منتديات بني بحير بلقرن

الموت أحيانا" يخلق هالة حول الرموز...
ويمنحهم تبجيلا" وأهمية لم تمنحها لهم الحياه وهم أحياء، حتى لو عاشوا
لفترة أطول، لما أصبحوا بهذه العظمة... فالحياة تكشف ما تبقى من عيوب، والموت يسترها.
((إبراهام لينكولن)) في نظر الأمريكين أعظم رئيس أمريكي على الإطلاق، لأنه محرر العبيد، وصانع أمريكا الحرة، وخرج منتصرا" من الحرب الأهلية.
فقد كان بطل الحرب والسلام على الطريقة العربية، ومن يدري، فقد تكون جذوره عربية، لأنه صنع لنفسه هالة، لم يصنعها أي رئيس أمريكي، وبعد الحرب مباشرة، تم اغتياله، فخلد في ذاكرة الأمريكيين لعقود طويلة، ولو كان قد عاش لفترة أطول، لأصبح أسوأ رئيس، إذ أنه بعد موته، دخلت أمريكا في نفق طويل ومظلم، لو عاش لما كان قد استطاع تجاوزه.
وبعد مئة عام من حادثة ((اغتيال لينكولن))، تكررت العظمة والأبهة مع الأسطورة جون كينيدي فالرئيس الشاب الوسيم كان فتى احلام كل الأميركيات، وجاء اغتياله عام 1963، ليعطيه بريقا" لايزال حتى اليوم، ولو نجا من محاولة الأغتيال، لتورط في حرب فيتنام ولأصبح أقبح رئيس أميركي وانكشفت فضائحه النسائية التي يزيد فيها ويزايد على كل فضائح كلينتون مجتمعة منذ صباه، وحتى علاقته بالمحروسة مونيكا ولتغيرت صورته الزاهية في نظر الأميريكيين للأبد.
ومثله جيفارا الذي غيبه الموت، وهو في عز مجده وعنفوانه وتألقه الثوري، ولو كان قد عاش أكثر من هذا، لما أصبح رمزا" للحرية، فالحرية تريد من يدفع حياته ثمنا" لها. ممن يستحق أن يقترن بها، فمهر الحرية غال، وهو مافعله جيفارا، بينما لم يفعله فيدل كاسترو، الذي ربض على قلوب مواطنيه، لأكثر من 60عاما"! حتى أصبحت أقصى أحلام الشعب، أن يسيروا في جنازته، بدلا" من المسيرات الوهمية، التي يسيرون فيها، إرضاء" لغرور رجل عجوز، لا هو حي فيرجى، ولا هو ميت فينعى!!