منتديات بني بحير بلقرن - نيفيز في القمة بعد طول ترحال

نيفيز في القمة بعد طول ترحال
http://www.hihi2.com/contents/newsm/12614.jpg

لا يتجاوز عمر اللاعب البرازيلي تياجو نيفيز 26 سنة، ولا تتعدى مسيرته في عالم الإحتراف 6 أعوام، لكنه تنقل لحد الساعة بين ستة أندية في أربعة بلدان مختلفة. حيث كان واحداً من الأسماء الشابة الواعدة، ثم أثبت علو كعبه وأصبح واحداً من نجوم البلاد برفقة فلومينينزي، لكنه رحل إلى الخارج، وطاله النسيان هناك، إلى أن عاد قبل أشهر معدودة إلى بلاد السامبا، لتُوَجه له دعوة تعزيز السيليساو من جديد.

اعتقد الجميع بداية هذا العام أن انضمام رونالدينيو جاوتشو إلى فلامنجو سيعيده لا محالة لصفوف المنتخب البرازيلي، لكن تياجو نيفيز هو من استفاد حقيقة من العودة إلى الديار، حيث أصبح لبنة أساسية من لبنات كتيبة مينجاو، ووجه له مانو مينيزيس دعوة الإنضمام من جديد للأماريلينيا قبيل المباراتين الوديتين المرتقبتين ضد هولندا، يوم السبت القادم، وضد رومانيا يوم الأربعاء 7 يونيو/حزيران. وقد صرح هذا اللاعب في حوار حصري مع موقع FIFA.com : "لم أكن أتوقع بصراحة أن تسير الأمور بهذه السرعة. كنت أعتقد أني في حاجة لوقت أطول من أجل التأقلم من جديد مع أجواء كرة القدم البرازيلية، لكن جهودي بدأت تعطي ثمارها."

قرارات خاطئة
شهدت مسيرة تياجو نيفيز الكثير من التقلبات، ولم يحالفه الحظ في العديد من المحطات. حيث أثار انتباه المتتبعين بداية سنة 2005 برفقة فريق بارانا، الذي نشأ وترعرع داخل فئاته الصغرى، ثم انتقل على سبيل الإعارة إلى فريق فيجالتا سينداي الياباني. بعد ذلك عاد إلى البرازيل، وبالضبط إلى فلومينينزي، ولم يتكهن أحد حينها أن هذا اللاعب سيضطلع بدور محوري في رحلة الفوز بكأس البرازيل لسنة 2007، وأنه سيقود ناديه إلى نهائي كوبا ليبرتادورس في الموسم التالي.

أصبح تياجو في تلك الفترة نجماً ذائع الصيت، وازدادت شهرته بين الجماهير والأنصار. حيث فاز سنة 2007 بجائزة الكرة الذهبية التي تسلمها مجلة بلاكار لأفضل لاعب في الدوري البرازيلي، ثم دعاه دونجا لتعزيز المنتخب البرازيلي مطلع سنة 2008، وكان ضمن الفريق الفائز بالميدالية البرونزية في دورة الألعاب الأولمبية في بكين. وأصبح انتقال تياجو إلى القارة العجوز بعد هذه النجاحات أمراً حتمياً، لكن هذه الخطوة لم تكن موفقة ولا محسوبة العواقب، ولم تشكل قنطرة العبور إلى النجومية على الصعيد العالمي.

وقد علق تياجو على هذه التجربة قائلاً: "التحقت بفريق هامبورج الألماني، وكنت أعتقد حينها أنه فريق قادر على التنافس على الألقاب. لكن الرياح جرت بما لا كنت أشتهيه، وأصبحت خارج حسابات المدرب." وجد هذا اللاعب الموهوب نفسه مضطراً للرحيل عن ألمانيا، فعاد بداية إلى فلومينينزي على سبيل الإعارة، لكن مقامه هناك لم يتجاوز ستة أشهر، ثم حط الرحال أخيراً ضمن فريق الهلال السعودي.
إنها دون شك تجربة مفيدة. رغم ذلك بدأت الأندية البرازيلية في هيكلة ذاتها، كما أن اللاعب يكون هنا أقرب من المنتخب وتكون حظوظه أوفر للإلتحاق بصفوفه.
تياجو نيفيز

طال النسيان تياجو نيفيز جراء مكوثه الطويل في دكة البدلاء بألمانيا، كما لم تمكنه العودة القصيرة إلى البرازيل من فرض الذات، وازدادت أموره سوءاً بعد الرحيل إلى الشرق الأوسط. لذلك لم يفكر فيه أحد مع اقتراب نهائيات كأس العالم FIFA 2010، ولم يوجه له دونجا دعوة الإنضمام إلى السيليساو حينها.

على أهبة الإستعداد
لم يندم هذا اللاعب ذو النزعة الهجومية على قراراته أبدا، لكنه يدرك اليوم أن الرحيل عن البرازيل سيف ذو حدين، وأنه يجب التفكير طويلاً قبل الإقدام على مثل هذه الخطوة، حيث قال :"إنها دون شك تجربة مفيدة. رغم ذلك بدأت الأندية البرازيلية في هيكلة ذاتها، كما أن اللاعب يكون هنا أقرب من المنتخب وتكون حظوظه أوفر للإلتحاق بصفوفه. كما تطورت الجوانب المادية بعض الشيء، إذ تقلصت الفوارق بين أجور اللاعبين في البرازيل وأوروبا."

تعاقد فلامنجو شهر يناير/كانون الثاني 2011 مع تياجو نيفيز، لكن استقدام الداهية رونالدينيو في الفترة ذاتها جعل أنظار عشاق هذا الفريق منصبة على ابن بورتو أليجري المتوج بجائزة أفضل لاعب في العالم سنة 2005، مما خفف من حجم الضغوط الملقاة على عاتق نيفيز وساعده على التألق، لا سيما أن الشكوك كانت كبيرة حول قدراته على التأقلم والإنسجام مع كرة القدم البرازيلية بعد هذه الغيبة الطويلة.

وقد شكلت دعوة المدير الفني البرازيلي تكريسا لنجاحات هذا اللاعب، كما ضخت في عروقه دماءاً جديدة من أجل مواصلة العطاء. بيد أن نيفيز رفض المقارنة بينه وبين صديقه ورفيق دربه رونالدينيو، وأكد أن كل واحد منهما يقوم بأدواره خدمة لمصالح الفريق، حيث صرح :"لا أفكر بهذه الطريقة. لقد كنت سعيداً للغاية بعد ثناء الجميع على جهودي خلال بطولة كاريوكا، لكن رونالدينيو قدم بدوره مباريات جيدة وأحرز هدف الفوز بكأس جوانابارا. عندما نكون معاً في أحسن حال، يكون فلامينجو أقوى، هذا دون أن ننسى أننا نمتلك فريقاً قوياً قادراً على المنافسة على لقب الدوري البرازيلي."

عاد تياجو نيفيز إذن إلى نقطة البداية، وها هو يستعد بعد ترحاله الطويل بين الأندية العالمية إلى بلوغ هدف طالما توقعه العارفون بشؤون الساحرة المستديرة، ألا وهو الانضمام إلى نجوم السيليساو وإحراز الألقاب برفقتهم.