منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)
-   السيرة النبوية (http://www.binybohair.com/vb/f68/)
-   -   النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم (http://www.binybohair.com/vb/binybohair25059/)

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:28 PM

النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 


http://t1.gstatic.com/images?q=tbn:A...2hgWsspV6l2S4g



http://images.nokiagate.com/albums/p...ictureid=32139




أٌقــــدِم لحضراتكم






http://t2.gstatic.com/images?q=tbn:A...u-w1d0fw0DUyyg








محمّد بن عبد الله بن عبد المطلب يعتبره المسلمون رسول الله للبشرية كافة ليعيد الناس لتوحيد الله وعبادته على ملة إبراهيم، ويؤمنون بأنه خاتم النبيين والرسل. عند ذكر اسمه، يُلحِق المسلمون عبارة صلى الله عليه وسلم لما جاء في القرآنوالسنة النبوية مما يحثهم على الصلاة عليه، ويزيدها بعضهم صلى الله عليه وآلهإتباعاً لما ورد في عدد من الأحاديث، وكذلك يضيف المسلمون السنة الصلاة على أصحابه أحيانًا.
ولد في مكة في شهر ربيع الأول من عام الفيل قبل ثلاث وخمسين سنة من الهجرة (هجرته من مكة إلى المدينة)، ما يوافق سنة 570 ميلاديًا و52 ق هـ.وبعض المصادر تقول أنه ولد حسب التقويم الميلادي عام 571 م . ولد يتيم الأب وفقد أمه في سن مبكرة فتربى في كنف جده عبد المطلب ثم من بعده عمه أبي طالب حيث ترعرع، وفي تلك الفترة كان يعمل بالرعي ثم عمل بالتجارة. تزوج في سن الخامسة والعشرين من خديجة بنت خويلد وأنجب منها كل ذريته باستثناء إبراهيم. كان حنيفياً قبل الإسلام يعبد الله على ملة إبراهيم ويرفض عبادة الأوثان والممارسات الوثنية. يؤمن المسلمون أن الوحي نزل عليه وكُلّف بالرسالة وهو ذو أربعين سنة، أمر بالدعوة سراً لثلاث سنوات، قضى بعدهن عشر سنوات أخر في مكة مجاهراً بدعوة أهلها وكل من يرد إليها من التجار والحجيج وغيرهم. هاجر إلى المدينة المنورة والمسماة يثرب آنذاك عام 622 م وهو في الثالثة والخمسين من عمره بعد أن تآمر عليه سادات قريش ممن عارضوا دعوته وسعوا إلى قتله؛ فعاش فيها عشر سنين أخر داعياً إلى الإسلام، وأسس بها نواة الحضارة الإسلامية، التي توسعت لاحقاً وشملت مكة وكل المدن والقبائل العربية، حيث وحَّد العرب لأول مرة على ديانة توحيديةودولة موحدة، ودعا لنبذ العنصريةوالعصبية القبلية.





***محتويات الموضوع ؛-

  • 1 مصادر سيرته
    • 1.1 القرآن
    • 1.2 كتب الحديث
    • 1.3 كتب السيرة
    • 1.4 كتب الشمائل والدلائل
    • 1.5 مصادر أخرى
  • 2 خلفية تاريخية
  • 3 نسبه
  • 4 حياته قبل البعثة (571 - 609 / 53 ق هـ - 12 ق هـ)
    • 4.1 ولادته
    • 4.2 نشأته
    • 4.3 شبابه
    • 4.4 زواجه بخديجة
    • 4.5 مبشرات على قرب مبعثه
  • 5 حياته بعد البعثة إلى الهجرة (610 - 622 / 12 ق هـ - 1 هـ)
    • 5.1 نزول الوحي
    • 5.2 بداية الدعوة
    • 5.3 الجهر بالدعوة (10 ق هـ)
    • 5.4 الهجرة إلى الحبشة (8 ق هـ)
    • 5.5 حصار بني هاشم (6 - 3 ق هـ)
    • 5.6 الخروج إلى الطائف (3 ق هـ)
    • 5.7 الإسراء والمعراج (2 ق هـ)
    • 5.8 بيعة العقبة الأولى والثانية
    • 5.9 الهجرة إلى المدينة (1 هـ / 622م)
  • 6 حياته في المدينة (622 - 632 / 1 هـ - 11 هـ)
    • 6.1 تأسيس الدولة الإسلامية
    • 6.2 بداية النزاع العسكري
    • 6.3 حصار المدينة
    • 6.4 صلح الحديبية
    • 6.5 غزوتا خيبر ومؤتة
    • 6.6 فتح مكة
    • 6.7 الصراع مع القبائل العربية
    • 6.8 حجة الوداع
    • 6.9 وفاته
      • 6.9.1 بعد رحيله
  • 7 تراثه
    • 7.1 الإصلاح
    • 7.2 القرآن
    • 7.3 السنة
  • 8 حياته الشخصية
    • 8.1 زوجاته
    • 8.2 أبناؤه
    • 8.3 مواليه
    • 8.4 أسماؤه
    • 8.5 صفته الشكلية
    • 8.6 مقتنياته
  • 9 وجهات النظر المختلفة حول محمد
    • 9.1 المسلمون
    • 9.2 نظرة الغرب لمحمد
    • 9.3 وجهات نظر أخرى
  • 10 مقالات ذات صلة
  • 11 وصلات خارجية
    • 11.1 أفلام
    • 11.2 مواقع إنترنت
    • 11.3 كتب
  • 12 المصادر
  • 13 معلومات


يُتــــــبع ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:28 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
*** مصادر سيرته ؛-


كون النبي محمد شخصية لها تأثير كبير في التاريخ؛ فإن حياته وأعماله وأفكاره قد تم مناقشتها على نطاق واسع من جانب أنصاره وخصومه على مر القرون. كما واهتم المسلمون قديمًا وحديثًا بسيرة محمد باعتبارها المنهج العملي للإسلام، فألف علماء الإسلام مؤلفات عديدة وجامعة في سيرته، ودوّنوا كل مايتعلق بذلك .

*** القرآن ؛-


يُعتبر القرآن مصدرًا أساسيًا لمعرفة سيرة النبي محمد ، كما ويُعد أقدم وأوثق مصادر السيرة النبوية، فهو يرجع إلى عصر محمد نفسه، كما يتفق المسلمين كافة على مدى العصور على نسخة واحدة منه رغم اختلاف المذاهب والفرق الإسلامية . وإن كان القرآن لم يتناول كل سيرة محمد باستفاضة إلا أنه ذكر فيه إشارات كثيرة إلى سيرته إما بتصريح العبارة، أو بطريق الإشارة، أو بطريق التضمين، أو الموازنة، يقول ألفورد ولش إن «القرآن يستجيب باستمرار وبصراحة في كثير من الأحيان إلى الظروف التاريخية المتغيرة لمحمد ويحتوي على ثروة من البيانات المخفية» . فذُكر فيه بعض من شمائله، ودلائل نبوته، وأخلاقه، وخصائصه، وعن حالته النفسية والشعورية. وذُكر فيه أيضًا شيئًا عن غزواته فقد ورد في القرآن ما يقارب 280 آية في الغزوات، وهي تساوي نسبة 4,65% من القرآن جاء بعضها صريحًا كالغزوات الكبرى، بدر، وأحد، والخندق، والحديبية، وخيبر، وفتح مكة، كما شمل هذا التصريح بعض قضايا الجهاد، ومواجهة خصوم وأعداء الإسلام . فمثلاً اشتملت سورة الأحزاب تفاصيل من سيرة محمد مع أزواجهوأصحابه كما تضمنت تفاصيل كثيرة عن غزوة الأحزاب.



***كتب الحديث ؛-

قد شغلت السيرة النبوية حيزًا كبيرًا من كتب الحديث، وكلّ من ألّف في الحديث لم تخل كتبهم من ذكر ما يتعلق بحياة محمد، وبعثته، ودعوته، وجهاده وهجرته، ومغازيه، بل حتى عن صحابته ، كما أن كثيرًا من كتب الحديث كانت تخصص لذلك أقسامًا، وأبوابًا وكتبًا خاصة بذلك ، غير أنها غير مرتبة حسب التتابع الزمني للأحداث . غير أن هذه الكتب اعتنت بجمع أقوال محمد وأفعاله وتقريراته وأحكامه وقضاياه، وأفردت في الوقت نفسه أبوابًا لمولده وبعثته وهجرته ومغازيه، إلا أن مقصد مؤلفي هذه الكتب كان منصَبًّا على قضية الأحكام الفقهية، وكانت مشاهد السيرة تأتي في ثناياها ليستدل بها على الحكم الشرعي، لذا جاءت بدون تفصيل بل كانت تقتصر على بعض تلك الأخبار وفق منهج أهل الحديث في الرواية .
لقد اتفق علماء المسلمين على أن أشهر وأقدم كتب الحديث التي زخرت بأخبار السيرة النبوية، وحياة صاحبها هو موطأ الإمام مالك، حيث أورد جملة من الأحاديث تتعلق بسيرة محمد وأوصافه وذكر ما يتعلق بالجهاد . وكذلك فعل البخاري في صحيحه، حيث ذكر جوانب من حياة محمد قبل البعثة وبعدها، وخصص كتابًا في المغازي وآخر في الجهاد، كما ذكر كثيرًا من خصائصه، ودلائل معجزاته، بما يوازي عُشْر صحيحه . وهكذا فعل مسلم بن الحجاج في صحيحه، حيث اشتمل على جزء كبير من سيرته وفضائله، وجهاده، وأفرد كتابًا سماه "كتاب الجهاد والسير". وكان كل من جاء بعدهم اتبع نفس النهج مع اختلاف في التبويب والترتيب، كأصحاب السنن أبي داود، والترمذي، وابن ماجه، والدارمي، وأحمد بن حنبل، وهكذا بقية كتب الحديث.






http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:A...oum3GhIwVB8JNM


ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:29 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 

*** كتب السيرة ؛-


بدأت كتابة السيرة النبوية والمغازي في مرحلة متأخرة عن كتابة الأحاديث النبوية، وإن كان الصحابة يهتمون بنقل سيرته شفاهًا، فكان أول من اهتم بكتابة السيرة عمومًا هو عروة بن الزبير (توفي 92 هـ) ثم أبان بن عثمان (توفي 105 هـ) ثم وهب بن منبه (توفي 110 هـ) ثم شرحبيل بن سعد (توفي 123 هـ) ثم ابن شهاب الزهري (توفي 124 هـ)، غير أن جميع ما كتبه هؤلاء قد باد وتلف، فلم يصل إلينا منه شيء، إلا بقايا متناثرة روى بعضها الطبري . وفي الطبقة التي تلي هؤلاء، يأتي محمد بن اسحق (توفي 152 هـ) والذي قد اتفق الباحثون على أن ما كتبه يُعدّ أوثق ما كتب في السيرة النبوية في ذلك العهد ، ولكن كتابه "المغازي" لم يصل إلينا، فقام ابن هشام (توفي 218 هـ) فروى كتاب ابن اسحق مهذبًا ملخصًا وهو المعروف بكتاب "سيرة ابن هشام" . كما اعتمد الطبري (توفي 310هـ) على أخبار رويت عن ابن إسحاق بشكل أساسي في الجزء الخاص بالسيرة النبوية من كتابه تاريخ الطبري . مصدر آخر ظهر في وقت مبكر هو المغازي للواقدي (توفي 207 هـ)، والذي استفاد منه تلميذه ابن سعد البغدادي (توفي 230 هـ) في كتابة كتابه المسمى بـ "الطبقات الكبرى". الكثير من الباحثين تعاملوا مع هذه السير كمصدر صحيح، على الرغم من كون دقتها غير مؤكدة . لاحقاً عمل الباحثين على التمييز بين الأساطير والروايات الدسيسة والمكذوبة من جهة والروايات التاريخية البحتة من جهة أخرى .


***كتب الشمائل والدلائل ؛-

تعدّ كتب الشمائل من المصادر الأساسية لمعرفة سيرة النبي محمد وهي الكتب التي قصد أصحابها العناية بذكر أخلاق النبي محمد، وعاداته وفضائله، وسلوكه في الليل والنهار، كما تناولت آدابه وصفاته الخَلْقية والخُلُقية. وموضوع الشمائل اهتم به علماء المسلمين منذ القدم، وكان أحد أغراض كتب الحديث، ثم أفرده المحدّثون في كتب مستقلة، كان في مقدمتهم أبو البختري وهب بن وهب الأسدي (توفي 200 هـ) في مؤلفه "صفة النبي صلى الله عليه وسلم" ثم أبو الحسن علي بن محمد المدائني (توفي 224 هـ) في كتابه "صفة النبي"، ثم كتاب "الشمائل المحمدية" للإمام الترمذي (توفي 279 هـ)، ثم داود بن علي الأصبهاني (توفي 270 هـ) في كتابه "الشمائل المحمدية"، ثم إسماعيل القاضي المالكي (توفي 282 هـ) في كتابه "الأخلاق النبوية"، كذلك أبو الحسن أحمد بن فارس اللغوي (توفي 295 هـ) في كتابه "أخلاق النبي". ثم جاء بعدهم في القرون التالية خلق كثيرٌ، منهم القاضي عياض (توفي 544 هـ) في كتاب "الشفا بتعريف حقوق المصطفى".
أما كتب الدلائل فهي تلك الكتب التي حوت بحسب ما يراه المسلمون من الحجج والبراهين الدّالة على صدق وصحّة نبوة النبي محمد، وعلى شمول وعموم رسالته، بدلالات واضحة لا جدل فيها، وفيها الأدلة على معجزاته وظهور آياته، والرد على من أنكرها من وجهة نظر المسلمين . وفي كتب السنة النبوية أبواب خصصت لعلامات النبوة، كما فعل البخاري ومسلم وغيرهما. أما الكتب المخصصة لهذا الشأن فهي كثيرة جدًا أشهرها "دلائل النبوة" للبيهقي.




مصادر أخرى ؛-


هناك كذلك أنواع أخرى من المصادر؛ مثل كتب تفسير القرآن وأسباب النزول، ذلك أن علماء المسلمين يعتمدون بشرح القرآن بشكل أساسي على تفسيرات القرون الإسلامية الأولى، بما في ذلك الآيات التي تتناول حياة محمد. ومن أمثلتها تفسير ابن كثير وتفسير الطبري وتفسير القرطبي.إضافة إلى كتب التاريخ التي تتناول التاريخ بشكل عام وتتطرق إلى السيرة النبوية كتاريخ الطبري وتاريخ ابن خلدون وغيرها. كذلك هناك مصادر غير عربية، منها اليونانية، ومن أقدمهم الكاتب ثيوفانس في القرن التاسع الميلادي. وهناك السريانية ومن أقدمهم كاتب القرن السابعجون بار بينكاى مع وجود خمسة كتبة آخرين لاتزيد فترة ذكرهم للنبي عن ثلاثين عام من وفاته





***خلفية تاريخية ؛-
كانت شبه الجزيرة العربية في تلك الفترة في حال غياب سلطة مركزية ؛ فقبيل الإسلام انهارت ثلاث ممالك عربية قديمة هي مملكة حمير (525م) ومملكة الغساسنة (583م) ومملكة المناذرة (609م). وكانت كل واحدة منهم فيما سبق تؤلف دولة تحكم أراضيها وتمد سيطرتها على مناطق أخرى بواسطة قبائل تحكمها بشكل مباشر. ويهدف استتباع هذه القبائل تأمين طرق شبكة التجارة العربية -والتي كانت الشريان الأساسي لاقتصاد الجزيرة العربية - من قطاع الطرق أو إغارة القبائل الأخرى، والتي لم تكن تنظر لهذا للإغارة على غيرها من القبائل والقوافل بأنه جريمة، بل فخر لهم حيث يحصل قاطع الطريق على المال لأهله وعشيرته من قوم لا تربطه بهم صلة دم أو دين. وتشترك هذه الدول مع القبائل التابعة لهافي حروبها وبالمقابل توفر هذه الدولة الحماية للقبائل. فكان سقوط هذه الدول القوية قبيل البعثة إيذانا بحالة من عدم الاستقرار والحروب.وكانت طبيعة الحكم، زمن البعثة، داخل مجتمعات كمكة هو النظام العشائري، حيث يتشارك أعيان العشائر القوية في تلك المدينة بالحكم عبر النقاش، وفي حالة مكة فإن هناك مجلس هو دار الندوة يلتقي فيه الأعيان ويناقشون الأمور الداخلية، مثل فض المنازعات بين الأفراد، والأمور الخارجية مثل الحروب، وعقد الأحلاف، وتنظيم التجارة.
مثل النسب عاملا فاصلا في مكانة الفرد. فمن ولد في عشيرة كثيرة الأنفس، ومنها أعيان المدينة فهو "عزيز" و"منيع" بتعبير ذلك الزمن. أما من كان من عشيرة صغيرة ليس لها أعيانا متبعين وفيهم المشورة فهو "حر" ولكنه ليس عزيزا. وهناك الأحلاف وهم بتعبير اليوم "الوافدون"، فكانت مكانتهم أقل من الأحرار؛ فهم إما خلعاء من عشائرهم الأصلية، أو قدموا للإقامة لأسباب أخرى، ويعرفون كذلك بالموالي. أما العبيد فمكانتهم منحطة لا حقوق لهم ويتم استغلالهم للعمل في الأمور التي يأنف منها اصحاب النسب.اعتمد اقتصاد شبه الجزيرة العربية في ذلك الوقت على شبكة التجارة العربية القديمة، وبالإضافة إلى نشاطات اقتصادية متعددة، كالزراعة التي ازدهرت في بعض المناطق بالرغم من عدم وجود مجاري مائية دائمة في الجزيرة العربية، فاستعمل العرب قديما السدود وقنوات الري خصوصا في اليمن وشرق الجزيرة العربية ووادي القرى شمال الحجاز والطائف. انتجت تلك المناطق اصنافا من الحبوب والفاكهة. أما الزراعة في الأقسام الأخرى من الجزيرة العربية فاعتمدت على زراعة نخيل التمر بشكل أساسي. اقتصاد مكة كان متينا؛ حيث كانت مركزاً تجارياً ودينياً هاماً نظراً لمرور القوافل التجارية القادمة من الشمال والجنوب بها، وترجع أهميتها الدينية لوجود الكعبة المقدسة فيها، والتي يفد إليها الحجاج طوال العام مما كان يساعد على الازدهار الاقتصادي كذلك.من الناحية الدينية كانت الوثنية منتشرة في جزيرة العرب، حيث كانوا يعبدون آلهة يمثلونها في أصنام وأحيانا بالأشجار والحجارة والينابيع والآبار. وفضلاً عن كونها مقصد رحلة الحج السنوية، كانت الكعبة في مكة مصفوف حولها 360 من تماثيل الآلهة المعبودة من قبل القبائل العربية المختلفة. وإلى جانب هذه الآلهة، كان العرب يشتركون في الاعتقاد بالألوهية العليا لله، لكنهم لا يتوجهون إليه بالعبادة أو الطقوس الدينية اليومية . ثلاثة آلهة اعتبرها العرب بنات الله وهن: اللات والعزى ومناة، اعتبرها العرب الوثنيون أعظم الآلهة، وتوجهوا إليهم بالصلوات والعبادات والقرابين. تواجدت أيضا الديانات التوحيدية في المجتمعات العربية بما في ذلك المسيحية واليهودية، وتركز تواجدها عند عرب العراق والشام، وتواجدت كذلك أسقفيات في شرق الجزيرة العربية، مع وجود للمسيحية في وسط الجزيرة العربية؛ إلا أنه لم يكن يضاهي الوثنية المتأصلة هناك. أما في غرب الجزيرة العربية فنجران كانت مركزا مشهورا للمسيحية.الحنفية -وهم جماعة من العرب الموحدين قبل الإسلام على ملة إبراهيم- يصنفوا كذلك إلى جانب اليهود والمسيحيين كموحدين في الجزيرة العربية قبل الإسلام، على الرغم من الخلاف حول وجودهم التاريخي بين بعض الباحثين. ووفقاً للتراث الإسلامي، محمد نفسه كان حنيفياً ويرجع نسبه إلى إسماعيل بن إبراهيم.





http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9



ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:30 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
*** نسبه ؛-

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب (واسمه شيبة) بن هاشم (واسمه عمرو) بن عبد مناف (واسمه المغيرة) بن قصي (واسمه زيد) بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر (وهو الملقب بقريش) بن مالك بن النضر (واسمه قيس) بن كنانة بن خزيمة بن مدركة (واسمه عامر) بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، وعدنان من ذرية إسماعيل بن إبراهيم، غير أنه لم يحدد عدد ولا أسماء من كانوا بين عدنان وإسماعيل وإن ثبتت الصلة بينهما . وكان لمحمد صلة قرابة تربطه بجميع بطون قريش، قال ابن عباس: «إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن بطن من قريش إلا كان له فيهم قرابة»








  • أبوه: هو عبد الله بن عبد المطلب، أمّه "فاطمة بنت عمرو بن عائذ بن عمران بن مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب"، وكان عبد الله أحسن أولاد عبد المطلب وأعفّهم وأحبّهم إليه وأصغرهم من بين أولاده، وهو الذبيح، الذي فداه أبوه بمئة من الإبل في الواقعة المعروفة حسب التراث الإسلامي.
  • أمّه: هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، كان أبوها سيد بني زهرة نسبًا وشرفًا، وأمّها هي "برة بنت عبد العزى بن عثمان بن عبد الدار بن قصي بن كلاب" .
وكانت آمنة تُعد يومئذٍ أفضل امرأة في قريش نسبًا وموضعًا.
  • أعمامه وعماته: هم الزبير، والعباس، وحمزة، والمقوم (واسمه عبد العزى)، والحارث، والغيداق، وأبو لهب (واسمه عبد العزى)، وأبو طالب (واسمه عبد مناف)، وضرار . وأما عماته فهنّ عاتكة، وأميمة، وأروى، والبيضاء (وهي أم حكيم)، وبرّة، وصفية .
  • أخواله وخالاته: لم يكن لمحمد أخوال وخالات (أخوة لأمّه) إلا عبد يغوث بن وهب، وكان بنو زهرة يقولون إنهم أخوال محمد لأن آمنة أمّه كانت منهم .
يعتقد المسلمون بأن الله اصطفى محمدًا واختاره من أزكى القبائل وأفضل البطون وأطهر الأصلاب، حيث قال محمد: «خرجت من نكاح ولم أخرج من سفاح من لدن آدم إلى أن ولدني أبي وأمي»، وقال: «إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشًا من كنانة، واصطفى من قريشبني هاشم، واصطفاني من بني هاشم»، وقال أيضًا: «إن الله تعالى خلق الخلق، فجعلني في خير فرقهم، وخير الفرقتين، ثم تخير القبائل فجعلني في خير قبيلة، ثم تخير البيوت فجعلني في خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسًا، وخيرهم بيتًا» .








***ولادته ؛-



كانت آمنة بنت وهب تعيش في بيت عمّها "وهيب بن عبد مناف" فمشى إليه عبد المطلب بابنه عبد الله فخطب له آمنة وزوجها إياه. فحملت آمنة بمحمد في أيام التشريق في شعب أبي طالب عند الجمرة الوسطى، وكانت تحدّث آمنة أنّها حين حملت به أُتيَت فقيل لها: «إنك قد حملت بسيّد هذه الأمّة فإذا وقع على الأرض فقولي: أعيذه بالواحد من شر كل حاسد ثم سمّيه "محمدًا"» . ثم لم يلبث أبوه عبد الله حتى خرج إلى الشام للتجارة، فمرّ بالمدينة وعبد الله يومئذ مريض فأقام عندهم مريضًا شهرًا ثم توفي ودفن في "دار النابغة" (وهو رجل من بني عدي بن النجار)، وكانت آمنة يومئذٍ حامل بمحمد لشهرين (وهو المشهور)، وعمره يومئذ خمسة وعشرين عامًا، تاركًا وراءه خمسة أجمال، وقطعة غنم، وجارية حبشية اسمها "بركة" وكنيتها أم أيمن . ثم ولدت محمدًا بمكة في شعب أبي طالب في الدار التي صارت تُعرف بدار "ابن يوسف". وتولّت ولادته الشِّفاء أم عبد الرحمن بن عوف.

أما عن يوم المولد فبحسب أهل السنة فإنه ولد يوم الإثنين الثامن أو الثاني عشر من شهر ربيع الأول (وهو المشهور)، بلا خلاف أنه ولد يوم الإثنين، من عام الفيل على قول الجمهور، بعدما حاول أبرهة الأشرم غزو مكة وهدم الكعبة، فقيل بعده بشهر، وقيل بأربعين يومًا، وقيل بخمسين يومًا (وهو المشهور)، ويوافق ذلك العشرين أو اثنين وعشرين من شهر نيسان سنة 571م على الأصحّ (أو 570 وحتى 568 أو 569 حسب بعض الدراسات)، أما المصادر الشيعية فتقول بولادته فجر الجمعةالسابع عشر من ربيع الأول من عام الفيل.
وتقول بعض كتب السير بأنه وُلد مختونًا، مسرورًا (مقطوع السرّة)، بينما هناك روايات تقول أن عبد المطلب ختن محمدًا يوم سابعه وجعل له مأدبة . وكانت أمّه تحدّث أنّها لم تجد حين حملت به ما تجده الحوامل من ثقل ولا وحم ولا غير ذلك ولما وضعته وقع إلى الأرض وهو مستقبل القبلة رافعًا رأسه إلى السماء مقبوضة أصابع يديه مشيرًا بالسبابة كالمسبح بها . وأنها رأت حين ولدته كأنه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام . ورُوي عن عثمان بن أبي العاص عن أمّه أم عثمان الثقفية واسمها "فاطمة بنت عبد الله" قالت «حضرت ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم فرأيت البيت حين وضع قد امتلأ نورًا، ورأيت النجوم تدنو حتى ظننت أنها ستقع علي» . وعلمت اليهود بولادته نبي آخر الزمان، فيقول حسان بن ثابت «والله إني لغلام يفعة، ابن سبع سنين أو ثمان، أعقل كل ما سمعت، إذ سمعت يهوديًا يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب: يا معشر يهود، حتى إذا اجتمعوا إليه، قالوا له: ويلك ما لك؟ قال: طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به».
وبعدما ولدته أرسلت إلى عبد المطلب تبشره بحفيده ففرح به فرحًا شديدًا، وجاء مستبشرًا ودخل به الكعبة شاكرًا الله، وقال «ليكوننّ لابني هذا شأن» واختار له اسم محمد ولم تكن العرب تسمي به آنذاك، إلا ثلاثة (هم محمد بن حمران بن ربيعة، ومحمد بن أحيحة بن الجلاح، ومحمد بن سفيان بن مشاجع) طمع آباؤهم حين سمعوا بذكر محمد وبقرب زمانه وأنه يُبعث في الحجاز فيكون ولدًا لهم .






*** نشأته ؛-

أوّل من أرضعته من المراضع وذلك بعد أمه بأسبوع ثويبة مولاة أبي لهب، كان أبو لهب أعتقها، فأرضعت محمدًا بلبن ابن لها يقال له "مسروح"، ويروي البخاري أنه «لما مات أبو لهب رآه بعض أهله بمنامه، قال له: ماذا لقيت؟ قال أبو لهب: لم ألقَ بعدكم (أي لم ألقَ بعدكم خيرًا) غير أني سقيت في هذه بعتاقتي ثويبة». وكانت ثويبة قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي، وقيل بل أرضعتهما معه. وكانت أم أيمن واسمها "بركة الحبشية" تحضنه حتى كبر، وكان يقول لها "يا أُمّه"، وكان إذا نظر إليها قال "هذه بقية أهل بيتي". كان من عادة العرب أن يلتمسوا المراضع لمواليدهم في البوادي، فجاءت نسوة من بني سعد بن بكر يطلبن أطفالًا يرضعنهم فكان محمد من نصيب حليمة بنت أبي ذؤيب لترضعه مع ابنها "عبد الله" في بادية بني سعد، وزوجها هو "الحارث بن عبد العزى بن رفاعة"، وكان لهما ابنتان هما "أنيسة" و"حذافة" ولقبها الشيماء والتي روي أنها كانت تحضنه مع أمها إذا كان عندهم. وأجمع رواة السير أن بادية بني سعد كانت تعاني إذ ذاك سنة مجدبة قد جفّ فيها الضرع ويبس الزرع، فلما جاء محمد إلى باديتهم عادت منازل حليمة مخضرّة وأغنامها ممتلئة الضرع. وكانت حليمة تذهب به لأمه كل بضعة أشهر، وقد عاش هناك سنتين حتى الفطام وعادت به حليمة إلى أمّه لتقنعها بتمديد حضانته خوفًا من وباء بمكة وقتها ولبركة رأتها هي وزوجها من هذا الرضيع فوافقت آمنة. وعندما بلغ سن الرابعة، وقيل الخامسة حدثت له حادثة "شق الصدر" والتي قد ورد في كتب السير تكرار مثيلها أكثر من مرة، وأنكرها بعض المستشرقين أمثال نيكلسون،فأعادته حليمة إلى أمه، وقد روى مسلم تلك الحادثة فقال:



http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote2.pngأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل صلى الله عليه وسلم وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب، فاستخرج منه علقة، فقال: هذا حظ الشيطان منك. ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم، ثم لأمه (جمعه وضم بعضه إلى بعض) ثم أعاده في مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه (مرضعته) فقالوا: إن محمدًا قد قُتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون. قال أنس: وقد كنت أرى أثر ذلك المخيط في صدره.



http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote1.png


توفيت أمّه، وهو ابن ستة سنوات أثناء العودة من زيارة لأخواله من بني عدي بن النجار، بمكان يسمى الأبواء (وهي قرية من أعمال الفُرُع من المدينة، بينها وبين الجحفة مما يلي المدينة ثلاثة وعشرون ميلًا) فحضنته أم أيمن، وحملته إلى جده عبد المطلب ليكفله بعد ذلك ليعيش معه بين أولاده. ولما توفي عبد المطلببمكة ومحمد ابن ثماني سنوات، ورأى قبل وفاته أن يعهد بكفالة حفيده إلى عمه أبو طالب شقيق أبيه، فكفله أبو طالب وضمه لأولاده وقدّمه عليهم، وظل يعزه ويحميه ويؤازره ما يربو على الأربعين سنة، يصادق ويخاصم من أجله حتى توفي في عام الحزن.





ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:30 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
***شبابه ؛-


لم يكن عمّه أبو طالب ذا مال وفير، فاشتغل محمد برعي الغنم يأخذ عليه أجرًا مساعدةً منه لعمّه، فقد ورد عنه أنه قال «ما بعث الله نبيًا إلا رعى الغنم. فقال أصحابه: وأنت؟ فقال: نعم، كنت أرعاها على قراريط لأهل مكة»، وفي الثاني عشر من عمره سافر مع عمه أبي طالب إلى الشام للتجارة، فلما نزلوا منطقة "بصرى" في الشام مرّوا على راهب اسمه "بحيرى" وكان عالمًا بالإنجيل، فجعل ينظر إلى محمد ويتأمله ويكلّمه، ثم دار بينه وبين أبي طالب حوار :



http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote2.pngقال الراهب لأبي طالب: ما يكون هذا الغلام منك؟ قال: ابني. قال: ما هو بابنك وما ينبغي أن يكون أبوه حيًا. قال: فإنه ابن أخي. قال: فما فعل أبوه؟ قال أبو طالب: توفي وأمه حبلى به. قال: فما فعلت أمه؟ قال: توفيت قريبًا. قال: صدقت، ارجع بابن أخيك إلى بلدك واحذر عليه اليهود فوالله إن رأوه أو عرفوا منه الذي أعرف ليبغنه عنتًا فإنه كائن لابن أخيك شأن عظيم نجده في كتبنا وما ورثنا من آبائنا، وقد أخذ علينا مواثيق. قال أبو طالب: من أخذها عليكم؟ فتبسم الراهب ثم قال: الله أخذها علينا، نزل به عيسى بن مريم، فأقلِل اللبث وارجع به إلى بلده مولده، فإني قد أديت إليك النصيحة، فإن اليهود تطمع أن يكون فيها ومتى يعلموا أنه من غيرها يحسدوه. فأسرع به أبو طالب عائدًا إلى مكة.
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote1.png




لُقب بمكة بـ "الصادق الأمين" ، فكان الناس يودعونه أماناتهم لما اشتهر به من أمانة. وكذلك فإنه لم يسجد لصنم قط، رغم أنتشار ذلك في قريش، ولم يشارك شبابهم في لهوهم ولعبهم، وإنما كان يشارك كبرائهم في حربهم ومساعدتهم بعضًا بعضًا، ففي الرابعة عشر من عمره وقيل في العشرين من عمره حدثت "حرب الفِجَار" بين قريش ومن معهم من كنانة وبين هوازن، فشهد بعض أيامهم، وقد قال عن تلك الحرب «كنت أنبل على أعمامي» أي أرد عليهم نبل عدوهم إذا رموهم بها . كما شارك قريش في "حلف الفضول" وهو ميثاق عقدته قريش في دار عبد الله بن جدعان بمكة، وتعاهدت فيه أن تحمي الضعفاء والمظلومين، قال محمد «لقد شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفًا، لو دعيت به في الإسلام لأجبتم» . ولمّا أصاب الكعبة سيل أدّى إلى تصدّع جدرانها، قرر أهل مكة هدمها وتجديد بناءها، وفي أثناء ذلك اختلفوا فيمن يضع الحجر الأسود في موضعه، فاتفقوا على أن يضعه أول شخص يدخل عليهم فلما دخل عليهم محمد وكان عمره خمسًا وثلاثين سنة قالوا "هذا الأمينُ قد رَضينا بما يقضي بيننا"، فأمر بثوب فوضع الحجر في وسطه وأمر كل قبيلة أن ترفع بجانب من جوانب الثوب ثم أخذ الحجر فوضعه موضعه .





بلغ خديجة بنت خويلد (ولدت سنة 68 ق هـ الموافق 556م)، وهي امرأة تاجرة ذات شرف ومال عن محمد ما بلغها من أمانته، فعرضت عليه أن يخرج في مالها إلى الشام تاجرًا وتعطيه أفضل ما كانت تعطي غيره من التجار مع غلام لها يقال له "ميسرة"، فقبله منها وخرج في مالها (وهي المرة الثانية التي يخرج فيها من مكة للتجارة) ومعه غلامها ميسرة حتى قدم الشام حتى قدم الشام فنزلا في سوق بصرى في ظل شجرة قريبًا من صومعة راهب يقال له "نسطورا"، فاطلع الراهب إلى ميسرة فقال: من هذا الرجل الذي نزل تحت هذه الشجرة؟ قال: هذا الرجل من قريش من أهل الحرم. فقال له الراهب: «ما نزل تحت هذه الشجرة قط إلا نبيّ»، وكان ميسرة إذا اشتد الحرّ يرى ملكين يظلانه من الشمس وهو على بعيره. فلما أقبل عائدًا إلى مكة قدم على خديجة بمالها بعد ما باع ما جاء به فربحت ضعف ما كانت تربح. بعد عودته من رحلته وما جاء به من ربح عرضت خديجة عليه الزواج بواسطة صديقتها "نفيسة بنت منيّة" فرضى بذلك، وعرض ذلك على أعمامه، فخرج معه حمزة بن عبد المطلب عمه حتى دخل على "خويلد بن أسد" فخطبها له، وقيل بل الأصح أنه خطبها من عمّها "عمرو بن أسد"، ثم تزوجها بعد أن أصدقها عشرين بكرة، وكان سنه خمسًا وعشرين سنة وهي أربعين سنة، وقيل بل كانت خمسًا وعشرين سنة، أو ثمانية وعشرين سنة كما روى الخوارزمي والحاكم. وكانت خديجة أول امرأة تزوجها محمد ولم يتزوج عليها غيرها حتى ماتت بعد ما بقيت معه خمسًا وعشرين سنة، عشرًا بعد المبعث وخمس عشرة قبله. وكان قد تزوج خديجة قبل محمد وهي بِكر "عتيق بن عابد بن عبد الله بن عمر بن مخزوم" (وولدت له هند) ثم مات عنها فتزوجها بعده "أبو هالة النباش بن زرارة" (وولدت له هند وهالة). أنجب من خديجة كل أولاده إلا إبراهيم فهو من مارية القبطية، وهم القاسم ( وبه يُكنّى) وعبد الله وزينب، ورقية، وأم كلثوم، وفاطمة. فأما القاسم وعبد الله فماتا في الجاهلية وأما بناته فكلهن أدركن الإسلام فأسلمن وهاجرن معه. إلا أنهن أدركتهن الوفاة في حياته سوى فاطمة الزهراء فقد ماتت بعده.
وحين تزوج خديجة، أعتق حاضنته أم أيمن فتزوجها "عبيد بن زيد من بني الحارث بن الخزرج"، فولدت له أيمن، فصحب محمدًا حين بُعث وتوفي شهيدًا يوم حنين، وقيل يوم خيبر. وكان زيد بن حارثة لخديجة فوهبته لمحمد، فأعتقه وزوجه أم أيمن بعد النبوة فولدت له أسامة، وتوفيت بعد ما توفي محمّد بخمسة أشهر.




http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9






مبشرات على قرب مبعثه




يؤمن المسلمون بأن الله لم يبعث نبيًا إلا وأخذ عليه الميثاق لئن بُعث محمدًا وهو حيّ ليؤمننّ به
وينصرنّه، ويأمر قومه بذلك، وكان يقول محمدٌ عن نفسه «أنا دعوة إبراهيم، وكان آخر من بشّر بي عيسى ابن مريم». لذلك فقد ورد في كتب السير عند المسلمين بأن الأحبار من اليهود والكهّان من النصارى ومن العرب كانوا قد تحدّثوا بأمر النبي محمد قبل مبعثه لمّا تقارب زمانه، فأمّا الكهّان من العرب فأتتهم به الشياطين من الجن مما تسترق من السمع في السماء قبل أن تُحجَب عن ذلك برمي النجوم والشهب بمبعث النبي محمد، وأما الأحبار من اليهود والرهبان من النصارى فلِما وجدوا في كتبهم من صفته وصفة زمانه، وما كان من عهد أنبيائهم إليهم أن يتبعوه وينصروه إذا بعث فيهم.
يروي ابن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة عن رجال من قومه قالوا «إن مما دعانا إلى الاسلام مع رحمة الله تعالى وهداه لنا أن كنا نسمع من رجل من يهود وكنا أهل شرك أصحاب أوثان، وكانوا أهل كتاب، عندهم علم ليس لنا، وكانت لا يزال بيننا وبينهم شرور، فإذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا: إنه قد تقارب زمان نبي يبعث الآن نقتلكم معه قتل عاد وإرم، فكنا كثيرا ماس نسمع ذلك منهم. فلما بعث الله رسول الله صلى الله عليه وسلم أجبناه حين دعانا إلى الله، وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به. فبادرناهم إليه، فآمنا به وكفروا به. ففينا وفيهم نزلت هذه الآية: {ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدق لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به فلعنة الله على الكافرين}» وكان ابن عباس يقول «كانت يهود خيبر تقاتل غطفان فلمّا التقوا هُزمت يهود خيبر فعاذت اليهود بهذا الدعاء فقالت "اللهم إنا نسألك بحقّ محمد النبيّ الأميّ الذي وعدتنا أن تخرجه لنا في آخر الزمان إلا نصرتنا عليهم"، فكانوا إذا التَقَوا، دعوا بهذا الدعاء فهزموا غطفان، فلما بُعث النبي صلى الله عليه وسلم كفروا به فأنزل الله {وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا}». ومما ورد في قصة إسلام سلمان الفارسي أنه قال له أحد الرهبان «قد أظلّ زمان نبي، مبعوث بدين إبراهيم يخرج بأرض العرب، مهاجره إلى الأرض بين حرّتين بينهما نخل، به علامات لا تخفى، يأكل الهديّة ولا يأكل الصّدقة، بين كتفيه خاتم النبوة، فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل».
وعن عامر بن ربيعة أنه قال: «سمعت زيد بن عمرو بن نفيل يقول أنا أنتظر نبيًا من ولد إسماعيل ثم من بني عبدالمطلب ولا أراني أدركه، وأنا أؤمن به وأصدّقه وأشهد أنه نبيّ، فإن طالت بك مدة فرأيته فأقرئه مني السّلام، وسأخبرك ما نعته حتى لا يخفى عليك. قلت: هلمّ. قال: هو رجل ليس بالقصير ولا بالطويل ولا بكثير الشعر ولا بقليله وليست تفارق عينيه حمرة وخاتم النبوة بين كتفيه، واسمه أحمد، وهذا البلد مولده ومبعثه، ثم يخرجه قومه منها، ويكرهون ما جاء به حتى يهاجر إلى يثرب فيظهر أمره، فإيّاك أن تخدع عنه فإني طفت البلاد كلها أطلب دين إبراهيم، فكل من أسأل من اليهود والنصارى والمجوس يقولون "هذا الدين وراءك" وينعتونه مثل ما نعته لك ويقولون "لم يبق نبي غيره"». وقد كان محمد يرى قبل بعثته أمورًا غريبة، من ذلك ما قاله: «إني لأعرف حجرًا بمكة كان يسلّم علي قبل أن أُبعث، إني لأعرفه الآن»، وكان إذا خرج لحاجة أبعد حتى تحسر عنه البيوت ويفضي إلى شعاب مكة وبطون أوديتها، فلا يمرّ بحجر ولا شجر إلا قال «السلام عليك يا رسول الله» يمينه وعن شماله وخلفه فلا يرى إلا الشجر والحجارة. فمكث كذلك يرى ويسمع، حتى جاءه جبريل في غار حراء.





http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9






ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:31 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
حياته بعد البعثة إلى الهجرة (610 - 622 / 12 ق هـ - 1 هـ)




نزول الوحي




http://upload.wikimedia.org/wikipedi...-Cave_Hira.jpg http://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
غار حراء، حيث يؤمن المسلمون أن وحيًا من الله نزل على محمد هناك





لما بلغ محمد سن الأربعين اعتاد أن يخرج إلى غار حراء (طوله أربعة أذرع "2.16م"، وعرضه ذراع وثلاثة أرباع ذراع "0.945م") في جبل النور على مبعدة نحو ميلين من مكة في الجانب الشمالي الغربي منها في كل عام شهرًا من السَّنة، فيأخذ معه الطعام والماء ليقيم فيه الشهر بأكمله ليتعبد ويتأمّل ويتحنّث. ويعتقد المسلمون بأنه في يوم الاثنين في السابع عشر من رمضان وقيل في الرابع والعشرين منه وقيل 21 رمضان ليلًا، الموافق 10 أغسطس سنة 610م نزل الوحي لأول مرّة على محمد وهو في غار حراء، فيروي البخاري في صحيحه:



http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote2.pngأول ما بدئ به رسول الله http://upload.wikimedia.org/wikipedi...on_him.svg.png من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم، فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح، ثم حبب إليه الخلاء، وكان يخلو بغار حراء، فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله، ويتزود لذلك، ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها، حتى جاءه الحق وهو في غار حراء، فجاءه المَلك فقال: اقرأ، قال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، قلت ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني فقال: اقرأ، فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، ثم أرسلني فقال: ﴿اقرأ باسم ربّك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربّك الأكرم * الذي علّم بالقلم * علّم الإنسان ما لم يعلم﴾. فرجع بها رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد رضي الله عنها فقال: زمّلوني زملّوني، فزمّلوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لخديجة وأخبرها الخبر: لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة: كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنك لتصل الرّحم، وتحمل الكلّ، وتكسب المعدوم، وتقرِي الضيف، وتعين على نوائب الحق. فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل بن أسد بن عبد العزى، ابن عم خديجة، وكان امرءًا تنصّر في الجاهلية، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيلبالعبرانية ما شاء الله أن يكتب، وكان شيخًا كبيرًا قد عمي، فقالت له خديجة: يا بن عم، اسمع من ابن أخيك. فقال له ورقة: يا بن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم خبر ما رأى، فقاله له ورقة: هذا الناموس الذي نزل الله به على موسى، يا ليتني فيها جذع، ليتني أكون حيًا إذ يخرجك قومك، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أوَمخرجيّ هم؟ قال: نعم، لم يأت رجل قطّ بمثل ما جئت به إلا عُودِي، وإن يدركني يومك أنصرك نصرًا مؤزرًا
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote1.png





http://upload.wikimedia.org/wikipedi...-Jabal_Nur.JPGhttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
جبل النور في مكة






ثم ما لبث ورقة أن توفي، فكان يقول محمد عنه: «لا تسبوا ورقة فإني رأيت له جنة أو جنتين»،، ثم بعد تلك الحادثة، فَتَر عنه الوحي مدة قيل أنه ثلاث سنوات وقيل أقلّ من ذلك، ورجح البوطي ما رواه البيهقي من أن المدة كانت ستة أشهر، تروي عائشة بنت أبي بكر ذلك فتقول: «وفتر الوحي فترة حتى حزن النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغنا حزنًا غدا منه مرارًا كي يتردّى من رؤوس شواهق الجبال، فكلّما أوفى بذروة جبل لكي يلقي منه نفسه تبدّى له جبريل، فقال: "يا محمد، إنك رسول الله حقًا". فيسكن لذلك جأشه، وتقرّ نفسه، فيرجع، فإذا طالت عليه فترة الوحي غدا لمثل ذلك، فإذا أوفى بذروة جبل تبدى له جبريل فقال له مثل ذلك». يقول أيضًا عن نفسه محدّثًا عن تلك الفترة:


http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote2.pngفبينا أنا أمشي، سمعت صوتًا من السماء فرفعت بصري قبل السماء فإذا الملك الذي جاءني بحراء، قاعد على كرسي بين السماء والأرض، فجئثت منه، حتى هويت إلى الأرض، فجئت أهلي فقلت: زملوني زملوني، فأنزل الله تعالى: ﴿يا أيّها المدثر * قم فأنذر * وربّك فكبّر * وثيابك فطهّر * والرجز فاهجر﴾
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote1.png


وبذلك يكون أول ما نزل علي من القرآن بعد أول سورة العلق، أول سورة القلم، والمدثر والمزمل والضحى والليل. ثم بدأ الوحي ينزل ويتتابع لمدة ثلاثة وعشرين عامًا حتى وفاته. وكان يقول عندما سُئل: كيف يأتيك الوحي؟ «قال صلى الله عليه وسلم: أحيانًا في مثل صلصلة الجرس، فهو أشده عليّ فيفصم عني وقد وعيت ما قال. وأحيانًا يتمثل لي الملك رجلاً فيكلمني فأعي ما يقول»، قالت عائشة: «ولقد رأيته ينزل عليه الوحي في اليوم الشديد البرد، فيفصم عنه، وإن جبينه ليتفصد عرقًا».وفي نفس تلك الفترة حدثت له حادثة "شق الصدر" للمرّة الثانية، يقول عن تلك الحادثة عندما سأله أبو ذر الغفاري: كيف علمت أنك نبي أول ما علمت حتى علمت ذلك واستيقنت؟ فقال:



http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote2.pngيا أبا ذر، أتاني ملكان وأنا ببعض بطحاء مكة، فوقع أحدهما في الأرض والآخر بين السماء والأرض، فقال أحدهما لصاحبه: أهو هو؟ قال: هو هو. قال: فزِنه برجل، فوُزنت برجل فرجحته، ثم قال: زنه بعشرة، فوزنني بعشرة فرجحتهم، ثم قال: زنه بمائة، فوزنني بمائة فرجحتهم، ثم قال: زنه بألف، فوزنني بألف فرجحتهم، فجعلوا ينتثرون علي من كفة الميزان. فقال أحدهما للآخر: لو وزنته بأمّته رجحها. ثم قال أحدهما لصاحبه: شُقَّ بطنه. فشق بطني، ثم قال أحدهما: أخرج قلبه أو قال: شق قلبه. فشق قلبي فأخرج منه مغمز الشيطان وعلق الدم، فطرحها. ثم قال أحدهما للآخر: اغسل بطنه غسل الإناء واغسل قلبه غسل الإناء أو اغسل قلبه غسل الملاءة. ثم دعا بالسكينة كأنها وجه هرة بيضاء، فأدخلت قلبي ثم قال أحدهما لصاحبه: خط بطنه. فخاطا بطني وجعلا الخاتم بين كتفي. فما هو إلا أن وليا عنّي فكأنما أعاين الأمر معاينة.
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote1.png




بداية الدعوة





http://upload.wikimedia.org/wikipedi...Cairo_1865.jpghttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
الصلاة كانت أول ما نزل من الأحكام على المسلمين في بداية الدعوة







«ما دعوت أحدًا إلى الإسلام إلا كانت فيه
عنده كبوة ونظر وتردد، إلا ما كان من
أبي بكر بن أبي قحافة ما عَكَم عنه
حين ذكرته له وما تردد فيه»


محمد بن عبد الله
يعتقد المسلمون بأن محمدًا بُعث للناس كافة، فقد قال عن نفسه: «أنا رسول من أدركتُ حيًا، ومن يولد بعدي»، فبعد نزول آيات سورة المدثر، بدأ يدعو إلى الإسلام الكبير والصغير، والحر والعبد، والرجال والنساء، والأسود والأحمر، فكان أول الناس إيمانًا به زوجته خديجة بنت خويلد، ثمّ ابن عمّه علي بن أبي طالب وكان صبيًا يعيش في كفالة محمد معاونةً لأبي طالب، وهو يومئذٍ ابن عشر سنين، وقيل ثمان سنين، وقيل اثنتى عشرة، وقيل خمس عشرة. وكان يخفي إيمانه خوفًا من أبيه، حتى لقيه أبوه فقال: أسلمت؟ قال: نعم، قال: "آزر ابن عمك وانصره". ثم أسلم زيد بن حارثة مولى محمد، فكان أول ذكر أسلم وصلّى بعد علي بن أبي طالب، وفي رواية الزهري أن زيد بن حارثة كان أول الرجال إسلامًا. ثم أسلم صديقه أبو بكر بن أبي قحافة، وقيل بل أسلم قبل علي بن أبي طالب، قال أبو حنيفة: «بل هو أول من أسلم من الرجال، وعليًا أول من أسلم من الصبيان». ولما أسلم أبو بكر أظهر إسلامه فكان أول من أظهر الإسلام وجعل يدعو إلى الإسلام من وثق به من قومه ممن يغشاه ويجلس إليه فأسلم بدعائه عثمان بن عفان، وعبد الرحمن بن عوف، وطلحة بن عبيد الله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص. ويُروى أنّ أبا بكر رأى رؤيا قبل ذلك وذلك أنه رأى القمر ينزل إلى مكة، ثم رآه قد تفرّق على جميع منازل مكة وبيوتها، فدخل في كل بيت منه شعبة، ثم كأنه جمع في حجره، فقصّها على بعض الكتابيين فعبرها له بأن «النبي المنتظر الذي قد أظل زمانه تتبعه وتكون أسعد الناس به».


http://upload.wikimedia.org/wikipedi...ue%2C_Xian.jpghttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
الشهادتان التي كان يدعو لهما النبي محمد





وكان محمد في بداية أمره يدعو إلى الإسلام مستخفيًا حذرًا من قريش لمدة ثلاث سنين. وكان من أوائل ما نزل من الأحكام الأمر بالصلاة، وكانت الصلاة ركعتين بالصباح وركعتين بالعشيّ، فكان محمد وأصحابه إذا حضرت الصّلاة ذهبوا في الشِّعاب فاستخفوا بصلاتهم من قومهم. وكان المسلمون الأوائل يلتقون بمحمد سرًا، ولما بلغوا ثلاثين رجلاً وامرأةً، اختار لهم محمد دار "الأرقم بن أبي الأرقم" ليلتقي بهم فيها لحاجات الإرشاد والتعليم. وبقوا كذلك لحين ما بلغوا ما يقارب أربعين رجلاً وامرأةً، فنزل الوحي يكلف الرسول بإعلان الدعوة والجهر بها.






ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:32 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
الجهر بالدعوة (10 ق هـ)


http://upload.wikimedia.org/wikipedi...9%83%D8%A9.jpghttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
جبل الصَّفا من داخل المسجد الحرام في مكة، والذي جهر عنده محمد لأول مرّة بدعوته






بعد مرور ثلاث سنوات من الدعوة إلى الإسلام سرًا، بدأ محمد بالدعوة جهرًا بعدما تلقّى أمرًا من الله بإظهار دينه، يروي ابن عباس فيقول:


http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote2.pngلمّا أنزلت ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ صعد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصّفا فقال: يا معشر قريش! فقالت قريش: محمد على الصّفا يهتف فأقبِلوا واجتمِعوا. فقالوا: مالك يا محمد؟ قال: أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلاً بسفح هذا الجبل أكنتم تصدقونني؟ قالوا: نعم، أنت عندنا غير متَّهم، وما جربنا عليك كذبًا قطّ. قال: فإنّي نذيرٌ لكم بين يدي عذابٍ شديدٍ، يا بني عبد المطلب! يا بني عبد مناف! يا بيني زهرة! حتى عدد الأفخاذ من قريش إن الله أمرني أن أُنذر عشيرتي الأقربين، وإني لا أملك لكم من الدنيا منفعة ولا من الآخرة نصيبًا، إلا أن تقولوا لا إله إلا الله. قال: يقول أبو لهب: تبًا لك سائر اليوم، ألهذا جمعتنا؟ فأنزل الله تبارك وتعالى ﴿تبت يدا أبي لهب وتب﴾
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote1.png

وفي رواية عند أحمد بن حنبل وغيره أنه: «لما نزلت ﴿وأنذر عشيرتك الأقربين﴾ جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قرابته، فاجتمع له ثلاثون رجلاً، فأكلوا وشربوا، فقال لهم: "من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي؟ قال علي: أنا».
وبحسب رواية عن الزهري فإن قريشًا لم تعادي محمدًا ودعوتَه إلا بعد أن نزلت آيات في ذم الأصنام وعبادتها، في حين يتمسك مفسرو القرآن وأغلب كتاب السيرة بأن المعارضة تزامنت مع بدء الدعوة الجهرية للإسلام. فاشتدت قريش في معاداتها لمحمد وأصحابه، وتصدّوا لمن يدخل في الإسلام بالتعذيب والضرب والجلد والكيّ، حتى مات منهم من مات تحت التعذيب، وعمي من عمي، قال ابن مسعود «أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية. فأما رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر فمنعهما قومهما، وأما الآخرون فألبسوا أدرع الحديد ثم صهروا في الشمس وجاء أبو جهل إلى سمية فطعنها بحربة فقتلها».
حتى محمدًا قد ناله نصيب من عداوة قريش، من ذلك ما رواه عبد الله بن عمرو بن العاص «بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بفناء الكعبة إذ أقبل عقبة بن أبي معيط فأخذ بمنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولوى ثوبه في عنقه فخنقه خنقًا شديدًا، فأقبل أبو بكر فأخذ بمنكبه ودفع عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: ﴿أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبيّنات من ربّكم﴾». وكان من أشدّهم معاداة لمحمد وأصحابه أبو جهل، وعمّه أبو لهب، والأسود بن عبد يغوث، والحارث بن قيس بن عدي، والوليد بن المغيرة وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، حتى دعا على بعضهم قائلاً: «اللهم عليك بعمرو بن هشام، وعتبة بن ربيعة، وشيبة بن ربيعة، والوليد بن عتبة، وأمية بن خلف، وعقبة بن أبي معيط، وعمارة بن الوليد».سلكت قريش طريق المفاوضات لثني محمد عن دعوته، فأرسلت عتبة بن ربيعة أحد ساداتهم يفاوضه فلما سمع القرآن عاد لقريش وقال: «أطيعوني وخلّوا بين هذا الرجل وبين ما هو فيه فاعتزلوه فوالله ليكونن لقوله الذي سمعت منه بنبأ عظيم، فإن تصبه العرب فقد كفيتموه بغيركم، وإن يظهر على العرب فملكه ملككم وعزّه عزّكم». ثم حاولوا مرات كثيرة بعرض المال عليه والزعامة والزواج، لكن محمدًا كان يرفض في كل مرة. ولما كان محمد في منعة وحصانة عمّه أبي طالب، منعهم ذلك من أذيته بشكل مباشر، فأرسلوا وفدًا لعمّه يعاتبونه فردّهم أبو طالب بقول لطيف، ثم مشوا إليه مرّة أخرة بعد أن استمر محمد بدعوته، وقالوا له: «ياأبا طالب، إنّ لك سنًا وشرفًا ومنزلةً فينا، وإنا قد استنهيناك من ابن اخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آباءنا وتسفيه أحلامنا وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا أو ننازله وإياك في ذلك حتى يهلك أحد الفريقين»، ثم انصرفوا عنه، فعظم على أبي طالب فراق قومه وعداوتهم، يروي ابن اسحق :


http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote2.pngأن قريشًا حين قالت لأبي طالب هذه المقالة بعث إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له: يا ابن أخي، إنّ قومك قد جاؤوني وقالوا كذا كذا، فأبق عليَّ وعلى نفسك، ولا تحمِّلني من الأمر ما لا أطيق أنا ولا أنت، فاكفف عن قومك ما يكرهون من قولك. فظنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قد بَدَا لعمّه فيه، وأنه خاذله ومُسْلمة، وضعف عن القيام معه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «يا عمّ، لو وُضعت الشمس في يميني، والقمر في يساري؛ ما تركت هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك في طلبه»؛ ثم استعبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فبكى. فلما ولَّى قال له حين رأى ما بلغ الأمر برسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن أخي، فأقبل عليه، فقال: إمضِ على أمرك وافعل ما أحببت، فوالله لا أسلمك لشيء أبداً.
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote1.png






http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9




ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:32 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
الهجرة إلى الحبشة (8 ق هـ)



http://upload.wikimedia.org/wikipedi...miteEmpire.pnghttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
موقع مملكة الحبشة، وجهة أصحاب محمد للهجرة هربًا من الاضطهاد







لما اشتد البلاء على المسلمين أخبرهم النبي محمد أن الله أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة وملكها يومئذٍ أصحمة النجاشي، قائلاً لهم: «إن بأرض الحبشة ملكًا لا يظلم أحد عنده، فالحقوا ببلاده حتى يجعل الله لكم فرجًا ومخرجًا مما أنتم فيه»، وكان وقوع ذلك مرتين، فذكر أهل السير أن الأولى كانت في شهر رجب من سنة خمس من البعثة (8 ق هـ) خرج أحد عشر رجلاً وأربعة نسوة، وقيل وامرأتان، وقيل كانوا اثني عشر رجلاً وخمسة نسوة وقيل عشرة، وكان رحيل هؤلاء تسللًا في ظلمة الليل، خرجوا إلى البحر وقصدوا "ميناء شعيبة"، وكانت هناك سفينتين تجاريتين أبحرتا بهم إلى الحبشة، فكانت أول هجرة في الإسلام، وكان على رأسهم عثمان بن عفان ومعه زوجته رقية بنت محمد.




http://upload.wikimedia.org/wikipedi...at_An-Najm.jpghttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
موضع السجود في آخر سورة النجم والذي سجد عند تلاوته كل من سمعه من النبي محمد






وفي أعقاب الهجرة إلى الحبشة، وتحديدًا في شهر رمضان، خرج النبي محمد إلى الحرم، وفيه جمع كبير من قريش، فيهم ساداتهم وكبراؤهم، فقام فيهم، وفاجأهم بتلاوة سورة النجم، ولم يكن أولئك قد سمعوا القرآن من قبل؛ لأنهم كانوا مستمرين على ما تواصى به بعضهم بعضًا، من قولهم: ﴿لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون﴾، حتى إذا تلا في خواتيم هذه السورة آية: ﴿فاسجدوا لله واعبدوا﴾ ثم سجد، فسجد معه كل من كان حاضرًا من قريش، إلا شيخ أخذ كفًا من حصى فرفعه إلى جبهته وقال: يكفيني هذا، فشاع أن قريشًا قد أسلمت. وقد ذهبت روايات عند بعض المفسرين والمؤرخين أن الشيطان ألقى على لسان محمد في قراءته في صلاته عبارة (تلك الغرانيق العُلا، وإن شفاعتهن لتُرتَجى)، بعد أن تمنى أن ينزل الله عليه ما يقرب بينه وبين قومه، وفي روايات أخرى أن العبارة قالها الشيطان وسمعتها قريش فسجدت قريش لذلك. بينما رفض هذه الروايات التي فيها ذكر الغرانيق أغلب علماء المسلمين ممن يعتنون بتصحيح الأخبار والروايات، مثل ابن حزم وابن حجر وابن كثير والقاضي عياض واعتبروها قصة مكذوبة من وضع الزنادقة، وأنه يستحيل وقوعها لإجماع الأمة الإسلامية على عصمة النبي محمد من الشيطان وقد ذكر آخرون سببا آخر لسجود المشركين غير قصة الغرانيق مثل الآلوسي الذي قال إن سجودهم لم يكن لمدح آلهتهم ولكن لدهشة أصابتهم وخوف اعتراهم عند سماع السورة وهي فيها ذكر كيف أخذ الله الأقوام السابقة لتكذيبهم أنبياءهم مثل قوم عاد وثمود ونوح ومن شدة الآيات وخوفهم استشعروا أن يحدث ذلك معهم، فلما رأوا المسلمين يسجدون ظنّوا أن الهلاك سيحل بهم فسجدوا خوفًا من ذلك.

وبعد ما بلغ المسلمون في الحبشة أن أهل مكة قد أسلموا، رجع ناس منهم عثمان بن مظعون إلى مكة، فلم يجدوا ما أُخبروا به صحيحًا، فلم يدخل في مكة من سائرهم أحد إلا مستخفيًا، أو في جوار رجل من قريش، ثم رجعوا وسار معهم جماعة إلى الحبشة، وهي الهجرة الثانية، فكان جميع من لحق بأرض الحبشة وهاجر إليها من المسلمين، سوى أبنائهم الذين خرجوا بهم صغارًا أو ولدوا بها، ثلاثة وثمانين رجلاً. ولما رأت قريش أن أصحاب محمد قد أمنوا واطمأنوا بأرض الحبشة، قرروا أن يبعثوا عبد الله بن أبي ربيعة وعمرو بن العاص محمّلين بالهدايا للنجاشي ملك الحبشة وبطارقته علّه يخرج المسلمين من دياره، فدعى النجاشي المسلمين، وقام جعفر بن ابي طالب مدافعًا عن المسلمين، فقرأ على النجاشي بعضًا من سورة مريم، فبكى النجاشي حتى اخضلت لحيته، وبكت أساقفته حتى أخْضَلُوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال لهم النجاشي: «إن هذا والذي جاء به عيسى ليخرج من مشكاة واحدة، انطلقا، فلا والله لا أسلمهم إليكما، ولا يُكادون - يخاطب عمرو بن العاص وصاحبه». وقد هاجر معظم الذين هاجروا إلى الحبشة إلى المدينة المنورة، بعد أن استقر الإسلام فيها، وتأخر جعفر ومن معه إلى فتح خيبر سنة 7 هـ.








ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:34 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
حصار بني هاشم (6 - 3 ق هـ)





جزء من سلسلة
الإسلام

http://upload.wikimedia.org/wikipedi...sque02.svg.png

العقائد والعباداتالتوحيد · الشهادتان · الصلاة · الصوم
الزكاة · الحج

تاريخ الإسلامصدر الإسلام · العصر الأموي
العصر العباسي · العصر العثماني

الشخصيات الإسلاميةمحمد · أنبياء الإسلام
الصحابة · أهل البيت

نصوص وتشريعاتالقرآن · الحديث النبوي
الشريعة الإسلامية . الفقه الإسلامي
فرق إسلاميةالسنة · الشيعة · الإباضية · الأحمدية
حضارة الإسلامالفن · العمارة
التقويم الإسلامي
العلوم · الفلسفة

تيارات فكريةالتصوف · الإسلام السياسي
حركات إصلاحية
الليبرالية الإسلامية

مساجدالمسجد الحرام · المسجد النبوي
المسجد الأقصى
مدن إسلاميةمكة المكرمة · المدينة المنورة · القدس
انظر أيضامصطلحات إسلامية
قائمة مقالات الإسلام
الإسلام حسب البلد
الخلاف السني الشيعي
ع · ن · ت
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...8%AE%D9%84.jpghttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
الكعبة من الداخل، حيث عُلقت صحيفة المقاطعة لبني هاشم







لما بلغ قريشًا فعل النجاشي بالمسلمين وإكرامه إياهم، وأن عمر بن الخطاب وحمزة بن عبد المطلب قد أسلما، وعندما رأوا الإسلام يفشوا في القبائل، كبُر ذلك عليهم، وغضبوا على النبي محمد وأصحابه، وأجمعوا على قتله علانيةً، وكلّموا بني هاشم في ذلك فرفضوا تسليمه إليهم، وأجمع بنو هاشم أمرهم على أن يُدخلوا محمدًا شِعبَهم ويمنعوه ممن أراد قتله، فانحازت بنو المطلب بن عبد مناف إلى أبي طالب في شعبه مع بني هاشم مسلمهم وغير مسلمهم، إلا أبو لهب فإنه فارقهم وكان مع قريش. ولمّا عرفت قريش ذلك، اجتمعوا في خيف بني كنانة من وادي المحصِّب، وأجمعوا على حصار بني هاشم، ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا يخالطوهم ولا يجالسوهم، حتى يسلموا محمدًا للقتل، وكتبوا بذلك كتابًا وختموا عليه ثلاثة خواتيم، توكيدًا على أنفسهم، وعلّقوا الصحيفة في جوف الكعبة. وكان الذي كتب الصّحيفة منصور بن عكرمة العبدري، والذي قد رُوي أن النبي محمد قد دعى عليه فشُلّت يده. وحصروا بني هاشم في شعب أبي طالب ليلة هلال المحرم سنة سبع من البعثة (6 ق هـ)، وقطعوا عنهم الميرة والمادة، فكانوا لا يخرجون إلا من موسم إلى موسم حتى اشتد عليهم الحصار وباتوا يأكلون أوراق الشجر، وسُمع أصوات صبيانهم من وراء الشعب، فأقاموا في الشعب ثلاث سنين، وقيل سنتين.

انقسمت قريش على أنفسهم بين راضٍ بهذه المقاطعة وكاره لها، وسعى خمسة من رؤسائهم في نقض تلك الصحيفة وإنهاء الحصار، فكان أول من بدأ في ذلك الأمر هشام بن عمرو والذي كان يأتي بني هاشم وبني المطلب بالطعام إلى الشعب ليلاً، وآزره زهير بن أمية (أمه عاتكة بنت عبد المطلب)، والمطعم بن عدي، وأبو البختري بن هشام، وزمعة بن الأسود.

ثم قد علم محمد أمر صحيفتهم وأن الأرضة قد أكلت ما كان فيها إلا ذكر الله، وهي كلمة "باسمك اللهم"، فذكر ذلك لأبي طالب فذكر ذلك أبو طالب لإخوته وخرجوا إلى المسجد فقال أبو طالبلقريش: «إن ابن أخي قد أخبرني ولم يكذبني قط أن الله قد سلّط على صحيفتكم الأرضة فلحست كل ما كان فيها من جور أو ظلم أو قطيعة رحم، وبقي فيها كل ما ذكر به الله، فإن كان ابن أخي صادقًا نزعتم عن سوء رأيكم، وان كان كاذبًا دفعته إليكم فقتلتموه أو استحييتموه». قالوا: «قد أنصفتنا». فأرسلوا إلى الصحيفة، ففتحوها فإذا هي كما قال النبي محمد، فسقط في أيديهم ونكسوا على رؤوسهم. فقال أبو طالب: «علام نحبس ونحصر وقد بان الأمر؟ ثم دخل هو وأصحابه بين أستار الكعبة والكعبة فقال: "اللهم انصرنا ممن ظلمنا وقطع أرحامنا واستحل ما يحرم عليه منا"».

وعند ذلك قام المطعم بن عدي إلى الصحيفة فمزقها، ثم مشى مع من أجمعوا على نقض الصحيفة، فلبسوا السلاح ثم خرجوا إلى بني هاشم وبني المطلب فأمروهم بالخروج إلى مساكنهم ففعلوا. وكان خروجهم من الشعب في السنة العاشرة للبعثة (3 ق هـ).

ولم يلبث أبو طالب حتى توفي في رمضان أو شوال من السنة العاشرة للبعثة (3 ق هـ)، وهو يومئذٍ ابن بضع وثمانين سنة، وقيل: كانت وفاته في رجب بعد ستة أشهر من خروجهم من الشعب، وذلك قبل الهجرة إلى المدينة بثلاث سنين. وجاء في رواية عند ابن اسحق ما يفيد أنّ أبا طالب أسلم عند الموت،
ولكن الرواية الأصحّ تثبت أنه توفي ولم يُسلم. ولم تكن قريش تستطيع النيل من محمد أو أذيته حتى توفي أبو طالب، فرُوي عنه أنه قال: «ما نالت مني قريش شيئًا أكرهه حتى مات أبو طالب».
وبعد وفاة أبو طالب بشهر وخمسة أيام، وقيل بشهرين، وقيل بثلاثة أيام، توفيت زوجته خديجة بنت خويلد في رمضان من السنة العاشرة للبعثة، ودفنت في مكة ولها من العمر خمس وستون سنة، وقيل: خمسون، والنبي محمد إذ ذاك في الخمسين من عمره، فحزن النبي محمد على فقدان عمه وزوجته حتى سمّى ذلك العام بعام الحزن. وبعد أيام من وفاتها، تزوج محمد من سودة بنت زمعة في رمضان وقيل في شوال.






http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9





ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:34 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
الخروج إلى الطائف (3 ق هـ)


http://upload.wikimedia.org/wikipedi...x-Taifroad.jpg http://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
جبال مدينة الطائف





بعدما اشتد الأذى من قريش على محمد وأصحابه بعد موت أبي طالب، قرر النبي محمد الخروج إلى الطائف حيث تسكن قبيلة ثقيف يلتمس النصرة والمنعة بهم من قومه ورجاء أن يسلموا، وقد كانوا أخواله إذ رضع في بني سعد قرب الطائف، فخرج مشيًا على الأقدام ومعه زيد بن حارثة، وقيل بل خرج وحده، وذلك في ثلاث ليال بقين من شوال سنة عشر من البعثة (3 ق هـ)، الموافق أواخر مايو أو أوائل يونيو سنة 619م، فأقام بالطائف عشرة أيام لا يدع أحدًا من أشرافهم إلا جاءه وكلمه، فلم يجيبوه، وردّوا عليه ردًا شديدًا، وأغروا به سفهاءهم فجعلوا يرمونه بالحجارة حتى أن رجلي محمد لتدميان وزيد بن حارثة يقيه بنفسه حتى لقد شُج في رأسه عدة شجاج. وألجؤوه إلى حائط لعتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة، على ثلاثة أميال من الطائف، ورجع عنه سفهاء ثقيف من كان يتبعه، فعمد إلى ظل شجرة من عنب فجلس فيه وابنا ربيعة ينظران إليه ويريان ما لقي من سفهاء أهل الطائف، فلما اطمأن محمد دعى دعاءه المشهور :




http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote2.pngاللهم إليك أشكو ضعف قوتي، وقلة حيلتي، وهواني على الناس، يا أرحم الراحمين، أنت رب المستضعفين، وأنت ربي، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني (يلقاني بالغلظة)، أم إلى عدوّ ملكته أمري؟ إن لم يكن بك علي غضب فلا أبالي، ولكن عافيتك هي أوسع لي. أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات، وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة، من أن تنزل بي غضبك أو يحلّ عليّ سخطك. لك العُتبى حتى ترضى، ولا حول ولا قوة إلا بك.
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote1.png


فلما رآه ابنا ربيعة عتبة وشيبة وما لقي، دعوا غلامًا لهما نصرانيًا يقال له "عداس" ليعطيه قطفًا من العنب على طبق، ففعل عداس، فلما وضع محمد فيه يده قال «باسم الله» ثم أكل، فنظر عداس في وجهه ثم قال: «والله إن هذا الكلام ما يقوله أهل هذه البلاد» فقال له محمد: «ومن أهل أي البلاد أنت يا عداس؟ وما دينك؟» قال: «نصراني، وأنا رجل من أهل نينوى» فقال: «من قرية الرجل الصالح يونس بن متى؟» فقال له عداس: «وما يدريك ما يونس بن متى؟» فقال: «ذاك أخي كان نبيًا وأنا نبي»، فأسلم عداس، وأكب على محمد يقبل رأسه ويديه وقدميه. فانصرف محمد من الطائف راجعًا إلى مكة وهو محزون لم يستجب له رجل واحد ولا امرأة، فلما بلغ "قرن الثعالب" بعث الله إليه جبريل ومعه ملك الجبال، يستأمره أن يطبق الأخشبين على أهل مكة، وهما الجبلان اللذان هي بينهما، فرفض ذلك قائلاً: «بل أرجو أن يخرج الله عز وجل من أصلابهم من يعبد الله عز وجل وحده لا يشرك به شيئًا». ثم تقدم في طريق مكة حتى بلغ "وادي نخلة"، وأقام فيه أيامًا، وخلال إقامته هناك قام يصلي من الليل فصرف إليه نفر من الجن سبعة من أهل نصيبين فاستمعوا عليه وهو يقرأ سورة الجن ولم يشعر بهم محمد حتى نزلت عليه ﴿وإذ صرفنا إليك نفرًا من الجن يستمعون القرآن. ثم تابع مسيره عائدًا إلى مكة، فلما انتهى إلى حراء أرسل رجلاً من خزاعة إلى المطعم بن عدي يسأله أن يدخل محمد وزيد في جواره، فقال: «نعم»، ودعا بنيه وقومه فقال: «تلبسوا السّلاح وكونوا عند أركان البيت فإني قد أجرت محمدًا»، فدخل محمد ومعه زيد بن حارثة حتى انتهى إلى المسجد الحرام فقام المطعم بن عدي على راحلته فنادى «يا معشر قريش إني قد أجرت محمدًا، فلا يهجه أحد منكم» فانتهى محمد إلى الركن فاستلمه وصلى ركعتين وانصرف إلى بيته والمطعم بن عدي وولده محيطون به.





http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9





الإسراء والمعراج (2 ق هـ)


http://upload.wikimedia.org/wikipedi..._moschee_2.jpghttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
المسجد الأقصى مسرى النبي محمد






بعد رحلة الطائف على أرجح الأقوال، حدثت للنبي محمد رحلة الإسراء والمعراج، وقد اختُلف في تحديدها على عشرة أقوال، فقيل أنها كانت ليلة السابع والعشرين من رجب بعد البعثة بعشر سنين (3 ق هـ)، وقيل بل كانت ليلة السبت السابع عشر من رمضان قبل الهجرة بثمانية عشر شهرًا (2 ق هـ)، وقيل في السابع عشر من ربيع الأول قبل الهجرة بسنة (1 ق هـ).
وجمهور المسلمين يؤمنون بأن هذه الرحلة كانت بالروح والجسد معًا يقظةً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى، وكانت قد حدثت له حادثة شق الصدر للمرة الثالثة قبل أن يركب البراق، بصحبة جبريل. فنزل في المسجد الأقصى وربط البراق بحلقة باب المسجد، وصلّى بجميع الأنبياء إمامًا، ثم عُرج به إلى فوق سبع سماوات مارًا بالأنبياء آدم، ويحيى بن زكريا وعيسى بن مريم، ويوسف، وإدريس، وهارون وموسى وإبراهيم. وانتهى إلى سدرة المنتهى ورأى الجنة والنار. وأنه قد رأى ربّه بعيني رأسه (بحسب رأي جمهور علماء المسلمين)، وفٌرض عليه الصلوات الخمسة بعد أن كانت خمسين صلاة. ثم انصرف في ليلته عائدًا راكبًا البراق بصحبة جبريل، فوصل مكة قبل الصبح، فلما أصبح أخبر قومه برحلته فاشتد تكذيبهم له وأذاهم، وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس، فتمثّل له بيت المقدس حتى عاينه، فبدأ يخبرهم عن آياته، ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئًا، وأخبرهم عن عيرهم في مسراه ورجوعه، وأخبرهم عن وقت قدومها، وأخبرهم عن البعير الذي يقدمها، وكان الأمر كما قال. وصدّقه بكل ما قاله أبو بكر فسُمي يومئذ الصّدّيق.








ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:35 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 


بيعة العقبة الأولى والثانية


http://upload.wikimedia.org/wikipedi...a_Overview.JPGhttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
منطقة منى، والتي التقى عندها محمد بستة من الخزرج فكانت بداية لسلسلة لقاءات انتهت بالهجرة إلى المدينة المنورة





بدأ محمد يعرض نفسه في مواسم الحج على قبائل العرب يدعوهم إلى الله ويسألهم أن ينصروه ويمنعوه حتى يبلغ الإسلام للناس. ولما كانت السنة الحادي عشر من النبوة (2 ق هـ)، وبينما هو عند العقبة في منى يدعو القبائل، لقي ستة أشخاص من الخزرج من يثرب، فدعاهم إلى الإسلام، فقال بعضهم لبعض: «يا قوم، تعلموا والله إنه للنبي توعدكم به يهود، فلا تسبقنكم إليه» وقد كان اليهود يتوعدون الخزرج بقتلهم بنبي آخر الزمان. فأسلم أولئك النفر، ثم انصرفوا راجعين إلى بلادهم. فلما قدموا المدينة إلى قومهم ذكروا لهم النبي محمد، ودعوهم إلى الإسلام، حتى فشا فيهم فلم يبق دار من دور الأنصار إلا وفيها ذكر من النبي محمد. حتى إذا كان العام المقبل، وافى الموسم من الأنصار اثنا عشر رجلاً، فلقوه بالعقبة في منى، فبايعوا محمد على بيعة النساء، وذلك قبل أن تفترض عليهم الحرب، ما اصطلح على تسميته بـ بيعة العقبة الأولى.
ولما انصرف القوم، بعث معهم مصعب بن عمير يقرئهم القرآن ويعلمهم الإسلام، فكان يُسمّى بـ المقرىء. وأقام في بيت أسعد بن زرارة يدعو الناس إلى الإسلام، ويصلي بهم، فأسلم علي يديه سعد بن عبادة وأسيد بن حضير وهما يومئذ سيدا قومهما من بني عبد الأشهل، فأسلم جميع قومهما بإسلامهما ولم تبق دار من دور الأنصار إلا وفيها رجال ونساء مسلمون، إلا ما كان من دار بني أمية بن زيد وخَطْمَة ووائل، كان فيهم قيس بن الأسلت (وكان قائدًا لهم يطيعونه) فوقف بهم عن الإسلام حتى كان عام الخندق سنة خمس من الهجرة. وقبل حلول موسم الحج التالي عاد مصعب بن عمير إلى مكة.
وفي موسم الحج للسنة الثالثة عشرة من البعثة (يونيو سنة 622م) اتفق عدد من المسلمين من أهل يثرب أن يأتوا مكة مع قومهم للحج قائلين «حتى متى نذر رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرد في جبال مكة ويخاف؟»، فقدم مكة منهم سبعون رجلاً وامرأتان جرت بينهم وبين محمد اتصالات سرية أدت إلى اتفاق الفريقين على أن يجتمعوا ليلاً في أوسط أيام التشريق في الشعب الذي عند العقبة حيث الجمرة الأولى من منى، فلما التقوا به وكان بصحبة عمه العباس، قالوا له «يا رسول الله نبايعك؟» فقال لهم: «تابعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله لا تخافوا في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم وأزواجكم وأبناءكم، ولكم الجنة»، فبايعوه رجلاً رجلاً بدءًا من أسعد بن زرارة وهو أصغرهم سنًا. وعرف ذلك الاتفاق بـ بيعة العقبة الثانية وقد كانت في شهر ذي الحجة قبل الهجرة إلى المدينة بثلاثة أشهر. وبعد أن تمت البيعة طلب محمد أن يختاروا اثني عشر زعيمًا يكونون نقباء على قومهم، يكفلون المسؤولية عنهم في تنفيذ بنود هذه البيعة، فتم اختيارهم في الحال، ثم عاد المبايعون إلى قومهم في مكة، وقد فشا في قريش أمر البيعة عندما صاح شيطان اسمه "أزب العقبة" بذلك، فلم يتأكدوا من الأمر حتى غادر الأوس والخزرج عائدين إلى ديارهم، فلحقت بهم قريش فلم يدركوا إلا سعد بن عبادة، فمسكوه وضربوه فجاء المطعم بن عدي والحارث بن حرب بن أمية فخلصاه من أيديهم.



عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:35 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
الهجرة إلى المدينة (1 هـ / 622م)





http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Mecca_9.jpghttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
غار ثور الذي اختبأ به محمد وأبو بكر في رحلة الهجرة، ماكثين فيه ثلاث ليال







«لما كان اليوم الذي دخل فيه رسول الله
صلى الله عليه وسلم
المدينة أضاء منها
كل شيء، فلما كان اليوم الذي مات فيه
أظلم منها كل شيء»[209]

أنس بن مالك



اشتد البلاء على المسلمين من قريش بعد بيعة العقبة الثانية، فشكوا ذلك إلى محمد واستأذنوه في الهجرة إلى يثرب، فأذن لهم، فجعل القوم يخرجون ويخفون ذلك، فكان أول من قدم المدينةأبو سلمة بن عبد الأسد، ثم قدم المسلمون أرسالاً فنزلوا على الأنصار في دورهم فآووهم ونصروهم. ولم يبق بمكة منهم إلا النبي محمد وأبو بكر وعلي أو مفتون محبوس أو ضعيف عن الخروج.
ولما رأت قريش خروج المسلمين، خافوا خروج محمد، فاجتمعوا في دار الندوة واتفقوا أن يأخذوا من كل قبيلة من قريش شابًا فيقتلون محمد فيتفرق دمه في القبائل. وأتى جبريل محمد فأخبره الخبر وأمره أن لا ينام في مضجعه تلك الليلة، فأمر محمد عليًا أن ينام مكانه ليؤدي الأَمانات التي عنده ثم يلحق به. واجتمع أولئك النفر عِند بابه، لكنه خرج من بين أيديهم لم يره منهم أحد، وهو يحثوا على رؤوسهم التراب تاليًا من القرآن آيات من سورة يس، فجاء إلى أبي بكر بعد أن أذن الله له بالهجرة، وقد كان أبو بكر قد جهز راحلتين للسفر، فأعطاها محمد لعبد الله بن أُرَيْقِط، على أن يوافيهما في غار ثور بعد ثلاث ليالٍ، فخرجا ليلة 27 صفر سنة 14 من النبوة (1 هـ)، الموافق 12/13 سبتمبر سنة 622م، وحمل أبو بكر ماله كلّه ومعه خمسة آلاف درهم أو ستة آلاف، فمضيا إلى غار ثور فدخلاه وضربت العنكبوت على بابه بعش، وجعلت قريش فيه حين فقدوه مائة ناقة لمن يرده عليهم، فخرجت قريش في طلبه حتى وصلوا باب الغار، فقال بعضهم «إن عليه العنكبوت قبل ميلاد محمد» فانصرفوا. ومكث محمد وأبو بكر في الغار ثلاث ليال يبيت عندهما عبد الله بن أبي بكر، حتى خرجا من الغار 1 ربيع الأول، وقيل ليلة الإثنين4 ربيع الأول، وكان أبو بكر قد استأجر "عبد الله بن أريقط" دليلاً لهما. فلما راحوا منها عرض لهم سراقة بن مالك وهو على فرس له فدعا عليه محمد فرسخت قوائم فرسه فقال يا محمد أدع الله أن يطلق فرسي وأرجع عنك وأرد من ورائي ففعل فأطلق ورجع فوجد الناس يلتمسون محمد فقال «ارجعوا فقد استبرأت لكم ما ههنا» فرجعوا عنه.



http://upload.wikimedia.org/wikipedi...sjid_khuba.JPGhttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
من داخل مسجد قباء، أول مسجد أسس بعد بعثة النبي محمد، قال فيه «من توضأ وأسبغ الوضوء ثم جاء مسجد قباءفصلى فيه كان له أجر عمرة»






ولما وصل خبر خروج محمد وأبي بكر من مكة، بدأ المهاجرون يرصدون قدوم محمد في كل يوم في منطقة "الحرّة" حتى وصل قباء يوم الإثنين 8 ربيع الأول، وقيل 12 ربيع الأول فجاءه المسلمون يسلمون عليه، ونزل على كلثوم بن الهدم، وكان يتحدث مع أصحابه في منزل سعد بن خيثمة، ونزل أبو بكر على خبيب بن إساف. وأقام علي بن أبي طالب بمكة ثلاث ليال وأيامها حتى أدى الودائع التي كانت عند محمد للناس، حتى إذا فرغ منها لحق بمحمد فنزل معه على كلثوم بن هدم.
وبقي محمد وأصحابه في قباء عند بني عمرو بن عوف يوم الإثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء ويوم الخميس وأسس مسجد قباء لهم، ثم انتقل إلى المدينة فدخلها يوم الجمعة 12 ربيع الأول سنة 1 هـ الموافق 27 سبتمبر سنة 622م، وعمره يومئذ ثلاث وخمسين سنة، ومن ذلك اليوم سميت يثرب بـ مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، ويعبر عنها بالمدينة مختصرًا أو المدينة المنورة. ولما دخل المدينة، راكبًا ناقته القصواء، تغنت بنات الأنصار فرحات:



طلع البدر علينا من ثنيات الوداع

وجب الشكر علينا ما دعا لله داع

أيها المبعوث فينا جئت بالأمر المطاع

جئت شرفت المدينة مرحبًا يا خير داع





http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9







واعترضته الأنصار لا يمر بدار من دورهم إلا قالوا «هلم يا نبي الله إلى القوة والمنعة والثروة» فيقول لهم خيرًا ويدعو لهم، ويقول «إنها مأمورة فخلوا سبيلها»، فجعل الناس يكلمونه في النزول عليهم، حتى انتهت فبركت في مربد لغلامين يتيمين من بني النجار فأمر ببناء مسجد عليه، وهو المسجد النبوي الآن، ثم جاء أبو أيوب الأنصاري فحطّ رحله فأدخله منزله فقال محمد «المرء مع رحله»، وجاء أسعد بن زرارة فأخذ بزمام راحلته، فكانت عنده، وخرجت جوارٍ من بني النجّار فرحات بقدومه وهنّ يضربن بالدف ينشدن: «نحن جوار من بني النجار، يا حبّذا محمد من جار». وكان أول شيء يتكلم به في المدينة أن قال «يا أيها الناس أفشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا الأرحام وصلّوا والناس نيام وادخلوا الجنة بسلام». وبعد أيام وصلت إليه زوجة النبي محمد سودة بنت زمعة، وبنتاه فاطمة وأم كلثوم، وأسامة بن زيد، وأم أيمن، وخرج معهم عبد الله بن أبي بكر بعيال أبي بكر، ومنهم عائشة، وبقيت زينب عند أبي العاص، لم يمكنها من الخروج حتى هاجرت بعد بدر، بعد أن وقع زوجها أسيرًا لدى المسلمين، ثم أُطلق سراحه شرط أن يترك زينب تهاجر للمدينة.
وقد اتّخذ عمر بن الخطاب من مناسبة الهجرة بداية التاريخ الإسلامي، لكنهم أخّروا ذلك من ربيع الأول إلى محرم لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في محرم، إذ كانت بيعة العقبة الثانية في أثناء ذي الحجة، فكان أول هلال استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال محرم، فكان بداية التاريخ الإسلامي والمسمى بـ التقويم الهجري.







http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9



ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:36 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
حياته في المدينة (622 - 632 / 1 هـ - 11 هـ)




تأسيس الدولة الإسلامية





http://upload.wikimedia.org/wikipedi...vre_OA3919.jpghttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
لوحة تمثل المسجد النبوي في القرن 18، وجدت في إزنيق في تركيا









http://upload.wikimedia.org/wikipedi...-Qiblatain.jpghttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
مسجد القبلتين والذي كان يصلي فيه محمد بأصحابه صلاة الظهر، لما نزل الأمر بتحويل القبلة من المسجد الأقصى إلى الكعبة بعد الركعة الثانية وذلك في سنة 2 هـ






كان أول أمر بدأ به النبي محمد بناء المسجد، فاختار له المكان الذي بركت فيه ناقته، فاشتراه من غلامين كانا يملكانه بعشرة دنانير أداها من مال أبي بكر، فأمر محمد باتخاذ اللبن، فبُني المسجد وسُقف بجريد النخل، وجُعلت أعمدته خشب النخل، وفرشت أرضه بالرمال والحصباء، وعمل فيه المسلمون، وكان محمد ينقل معهم اللبن في بناءه، وجُعل له ثلاثة أبواب، وجُعل طوله من القبلة للمؤخرة 100 ذراع، وفي الجانبين مثل ذلك أو دونه، وجُعلت قبلتهللمسجد الأقصى حتى نزل الأمر بتحويل القبلة إلى الكعبة بعد ستة عشر شهرًا من الهجرة (2 هـ)، برغبة من محمد. وبنى بيوتًا إلى جانبه، وهي حجرات أزواج محمد وبعد تكامل الحجرات انتقل إليها من بيت أبي أيوب الأنصاري بعد أن مكث عنده من شهر ربيع الأول إلى شهر صفر2 هـ . وبعدما صرفت القبلة إلى الكعبة بشهر نزل فرض شهر رمضان في شعبان على رأس ثمانية عشر شهًرا من الهجرة، وأمر محمد في هذه السنة بزكاة الفطر وذلك قبل أن تفرض الزكاة في الأموال. وكان كل جمعة يخطب بالناس واعظًا إلى جذع في المسجد قائمًا، ويصلي بهم صلاة الجمعة، حتى صنع له منبرًا يخطب عليه، ويعتقد المسلمون أن الجذع حينها أصدر أنينًا سمعه كل من كان في المسجد كأنه يحنّ لمحمد لفراقه، فجاءه محمد واحتضنه وبشّره بالجنة.

وبعد قدومة بخمسة أشهر، آخى بين المهاجرين والأنصار في دار أنس بن مالك، وكانوا تسعين رجلًا، نصفهم من المهاجرين، ونصفهم من الأنصار، حتى لم يبقَ من المهاجرين أحد إلا آخي بينه وبين أنصاري فقال لهم «تآخوا في الله أخوين أخوين»، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب فقال «هذا أخي»، فكان الأنصار يقتسمون أموالهم وبيوتهم مع المهاجرين، وكانوا يتوارثون بعد الموت دون ذوي الأرحام إلى حين غزوة بدر، فرد التوارث إلى ذوي الرحم وبقيت الأخوة. وذكر البلاذري أن محمد قد آخى بين المهاجرين أنفسهم في مكة قبل الهجرة، بينما رجح ابن القيم وابن كثير عدم وقوعها. ثم نظم محمد العلاقات بين سكان المدينة، وكتب في ذلك كتابًا اصطلح عليه بـ دستور المدينة أو الصحيفة، واستهدف هذا الكتاب توضيح التزامات جميع الأطراف داخل المدينة من مهاجرين وأنصار ويهود، وتحديد الحقوق والواجبات، كما نص على تحالف القبائل المختلفة في حال حدوث هجوم على المدينة. وعاهد فيها اليهود ووادعهم أقرّهم على دينهم وأموالهم واشترط عليهم. وقد احتوت الوثيقة اثنين وخمسين بندًا، خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقة بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولا سيما اليهود وعبدة الأوثان، لذلك رجح بعض المؤرخين أن تكون في الأصل وثيقتان وليست وثيقة واحدة، كُتبت الأولى (معاهدة اليهود) في سنة 1 هـ قبل غزوة بدر، والثانية (بين المهاجرين والأنصار خاصة) بعد بدر سنة 2 هـ.




http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9


ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:37 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
بداية النزاع العسكري






«اغزوا باسم الله في سبيل الله، قاتلوا من كفر بالله،
اغزوا ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثّلوا ولا تقتلوا وليدًا»[231]
محمد بن عبد الله






http://upload.wikimedia.org/wikipedi...m_Conquest.PNG
http://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
غزوات محمد والخلفاء الراشدين









http://upload.wikimedia.org/wikipedi...e_of_Badr2.jpghttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
رسم فارسي يصوّر غزوة بدر الكبرى أبرز الغزوات في العصر النبوي






في بداية وجود المسلمين في المدينة المنورة نصبت أحبار اليهود من بني قريظة وبني قينقاع وبني النضير لمحمد العداوة، لما خص الله تعالى به العرب من أخذه رسوله منهم، وانضاف إليهم رجال من الأوس والخزرج ممن لم يسلموا، فسُموا بـ المنافقين، لأنهم كانوا يُظهرون إسلامهم ويُخفون عكس ذلك، كان على رأسهم عبد الله بن أبي بن سلول. وبعد أن استقر المقام بالمسلمين في المدينة، وثبتت دعائم الدولة الإسلامية، أُذن لمحمد بالقتال لأول مرة، فكانت آية ﴿أُذِنَ للذين يُقَاتَلُون بِأنَّهم ظُلِمُوا وإنَّ الله عَلى نَصرِهم لقَدير﴾ أول ما نزل في الإذن بالقتال. فبدأ محمد بإرسال البُعوث والسرايا، وغزا وقاتل هو وأصحابه، وكان عدد مغازيه التي خرج فيها بنفسه سبعًا وعشرين، قاتل في تسعٍ منها بنفسه، وسراياه التي بعَثَ فيها سبعٌ وأربعون سريّة، وفي تلك المعارك كلها لم يقتل محمدٌ بيده قطّ أحدًا إلا أبي بن خلف لا قبله ولا بعده. وكانت أوّل السرايا (بإجماع غالبية أهل المغازي) سرية حمزة بن عبد المطلب في شهر رمضان على رأس سبعة أشهر من الهجرة، في ثلاثين رجلاً من المهاجرين فخرجوا يعترضون عيرًا لقريش فلم يقع حرب، ثم سرية عبيدة بن الحارث، ثم سرية سعد بن أبي وقاص. ثم في صفر2 هـ على رأس اثني عشر شهرًا من الهجرة، خرج النبي محمد في أول غزوة يغزوها بنفسه وهي غزوة الأبواء أو غزوة ودان، وحمل لواءه حمزة بن عبد المطلب، واستخلف على المدينة سعد بن عبادة. تلتها غزوة بواط، وغزوة العشيرة وغزوة بدر الأولى.




غزوات الرسول
الغزوات التي شارك بها
غزوة الأبواء غزوة بواطغزوة العشيرةغزوة سفوانغزوة بني سليمغزوة بني قينقاعغزوة السويقغزوة ذي أمرغزوة بحرانغزوة حمراء الأسدغزوة بني النضيرغزوة ذات الرقاعغزوة بدر الآخرةغزوة دومة الجندلغزوة بني لحيانغزوة ذي قردغزوة عمرة القضاءغزوة تبوك



الغزوات التي قاتل فيها بنفسه
غزوة بدر الكبرى غزوة أحدغزوة بني المصطلقغزوة الخندقغزوة بني قريظةغزوة خيبرفتح مكةغزوة حنينغزوة الطائف




وفي 17 رمضان سنة 2 هـ الموافق مارس عام 624م، حدثت غزوة بدر الكبرى، إذ عزم المسلمون بقيادة محمد، على اعتراض قافلة تجارية قوامها ألف بعير لقريش يقودها أبو سفيان بعد أن أفلتت منهم في طريق ذهابها إلى الشام. ففي 8 رمضان أو 12 رمضان خرج محمد ومعه 305 رجل، بالإضافة إلى أن 8 رجال تخلفوا لعذر، فحُسبوا ضمن المشاركين في الغزوة، فكان مجموعهم 313 رجلاً، ولم يتخذوا أهبتهم للحرب لدى خروجهم، فلم يكن معهم إلا فرس أو فرسان، وسبعون من الإبل.

فلمَّا علم بهم أبو سفيان غَيّرَ طريقه إلى الساحل وأرسل إلى أهل مكة يستنفرهم، فخرجوا فيما يقارب 1300 مقاتل، و100 من الفرس، وجمال كثيرة، وكان قائده العام أبا جهل ابن هشام. والتقى الجمعان في غزوة بدر يوم الجمعة صبيحة 17 رمضان سنة اثنتين للهجرة، وكان محمد يحض المسلمين على القتال قائلاً «والذي نفس محمد بيده، لا يقاتلهم اليوم رجل فيُقتَل صابرًا محتسبًا مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة، ومن قتَل قتيلًا فله سَلَبُهُ»، وقد ورد في القرآن ما يؤكّد مشاركة الملائكة في المعركة لصالح المسلمين في آية: ﴿إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ﴾. ولم يمض وقت طويل حتى انتصر جيش المسلمين، وكانت حصيلة المعركة أن قُتل من المسلمين أربعة عشر شخصًا، وقتل من المشركين سبعون منهم أبو جهل وأمية بن خلف، وأُسِر سبعون، وأسلم من الأسرى ستة عشر، وكان يفادي بهم على قدر أموالهم، ومن لم يكن عنده فداء دفع إليه عشرة غلمان من غلمان المدينة يعلمهم جزاء حرّيته.لاحقًا قام محمد بطرد يهود بني قينقاع في غزوة بني قينقاع، إثر قيام أحدهم بكشف عورة إحدى المسلمات في أحد الأسواق، فقام أحد المسلمين قتله، فتكالب عليه يهود من بني قينقاع حتى قتلوه وتحصنوا في حصنهم، فحاصرهم المسلمون يوم السبت 15 شوال سنة 2 هـ، مدة 15 ليلة، ثم تركهم محمد بدون أن يقتلهم وأمر بهم أن يخرجوا من المدينة.
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...Mount_Uhud.jpghttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
جبل أحد والذي حدثت عنده غزوة أحد في سنة 3 هـ






http://upload.wikimedia.org/wikipedi...Gabal_Uhud.jpghttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
الشِّق في جبل أحد الذي احتمى فيه محمد وبعض أصحابه بعد أن أصيبوا في غزوة أحد






سعت قريش للانتقام إثر هزيمتها في غزوة بدر، فجمعت من القبائل فخرجوا في 3000 مقاتل و200 فرس وثلاثة آلاف بعير، وقائدهم يومئذٍ أبو سفيان بن حرب. ولما بلغ خبرهم لمحمد اجتمع بأتباعه واقترح عليهم أن يبقوا بالمدينة ويتحصنوا بها، لكنه سرعان ما قرر الخروج للقتال نزولاً على رأي الشباب. فخرج في ألف من أصحابه، حتى إذا كانوا بين المدينة وأحد انسحب عبد الله بن أبي بن سلول بثلث الجيش (وهم ممن يُسمَّون بـ "المافقين") وعادوا إلى المدينة. ثم تابع المسلمون سيرهم ونزلوا في موقع بين جبل أحد وجبل عينين، فأخذ محمد بتسوية صفوف المقاتلين فجعل أحدًا خلف ظهره واستقبل المدينة، وجعل على جبل عينين (وهو جبل الرماة) 50 من الرماة بقيادة عبد الله بن جبير موصيًا لهم أن «قوموا على مصافّكم هذه فاحموا ظهورنا، فإن رأيتمونا قد غنمنا فلا تشركونا، وإن رأيتمونا نُقتَل فلا تنصرونا». وبدأت المعركة (غزوة أحد) يوم السبت السابع من شوال سنة 3 هـ، واقتتل الفريقان حتى بدت المعركة لصالح المسلمين بهروب أعداءهم، فظنّ الرماة انتهاء المعركة فترك معظمهم مواقعهم مخالفين أمر محمد، واستغل خالد بن الوليد هذه الحال، فالتف على الجيش وتغيرت موازين المعركة لصالح أعداء المسلمين، وأوجعوا في المسلمين قتلاً شديدًا، وولّى من وّلى منهم يومئذ، وثبت محمد مع أربعة عشر رجلاً من أصحابه فيهم أبو بكر، حتى تحاجزوا وأصابوا محمدًا، فكُسرت رباعيته اليمنى السفلى وجُرحت شفته السفلى، وشُج في وجهه فجعل الدم يسيل على وجهه، وجعل يمسح الدم وهو يقول «كيف يفلح قوم خضبوا وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم»، وجُرحت وجنته فدخلت حلقتان من حِلَق المغفر في وجنته ووقع في حفرة، وضربه "ابن قمئة" بالسيف على عاتقه الأيمن، فأُشيع أن محمدًا قد قتل، فلما عرف المسلمون بأنه ما زال حيًا نهضوا به نحو شِقّ في جبل أحد للاحتماء فيه، وحاول أعداؤهم الوصول إليه ففشلوا فأوقفوا القتال مكتفين بانتصارهم هذا. كان من نتيجة المعركة أن قُتل حمزة بن عبد المطلب على يد وحشي بن حرب، ومثّلت به هند بنت عتبة فشقت بطنه عن كبده وجدعت أنفه وأذناه، فسمي حينها بـ أسد الله وأسد رسوله.
ولما كان يوم غد الأحد 8 شوال3 هـ، أمر محمد أصحابه ممن شارك في غزوة أحد بالخروج في طلب قريش في غزوة حمراء الأسد، مرهبًا لقريش ليبلغهم أنه قد خرج في أثرهم وليظنّوا به قوة، فخرجوا حتى عسركوا في منطقة حمراء الأسد وأوقدوا فيها 500 نارًا، وكان أبو سفيان يوم الأحد أراد الرجوع إلى المدينة ليستأصل بقية المسلمين، فنصحهم صفوان بن أمية بن خلف بالرجوع إلى مكة عندما سمع نبأ خروج محمد وأصحابه، فرجعوا، فعاد محمد وأصحابه إلى المدينة يوم الأربعاء بلا قتال.

ثم في وقت لاحق في شهر ربيع الأول سنة 4 هـ حدثت غزوة بني النضير بعد أن همّ يهودبنو النضير بالغدر وقتل محمد، فنقضوا بذلك الصحيفة، فأمهلهم محمد عشرة أيام ليغادروا المدينة، فنصحهم عبد الله بن أبي بن سلول بالبقاء والتحصّن، فتحصنوا بحصن لهم، ثم حاصرهم محمد مدة خمسة عشر يومًا، وقيل ست ليال، ثم أجلاهم عن المدينة وحملوا النساء والصبيان وتحملوا على ستمائة بعير، فلحقوا بخيبر، وغنم من أموالهم ما تركوه وراءهم.






ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:38 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
حصار المدينة




«اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب،
اللهم اهزم الأحزاب، اللهم اهزمهم وزلزلهم»

محمد بن عبد الله














http://upload.wikimedia.org/wikipedi...Battle_map.jpg
http://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
خريطة توضّح غزوة الخندق
ومكان تمركز الفريقين في المدينة المنورة






لما أُجلي بنو النضير، وساروا إلى خيبر، خرج نفر من وجهائهم فحرّضوا قريشًا وغطفان ودعوهم إلى حرب محمد وعاهدوهم على قتاله، فوافقوهم. وتجهزت قريش فجمعوا 4000 شخص، ومعهم 300 فرس. وانضم إليهم أعدادًا من بني سليم وبني أسد، وفزارة، وغطفان، وبني مرة. فكان جميعهم عشرة آلاف فسُموا بـ الأحزاب، وكان قائدهم أبو سفيان بن حرب، فكانت ما عُرف بـ غزوة الخندق أو غزوة الأحزاب، وكانت في شوال سنة 5 هـ وقيل في ذي القعدة. فلما سمع بهم محمد، عسكر بثلاثة آلاف من المسلمين إلى سفح جبل سلع، وكان شعارهم «حم، لَا يُنْصَرُونَ»، وجعل النساء والأطفال في آطام (حصون)، ثم حفر الخندق على المدينة بمشورة سلمان الفارسي، وكان يعمل فيه بيده، فانتهوا منه بعد ستة أيام.


http://upload.wikimedia.org/wikipedi...mad_Swords.JPGhttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
من الأعلى، "المأثور" و"القضيب"
أحد سيوف النبي محمد والمحفوظة
في متحف الباب العالي في أسطنبول






ولما انتهوا من الخندق، أقبلت قريش ومن معهم من الأحزاب وحاصروا المدينة حصارًا شديدًا، وفي أثناء ذلك وافق يهودبني قريظة على أن يسمحوا للأحزاب من دخول المدينة من الجزء الخاص بهم بعد أن فاوضهم حيي بن الأخطب القادم مع الأحزاب، لكن ذلك لم يتم بسبب حيلة استخدمها "نعيم بن مسعود الغطفاني" للإيقاء من بني قريظة والأحزاب. واشتد الحصار على المسلمين ودبّ فيهم الخوف والرعب، ونزل آيات من سورة الأحزاب تصف ما حدث: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اذْكُرُوا نِعْمَةَ الله عَلَيْكُمْ إِذْ جَاءَتْكُمْ جُنُودٌ فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا وَجُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَكَانَ الله بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرًا * إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِالله الظُّنُونَا * هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا﴾. وأقام المسلمون والأحزاب أربعة وعشرين ليلة لم يكن بينهم حرب إلا الرمي بالنبل والحصار. حتى جاءت ريح شديدة لمعسكر الأحزاب، فما استطاعوا البقاء، فقال أبو سفيان مخاطبًا الأحزاب: «إنكم والله ما أصبحتم بدار مقام، لقد هلك الكراع والخف، وأخلفتنا بنو قريظة وبلغنا عنهم الذي نكره، ولقينا من شدة الريح ما ترون، ما تطمئن لنا قدر ولا تقوم لنا نار ولا يستمسك لنا بناء، فارتحلوا فإني مرتحل»، فرحلوا. كان من نتيجة هذا الحصار أن قُتل ثمانية من المسلمين، وأربعة من الأحزاب. ولما انصرف الأحزاب عن المدينة، قال محمد لأصحابه: «لن تغزوكم قريش بعد عامكم هذا، ولكنكم تغزونهم»، فلم تغزهم قريش بعد ذلك، وكان هو الذي يغزوها، وذلك حتى فتح مكة.
بعد انتهاء المعركة، رجعت بنو قريظة فتحصنوا بحصونهم، ووضع محمد السلاح. فجاءه جبريل في صورة دحية الكلبي فقال: «أوقد وضعت السلاح يا رسول الله؟» قال «نعم» فقال جبريل «فما وضعت الملائكة السلاح بعد وما رجعت الآن إلا من طلب القوم. إن الله عز وجل يأمرك يا محمد بالمسير الى بني قريظة فإني عامد إليهم فمزلزل بهم» فأمر محمد أصحابه بالرحيل إليهم 7 ذو القعدة5 هـ، فكانت غزوة بني قريظة، فحاصرهم المسلمون وهم يومئذ ثلاثة آلاف، خمسًا وعشرين ليلة حتى أتعبهم الحصار. فأعلن بنو قريظة استسلامهم، فقام محمد بتحكيم سعد بن معاذ فيهم فحكم بقتلهم وتفريق نسائهم وأبنائهم عبيدًا بين المسلمين، فقال محمد «لقد حكمتَ فيهم بحكم الله». فأمر محمد بتنفيذ الحكم وتم إعدام ما بين 700 إلى 900 شخص.






http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9





ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:38 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
صلح الحديبية








http://upload.wikimedia.org/wikipedi...r_muqawqis.jpg
http://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
قطعة أثرية لرسالة النبي محمد

إلى المقوقس حاكم مصر يدعوه إلى الإسلام،
أحد نتائج صلح الحديبية، وهي محفوظة
في متحف الباب العالي في أسطنبول






في شهر ذي القعدة سنة 6 هـ الموافق 628م، أمر محمد أتباعه باتخاذ الاستعدادات لأداء مناسك العمرة في مكة، بعد أن رأى في منامه أنه دخل هو وأصحابه المسجد الحرام، وطافوا واعتمروا. واستنفر العرب ومن حوله من أهل البوادي ليخرجوا معه. وخرج منها يوم الإثنين غرة ذي القعدة سنة 6 هـ، ومعه زوجته أم سلمة، في 1400 أو 1500، ولم يخرج معه بسلاح، إلا سلاح المسافر (السيوف في القُرُب)، وساق معه الهدي سبعين بدنة. ولما علمت قريش بخروج محمد، قررت صدّ المسلمين عن البيت، فأرسلوا 200 فارس بقيادة خالد بن الوليد للطريق الرئيسي إلى مكة. لكن محمدًا اتخذ طريقًا أكثر صعوبة وتفادى مواجهتهم، ووصل إلى الحديبية على بعد تسعة أميال من مكة، فجاءه نفر من خزاعة ناصحين له فقال لهم محمد «إنّا لم نجيء لقتال أحد، ولكنا جئنا معتمرين، وإن قريشًا قد نهكتهم الحرب وأضرّت بهم، فإن شاءوا ماددتهم، ويخلّوا بيني وبين الناس، وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا، وإلا فقد جَمُّوا، وإن هم أبَوا إلا القتال فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي، أو لينفذنّ الله أمره». فعادوا إلى قريش موصلين تلك الرسالة لهم، فبعثت قريشعروة بن مسعود الثقفي، ليفاوض المسلمين، فأعاد محمد عليه نفس العرض، فعاد لمكة قائلاً:


http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote2.pngوالله ما رأيت ملكًا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدًا، والله إن تَنَخَّمَ نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يُحِدُّون إليه النظر تعظيمًا له، وقد عرض عليكم خطة رُشْدٍ فاقبلوها
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote1.png








http://upload.wikimedia.org/wikipedi...9%85%D8%AF.gif
http://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
الختم الذي كان يختم به النبي محمد رسائله للملوك
، لما قيل له «يا رسول الله، إن الملوك لا يقرأون
كتابًا إلا مختومًا» فاتخذ من يومئذ خاتمًا من فضة
، نقشه ثلاثة أسطر "محمد رسول الله"







ثم أرسل محمد عثمان بن عفان إلى قريش ليخبرهم أن المسلمين أتوا للعمرة وليسوا مقاتلين، وحينما تأخر في مكة سرت إشاعة بأنه قُتل على يد قريش. فقرر محمد أخذ البيعة من المسلمين على أن لا يفرّوا، وذلك تحت الشجرة فيما عرف بـ بيعة الرضوان، فلم يتخلّف عن هذه البيعة أحد إلا جد بن قيس، ونزلت آيات من القرآن: ﴿لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً﴾. خلال هذا وصلت أنباء عن سلامة عثمان، وأرسلت قريشسهيل بن عمرو لتوقيع إتفاق مصالحة عرف بـ صلح الحديبية، ونصّت بنوده على عدم أداء المسلمين للعمرة ذلك العام على أن يعودوا لأدائها العام التالي، كما نصّت على أن يرد المسلمون أي شخص يذهب إليهم من مكة بدون إذن، في حين لا ترد قريش من يذهب إليهم من المدينة. واتفقوا أن تسري هذه المعاهدة لمدة عشر سنوات، وبإمكان أي قبيلة أخرى الدخول في حلف أحد الطرفين لتسري عليهم المعاهدة. فلما فرغوا من الكتاب انطلق سهيل وأصحابه، عمّ المسلمين الحزن الشديد بسبب بنود الصلح، وعدم تمكنهم من أداء العمرة، فقال لهم محمد «قوموا فانحروا» ثلاثًا فما قام منهم أحد، ثم قام محمد ولم يكلّم أحدًا منهم حتى نحر بُدْنَه، ودعا خراش بن أمية فحلق له رأسه، فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًا. وأقاموا بالحديبية بضعة عشر يومًا ويقال عشرين يومًا، ثم انصرفوا، فلما كانوا بضجنان نزل عليه سورة الفتح.
كان من نتائج الصلح أن بعث محمد رسائل إلى العديد من الملوك في العالم، داعيًا إياهم إلى اعتناق الإسلام، واختار من أصحابه رسلاً لهم معرفة وخبرة، وأرسلهم إلى الملوك في شهر ذي الحجة سنة 6 هـ، وقيل بل في بداية شهر المحرم سنة 7 هـ قبل غزوة خيبر بأيام. فكان أول رسول عمرو بن أمية الضمري إلى النجاشي ملك الحبشة، فلما وصله الكتاب، وضعه على عينيه ونزل من سريره فجلس على الأرض تواضعًا، فأسلم على يد جعفر بن أبي طالب وقال «لو كنت أستطيع أن آتيه لأتيته». وأرسل دحية الكلبي إلى قيصر (هرقل) ملك الروم، وعبد الله بن حذافة إلى كسرى ملك فارس، فلما وصله الكتاب مزّقه، فقال في ذلك محمد «اللهم مزّق مُلكَه». وأرسل حاطب بن أبي بلتعة إلى المقوقس ملك مصر، فلما وصله الكتاب بعث لمحمد كهدية جاريتين هما مارية القبطية (والتي أخذها لنفسه فولدت له إبراهيم)، وأختها سيرين بنت شمعون (والتي أعطاها لحسان بن ثابت) وبغلة (دُلدُل)، ولم يُسلِم. وأرسل شجاع بن وهب الأسدي إلى الحارث بن أبي شمر الغساني، وأرسل سليط بن عمرو العامري إلى هوذة بن علي الحنفي ملك اليمامة. وبعث آخرين إلى ملوك عدة غيرهم.






http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9





ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:39 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
غزوتا خيبر ومؤتة




بعدما أمن محمد قريشًا بعد الحديبية، أراد أن يحاسب اليهود لتحريضهم القبائل في غزوة الأحزاب، فخرج في شهر محرم7 هـ في غزوة خيبر، بشكل سريّ مباغتةً لليهود هناك، وكان معه 1500 مقاتل هم أصحاب بيعة الرضوان، وأعطى الراية إلى علي بن أبي طالب، وشعارهم يومئذ "يا منصور أمِت أمِت". فلما علم ذلك أهل خيبر، أرسلوا إلى غطفان يستمدونهم؛ مقابل نصف ثمار خيبر إن هم غلبوا المسلمين. فلما وصل المسلمون قريبًا من خيبر ليلاً باتوا ليلتهم ولا تشعر بهم اليهود، حتى إذا أصبحوا وركبوا رأوهم عمال خيبر، فهربوا وتحصنوا بحصون لهم، فقال محمد «الله أكبر، خربت خيبر، إنّا إذا نزلنا بساحة قوم، فسَاء صباح المنذَرين». وبدأ القتال، وبدأ المسلمون يفتحون حصونهم حصنًا حصنًا، وأخذ محمد منهم سبايا منهن صفية بنت حيي بن أخطب فأسلمت وتزوجها فيما بعد. وكان آخر الحصون فتحًا "الوطيح" و"السلالم"، فحاصرهم المسلمون بضع عشرة ليلة، حتى انتصر عليهم. وكان محمد يريد أن يجلي اليهود من خيبر، فقالوا: «يا محمد، دعنا نكون في هذه الأرض، نصلحها، ونقوم عليها، فنحن أعلم بها منكم»، فاتفق معهم محمد على أن يعطوه نصف محصولهم كل عام على أن يبقيهم في أراضيهم. ولما رجع محمد من خيبر، قدم جعفر بن أبي طالب ومن معه من أرض الحبشة وهم آخر من كانوا هناك، فتلقّاه محمد فرحًا وقال «ما أدري أنا بفتح خيبر أفرح أم بقدوم جعفر». بعد ذلك أقام محمد بالمدينة ثمانية أشهر بعث في خلال ذلك السرايا، ثم خرج في ذي القعدة7 هـ، قاصدًا للعمرة، فكانت عمرة القضاء، على ما اتفق عليه مع قريشًا في صلح الحديبية. فأتم عمرته، وتزوج هنالك ميمونة بنت الحارث، خالة ابن عباس وخالد بن الوليد.




يا حبّذا الجنّة واقترابهاطيّبة وبارد شرابهاوالروم روم قد دنا عذابهاكافرة بعيدة أنسابهاعليّ إن لاقيتها ضرابها
جعفر بن أبي طالب





ثم في جمادي الأولى سنة 8 هـ، كانت غزوة مؤتة في جنوب الأردن، كان سببها قتل الغساسنة لرسول النبي محمد الحارث بن عمير الأزدي الذي أرسله بكتاب إلى ملك بصرى يدعوه إلى الإسلام، فأرسل محمد جيشًا قوامه 3000 مقاتل قائلاً بقيادة زيد بن حارثة يليه جعفر بن أبي طالب إن قُتل ثم عبد الله بن رواحة إن قُتل الأوّلان، وكان في مقابلهم جيش الروم بقيادة هرقل قوامه 100,000 مقاتل. فالتقى الجيشان، فقُتل قادة المسلمين الثلاثة، ثم استلم القيادة خالد بن الوليد، واستطاع بحيلة منه أن ينسحب بجيش المسلمين عائدًا إلى المدينة، فلما سمع أهل المدينة بجيش مؤتة قادمين جعلوا يحثون في وجوههم التراب ويقولون «يا فُرّار، أفَرَرتم في سبيل الله؟» فيقول محمد «ليسوا بُفرّار، ولكنهم كُرّار إن شاء الله».








فتح مكة






http://upload.wikimedia.org/wikipedi...20px-Bilal.jpghttp://bits.wikimedia.org/skins-1.17...gnify-clip.png
رسم فارسيلبلال بن رباح وهو يؤذن
من على سطح الكعبة بعد فتح مكة عام 8 هـ






كان من نتائج صلح الحديبية أن دخلت قبيلة خزاعة في حلف محمد، فسَرَت عليها بنود الصلح، في حين تحالف أعداؤهم بنو بكر مع قريش، وكان بين بني بكر وخزاعة حروب وقتلى في الجاهلية، فتشاغلوا عن ذلك لما ظهر الإسلام، فمكثوا في تلك الهدنة نحو السبعة أو الثمانية عشر شهرًا، ثم أغارت بنو بكر على خزاعة على ماء لهم يقال له "الوتير" ليلاً في خفية، فقتلوا منهم أناس، وأمدت قريش بني بكر بالسّلاح وقاتل بعضهم معهم.[279] فلما انقضت الحرب خرج عمرو بن سالم الخزاعي حتى قدم على محمد وهو جالس في المسجد فقال:




«إنّ مكة حرّمها الله ولم يحرّمها الناس، لا يحلّ لامرئ
يؤمن الله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا، ولا يعضد
بها شجرًا، فإن أحد ترخّص لقتال رسول الله فيها،
فقولوا له: إنّ الله أذن لرسوله ولم يأذن لكم، وإنما أذن لي
فيها ساعة من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها
بالأمس وليبلغ الشاهد الغائب»


محمد بن عبد الله




يَـا رَبّ إنّي نَاشِدٌ مُحَمّدًا *** حِلفَ أبِينَا وأبِيهِ الأتْلَدَا

قَدْ كُنْتُمْ وُلْدًا وَكُنّا وَالِدًا *** ثُمّتَ أَسْلَمْنَا فَلَمْ نَنْزِعْ يَدَا

فَانْصُرْ هَدَاك اللّهُ نَصْرًا أَعْتَدَا *** وَادْعُ عِبَادَ اللّهِ يَأْتُوا مَدَدَا

إنّ قُرَيْشًا أَخْلَفُوك الْمَوْعِدَا *** وَنَقَضُوا مِيثَاقَك الْمُوَكّدَا

هُمْ بَيّتُونَا بِالْوَتِيرِ هُجّدًا *** وَقَتَلُونَا رُكّعًا وَسُجّدَا

وزَعَمُوا أنْ لَستُ أَدعُو أَحَدًا *** وَهُـم أَذَلُّ وَأَقَـلُّ عَـدَدًا





فقال له محمد «نُصِرتَ يا عمرو»، ثم جاء أبو سفيان بن حرب قادمًا من مكة يريد تجديد الصلح، فُوبل بالرفض. ثم أمر الناس بتجهيز الجيش والتحرك نحو مكة وهو يكتم ذلك حتى يبغت قريشًا، واستنفر الأعراب والقبائل المسلمة، فخرج في 10,000 مقاتل يوم 10 رمضان9 هـ، والناس يومئذ صائمون. ولما كان بالجحفة لقيه عمه العباس بن عبد المطلب، وكان قد خرج بأهله وعياله مسلمًا مهاجرًا، ثم لما كان بالأبواء لقيه ابن عمه أبو سفيان بن الحارث وابن عمته عبد الله بن أبي أمية فأسلما، ثم عسكر بالجيش في مر الظهران وأُوقدت عشرة آلاف نار، فجاء أبو سفيان بن حرب يتحسس، فلقيه العباس بن عبد المطلب وجاء به إلى محمد فأسلم أبو سفيان. وفي يوم الثلاثاء 17 رمضان سنة 8 هـ، تابع الجيش مسيره إلى مكة، في أثناء ذلك مرّ سعد بن معاذبأبي سفيان قائلاً: «اليوم يوم الملحمة، اليوم تُسْتَحَلُّ الكعبة» فلما بلغ ذلك القول محمدًا قال: «كذب سعد، ولكن هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، يوم تُكسَى فيه الكعبة». ثم رجع أبو سفيان إلى مكة وجعل ينادي بكلمات أعطاها لها محمد: «من دخل دار أبي سفيان فهو آمن! ومن أغلق عليه بابه فهو آمن! ومن دخل المسجد فهو آمن». ثم دخل الجيش مكة موزعين؛ فكان خالد بن الوليد ومن معه دخلها من أسفلها، والزبير بن العوام ومن معه من أعلاها، وأبو عبيدة بن الجراح من بطن الوادي. وأمرهم أن لا يقاتلوا إلا من قاتلهم، وأهدر يومئذ دماء تسعة نفر، وأمر بقتلهم وإن وجدوا تحت أستار الكعبة، فلم يحصل قتال إلا ما كان من خالد بن الوليد ومن معه فقد قتلوا اثني عشر رجلاً. ثم وصل الجيش الكعبة، فدخلوا المسجد، فأقبل محمد إلى الحجر الأسود، فاستلمه، ثم طاف بالبيت، وفي يده قوس، وحول البيت ثلاثمائة وستون صنمًا، فجعل يطعنها بالقوس ويقول ﴿جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً﴾ والأصنام تتساقط على وجوهها. ثم خاطب قريشًا فقال:




http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote2.pngلا إله إلا الله وحده لا شريك له، صدق وعده ونصر عبده وهزم الأحزاب وحده.. ثم قال: يا معشر قريش ما ترون أني فاعل بكم؟ قالوا: خيرًا، أخ كريم وابن أخ كريم، قال: فإني أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، اذهبوا فأنتم الطُلَقَاء
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote1.png


ثم أتى الصفا فعلاه حيث ينظر إلى البيت فرفع يديه فجعل يذكر الله بما شاء أن يذكره ويدعوه، والأنصار تحته يقول بعضهم لبعض «أمّا الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته». فجاءه الوحي بما يقولون، فقال «يا معشر الأنصار، قلتم "أمّا الرجل فأدركته رغبة في قريته ورأفة بعشيرته"؟» قالوا: «قلنا ذلك يا رسول الله» قال «فما اسمى إذن، إني عبد الله ورسوله، هاجرت إلى الله وإليكم، فالمحيا محياكم والممات مماتكم» فأقبل إليه الأنصار يبكون.







ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:40 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
الصراع مع القبائل العربية


بعد وقت قصير من فتح مكة؛ تحالفت قبائل هوازن وثقيف وبني هلال ضد المسلمين. والتقى الفريقان في غزوة حنين؛ حيث قرر قائد جيشي هوازن وثقيف مالك بن عوف أن يسوق مع الجيش الأموال والعيال والنساء ليزيد ذلك من حماس جنوده في القتال ويجعلهم يقاتلون حتى الموت، إن لم يكن للنصر فللدفاع عن الحرمات. وكان جيش المسلمين كبيراً بشكل أدخل الغرور في قلوب بعض المسلمين، حتى كان بعضهم يقول لن نهزم اليوم من قلة. ولكن في طريقهم إلى جيش هوازن وثقيف كان مالك قد نصب لهم كمينا في وادي حنين أصاب المسلمين بالصدمة والارتباك، وأشيع أن محمدا قتل، فبدأ المسلمون في الفرار والتراجع، لكن محمدا استطاع أن يعيد الثقة لجنوده وحول الهزيمة إلى نصر، وسرعان ما فر المتبقي من جيشي هوازن وثقيف إلى أماكن مختلفة.

وقعت غزوة تبوك في رجب سنة 9 هـ في أعقاب فتح مكة وانتصار المسلمين في الطائف، فوصلت محمدا أخبار من بلاد الروم تفيد أنَّ ملك الروم وحلفاءه من العرب من لخم وجذام وغسان وعاملة قد هيأ جيشاً لمهاجمة الدولة الإسلامية قبل أن تصبح خطراً على دولته. فما كان من محمد إلا أن أرسل إلى القبائل العربية في مختلف المناطق يستنفرهم على قتال الروم، فاجتمع له حوالي ثلاثين ألف مقاتل تصحبهم عشرة آلاف فرس. وبعد أن استخلف محمدٌ سباع بن عرفطة أو عبد الله بن أم مكتوم على المدينة، وعلي بن أبي طالب على أهله، بدأ الجيش تحركه، وقطعوا آلاف الأميال عانوا خلالها العطش والجوع والحر ومن قلّة وسائل الركوب، وقد سميت الغزوة "غزوة العسرة"، وقيل أنَّها جاءت عسرة من الماء وعسرة من الظهر، وعسرة من النفقة.
وبعد عام من معركة تبوك، بعث بنو ثقيف مبعوثين إلى المدينة المنورة للاستسلام لمحمد والدخول في الإسلام. وقدمت العديد من القبائل العربية على محمد لإعلان الدخول في الإسلام والتحالف مع محمد فيما عرف بعام الوفود. ومع ذلك، فإن البدو كانوا غرباء على نظام الإسلام ويريدون الحفاظ على استقلاليتهم، والعادات والتقاليد التي درجوا عليها. فكان محمد مطالبا بالتوصل إلى اتفاق عسكري وسياسي ينص على أن تعترف القبائل بسلطة المدينة، والامتناع عن الاعتداء على المسلمين وحلفائهم، ودفع الزكاة، والولاية الدينية للمسلمين.





مكث محمد في المدينة تسع سنين لم يحج فيها، وفي الخامس من شهر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة أعلن الرسول محمد عن عزمه أداء مناسك الحج، فخرج معه حوالي مئة ألف من المسلمين من الرجال والنساء، وقد استعمل على المدينة أبا دُجانة الساعدي الأنصاري، وأحرم للحج ثم لبّى قائلاً: "لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمدَ والنعمةَ لك، والملك، لا شريك لك ". وبقي ملبياً حتى دخل مكة، وطاف بعدها بالبيت سبعة أشواط واستلم الحجر الأسود وصلّى ركعتين عند مقام إبراهيم وشرب من ماء زمزم، ثم سعى بين الصفا والمروة، وفي اليوم الثامن من ذي الحجة توجه إلى منى فبات فيها. وفي اليوم التاسع توجه إلى عرفة فصلى فيها الظهر والعصر جمع تقديم في وقت الظهر، ثم خطب خطبته التي سميت فيما بعد خُطبة الوداع. وفي هذه الخطبة، حث محمد على نبذ جميع النزاعات الدموية القديمة والعصبيات القبلية والعرقية، وطالب الجميع بالتوحد كأمة واحدة. وتعليقا على ضعف المرأة في مجتمعه، أوصى محمد أتباعه بالنساء وحثهم على حسن معاملتهن والرفق بهن. محمد أيضا تناول مسألة الميراث، كما أكد على قدسية الأشهر الحرم. ووفقا للمفسرين السنة، نزلت الآية القرآنية التالية في هذا الحادث: ﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا﴾ (القرآن 3:5) في حين يشير مؤرخو الشيعة إلى تعيين محمد لعلي بن أبي طالب كخليفة له عند غدير خم، وبايعه كافة من كان معهم من رجال ونساء.
بعض الذي جاء في خطبة الوداع:


http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote2.pngإن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، ي بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمَيّ موضوعٌ، ودماء الجاهلية موضوعةٌ، وإن أول دم أضعُ من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هُذيل. وربا الجاهلية موضوعٌ، وأول ربا أضع ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله. ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح. ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله وأنتم تُسألون عنّي، فما أنتم قائلون؟ قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثلاث مرات
http://upload.wikimedia.org/wikipedi...px-Cquote1.png







http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9






ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:40 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
وفــــــــــــــاة النبى المصطفى



http://upload.wikimedia.org/wikipedi...Aisha_room.jpg
شباك الحجرة النبوية في المسجد النبوي حيث يوجد قبر الرسول محمد






في صفر سنة 11 هـ أصيب النبي محمد بأعراض بالحمى واتقدت حرارته، حتى إنهم كانوا يجدون سَوْرَتَها فوق العِصَابة التي تعصب بها رأسه.‏ وقد صلى الرسول محمد بالناس وهو مريض 11 يوماً وثقل به المرض، وطلب من زوجاته أن يمرَّض في بيت عائشة فانتقل إلى بيت عائشة يمشي بين الفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب. تقول بعض الروايات إنه مات بسبب سم دسه له يهود بخيبر في طعامه، فبحسب رواية البخاري أنه قال:‏ "‏يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَرِي من ذلك السم"‏‏‏. توفي محمد في ضحى من يوم الاثنينربيع الأول سنة 11 هـ، وقد تم له ثلاث وستون سنة.‏ وهذا يوافق 8 يونيو / حزيران 632م، ودفن ببيت عائشة بجانب المسجد النبوي.


http://upload.wikimedia.org/wikipedi...idi_nebevi.JPG
المسجد النبوي. يقع قبر النبي محمد في المبنى ذي القبة الخضراء









بعد رحيــــــله



بعد وفاة محمد اختلف أتباعه على هوية الشخص الذي سيخلفه في الحكم، حيث اجتمع جماعة من المسلمين في سقيفة بني ساعدة فرشح سعد بن عبادة نفسه وأيده في ذلك الأنصار، في حين رشح عمر بن الخطابأبا بكر مؤكدا على أحقية المهاجرين في الخلافة. ولقي هذا الترشيح تأييد المسلمين ممن كانوا في السقيفة، في حين اعترض عليه لاحقا مجموعة من المسلمين كانوا منشغلين بتجهيز جثمان محمد ودفنه؛ متمسكين بعلي بن أبي طالب كخليفة نظرا لقرابته ومكانته من محمد، ويضيف بعض المؤرخين لهذة الأسباب مبايعة المسلمين له في غدير خم وإن كان هناك خلاف حول صحة وقوع هذا الحدث. بعد استقرار الأمر لأبي بكر في المدينة، عمل على حماية المدينة ومحاربة بعض القبائل التي تمردت على الحكم، وبعض ممن اعتبرهم المسلمون مدعي النبوة، فيما عرف تاريخيا بحروب الردة. كما أرسل أبو بكر سرية كان قد أعدها محمد قبل مماته بقيادة أسامة بن زيد لمحاربة الروم رغم اعتراض البعض لصغر سن قائدها.

لاحقا تم النصر لتلك السرية، وعمل أبو بكر على توسيع نفوذ الدولة بإرسال قوات عسكرية إلى مختلف المناطق.
ما قبل الحقبة الإسلامية في الشرق الأوسط، كانت تهيمن عليه الإمبراطوريتان البيزنطية والساسانية. أضعفت الحروب بين الروم والفرس قواهما، كما أنهم لم يكونوا يحظون بشعبية في أوساط الشعوب التي يحتلون بلادها. وعلاوة على ذلك، فإن معظم الكنائس المسيحية في الأراضي التي غزاها المسلمون مثل النسطورية، المونوفستية، السريانية والقبطية كانت تتعرض لضغوط من العقيدة المسيحية الأرثوذكسية الرسمية التي لطالما اعتبرتهم هراطقة. وفي غضون عقد واحد فقط، فتح المسلمونبلاد ما بين النهرين وبلاد فارس، والشام ومصر، وأنشأوا ما عرف بدولة أو إمبراطورية الخلفاء الراشدين.







تراثـــــــــــــــــه





*** الإصلاح ؛-



يرى ويليام مونتغمري واط أن محمدا لم يكن يتعامل مع المواقف المختلفة بالدين فقط وإنما يتعامل معها وفقا للجوانب الفكرية لتلك المواقف والعوامل الاقتصادية والاجتماعية، والضغوط السياسية المعاصرة له. ويقول برنارد لويس إن هناك اثنتين من الرؤى السياسية لمحمد، واحدة تنظر إلى محمد كرجل دولة في المدينة المنورة، والأخرى ترى محمدا باعتباره ثوريا متمردا في مكة. يرى لويس أن الإسلام نفسه كان نوعا من الثورة التي غيرت كثيرا المجتمعات العربية إلى تعاليم وثقافة الدين الجديد. المؤرخون بصفة عامة يتفقون على أن الإصلاحات الاجتماعية الإسلامية في مجالات مثل التضامن الاجتماعي، وبنية الأسرة، والرق، وحقوق النساء والأطفال عملت على تحسين أوضاع المجتمع العربي. فعلى سبيل المثال، وفقا للويس، فإن "الإسلام منذ البداية شجب امتياز الأرستقراطية، ورفض الطبقية، واعتمد صياغة للمهن وفقا للمواهب ". رسالة محمد غيرت المجتمع والنظام الأخلاقي للحياة في شبه الجزيرة العربية من خلال إعادة توجيه المجتمع فيما يتعلق بالهوية والنظرة إلى العالم والطبقية. الإصلاحات الاقتصادية وجهت لمساعدة الفقراء في معاناتهم الناتجة عن النظام السابق في مكة قبل الإسلام. والقرآن يقضي بدفع الزكاة للفقراء. وبالتزامن مع تزايد سلطة محمد في الجزيرة العربية، كان يطالب تلك القبائل التي كانت تريد التحالف معه بتطبيق نظام الزكاة على وجه الخصوص.




*** القرآن ؛-





http://upload.wikimedia.org/wikipedi...n_Koran-RZ.jpg
المصحف العثماني، أقدم نسخة من القرآن.







القرآن هو معجزة النبي محمد، ومعجزة الإسلام التي تحدى بها العالم أن يأتوا بمثلها. حيث ورد في القرآن: ﴿قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآَنِ لَا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا﴾. فكان القرآن هو المعجزة الأساسية التي جاء بها النبي محمد متحدياً العالم أن يأتوا بمثلها، ووفقا لمنظور المسلمين فإنه معجزة الإسلام الحية، والتي تُعجز الناس حتى آخر العصور أن يأتوا بمثلها. ويتمثل إعجاز القرآن لغته، حيث جاء القرآن بلغة عربية فصيحة، قال القرآن:﴿بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ﴾ وفي قوله:﴿قُرْآَنًا عَرَبِيًّا غَيْرَ ذِي عِوَجٍ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ بيان إلى أن القرآن بيان عربي لا خطأ فيه، فكان الإعجاز اللغوي هو أول وأهم أسباب إعجاز القرآن، لذا لا يسمح علماءالسنة بترجمة ألفاظ القرآن، ويعتبرون ترجمة القرآن مستحيلة، بينما يسمحون بترجمة معانيه. والإعجاز اللغوي يشمل قوة اللفظ وجماله، وصحة التكوين، وبلاغة الذكر والاختصار. كما ظهر حديثا تيار يعتقد بوجود إعجاز علمي في القرآن، حيث تفسر بعض الآيات على أنها تثبت نظريات علمية لم يكتشفها العالم إلا بعد فترة طويلة جدا من ظهور القرآن.
وتحتوي الآثار الإسلامية على عدة معجزات أخرى لمحمد والتي حدثت بين أصحابه. يؤمن المسلمون أن الرسول محمدا أتى بعدد من المعجزات موجودة في السيرة النبوية والتاريخ الإسلامي؛ ويشير القرآن في عدة مواضع أن الرسول لم يُؤْتَ آيات أو معجزات كآيات الرسل من قبله وإنما أوتي القرآن، فهو معجزته الأساسية الباقية. من تلك المعجزات الأخرى انشقاق القمر، وتسبيح الحصي بين يديه وهناك معجزات أخرى.





http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9



ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:41 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
السُنـــــة




السنة هي كل ما ورد عن محمد من أقوال وأفعال وتقارير. وهي موجودة حاليا في صورة أحاديث يؤمن المسلمون أنها نقلت شفهيا عن الرسول ثم تم تدوينها في كتب الحديث. وعمل علماء الدين المسلمون على إنشاء ضوابط لهذه الأحاديث للتأكد من صحتها، فظهرت مجالات علوم الحديث مثل علم تدوين الحديث وعلم أصول الحديث وعلم مصطلح الحديث وعلم دراية الحديث وغيرها. وتتناول السنة مجموعة واسعة من المجالات مثل شرح القرآن وأسس العقيدة الإسلامية وكيفية أداء الشعائر الدينية؛ وعلى جانب آخر تتناول آدابا عامة مثل آداب الطعام والحديث وحق الطريق وحق الجار؛ كما تحتوي على نصائح للفرد المسلم مثل الحث على النظافة الشخصية. تفاصيل العديد من الشعائر الإسلامية الكبرى مثل الصلوات، والصيام والحج توجد فقط في السنة ولا توجد في القرآن مفصلة. السنة أيضا لعبت دورا رئيسيا في تطوير العلوم الدينية الإسلامية فقد ساهمت بشكل أساسي في تكوين الشريعة الإسلامية، ابتداء من نهاية القرن الإسلامي الأول.
وتعتبر كتب الحديث ذات قيمة مقدسة لدى المسلمين فيعتبرونها المصدر الثاني من مصادر التشريع الإسلامي. وظهرت علوم مختلفة للتأكد من وثوقية الحديث وروايته لكي يأخذ به المسلمون كمصدر للشريعة، باستخدام طريقة السند لتوثيق الروايات سواء في كتب التاريخ والسيرة أو كتب الحديث، والتي تعتمد على نسب كل رواية لراويها ومن رواها عنه وهكذا إلى أن تصل سلسلة السند لشخص كان يعيش في زمن محمد، فتكون الرواية صحيحة إذا كان سندها صحيحًا وهو ما يعتمد على ثقة المؤرخ في كل راوٍ من سلسلة الرواة. بعض الأكاديميين الغربيين يعتبرون الأحاديث مصدرًا دقيقًا للمرويّات التاريخية.
بداية من القرن الخامس الهجري تقريبًا توقفت الرواية في السنة بالإسناد حيث صارت المؤلفات تغفل الإسناد، ويرجع المصنفون إلى الكتب والمؤلفات بدلاً من التلقي المباشر من الرواة والشيوخ، وصار الإسناد إلى الكتب والإجازة.
على أن التدوين المتفرق للأحاديث قد حصل في فترة الصحابة والتابعين الذين ارتأوا الرخصة في ذلك. من تلك المحاولات -لأهل السنة- صحيفة همام بن منبه تلميذ أبو هريرة والتي كتبت في منتصف القرن الأول للهجرة، السابع الميلادي؛ واحتوت 114 حديث. الصحيفة الأصلية غير موجودة، لكن نقلها بعض المؤرخين مثل الذهبي عبر سلسلة من الرواة، ويوجد الآن نسخ مخطوطة عنها. ويُعتقد أن بعض الأحاديث الواردة في هذه الصحيفة نقلت كما هي إلى صحيحي البخاري ومسلم. ومن الكتب الشيعية كتاب سليم بن قيس (توفي 76 هـ) وهو تلميذ علي بن أبي طالب، يوجد عدة نسخ منه وهناك اختلاف حول





http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9



ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:42 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
حياتـــــه الشخصيــــة





*** زوجاته ؛-





http://upload.wikimedia.org/wikipedi...8A%D9%86_2.png
زوجات محمد بن عبد الله
والمعروفات بأمهات المؤمنين






زوجات محمد يعرفن في الإسلام بـ أمهات المؤمنين، وقد اختُلف في عدد زوجات النبي اللاتي دَخَل بهنّ على قولين؛ أنهنّ إثنتا عشر أو إحدى عشر، وسبب الاختلاف هو في مارية القبطية، هل هي زوجة له أم ملك يمين. فالمتَّفق عليه من زوجاته إحدى عشرة. القرشيات منهنّ ست، هن: خديجة بنت خويلد، وسودة بنت زمعة، وعائشة بنت أبي بكر، وحفصة بنت عمر بن الخطاب، وأم سلمة، وأم حبيبة.والعربيات من غير قريش أربع، هن: زينب بنت جحش، وجويرية بنت الحارث، وزينب بنت خزيمة، وميمونة بنت الحارث. وواحدة من غير العرب وهي صفية بنت حيي من بني إسرائيل. وتبقى مارية القبطية وهي من مصر. وتوفِّيت اثنتان من زوجات النبي محمد حال حياته، وهما خديجة بنت خويلد وزينب بنت خزيمة، وتُوفي هو عن تسع نسوة.







*** أبناؤه ومواليه ؛-





كان لمحمد من الأولاد ثلاثة بنين وأربع بنات، جميعهم من زوجته خديجة إلا إبراهيم فهو من مارية، وكل أولاده ماتوا في حياته إلا فاطمة فإنها توفيت بعده. وأولاده البنين هم: القاسم وعبد الله وإبراهيم، وأما البنات فهنّ: زينب ورقية وأم كلثوم وفاطمة، فأما زينب فتزوجها قبل الهجرة ابن خالتها أبو العاص بن الربيع، وأما رقية وأم كلثوم فقد تزوجهما عثمان بن عفان الواحدة بعد الأخرى، وأما فاطمة فتزوجها علي بن أبي طالب بين بدر وأحد، ومنها كان الحسن والحسين وزينب وأم كلثوم.
امتلك محمد عددًا من الموالي، منهم: زيد بن حارثة (وكان قد تبنّاه قبل الإسلام قبل إلغاء التبني) وأسامة بن زيد وثوبان بن بجدد وأبو هند، وأبو لبابة. ومن الإماء امتلك مارية القبطية (على خلاف في أنه هل أعتقها فتزوجها أم لا)، وريحانة بنت زيد (إحدى سبايا بني قريظة).





*** أسماؤه ؛-






http://upload.wikimedia.org/wikipedi...9%8A%D8%A9.jpg
مخطوطة ألفية السيرة النبوية
باب أسماء النبي محمد بخط
مؤلفها عبد الرحيم العراقي




ورد في التراث الإسلامي أنه كان لمحمد عدّة أسماء، فكان يقول عن نفسه «إن لي أسماء: أنا محمد، وأنا أحمد، وأنا الماحي الذي يمحو الله بي الكفر، وأنا الحاشر الذي يُحشر الناس على قدمي، وأنا العاقب»، وقال أيضًا «أنا نبي الرحمة، ونبي التوبة، ونبي الملحمة». وقد اختلف علماء الدين الإسلامي في أسماء كثيرة أخرى، فجعلها بعضهم كعدد أسماء الله الحسنى تسعة وتسعين اسمًا، وعدّ منها الجزولي في "دلائل الخيرات" 200 اسم، وأوصلها ابن دحية إلى 300 اسم. وقد كان من أهم أسباب الخلاف أن بعضهم رأى كل وصف وُصف به النبي في القرآن من أسمائه. في حين قال آخرون إن هذه أوصاف وليست أسماء أعلام. قال النووي: «بعض هذه المذكورات صفات، فإطلاق الأسماء عليها إنما هو مجاز».






***صفته الشكلية ؛-





جمع المسلمون ما توارثوه الصحابة من وصف خلقة نبيّهم في كتب كثيرة عرفت باسم كتب الشمائل، وأشهر هذه الكتب هو (الشمائل المحمدية)، للترمذي. حيث ذكر فيه أحاديث كثيرة في وصفه، وكان مما جاء فيه مفرقًا:





وأجمل منك لم تر قطّ عينوأكمل منك لم تلد النساءخُلقتَ مبرءًا من كل عيبكأنّك قد خلقت كما تشاء
حسان بن ثابت

  • جسمه: كان فخما مفخمًا
  • ، من رآه بديهة هابه، ومن خالطه معرفة أحبه . وكان رجلاً مربوعًا، ليس بالطويل ولا بالقصير، وكان إلى الطول أقرب، لم يكن يماشي أحدًا من الناس إلا طاله، ولا جلس في مجلس إلا يكون كتفه أعلى من الجالسين. وكان معتدل الخَلق، حسن الجسم، متماسك البدن، أنور المتجرد (ما تجرد من جسده).
  • لونه: كان أزهر اللون، ليس بالأبيض الأمهق (أي لم يكن شديد البياض والبرص)، ولا بالآدم (الأسمر).
  • رأسه وشعره: كان ضخم الرأس، عظيم الهامة. كان شديد سواد الشعر ولم يكن شعره بالجعد القَطَط (شديد الجعودة) ولا بالسَّبِط (المرسل)، كان جعدًا رِجلا (فيه تثن قليل)
. وكان شعره يصل إلى أنصاف أذنيه حينًا ويرسله أحيانًا فيصل إلى شَحمَة أُذُنيه أو بين أذنيه وعاتقه، وغاية طوله أن يضرب مَنكِبيه إذا طال زمان إرساله بعد الحلق. ولم يحلق رأسه بالكلية في سنوات الهجرة إلا عام الحديبية، ثم عام عمرة القضاء، ثم عام حجة الوداع. كان يرسل شعره، ثم ترك ذلك وصار يفرقه من وسط الرأس. توفي وليس في رأسه ولحيته عشرون شعرة بيضاء.
  • عنقه: كانت عنقه كأنها جيد دُمية في صفاء الفضة.
  • ذراعاه ويداه: كان طويل الزندين (الذراعين) أشعرهما (كثيرا الشعر)، رحب الراحة (الكف) شثن الكفين والقدمين (غليظ الأصابع)، سائل الأطراف (أصابعه طويلة ليست بمنعقدة).
  • إبطاه: كان أبيض الإبطين، وهي من علامات النبوة.
  • منكباه وصدره وبطنه: كان منكباه واسعين، كثيري الشعر، وكذا أعالي الصدر. وكان عاري الثديين والبطن. سواء البطن والصدر، عريض الصدر. طويل المسربة موصول ما بين اللبة (النقرة التي فوق الصدر) والسرة بشعر يجري كالخيط.
  • مفاصله: كان ضخم الكراديس (المفاصل).
  • خاتم النبوة: غُدّة حمراء مثل بيضة الحمامة، أو مثل الهلال، فيها شعرات مجتمعات كانت بين كتفيه. وهي من علامات النبوة.
  • وجهه: كان أسيل الوجه (المستوي) سهل الخدين ولم يكن مستديرًا غاية التدوير، بل كان بين الاستدارة والإسالة.
  • جبينه: كان واسع الجبين . (ممتد الجبين طولاً وعرضًا) مستويًا.
  • حاجباه: كان حاجباه قويين مقوَّسين، متّصلين اتصالاً خفيفًا، لا يُرى اتصالهما إلا أن يكون مسافرًا وذلك بسبب غبار السفر. بينهما عرق يدرّه الغضب.
  • عيناه: كان أشكل (طويل شِق العينين) أدعج (شديد سواد العينين) في بياضها حمرة (عروق حمر رقاق) وهي من دلائل نبوته. وكانت عيناه واسعتين جميلتين. ذات أهداب طويلة (الرموش) كثيرة حتى تكاد تلتبس من كثرتها. إذا نظر إليه الشخص قال أكحل العينين وهو ليس بأكحل
  • أنفه: يحسبه من لم يتأمله أشم ولم يكن أشم (الشمم ارتفاع في قصبة الأنف مع اسـتواء أعلاه وإشراف الأرنبة قليلا)، وكان مستقيمًا، أقنى (طويلاً في وسطه بعض ارتفاع)، مع دقة أرنبته (هي ما لان من الأنف).
  • فمه وأسنانه: كان ضليع الفم (واسع) ، أحسن الناس شفتين وألطفهم ختم فم. أشنب (في أسنانه رقة وتحدد) مفلج الأسنان (متفرق الأسنان) إذا تكلم رؤي كالنور يخرج من بين ثناياه.
  • لحيته: كان حسن اللحية، كثّ اللحية (كثير منابت الشعر)، وكانت عنفقته (هي الشعر الذي يظهر تحت الشفة السفلى وفوق الذقن) بارزة وحولها كبياض اللؤلؤ، في أسفل عنفقته شعر منقاد حتى يصل اللحية.
  • قدماه: كان ضخم القدمين‏، يطأ الأرض بقدمه كلها ليس لها أخمص (الجزء المرتفع عن الأرض من القدم)، وكان منهوس العقبين (قليل لحم العَقِب) .
ممنوع الرد حتى إكتمال الموضوع

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 01:44 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
***مقتنياته ؛-






http://upload.wikimedia.org/wikipedi..._27-5-2006.jpg
الغرفة التي تحوي بردة النبي محمد
، في قصر توبكابي في تركيا





كان لمحمد أسلحة من سيوف ودروع، ودواب من إبل وبغال وحميل، وكان يعطي كلّ منها اسمًا، فعُرف في حياته البغلة "دُلدُل" والتي أهداها له المقوقس ملك مصر، وعُرفت ناقته "القصواء"، وحماره "يعفور"، وغيرها. احتفظت ببعض هذه المقتنايه المسلمون عبر التاريخ، فكانت في مصر في مسجد أثر النبي في جنوب القاهرة. وقد ظلّت هناك حتى وقعت الفتح العثماني عام 1517م حين دخل القاهرة السلطان العثمانيسليم الأول فأخذ معه كل أثر النبي إلى اسطنبول، وبقيت هناك محفوظة غلى الآن في متحف الباب العالي.




http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9






(( وجهات النظر المختلفة حول محمد ))








http://upload.wikimedia.org/wikipedi...f_Mohammed.jpg

"عهد الأمان" أو "ميثاق النبي محمد"
لدير القديسة كاترين في سيناء.
يُعتقد أن أثر اليد يعود
للنبي محمد بن عبد الله شخصيًا




http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9





*** المسلمون ؛-



يعتبر المسلمون محمدا آخر الأنبياء والمرسلين فلا نبي بعده، وأن رسالته موجهة للناس كافة، وبموته انقطع الوحي إلى يوم القيامة. وتعد شهادة أن محمدا رسول الله الشطر الثاني من الشهادتين -الشرط الأساسي لدخول الإسلام-.
يرى المسلمون في محمد الإنسان الكامل عقلا وخلقا ودينا، ومعصوما من الخطأ، والأسوة الحسنة التي ينبغي على كل إنسان التأسي بها. كما يؤمنون بكونه سيد البشر جميعا وأفضل الأنبياء والرسل وأفضل من الناس جميعا. ويؤمنون بأنه سيشفع لهم يوم القيامة عند الله ليتغاضى عن ذنوبهم ويدخلهم الجنة.
يحتل محمد مكانة مقدسة بين المسلمين مهما تفاوتت درجة تدينهم، فيرفضون الحديث عنه بسوء، ويرفض المسلمون السنة تمثيله بالصور أو الصوت. يحتفل المسلمون بمولد محمد في كافة أنحاء العالم الإسلامي باستثناء السعودية نظرا لحكمها بنظام سلفي. وتنتشر في بعض الأوساط الإسلامية بعض الممارسات المتعلقة بمحمد مثل الحضرة والمديح والتوسل بالنبي، كما تعد زيارة مسجده من السنن.
يعمل المسلمون على تمييز اسم محمد عند حديثهم عنه اتباعا لتعاليم القرآن، وتقديرا واحتراما له. فعادة ما يشار إليه "رسول الله" أو "سيدنا محمد" أو "النبي"، ويتبعون اسمه بالصلاة والسلام عليه بقولهم "عليه الصلاة والسلام" أو "صلى الله عليه وسلم" أو "صلى الله عليه وآله وسلم" وغيرها من الصلوات الأخرى، وهذا كذلك اتباعا لأمر قرآني بالصلاة عليه فضلا عن وجود أحاديث توضح كيفية الصلاة على النبي وفضلها، حيث يؤمن المسلمون أن محمدا يشفع لمن يصلي عليه. وقد وصف محمد في أحد الأحاديث من لا يصلي عليه بالبخيل.




http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9






*** نظرة الغرب لمحمد ؛-





كان لدى أوروبا في الحقبة اللاتينية من العصور الوسطى كمية جيدة من المعلومات الدقيقة حول حياة محمد، ولكن هذه المعلومات تفسر بشكل يظهر محمدا في صورة دجال يطمح إلى السلطة والقوة، وعمل على إغواء أتباعه من العرب المسلمين لغزو البلاد المحيطة خلف ستار ديني. بعض مسيحيي العصور الوسطى قالوا بأنه توفي عام 666 في إشارة لرقم الشيطان. وقام آخرون بتحريف الاسم من محمد إلى ماهوند Mahound وتعني الشيطان المتجسد. يقول برنارد لويس أن مصطلح ماهوند تطور ليصور محمدا كشيطان أو إله مزيف يعبد مع "أبولو" و"ترماغانت" في ثالوث غير مقدس. وفي وقت لاحق من القرون الوسطى، قدم ليفير دو تريزور عملا يمثل محمدا كراهب سابق وكاردينال. الكوميديا الإلهيةلدانتي (الكانتو الثامن والعشرون XXVIII) قدمت محمدا بالإضافة إلى علي، في الجحيم " بين رؤوس الفتنة والانشقاقيين، ويتم تجريحهم بواسطة الشياطين مرارا وتكرارا."




الفيلسوف، الخطيب، والرسول، والمشرع، المحارب، الفاتح المنتصر للفكر، والمرمم للعقائد، والعبادة بدون صور، مؤسس عشرين من الإمبراطوريات الأرضية، وإمبراطورية روحانية واحدة، هذا هو محمد!
ألفونس دي لامارتين
،‏ تاريخ الأتراك
بعد حركة الإصلاح الديني في أوروبا، لم يعد يُنظر إلى محمد كإله أو وثن، ولكن بقيت فكرة كونه مدعيا طموحا. غيوم بوستيل كان من أوائل الذين قدموا رؤية أكثر إيجابية لمحمد. باولاينفيليرز وصف محمدا كزعيم سياسي موهوب ومشرع قوانين فحسب. غوتفريد لايبنتز أشاد بمحمد لأنه لم ينحرف عن الدين الطبيعي على حد تعبيره. توماس كارليل وصف محمدا بالروح العظيمة الصامتة، وواحد من الذين لا يمكن إلا أن يكونوا جادين. إدوارد جيبون في كتابه تاريخ سقوط وأفول الإمبراطورية الرومانية قال: "ويلاحظ أن الحس السليم لمحمد جعله يحتقر أبهة الملوك". وفي نظرة مخالفة وصفه فريدريش مارتن فون بودنشتاد (1851) بالمدمر المشؤوم، ونبي للقتل. الأعمال اللاحقة بداية من القرن الثامن عشر ابتعدت عن ذلك الجدال حول نبوة محمد، وتم إيلاء المزيد من الاهتمام إلى الجانب الإنساني، والعوامل الاجتماعية والاقتصادية والسياسية أكثر من النواحي الدينية واللاهوتية والمسائل الروحية.مع مطلع الجزء الأخير من القرن العشرين، تغيرت فكرة الباحثين الغربيين واتجهت إلى التعاطف مع قضيته، وخاصة مع الوعي بالحقائق الدينية والروحية للمشاركين في دراسة حياة مؤسس دين عالمي رئيسي. ووفقا لواط وريتشارد بيل، فإن الكتاب في تلك الآونة رفضوا فكرة أن محمدا تعمد خداع أتباعه، معتقدين أنه كان أمينا تماما وتصرف بحسن نية كاملة. واط يقول إن الإخلاص لا يعني صحة مباشرة فقد يكون محمد اعتقد خطأ أن خواطر لا شعورية من عقله الباطن هي وحي إلهي. واط ولويس يجزمان بأن النظر لمحمد كمُدّعٍ طموح يسعى لتحقيق ذاته يجعل من المستحيل فهم كيفية تطور الإسلام. ويقول ولش إن محمدا كان قادرا على إحداث ذلك التأثير والنجاح بفضل إيمانه الراسخ برسالته. كما بدا محمد على استعداد لتحمل المشاق من أجل قضيته، حتى عندما لا يوجد أي أساس منطقي للأمل كان يبدو عليه الإخلاص حسبما قال لويس.
حديثا، وبعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، ظهر تيار منتقد لمحمد ربما بسبب الخلط بين تصرفات الإرهابيين والمتطرفين الإسلاميين ورسالة الإسلام بشكل عام. ويُرجع أنصار هذا التيار سبب العنف الموجود في العالم الإسلامي إلى تعاليم الإسلام ومحمد، وأنتجوا أعمالا ينتقدون فيها محمدا مثل كتاب نبي الخراب، فيلم فتنة، والرسوم الكاريكاتورية في صحيفة يولاندس بوستن.






http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...quA2OHQAGiMR_9





*** وجهات نظر أخرى ؛-



  • البابية والبهائية والأحمدية تعتبر محمدا أحد الأنبياء والرسل، لكنه ليس آخرهم فهناك من بعده حسب رأيهم الباب والبهاء وميرزا غلام أحمد القادياني، ويعتبرون تعاليم محمد منسوخة بتعاليمهم.
  • في ديانة الثيليما يعد محمد أحد قديسي إكليزيا غنوستيكا كاثوليكا (بالإنجليزية: Saints of Ecclesia Gnostica Catholica‏) (الكنيسة المعرفية الكاثوليكية).
  • يعده ناناك مؤسس الديانة السيخية أحد رسل البراهما.
  • الحاخام اليهودي موسى بن ميمون يعتبره ساعد بتأسيسه للديانة الإسلامية على إعادة الناس إلى الله بعد أن كانوا يعبدون الأوثان فيما يعتبرها خطوة تمهيدية لظهور الماشيح وتوحيد العالم على عبادة الله.
  • كما تعتبره كنيسة يسوع المسيح لقديسي الأيام الأخيرة من الإصلاحيين مثله مثل كونفوشيوس وكذلك الفلاسفة مثل سقراط وأفلاطون وغيرهم، وسيأخذون الجزاء عند الله على ضوء القيم الأخلاقية التي أعطيت لهم، ولدعوتهم للتنوير وتحقيق مستوى أعلى من التفاهم بين الأفراد.


تم بحمد الله الانتهآء من الموضوع
تحيــآتي

ابومرام 07-16-2011 04:36 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 

موسوعه كامله عن الحبيب صلى الله عليه وسلم
جزاك الله خير
يثبت

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 07:47 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
تسـلم ع التثبيــت
آشكـرك على طلتك الحلووووة

abuzeed 07-16-2011 09:53 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
بارك الله فيك ونفع بك امتك
موسوعة رائعة وجميلة ومتكاملة عن الحبيب صلى الله عليه وسلم

عـ القناص ـزوز 07-16-2011 11:02 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
آشكــرك ع طلتـك الحلوة

عزوز 07-17-2011 10:54 AM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
صلى الله عليه وسلم
يعطيك العافيه والله يجزاك الجنه
والله انت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟لهذا المنتدى
والمعنى في بطن الشاعر

ح ـلــم 07-17-2011 10:59 AM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
عليهـ أفضل الصلاة وأتم التسليمـ
كل الشكر لمجهودكـ الرائع
تقيم..

عاشق مدريد 07-20-2011 01:06 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
بارك الله فيك
وجزاك الله خيراً

عـ القناص ـزوز 07-28-2011 05:41 AM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عزوز (المشاركة 172856)
صلى الله عليه وسلم
يعطيك العافيه والله يجزاك الجنه
والله انت؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟لهذا المنتدى
والمعنى في بطن الشاعر

آشكــرك ع طلتـك الحلــوة

عـ القناص ـزوز 07-28-2011 05:42 AM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ح ـلــم (المشاركة 172859)
عليهـ أفضل الصلاة وأتم التسليمـ
كل الشكر لمجهودكـ الرائع
تقيم..

آشكــرك ع طلتـك الحلــوة
وعلى تقييمك الأجمل

عـ القناص ـزوز 07-28-2011 05:42 AM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق مدريد (المشاركة 173142)
بارك الله فيك
وجزاك الله خيراً

آشكــرك ع طلتـك الحلــوة

صقر بني بحير 07-29-2011 01:55 AM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل تحية .
جزاك الله كل خير

عـ القناص ـزوز 07-29-2011 07:09 AM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
.. آشكرك على طلتك الحلوة

واثق الخطوة 04-13-2012 01:49 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
مشكوووووور
طرح مميز
وموضوع جميل ونشكرك على الموضوع الاكثر جمالاً

علي بن قحمان القرني 04-13-2012 02:02 PM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
اللهم صل وسلم على سيدنا وحبيبنا محمد ابن عبدالله أفضل الصلاة وأتم التسليم
بارك الله فيك
وجزاك الله الجنه على ماخطته يداك

الرهيب 10-04-2012 07:32 AM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
جزاك الله كل خير

الدهسى 05-12-2014 10:28 AM

رد: النبى ( محمد بن عبد الله ) صلى الله عليه وسلم
 
جزاكم الله خيرا وأحسن الله عملكم


الساعة الآن 12:16 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75