منتديات بني بحير بلقرن - دراكولا,حقيقة أم خيال

من منا لم يسمع عن دراكولا مصاص الدماء الرهيب الذي يهاجم ضحاياه في الليل ويقوم بغرس أنيابه في أعناقهم ومص دمائهم؟
هل هذه الشخصية حقيقة؟
أم أنها من إبداع الروائي الأيرلندي برام ستوكر؟
في الواقع,أن دراكولا شخصية حقيقة، وإن كان دراكولا الحقيقي لا يمتص الدماء ويطير بجانحين كما هو دراكولا في الرواية، ولكنه إنسان متوحش سفاك للدماء بدرجة لم يسبقه بها أحد، وستكون هذه الفقرة للحديث عنه.
اسمه الحقيقي "فلاد" وكان حاكما لترانسلفانيا احدى المقاطعات الرومانية القريبة من البلقان عام1448,ولكن دعم الأتراك لأخيه "رودا" جعله يترك الحكم ويهرب إلى المجر المجاورة وهناك بقي في المنفى12 عاما، وخلال فترة نفيه كون جيشا بمساعدة ملوك المقاطعات المحيطة الذين كانوا يريدون وقف المد التركي المتغلغل في أوروبا، وبالفعل تمكن من ذلك وعاد للحكم مرة أخرى,وحدثت بينه وبين الأتراك معارك كبيرة.
عندما عاد للحكم مرة أخرى انتقم من كل من وقف مع أخيه ضده,واتهمهم بقتل أبيه وقام بإعدامهم بطرق بشعة جدا، وقام أيضا بقتل أهاليهم وأقاربهم ولم يستثن منهم أحد.
خلال فترة حكمه كان شديدا حازما صارما على الناس، فكانت عقوبة القتل هي مصير كل من يخالف القانون حتى لو كان جرمه صغيرا، وقد ابتكر طريقة للقتل لم يسبقه بها أحد من الحكام، فقد كان يدخل رمح حاد في مؤخرة المتهم ويستمر في دفعه إلى داخله حتى يخرج من رقبته، وبعدها يتركه يعاني وينزف حتى الموت,وهذه الطريقة عرفت باسم(الخازوق).
كان لديه نظرية تقول أن الفقراء والمشردين والمعاقين يشكلون عقبة لتطور المجتمع وأنه لا فائدة ترجى منهم,فقام في أحد الأيام بدعوتهم لوليمة في أحد قصوره، ولما اجتمعوا كلهم قام بغلق بوابات القصر وأحرقه بالنار ومات جميع من فيه.
وبسبب بشاعة الأساليب التي يتبعها في معاقبة أعدائه، وفي فرض القانون على الناس، أطلق الناس عليه لقب (أمير الخوازيق) ولكن اللقب الذي اشتهر به واستمر الناس يعرفونه به حتى يومنا هذا هو(دراكوليا) أي ابن الشيطان.
الانتصارات التي حققها دراكوليا على طول المناطق الواقعة على خط نهر الدانوب أغضبت السلطان العثماني محمد الثاني فشكل جيشا ضخما لاحتلال أي منطقة تحت حكم دراكوليا، وبالفعل لم يستطع دراكوليا أن يقف بوجه الأتراك وانسحب هاربا مرة أخرى، ولكن عندما وصلت طلائع الجيش التركي لإمارة دراكوليا رأوا منظرا أوقف الدماء في عروقهم، فقد قام دراكوليا بقتل 20 ألف أسير تركي كانوا عنده وعلقهم بالخوازيق ونشرهم على امتداد الطريق الذي يسير فيه الجيش التركي.
هرب دراكوليا إلى المجر مرة أخرى، وطلب المساعدة من ملكها "مارثاس كورفينوس"ولكنه بدلا من مساعدته قام بأسره، ومن ثم تسليمه إلى الأتراك، فقام السلطان محمد الثاني بقطع رأسه وتعليقه على رمح حتى يـتأكد الجميع من موته، ثم قام الحرس العثماني السري بدفنه في مكان مجهول في إحدى جزر البحر الأبيض المتوسط حتى لا يكون قبره مزارا لبعض مريديه وأتباعه.