منتديات بني بحير بلقرن - أبو مسلم الخولاني،ابراهيم الأمة

اسمه عبدالله بن ثوب، وقيل بن ثواب، أسلم في حياة الرسول الكريم، ودخل المدينة أيام الصديق، كان تقيا ورعا زاهدا في الدنيا ونعيمها.

يروى عنه في الزهد أخبار عجيبة، فقد كان يضع سوطا في المسجد الذي يصلي فيه ويقيم الليل، وإذا أحس بأن جسمه قد فتر من القيام، ضرب رجليه بالسوط، وكان يقول: أنا أولى بالسوط من البهائم.

كان من أبطال الفتوحات، وكان يقطع الأنهار بالجيوش ويقول من ضاع منه شيئا أثناء العبور فانا له ضمين، فكان البعض يفقد بعض حاجاته، فيذهب أبو مسلم إلى النهر ويعيدها إليه.

وذكر الذهبي عنه في كتاب سير أعلام النبلاء القصة التالية والتي تبين الكرامات التي أمد الله بها هذا الزاهد العابد:

يقول الذهبي: أن امرأة أبي مسلم الخولاني قالت: ليس لنا دقيق.

فقال أبو مسلم: هل عندك شيء؟

قالت: درهم بعنا به غزلا.

قال: هاتيه، وهاتي الجراب.

فدخل السوق، فأتاه سائل، وألح عليه، فأعطاه الدرهم،

وملأ الجراب نشارة من تراب، وعاد إلى أهله ولما فتحه فإذا به دقيق أبيض ، فعجنت زوجته وخبزت.

فلما جاء الليل وضعته، فقال: من أين هذا؟

قالت: من الدقيق.

فأكل، وبكى!

ولما تنبأ الأسود العنسي باليمن، بعث إلى أبي مسلم وألقاه في نار عظيمة فلم تضره، واستمر مدة ثلاثة أيام يلقيه في النار ولا تضره، فقال أصحاب الأسود لعنه الله: إن لم تنفِ هذا خارج اليمن ليفسدن عليك من اتبعك.

فأمره بالرحيل، فقدم المدينة,فأناخ راحلته ودخل المسجد يصلي، فرآه عمر رضي الله عنه فقام إليه فقال: ممن الرجل؟

قال : من اليمن.

قال : ما فعل الذي أحرقه الكذاب بالنار؟

قال: ذاك عبد الله بن ثوب، حتى لا يقول ذاك أنا.

قال : نشدتك بالله، أنت هو؟

قال : اللهم نعم، فاعتنقه عمر وبكى، ثم ذهب به حتى أجلسه فيما بينه وبين أبي بكر الصديق.

فقال: الحمد لله الذي لم يمتني حتى أراني في أمة محمد من صنع به كما صنع بابراهيم الخليل .

وأصاب الناس قحط شديد أيام معاوية، فألح عليه معاوية بأن يستسقي بالناس، ورفض الخولاني في بداية الأمر، ولكن لما أخبره معاوية أن الناس أصابهم الهلاك، وألح عليه كثيرا، فقال الخولاني: أفعل على تقصيري.

فقام وعليه برنس فكشف البرنس عن رأسه,ثم رفع يديه فقال:

"اللهم إنا بك نستمطر، وقد جئت بذنوبي إليك فلا تخيبني"، فما انصرفوا حتى سقاهم الله ونزل عليهم الغيث.

فقال أبو مسلم :اللهم إن معاوية أقامني مقام سمعة، فإن كان عندك الخير فاقبضني إليك.

وكلن ذلك يوم الخميس فمات أبو مسلم يوم الخميس القادم، رحمه الله رحمة واسعة.