منتديات بني بحير بلقرن - انتخبوا " عرقوب " !!!

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن والاه :
وبعد :
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته :
أحبتي في الله : " رأيت " أن الزمان قد استدار ، بعد أن كنت أرى الأمد بعيداً ، والزمان مديداً .
فقد حلت علينا انتخابات المجالس البلدية بثوبها الجديد ، وهيئتها الجميلة الحسنة ، وكأننا لم نودعها إلا قبل ساعات .
وما أن أُعلن عن بداية السباق ، حتى تهافت الناس لنيل الكرسي .
منهم من يريد الدنيا ومنهم من يريد الآخرة .
رأيت زيداً يسابق الزمن ، ورأيت عمراً يسرد الوعود والمنن ، ورأيت رجلاً أنيقاً في طلعته ، وسيماً في هيئته ، يرتل لك الحديث كما لو كان ينظم عقداً من اللؤلؤ .
إنه " عرقوب " .. وما أدراك ما عرقوب ؟!
أحب الناس عرقوباً لا لاسمه ورسمه ، إنما لجمال حديثه ، وصدق منطقه ، وسهولة ألفاظه ، وعذب مقاله .
إذا تحدث عرقوب ، تطأطأت الرؤوس ، وإذا وعد عرقوب خالج الأمل النفوس ، وإذا أمر عرقوب غاب اليأس وأفل البأس .
راح " عرقوبنا " يعلن ويصرّح ، يخطّئ ويصحح ، يفصّل ويشرّح ، والناس حوله يلوحون برايات النصر والتأييد ، ويرفعون أكف الضراعة بالدعاء والتوفيق .
يحلمون بمستقبل زاهر وحياة أكثر أمناً واستقراراً ، فلن يكون هناك أزمة في المساكن بعد عرقوب ، ولن تتوقف مشاريع السفلتة بعد عرقوب ، ولن تتراكم النفايات على مداخل المدن والقرى بعد " العرقوب " .
كلٌ يشيد حلماً في عهد ولايته ، وكل يرسم أملاً مع يومياته .
مرت الأيام على عجل ، وجاء يوم الحسم والأجل.
بردت الكفوف ، وغمدت السيوف ، وخالط الشك يقين الألوف .
يا ترى ما مصير عرقوب ؟ وما جدوى الآمال والأحلام إن تراجعت أسهم عرقوب ؟
بدأ الجميع يترقب ، وأنصت الكل لسماع تصريح المعقب ، واشرأبت الرقاب ، تنتظر فصل الخطاب .
وفي لحظة الصمت الرهيبة ، أُعلن الخبر المنتظر . وصاح الصائح بمن حضر .
فاز عرقوب ،،،، بالكرسي المطلوب .
ارتفعت الأصوات ، وعلقت الرايات ، وعم الفرح والسرور الشوارع والحارات .
أما عرقوبنا ، فلم يكد يصدق أن الحلم أصبح خبراً يقيناً .
بدأ " عرقوبنا " يضع الخطط ، وينظم العمل ، ويرتب الأوراق المبعثرة ..
فتح عرقوب أول ورقة ،، وإذا به قد وعد بافتتاح طريق جديد .. يا للهول !!!
ثم فتح أخرى ، وإذا به قد أكد أنه لن يبرح مكاتب الحكومة حتى يتم افتتاح منتزه الأهالي والأسر ... يا للمصيبة !!!
ثم فتح ثالثة ... فإذا به يرى مخططاً هندسياً لمبنى المركز الاجتماعي للحي الفلاني .. واكربتاه !!!
" عرقوبنا " في ورطة ليس لها نهاية ، فماذا يفعل ، وكيف ينجو ، وكيف يختلق الأعذار .
شقق " أبو العراقيب " كل الأوراق ، وخذل سائر الأحبة والرفاق ، وسافر يقضي إجازته في جزر الواق واق ، تاركاً رقم حسابه الدولي لرفيق دربه ورافع راية كذبه ، كي يحول له مكافأة الكرسي .
صُدمت مع من صدم ، وشجبت مع من شجب ، واستنكرت الخيانة والكذب .. وصحت بأعلى صوتي " أين الأمانة والصدق " .................. فاستيقظت على رنات جرس الساعة ، ليس حولي إلا فراشي ولحافي .. لا عرقوب ، ولا كرسي ، ولا أحلام أو آمال !!!!!!!!!!!!!!.