاسق لا يكفر ،، ويوم القيامة أمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له ،، ولو عذبه فإنه يعذبه في النار على قدر معصيته ولكنه لا يخلد فيها بل يخرج منها ،، والأحاديث الواردة في ذلك كثيرة ،، منها ما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله يخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من إيمان ،، وقبل الحديث قول الله تعالى ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ) فالآية واضحة أن الله لا يغفر لصاحب الشرك ،، أما ما دون الشرك فهو تحت مشيئة الله .
وقول المعتزلة الآنف الذكر خالف نص الكتاب والسنة ـ والله المستعان ـ


* الوجهة الثانية : أنهم عرفوا بالمعتزلة بعد أن اعتزل واصل بن عطاء حلقة الحسن البصري بعد أن قال بالمنزلة بين المنزلتين لصاحب الكبيرة فقام من حلقة الحسن وجلس في جانبٍ من المسجد ،، فقال له الحسن: "اعتزلنا واصل".
وقيل غير ذلك .


اشتهارهم وبروزهم

برزت المعتزلة كفرقة فكرية على يد واصل بن عطاء الغزال ، الذي كان تلميذاً للحسن البصري، ثم اعتزل حلقة الحسن بعد قوله بأن مرتكب الكبير في منزلة بين المنزلتين (أي ليس مؤمناً ولا كافراً) وأنه مخلد في النار إذا لم يتب قبل الموت، وقد عاش في أيام عبد الملك بن مروان وهشام بن عبد الملك،

وفي العهد العباسي برز المعتزلة خاصة في عهد المأمون حيث اعتنق الاعتزال عن طريق بشر المريسي وثمامة بن أشرس وأحمد بن أبي دؤاد ( كانت له مناظرات حول خلق القرآن في عهد المأمون ومن بعده مع الإمام أحمد رحمه الله ، رد عليه الإمام أحمد قوله فسكت ولم يستطع أن يجيب )

المبادئ والأفكار
جاءت المعتزلة في بدايتها بفكرتين مبتدعتين:
ـ الأولى: القول بأن الإنسان مختار بشكل مطلق في كل ما يفعل، فهو يخلق أفعاله بنفسه

( تقول المعتزلة : إن الإِنسَان يخلق فعل نفسه، والله -عَزَّ وَجَلَّ- لم يخلق في الإِنسَان الشر، ولم يرد منه أن يفعل الشر، وإنما الإِنسَان هو الذي يخلق المعاصي ويخلق فعل نفسه.
وقولهم هذا هو الشرك بعينه؛ لأنهم أثبتوا خالقاً غير الله ،، والله يقول : (اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْء) ويقول الله تعالى:( وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ )
ـ الثانية: القول بأن مرتكب الكبيرة ليس مؤمناً ولا كافراً ولكنه فاسق فهو بمنزلة بين المنزلتين، هذه حاله في الدنيا أما في الآخرة فهو لا يدخل الجنة لأنه لم يعمل بعمل أهل الجنة بل هو خالد مخلد في النار.
ـ أضف لهذا : قولهم بنفي الصفات عن الله تعالى ،، فهم يثبتون الأسماء وينفون الصفات ( على سبيل المثال يثبتون أن من أسماء الله الحي ،، لكنهم ينكرون صفة الحياة له سبحانه وتعالى ،، ويثبتون له اسم السميع ،، ولكنهم ينكرون أن يكون يسمع ،،، وعلى ذلك قس ،،، بمعنى آخر : يقولون : إن الله حي بلا حياة ، وسميع بلا سمع ، وبصير بلا بصر ،،، وهكذا ،،،، فهم يثبتون أسماء مجردة عن معانيها ، أي أنه لا وجود لها في الخارج )
أصول المعتزلة
يقوم مذهب المعتزلة على خمسة أصول ، سنذكرها مع ذكر معانيها باختصار :
1 ـ التوحيد: وخلاصته برأيهم، هو أن الله تعالى منزه عن الشبيه والمماثل (ليس كمثله شيء) ولا ينازعه أحد في سلطانه ولا يجري عليه شيء مما يجري على الناس. وهذا حق ولكنهم بنوا عليه نتائج باطلة منها: استحالة رؤية الله تعالى ،، وأن الله لا يتصف بالصفات كالسمع والبصر وغيرها لأنه على حد قولهم هذه صفات البشر . وكما قلنا في الحلقة السابقة حين تحدثنا عن الجهمية . أننا عندما نقول أن الله بصير ، فهذا لا يعني أن بصره كبصر العبد ،،،، وهكذا في بقية الصفات ،، فنحن نثبت الصفة ولا نعلم كيفيتها .
2 ـ العدل: ومعناه برأيهم أن الله لا يخلق أفعال العباد، ولا يحب الفساد ،، أي أن الله لا يخلق أفعال الشر على سبيل المثال ، إنما الإنسان هو الذي يخلقها .
3 ـ الوعد والوعيد: ويعني أن يجازي الله المحسن إحساناً ويجازي المسيء سوءاً، ولا يغفر لمرتكب الكبيرة إلا أن يتوب .
4 ـ المنزلة بين المنزلتين: وتعني أن مرتكب الكبيرة في منزلة بين الإيمان والكفر فليس بمؤمن ولا كافر . وقد قرر هذا واصل بن عطاء شيخ المعتزلة .

5 ـ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فقد قرروا وجوب ذلك على المؤمنين نشراً لدعوة الإسلام وهداية للضالين وإرشاداً للغاوين كل بما يستطيع: فذو البيان ببيانه، والعالم بعلمه، وذو السيف بسيفه وهكذا . ومن حقيقة هذا الأصل أنهم يقولون بوجوب الخروج على الحاكم إذا خالف وانحرف عن الحق .مع ملاحظة أنهم يقصدون الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لما يعتقدونه من عقائد باطلة .

سبب انحراف المعتزلة :
مصيبة المعتزلة ، نابعة من كونهم يعتمدون على العقل في إثبات الحقائق ، ولا يعتمدون من النقل ( الكتاب والسنة ) إلا ما وافق العقل ،،، أما ما يخالف العقل فيؤولونه أو يحرفونه ( في ظنهم الباطل أن هناك من القرآن أو السنة ما يخالف العقل ،، وهذا خطأ فليس هناك نص قرآني أو سنة صحيحة تخالف العقل ،، نعم قد يكون هناك آية متشابهة لا يفهم مرادها أو سنة صحيحة ،، لكن هذا ليس مخالفة للعقل ،، إنما قصور للعقل عن فهمها ،، والعقل البشري له حدود ،، ولم يكلفنا الله تعالى بما لا نطيق ).

ـ ولاعتمادهم على العقل أيضاً، طعن كبراؤهم في أكابر الصحابة وشنعوا عليهم ورموهم بالكذب، فقد زعم واصل بن عطاء: أن إحدى الطائفتين يوم موقعة الجمل فاسقة، إما طائفة علي بن أبي طالب وعمار بن ياسر والحسن والحسين وأبي أيوب الأنصاري أو طائفة عائشة والزبير، وردوا شهادة هؤلاء الصحابة فقالوا: لا تقبل شهادتهم .

وقد فند علماء الإسلام آراء المعتزلة في عصرهم وردوا عليهم
فممن رد عليهم ، أبو الحسن الأشعري [ كان من المعتزلة ثم تاب وسنتحدث عنه إن شاء الله عندما نتحدث عن فرقة الأشاعرة ،، وهي فرق لها أخطاء في الصفات ولكنها قريبة جداً من أهل السنة والجماعة ]
ويعتبر أحمد بن حنبل هو قاهر المعتزلة بحق وحقيقة ، بعد أن رد كل شبهاتهم ،، وأنكرها وصبر على الظلم والقهر والسجن والجلد حتى نصر الله تعالى به السنة ،،
أتمنى منك أخي القارئ العزيز أن تراجع سيرة الإمام رحمه الله تعالى لترى صبره العظيم في في فتنة خلق القرآن التي تزعمها بشر المريسي وأحمد بن دؤاد وثمامة بن أشرس في عهد المأمون والمعتصم والواثق . هذا ما يسر الله لنا جمعه حول هذه الفرقة ،، وصلى الله على نبينا محمد .

ح ـلــم 02-14-2011 12:14 AM

رد: سلسلة فرق وأديان ( المعتزلة )
 
جزاك الله خير وزادك الله من علمه
وكفى بالاسلام نعمه

سيبيرف 02-14-2011 09:19 PM

رد: سلسلة فرق وأديان ( المعتزلة )
 


اسأل الله ان يجازيك خير الجزاء على هذه المعلومات القيمة
ونسأل الله ان يحقق لنا واياكم التوحيد الخالص انه ولي ذلك والقادر عليه

غصن التوت 02-14-2011 11:14 PM

رد: سلسلة فرق وأديان ( المعتزلة )
 
أستمتعت وأنا أقرأ عنهم لأتبين ماهم ومنهم ..؟

أشكرك شيخنا الفاضل على هذه السلسة الرائعة التي نترقبها في كل جزء ..

لا توقف جريان النهر فلك منا الدعاء ومن الله الأجر

غصن التوت 02-14-2011 11:14 PM

رد: سلسلة فرق وأديان ( المعتزلة )
 
أعلى تقيييم

برنسيسة الوادي 02-16-2011 08:21 PM

رد: سلسلة فرق وأديان ( المعتزلة )
 
نفع الله بعلمك وجعله الله حُجةً لك لا عليك

م ح البحيري 02-18-2011 01:32 AM

رد: سلسلة فرق وأديان ( المعتزلة )
 
شكراً لكم أحبتي ،،
سنعاود الحديث عن فرقة جديدة قريباً إن شاء الله تعالى .
وللمعلومية ،، هناك فرق وطوائف لديها بعض المخالفات في العقيدة ، كالأشاعرة ( المنسوبة لحسن الأشعري الذي كان معتزلياً ثم انفصل عنهم بعد أن جلس في بيته خمسة عشر يوماً )
وكالماتريدية ( منسوبة إلى منصور الماتريدي ) ، وكالزيدية ( منسوبة إلى زيد أحد أحفاد علي بن أبي طالب رضي الله عنه )
هذه الفرق قريبة جداً من أهل السنة والجماعة ، مع مخالفتها في بعض القضايا العقدية ، ولذلك قال عنهم العلماء إنهم مخطئون ، ولكن لا يصل انحرافهم لمثل ما وصلت إليه الجهمية والمعتزلة ،
كذلك من الفرق المعاصرة ،، جماعة الإخوان المسلمين ، وجماعة التبليغ ،، وحقيقة أنهم أهل سنة وجماعة ولا يعاب عليهم إلا بعض المخالفات التي لا تصل لدرجة من كان قبلهم ..
وإضافة لهذه الفرق فرقة الخوارج ،، الذين يكفرون أهل الكبائر ،، ويرون أنهم خالدون مخلدون في النار
هذه الفرق التي ذكرتها إجمالاً ،، لن أتحدث عنها تفصيلاً ،،،
فأما الخوارج ،، فأظن أن الكثير قد عرف مذهبهم وعقيدتهم ،، لكثرة الحديث عنهم أيام تفجيرات الإرهابيين ،، وأما الأشاعرة والماتريدية والزيدية ،، فلأن مخالفاتهم أقل .
وعليه سيكون لقاءنا القادم مع فرقة من الفرق التي تدعي الإسلام ،، ومعتقدها يخالف المعتقد الصحيح في القضايا الأصلية . لدرجة خروجهم من دائرة الإسلام ،، نتيجة ما يدعونه ويدينون به ..
حتى نلقاكم لكم منا أجمل تحية .

صمتي مهابه 02-18-2011 06:33 PM

رد: سلسلة فرق وأديان ( المعتزلة )
 
اللهم لك الحمد حتى ترضى ولك الحمد بعد الرضى ولك الحمد على كل حال
..جزاك الله خيراً وجعلها نوراً لك بقبرك ومن تحب..
تحياتي وإحتراماتي


الساعة الآن 01:14 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75