منتديات بني بحير بلقرن - الورقة الأولى وحدها لاتكفي

عندما أجبر الرئيس الروسي خروتشوف على الأستقالة أو الأقالة بالأصح كتب ورقتين وسلمهما لمن سيأتي بعده وقال له إذا واجهتك مشكلة افتح الورقة الأولى.. وإذا واجهتك مشكلة ثانية افتح الورقة الثانية، وبالفعل بعد أن تولى من جاء بعده واجهته مشكلة ففتح الورقة الأولى ووجد فيها الحل السحري وكان خروتشوف يقول فيها ((الق باللوم علي))!!
وهو فعل ذلك وتجاوز مشكلته.
وبعد فترة ثانية واجهته مشكلة ثانية، فركض إلى الورقة الثانية لعله يجد حلا" سحريا" آخر.
وعندما فتحتها قرأ فيها ((اكتب ورقتين وسلمها لمن بعدك))!
كل المسؤولين يفعلون الشيء ذاته، فهم يفتحون الورقة الأولى ويلقون باللوم على المسؤول السابق، ولكنهم لايقرأون الورقة الثانية ولايكتبون ورقتين، فهم يتشبثون بالكراسي ويكتفون بالورقة الأولى فلا يوجد مسؤول يعلن عن مسؤوليته عن الحادث أيا كان هذا الحادث فالهزيمة بلا أب، أما الأنتصارات فلها ألف أب. لذلك فالورقة الأولى لها ألف أب، أما الورقة الثانية فهي يتيمة!!
هذه هي السلوكيات التي زرعها المجتمع فمن يعترف بمسؤوليته عن الحادث كمن يعترف بأبنه غير الشرعي.
في الغرب يفعلون عكس ذلك فهم يعترفون بأخطائهم وهزائمهم ومسؤولياتهم لذلك هم ينتصرون لأنفسهم قبل أن ينتصروا على أنفسهم وعلى المجتمع.
كل العرب تحولوا بقدرة قادر طوال فترة إقامة كأس الأمم الأوروبية إلى فرنسيين..
ميولهم فرنسية وهواهم باريسي ونزعتهم ((شيراكية)) لا لسبب إلا لأن زين الدين زيدان والذي تذكروا فجأة أنه عربي أصبح ممثلهم الرسمي في القارة الأوروبية!
قبل تذكر العالم العربي فجأة أيضا" بأن لديه عالما" خطيرا" بمستوى عالمي اسمه الدكتور أحمد زويل كان قد نسبه الوطن العربي بعد أن تعطلت ذاكرة هذا الوطن لمدة 40عاما" فحاول طوال الفترة الماضية أن يكفر عن خطيئة النسيان
فأصبحنا ننام ونصحو على لقب ((العالم العربي)) الدكتور أحمد زويل وقبل عدة سنوات أيضا استيقظ العالم العربي وهو يشعر بالذنب من الخطيئة التي ارتكبها عندما انجب أبنا" لم يعترف به إلا بعد أن أصبح بطلا" عالميا" في الملاكمة هو نسيم حميد.
قبله بسنوات عديدة، اكتشفنا اننا لدينا نجوم عالميون بمستوى عمر الشريف فأصبحنا لا نذكر اسمه إلا مصحوبا" ((الفنان العالمي العربي)) وكأننا نحن الذين صنعنا نجوميته وعالميته!!
الوطن العربي نفسه الذي كان يطرد أبناءه و((يتقياهم)) في الخارج كما لو كانوا شيئا" فاسدا" في معدة هذا الوطن ولا يرتاح من وجعه إلا عندما ((يلفظهم)).
أصبح هذا الوطن يستقبلهم كرؤوساء دول فاتحين، فأصبح يعيدهم إلى جذورهم العربية. وهذا مافعله مع الرئيس السابق كارلوس منعم.
وفي أثناء الأنتخابات الرئاسية في فنزويلا والبرازيل أصبحت الدول العربية تفتخر بمرشحيها لكرسي الرئاسة بعد أن كانت تحرمهم من الادلاء بأصواتهم!!
حالة النشاط التي تنتاب الذاكرة العربية بأبنائها، فتتذكرهم عندما ينجحون في ((حالة مرضية)) أكثر من كونها ((حالة أعتزاز))
فالأب الذي لايعترف بأبنائه إلا عندما ينجحون هو أب غير حقيقي وارتباط مصلحي بالدرجة الأولى.
فهذا الوطن الذي ((استورد)) كل شيء في مقابل ((تصدير)) أبنائه لايستحق أن يحصل على حضانة هؤلاء الأبناء لأنه غير مؤهل لتربيتهم. والأبناء بدورهم لايعترفون بهذا ((الاعتراف المتأخر جدا)) بعد أن عاشوا شعور ((اللقطاء)) على أرصفة الأوطان التي تبنتهم ومنحتهم اسماءها بعد أن تنكر لهم اباؤهم الأصليون!!