منتديات بني بحير بلقرن - سارة قتلها الإهمال.. وتوفيت يوم صدور قرار العلاج!

http://www.sayidaty.net/dbpics/menu/...ah-mawetin.jpgرحلة سارة مع المرض لم تكن طويلة، لكنها شديدة الألم في تفاصيلها المتسارعة، فخلال 7 أيام تدهورت حالتها، ولم تكن أسرتها تتخيل أن أعراضًا بسيطة قد تحيل جسدها اليانع إلى جثة هامدة يواريها الثرى في مقابر النسيم بالرياض، والمفاجأة أنها ماتت في اليوم الذي صدر فيه أمر علاجها.
لم يكن عمر الفتاة المصرية سارة يتجاوز الـ"15 سنة"، ولم تتخيل رفيقاتها، بالصف الثاني متوسط في حي النهضة بالرياض، أنها تودعهم إلى الأبد، فلم تظهر عليها أعراض مرضية مبكرة.
أما والدها محمد خليل، الذي كان يبدو متماسكًا، فقال ودموعه تغالبه: "خطف الموت ابنتي في لمح البصر، وكلما عدت إلى البيت ونظرت إلى أخويها ولا أجد سارة معهما، تذرف مني الدموع لفراقها".
عن بداية اكتشاف المرض قال الأب، الذي يعمل مدير فرع بمؤسسة أهلية: "اكتشفنا مرض سارة بالصدفة، حيث لاحظت ظهور بقع زرقاء على ذراعيها تشبه الكدمات، وحين عنفتها، قائلاً لها: "يا بنتي خدي بالك، إنتي بتمشي تتخبطي في الجدران!"، أقسمت لي بأنها لم تتخبط في شيء، وأنّ البقع ظهرت فجأة على جسدها، حتى غطته كله، التفت إلى أمها وقلت لها: لابد من الذهاب إلى طبيب أمراض جلدية لمعرفة الحالة، وكانت النتيجة مرعبة، لم نكن نتوقعها أبدًا".
بعد نفس عميق، تابع الأب: "فحصها طبيب الأمراض الجلدية فتغيرت ملامحه، وقال: لابد من عمل تحليل دم؛ فالأمر لا علاقة له بالجلد، واندهش الطبيب وهو يقرأ النتائج، وقال: كيف تمشي سارة على قدميها إلى الآن؟! اذهبوا بها بسرعة إلى أحد المستشفيات الحكومية الكبيرة في الرياض، ابنتك تعاني فشلاً في النخاع، وانعدام المناعة".

http://www.sayidaty.net/dbpics/menu/...-mawet-in2.jpgهنا صرخت الأم قائلة: "أنا اللي وديتها المستشفى، وحكمت عليها بالإعدام هناك"، ثم بكت بحرقة إلى أن أخذها زوجها إلى غرفة أخرى وقام بتهدئتها.
يستكمل الأب سرد مأساة ابنته الراحلة، قائلاً: "ذهبنا بها إلى مستشفى حكومي، ولم تكن لديهم خبرة بالمرض، بالإضافة إلى إهمال شديد، أخذوا عينة من النخاع لتحليله، وظهرت النتيجة بعد 5 أيام، وهي أنه لا وجود لأي خلايا سرطانية في الدم، وأن حالتها فشل في النخاع، كانت الحالة قد تدهورت جدًا، وقرروا نقل دم وصفائح دموية إليها، لكن لم تكن متوافرة بصورة كافية لديهم، ثم انطلقت إلى مستشفى الملك فيصل التخصصي، فطلبوا استصدار أمر لقبول الحالة".
استطرد الأب محمد خليل: "لمحت في عيون الأطباء أنه لا أمل في علاجها، وكانت الممرضة تضع المحاليل في ذراع ابنتي تحت الجلد وليس في الوريد، ثم صرح لي الأطباء بأنهم يلاحظون الحالة فقط، وأنّ علاجها ليس عندهم وأنها ستموت، وما هي إلا أيام حتى ماتت بالفعل، وتقرير الوفاة يؤكد أنّ سبب الوفاة هو نقص في الصفائح الدموية وأنيميا حادة، وعرفت بعد وفاتها أنّها ثالث حالة تموت هناك بنفس المرض، وبنفس الطريقة، وحين ذهبت لاستخراج شهادة وفاتها، وجدت فتاة يمنية تعاني نفس المرض".
بعد أن هدأت أم سارة قليلاً، تحدثت عن ابنتها الوسطى سارة، قائلة: "كانت أطيب أبنائي فبعد أن رزقني الله بفتاة "في الصف الأول الثانوي"، رزقني بسارة، ثم بصبي "في الصف السادس"، فكانت صبورة ولم تضايقني أبدًا، بل كانت تطيعني في كل كبيرة وصغيرة، كانت هادئة طيبة، ولا نملك إلا أن نقول: "إنا لله وإنا إليه راجعون".

قرار العلاج: عن رحلته مع استصدار أمر بالعلاج، يقول أبو سارة: "استنجدت بالسفارة المصرية في الرياض، وقابلت المستشار الطبي الدكتور يسري شعبان، فعرض تقرير الحالة على السفير محمود عوف، الذي اهتم شخصيًا بالأمر، وقام بالاتصال بالديوان الملكي، وطلب منهم سرعة استصدار أمر العلاج؛ لأنّ الجراحة تكلف مبالغ طائلة، وأكد الأطباء استحالة ركوبها الطائرة لعلاجها في القاهرة".