منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)
-   ملتقى بن بحير بلقرن الخاص (http://www.binybohair.com/vb/f77/)
-   -   كيف نذيب هذا التنافر؟ (http://www.binybohair.com/vb/binybohair22726/)

عصر المانوليا 03-27-2011 05:24 PM

كيف نذيب هذا التنافر؟
 
قطبا الأقوال والأفعال والتنافر الحادث بينهما

أصبحت الأقوال والأفعال تسير في خطين متوازيين لدى البعض من الناس, وكأنهما قطبا سكة حديد لا يلتقيان, أو قطبا مغناطيس موجبين يتنافران عن بعضهما البعض. تجد الطبيب ينصح مرضاه بعدم التدخين, وبانتهاء موعده مع أحدهم يخلع معطفه وكأني به يخلع شخصيته الناصحة فينصرف للترويح عن نفسه في حديقة المستشفى فيشعل تلك السيجارة التي حذّر منها قبل دقائق معدودة. وتجد المعلم يبدع ويتفنن في شرحه لدرس عن الأمانة ولكنه لم يدخل تلك الحصة إلاّ بعد انقضاء ربع ساعة من الزمن المخصص لها, وتجد الأب يحذر أبناءه من مغبة السهر خارج المنزل لوقت متأخر من الليل ولكنه يزعجهم بقرعه للباب كل ليلة في وقته المتأخر والمعتاد الذي يعود فيه كل مساء. وقد تلاحظ رجل المرور يخاطب الناس مطالباً إياهم بربط حزام الأمان بينما لو تنقضي فترة عملة ويستقل سيارته الخاصة قد لا يربط هذا الحزام الذي كان يوصي به في فترة عمله.وقد تجد الكاتب يبلور شخصيته في كتاباته ويؤطرها بإطار تحفه الخصال الحميدة, ناسياً بعض السلبيات التي تعتري كل إنسان. فتجده يقدم للقارئ ما يستحسنه, ويحجب عنه مالا يستسيغه خلف ستارة قاتمة تواري سوءاته. وقد تجد وتجد وتجد.

فلماذا هذا التنافر وهذا التضاد الذي وسع الهوّة بين الأقوال والأفعال؟ وهل سنرى في نهاية هذا النفق المظلم بقعة ضوء تقودنا لفك طلاسم هذا اللغز المحيّر؟ وهل سننير قناديل الحلول في شارع التساؤلات هذه؟ وهل ستورق جنبات عقولنا جراء بحثها في مواضيع تهم مجتمعنا كهذا الموضوع مثلاً؟





في بادئ البدء هذه القضية ليست معممّة على شرائح المجتمع عامة, والذين تغوص أرجلهم في وحل هذه الظاهرة هم قلّة, ولكن لا أرى معضلة في مناقشة جزئيات الأمور لمحاربة أوبئة السلبيات. ولا مانع من التعريج على الإيجابيات حتى نظهرها في ديباجتها التي تليق بها, وتقربها إلى طابور متتبعيها لينساقوا معها.
أعياني البحث عن مصطلح لهذه الظاهرة, فأطلقت عليها: الرياء وحب الظهور, ثم أطلقت مصطلح إظهار العرف وطمس الفحش, وبعد ذلك استنجدت بمصطلح النفاق الاجتماعي, ثم مصطلح مراقبة الناس ونسيان الخالق والعياذ بالله, ثم أطلقت على هذه الظاهرة ازدواج الشخصية. ولكنني لم أعرْ التسمية اهتماماً بقدر تعمقي في أسرار هذه الظاهرة, فاصطدمت بسؤال أعياني تجاوز حائطه وقفزه للاطلاع على ما يدور خلف جنباته؛ ألا وهو لماذا أدمن أصحاب هذه الظاهرة فعلها؟ أو ما هي الدوافع التي تدعوهم لفعلها؟ فوجدت من جملة الأسباب: هو إلمام هذه الشريحة بالأفعال الحسنة والمتعارف على أنها من مكارم الأخلاق ولكن نظراً لعدم مقدرتهم على القيام بها فإنهم يقومون بكل ما تمليه عليهم النفس ثم يتم تصفية وتطهير للأعمال التي لا ترضي الناس وإبراز الأعمال التي يستحسنها بنو البشر وهنا لا بد أن أنوه إلى نقطة مهمة وهي ردع النفس البشرية وعدم تلبية مطالبها الخارجة عن نحيزتنا التي جبلنا عليها. يقول الشاعر:
والنفس كالطفل إن تهمله شبّ على*** حب الرضاع وإن تفطمه ينفطمِ
وأيضاً لابد أن نبحث ماهي العقبات التي تجعل هذه الفئة غير قادرة على القيام بالأفعال الحسنة مع إلمامهم بها, ونبذل الجهد في تذليل هذه العقبات.



تشعبت هذه النقطة وأخذت منحىً آخر وهو إتيان بعض الناس بأعمال لم يقوموا بها ( أعني الأعمال التي يُعجب الناس بها, ويألون فاعلها مرتبة متقدمة من مراتب التقدير والاحترام, وإدراجه في أجندة المجتمع الذي يعيش فيه ) كما يقومون بوأد الأعمال العكسية لها, وهذا في رأيي المتواضع أن حياة فاعلها لم يعد للصدق وجود فيها؛ فحياته أصبحت ذات محورين: الأول/ الكذب, والثاني/ الرياء. وقد جعل مبدأ الصدق يغرد خارج السرب. وبإقصائه للصدق قد أقصى شخصية (الواقعية) من حياته بصورة غير مباشرة, وأصبح يعيش في بوتقة الخيال المفرط ؛ بل أصبح يبحث عن إرضاء الناس فقط, ونسي أن من طلب رضا الناس على إسخاط الخالق سخط الله عليه وأسخط عليه الناس, ومن طلب رضا الله على إسخاط الناس رضي الله عنه وأرضى عليه الناس.

بحثت في مختلف العصور وقد وجدت هذه الظاهرة ترتع في بيئات أغلب العصور, خاصة طبقات الحكام في العصر الأموي, والعباسي, وكذلك طبقات الشعراء. فعلى سبيل المثال فإن جرير كان يفتخر بأبيه في الكرم وصوره للناس حتى أصبح وكأنه علم في رأسه نارٌ ولكن أحدهم شاهد أبا جرير في أحد الأيام وهو يحلب من ضرع الشاة في فمه مباشرة حتى لا يسمعه جيرانه وهو يحلب في الإناء فيأتوا ويطلبوه شيئاً من الحليب. والشواهد كثيرة وهذا لضرب المثال لا الحصر ولكن ما شدّني هو موقف الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته فلم يستكينوا لهذه الظاهرة حتى في المواقف التي يكون فيها خطر على حياتهم فالرسول صلوات الله عليه وسلامه بأبي هو وأمي عندما وجده الكفار هو وصاحبه أبو بكر الصديق رضي الله عنه وهما في طريقهما للهجرة وسألهم الكفار من أين أنتم؟ قال الرسول صلى الله عليه وسلم: نحن من ماء ؛ يعني مخلوقون من ماء!وهذا أسلوب بلاغي ولم يعمد للكذب فاحتار الكفار أهم من ماء عدن وهي منطقة كانت في اليمن أم من ماء الشام. وأيضاً وجدهم كفار آخرون ولكن هذه المرة كانوا يعرفون أبا بكر الصديق رضي الله عنه لأنهم كانوا يلتقون به في رحلاته التجارية وكان الرسول يتقدم أبا بكر على الدابة فقال الكفار من هذا يا أبا بكر ولم يكونوا يعرفوا الرسول صلى الله عليه وسلم فقال أبو بكر الصديق إنه هادٍ يهديني يقصد الهداية لنور الإسلام ولكنهم ظنوا أنه يعني هادٍ يرشدني في طريقي فنجيا بهذا الأسلوب البلاغي.

لست بصدد الحديث عن الأساليب البلاغية ومقدرتها على الخلوص من بعض المواقف دون اللجوء للكذب وإنما أريد أن أوضح أن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام كانوا يوافقون بين أقوالهم وأفعالهم حتى في المواقف المتأزمة فما الذي يحدث لنا في مواقفنا اليومية المعنونة بـ (العادية)؟






أثناء قراءتي في كتاب (صيد الخاطر) للإمام ابن الجوزي شدّتني عبارة قرأتها لسفيان الثوري يقول فيها:وددتُ أنّ يدي قطعت ولم أكتب الحديث. ومقصده من هذه العبارة أنه يخاف أن تشتمل الأحاديث على أشياء لا يستطيع فعلها فلقد قال الفضيل بن عياض: يُغفر للجاهل سبعون ذنباً قبل أن يُغفر للعالم ذنب واحد. وهذا يفتح لنا منحىً آخر وهو العلم وعدم العمل فلقد تعوّدنا على ترديد عبارات علم بلا عمل كروح بلا جسد أو كما قال البعض علم بلا عمل كشجرة بلا ثمر وأنا هنا لا أقول إلاّ ما قاله الله تعالى في كتابه الحكيم{ قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون} فالظاهرة التي نقبت في جزئياتها بعاليه تقودنا إلى فئة تعلم ولا تعمل. كمن يعلم يقيناً بأهمية البر بالوالدين ولا تجد للبر عنده منزلا وقد يحدثك أحدهم حديثاً مطوّلاً عن أهمية الصلاة وأهمية المحافظة عليها مع الجماعة ولكنك قد لا تجده من مرتادي المساجد فهذه الشريحة قد علمت فلماذا لا تعمل؟ إذاً هنا أيضاً تنافر بين الأقوال والأفعال.






خلاصة القول :إن الفئة الأولى تقوم بأعمال تكون خلاصة لإرهاصات الحياة اليومية منها الصالح والطالح وعندما تُسأل أو تتحدث وتحكي موافقها اليومية لا تظهر إلاّ الصالح أما الفئة الثانية فهي تحكي مواقف وخصال حميدة ولكنها لم تقم بها أصلاً, وهذا دليل على علم هذه الفئة باحترام المجتمع لهذه الأعمال التي يزعمون أنهم يقومون بها وهم لم يقوموا بها حقيقةً, فحوّلوا حياتهم إلى طلب رضا الناس بما يغضب الخالق. أعني عن طريق (الكذب) وأيضاً باتت حياتهم جشعة في طلبها للرياء والحصول عليه فلماذا لا يقومون بهذه الأعمال التي يعلمون يقيناً أنها تعلي من قدر الفرد عند مجتمعه؟ أما الفئة الثالثة فهي التي تعلم ولا تعمل بل تتحدث في مواضيع شتى مغلفة هذه المواضيع بالنصح والفائدة ولكنهم لا يعملون بما يقولون. يقول الله تعالى{كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون} وكل هذه الفئات الثلاث أحدثت هوة بين الأقوال والأفعال تجعل المجتمع غير قادر على الاستفادة من فئاته الثلاث التي ذكرتها آنفاً. شاركني برأيك أخي فكتابتك أستفيد منها لتشخيص هذه الظاهرة ولنورد بعض الحلول التي قد تخلص الفئات الثلاث من الجوّ المحموم الذين يعيشون في مناخه.
وقفة/
إلبس لكل حالة لبوسها, إمّا نعيمها وإمّا بؤوسها

أبو عماد 03-27-2011 10:23 PM

رد: كيف نذيب هذا التنافر؟
 
عصر المانوليا
و قفة احترام لهذا السرد و التشخيص الرائع
أعلم انك لست بحاجة الى مدحي
و انك تريد ان نشاركك الحديث
و لكن صدقني انك ألممت بكل جوانب الموضوع
و لم تدع لنا ما يستحق الاضافة..
و لعلّي اورد نقطة في بحرك
ألا وهي قراءة سير العظماء فلعلّها تساعد
في ان يفكر المرء بما يفعله مقابل ما تعلمه
و ان يجعل المرء عمله خالصاً لوجه الله تعالى
فهذا قد يخلصة من التظاهر بما يخفيه

مرة أخرى اشكر لك طرحك
و لك تقييم

مسك الكلام 03-28-2011 12:00 AM

رد: كيف نذيب هذا التنافر؟
 
بسم الله الرحمن الرحيم

بادئ ذي بدء أشكرك أخي الفاضل عصر المانوليا على ماباح به فكرك وما خطته أناملك وأغبطك غبطةً محمودة على ثقافتك التي برزت في هذا الموضوع ولا أخفيك بأنني سعدت بهذا الطرح الذي يلامس الواقع الذي نعيشه في مجتمعنا وماذكرته من أمثله في بداية الموضوع لهو شاهد على ذلك ودليلٌ قاطع عليه.
بالنسبة للتنافر بين الأقوال والأفعال فهو آفة خطيرة عانت منها المجتمعات منذ زمنٍ ليس بالقريب, فالتنافر موجود منذ أن خلق الله الإنسان إلى يومنا هذا ولا أظنّ أحدا ينكر وجوده ولن نستطيع مكافحة هذا الداء العضال مهما بحثنا واجتهدنا في بحثنا عن العلاج الناجع؛ ولكن الذي نريد معرفته هو لماذا هذا التنافر.
فمنذ أن كنّا طلاباً في المرحلة الابتدائية كنّا نسمع من النصائح والتوجيهات والإرشادات الكمّ الكبير من بعض أساتذتنا الذين كنّا نعتبرهم هم القدوة لنا, فمنهم من كان يأمر بالصلاة في وقتها وهو الذي لايصلي إطلاقًا, وكنّا نسمع من يحذّر من الغش في الاختبارات ويهدد ويتوعّد وتجده هو الذي يغشش أخاه أو أحد أقربائه وهكذا دواليك.
وكم سمعنا من بعض الخطباء الذين يعتلون منابر الجمعة تحذيرًا ونهيًا عن الغيبة والنميمة والنفاق والحسد و... حتى يظنّ الناس أنه منزهٌ عن كل ما قال وعندما يخرج من المسجد ينسى كل نصائحه التي أسداها للمصلين فتجد ه هو الحاسد وهو المنافق وهو البادئ بالغيبة عندما يجتمع مع زملائه أو أقرانه, وهذا كمثل الأعمى الذي بيده مصباح يستضيء به غيره وهو لايستضيء.
أو كما قال الشاعر: وغير تقيٍ يأمر الناس بالتقى....طبيبٌ يداوي الناس وهو عليلُ.
أخي عصر المانوليا أقول لك لاتستغرب التنافر الحاصل بين الأقوال والأفعال في هذا الزمن فأصبح شيئاً عاديًّا لأنّه طغى وبكثرة وأصاب الطبقة العليا الموثوق فيها من كل الناس, ولن أذهب هناك هناك لزمن بعيد لأجل الاستشهاد بقصة بل سأستشهد بحادثة هزّت المجتمع الإسلامي, وكانت مثار جدل, فلك أن تتأمّل ما كان يقوله ذلك الشيخ الفقيه عن موقفه من الاختلاط وتحريمه له ثم يقع فيه مع نساء الكويت وكأنه حلالٌ له وحرامٌ على غيره ولم ترحمه عائشة الرشيد في ذلك بل أصبح منكرًا للمقطع المنشور وأمسى معترفًا به, ولكَ أن تتأمل ما نقرؤوه في الصحف والمنتديات أغلبه تناقض في تناقض
وسأسرد لك مثالاً واقعيا نعيشه على صفحات المنتدى, كم هم الأعضاء الذين معنا ولديهم أكثر من معرّف, فتجد العضو يحمل عدة شخصيات متلونة كالحرباء, تارة يمدح بمعرّف, وتارة أخرى يقدح بمعرّف آخر, وحينًا يؤيد بمعرف وحينا آخر يعارض بمعرّف آخر, مما ينبئ عن ازدواجية في الشخصية, وعدم الثقة في الطرح.
وأقول لم أعد أعجب من ذلك فقد آمنت بأنني أعيش في مجتمع التناقض وما نسمعه أو نقرؤوه اليوم من شخص قد ينكره لنا غداً أو بعد غد.
ورضختُ لقول الشاعر محمد سعد الشريف:
وصار الصدق بين الناس سخفاً... وصار يقول بالكذب الثقاتُ
ولكن الذي ينبغي علينا الآن ألا نقبل كل شيء ولا نصدقه حتى لو أتى من شخص يشار إليه بالبنان ومؤتمن على الكلمة فلم تعد آذننا تقبل كل ما تسمع.

وتذكرت ما قاله لنكولن: بإمكانك أن تخدع بعض الناس كل الوقت, وأن تخدع كل الناس بعض الوقت, ولكن ليس بإمكانك أن تخدع كل الناس كل الوقت.

وأخيراً أشكرك أخي عصر المانوليا على هذا الموضوع الرائع وأعلم بأنني لم أفِ بالمطلوب
ولكن هذا الذي جال بخاطري عند قراءة موضوعك.

إليك أبلغ التحيّات
خاتمة:
نظر جالينوس إلى رجل عليه ثياب فاخرة, يتكلّم بكلام فيلحن في كلامه, فقال له: إمّا أن تتكلم بكلام يشبه لباسك, أو تلبس لباساً يشبه كلامك.

غصن التوت 03-28-2011 02:24 PM

رد: كيف نذيب هذا التنافر؟
 


والله أنني أتنقل بين السطور والموضوع الأصلي مروراً بالردود فأفتخر بأن تكون هذه الثقافة بحيرية أصليه ..!

أطربتم عيناي وكد أطير فرحاً وأنا أقرأ سطوركم ( عصر المانوليا..أبو عماد.. مسك الكلام)

العصر فااااح بِعِطرٍ ضم وردتُهُ *** وعُمادة الفكر أزدانت بعاليها
ومسك الكلامِ أتى بثقلهِ ذهـــــباً *** فــــأُذهلت عيني فالـكل غاليها

لن أستطيع إضافة شيء بعد مرور أساتذتي


عصر المانوليا 03-28-2011 09:46 PM

رد: كيف نذيب هذا التنافر؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو عماد (المشاركة 156682)
عصر المانوليا
و قفة احترام لهذا السرد و التشخيص الرائع
أعلم انك لست بحاجة الى مدحي
و انك تريد ان نشاركك الحديث
و لكن صدقني انك ألممت بكل جوانب الموضوع
و لم تدع لنا ما يستحق الاضافة..
و لعلّي اورد نقطة في بحرك
ألا وهي قراءة سير العظماء فلعلّها تساعد
في ان يفكر المرء بما يفعله مقابل ما تعلمه
و ان يجعل المرء عمله خالصاً لوجه الله تعالى
فهذا قد يخلصة من التظاهر بما يخفيه

مرة أخرى اشكر لك طرحك
و لك تقييم

أشكرك أخي أبا عماد على النقطة التي طرحتها لتدعّم موضوعي.. كما أشكرك على التقييم..
وفقك الله.

عصر المانوليا 03-28-2011 09:51 PM

رد: كيف نذيب هذا التنافر؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسك الكلام (المشاركة 156728)
بسم الله الرحمن الرحيم



بادئ ذي بدء أشكرك أخي الفاضل عصر المانوليا على ماباح به فكرك وما خطته أناملك وأغبطك غبطةً محمودة على ثقافتك التي برزت في هذا الموضوع ولا أخفيك بأنني سعدت بهذا الطرح الذي يلامس الواقع الذي نعيشه في مجتمعنا وماذكرته من أمثله في بداية الموضوع لهو شاهد على ذلك ودليلٌ قاطع عليه.
بالنسبة للتنافر بين الأقوال والأفعال فهو آفة خطيرة عانت منها المجتمعات منذ زمنٍ ليس بالقريب, فالتنافر موجود منذ أن خلق الله الإنسان إلى يومنا هذا ولا أظنّ أحدا ينكر وجوده ولن نستطيع مكافحة هذا الداء العضال مهما بحثنا واجتهدنا في بحثنا عن العلاج الناجع؛ ولكن الذي نريد معرفته هو لماذا هذا التنافر.
فمنذ أن كنّا طلاباً في المرحلة الابتدائية كنّا نسمع من النصائح والتوجيهات والإرشادات الكمّ الكبير من بعض أساتذتنا الذين كنّا نعتبرهم هم القدوة لنا, فمنهم من كان يأمر بالصلاة في وقتها وهو الذي لايصلي إطلاقًا, وكنّا نسمع من يحذّر من الغش في الاختبارات ويهدد ويتوعّد وتجده هو الذي يغشش أخاه أو أحد أقربائه وهكذا دواليك.
وكم سمعنا من بعض الخطباء الذين يعتلون منابر الجمعة تحذيرًا ونهيًا عن الغيبة والنميمة والنفاق والحسد و... حتى يظنّ الناس أنه منزهٌ عن كل ما قال وعندما يخرج من المسجد ينسى كل نصائحه التي أسداها للمصلين فتجد ه هو الحاسد وهو المنافق وهو البادئ بالغيبة عندما يجتمع مع زملائه أو أقرانه, وهذا كمثل الأعمى الذي بيده مصباح يستضيء به غيره وهو لايستضيء.
أو كما قال الشاعر: وغير تقيٍ يأمر الناس بالتقى....طبيبٌ يداوي الناس وهو عليلُ.
أخي عصر المانوليا أقول لك لاتستغرب التنافر الحاصل بين الأقوال والأفعال في هذا الزمن فأصبح شيئاً عاديًّا لأنّه طغى وبكثرة وأصاب الطبقة العليا الموثوق فيها من كل الناس, ولن أذهب هناك هناك لزمن بعيد لأجل الاستشهاد بقصة بل سأستشهد بحادثة هزّت المجتمع الإسلامي, وكانت مثار جدل, فلك أن تتأمّل ما كان يقوله ذلك الشيخ الفقيه عن موقفه من الاختلاط وتحريمه له ثم يقع فيه مع نساء الكويت وكأنه حلالٌ له وحرامٌ على غيره ولم ترحمه عائشة الرشيد في ذلك بل أصبح منكرًا للمقطع المنشور وأمسى معترفًا به, ولكَ أن تتأمل ما نقرؤوه في الصحف والمنتديات أغلبه تناقض في تناقض
وسأسرد لك مثالاً واقعيا نعيشه على صفحات المنتدى, كم هم الأعضاء الذين معنا ولديهم أكثر من معرّف, فتجد العضو يحمل عدة شخصيات متلونة كالحرباء, تارة يمدح بمعرّف, وتارة أخرى يقدح بمعرّف آخر, وحينًا يؤيد بمعرف وحينا آخر يعارض بمعرّف آخر, مما ينبئ عن ازدواجية في الشخصية, وعدم الثقة في الطرح.
وأقول لم أعد أعجب من ذلك فقد آمنت بأنني أعيش في مجتمع التناقض وما نسمعه أو نقرؤوه اليوم من شخص قد ينكره لنا غداً أو بعد غد.
ورضختُ لقول الشاعر محمد سعد الشريف:
وصار الصدق بين الناس سخفاً... وصار يقول بالكذب الثقاتُ
ولكن الذي ينبغي علينا الآن ألا نقبل كل شيء ولا نصدقه حتى لو أتى من شخص يشار إليه بالبنان ومؤتمن على الكلمة فلم تعد آذننا تقبل كل ما تسمع.

وتذكرت ما قاله لنكولن: بإمكانك أن تخدع بعض الناس كل الوقت, وأن تخدع كل الناس بعض الوقت, ولكن ليس بإمكانك أن تخدع كل الناس كل الوقت.

وأخيراً أشكرك أخي عصر المانوليا على هذا الموضوع الرائع وأعلم بأنني لم أفِ بالمطلوب
ولكن هذا الذي جال بخاطري عند قراءة موضوعك.

إليك أبلغ التحيّات
خاتمة:
نظر جالينوس إلى رجل عليه ثياب فاخرة, يتكلّم بكلام فيلحن في كلامه, فقال له: إمّا أن تتكلم بكلام يشبه لباسك, أو تلبس لباساً يشبه كلامك.

أخي مسك الكلام/
لقد أدليت بدلوك فجاء مليئاً بالفوائد وبالنقاط التي أضافت لموضوعي الشيء الكثير..
وفقك الله.

عصر المانوليا 03-28-2011 10:00 PM

رد: كيف نذيب هذا التنافر؟
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة غصن التوت (المشاركة 156873)


والله أنني أتنقل بين السطور والموضوع الأصلي مروراً بالردود فأفتخر بأن تكون هذه الثقافة بحيرية أصليه ..!

أطربتم عيناي وكد أطير فرحاً وأنا أقرأ سطوركم ( عصر المانوليا..أبو عماد.. مسك الكلام)

العصر فااااح بِعِطرٍ ضم وردتُهُ *** وعُمادة الفكر أزدانت بعاليها
ومسك الكلامِ أتى بثقلهِ ذهـــــباً *** فــــأُذهلت عيني فالـكل غاليها

لن أستطيع إضافة شيء بعد مرور أساتذتي


شاعريتك جميلة أخي غصن وازدانت به صفحتي..فأنت أستاذ الجميع.
وفقك الله.


الساعة الآن 01:50 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75