منتديات بني بحير بلقرن - مكننا استعادة طعم الحياة

قد تقابل أحدهم فيسلم عليك بحرارة ولكنك لا تتذكره فيخبرك عن نفسه

تبتسم له وكل منكم على استعجال يأخذ جوال الآخر وقد لا يقوم بتخزينه ولكنها من باب المجاملة

فقدنا بركة الوقت والصلات الاجتماعية

فبحجة عدم وجود وقت وكلمة ما يمديني نرفض الزيارات

أصبحنا نلهث وراء مشاغل الحياة بقلق وقلة صبر لنفنيها ولكنها ستفنينا لا محالة

لا أدري كيف تذكرت تلك البذرة التي بداخل الحبحبة فقد توفر لها مناخ جميل يحيط بها من الدفء والماء وجمال المكان ولكنها لا تنبت ولا تثمر

تلاحظون أن كل فرص الحياة السعيدة متوفرة لنا ولكننا نرفض استغلالها لنكون سعداء وما حولنا يعجز عن إسعادنا

الحياة المحيطة بنا يتوفر بها كل ما لذ وطاب ولكن قد تكون كثرتها هي السبب في عدم متعتها

مثلاً تجد الفاكهة متوفرة فنحن نأكل فاكهة الصيف بالشتاء وبالعكس فلا نشعر بمتعتها

حتى أطفالنا أصبحوالا يستمتعون باللعب رغم توفر كل المسليات

كنت وأنا طفل أجد المتعة في حجر كان على شكل سيارة وما زال في مخيلتي فقد لازمني طوال طفولتي

سمعت أن أحد الأثرياء العرب وقد كان مصيفاً في أحد منتجعاته بلندن فتمنت ابنته آيس كريم من المحل الفلاني بباريس فما كان منه إلا أن أرسل طائرته الخاصة لفرنسا ليجلب لها ذلك الآيس كريم التعيس

تذكروا بذرة البطيخ فكل شيء حولها جميل ولكنها لا تعطي ولا تثمر والتمثيل بالبذرة مجازي فقط

الذين في مثل سني يذكرون كيف كان وقع الرسالة البريدية عليه وتلك العبارة المعروفة ( تعلمون أن الرسائل نصف المواجهة )

الله الله ما كان أسعدنا عندما تأتي رسالة بريدية يخبرنا مرسلها أنه بصحة وعافية

أقول مع كل ذلك الشقاء المادي إلا أننا كنا نشعر بسعادة غامرة

كان ذا مرض أو أصيب أحدنا يزوره الجماعة كلهم والبعض قد يأتي بذبيحة معه وكم كنا نسعد بتلك العزيمة فاللحمة على قلتها لها طعمها الخاص

كنا نشعر بالوقت ونشعر بالليل فما أن يبدأ الظلام إلا ونشعر بذلك الشعور الخاص بالليل فالظلمة لها طعمها لنعود ونشعر بشروق الشمس فله طعمه الخاص

نشعر ببهجة العيد وبلبسه الجديد

نشعر ببرامج الإذاعة والتلفزيون كنا نتابع بشغف مسلسل الصباح ثم يقفل التلفزيون فترة الظهيرة ليعاود البث عصراً بتوم وجيري وبنك بانثر
لا والأجمل هو ذلك المسلسل البدوي بعد المغرب فتجد الأسرة كلها صامتين لمتعة المتابعة

نتابع المباراة فينتقلون لإكمال المباراة على القناة الثانية ليعودوا بعد الأخبار

نشعر بالسعادة في كل ما يحيط بنا رغم ندرة العوامل المسببة للسعادة

أخيراً أوصيكم ونفسي بتقوى الله لأنها أعلى مراتب السعادة وراحة البال

ثم الله في التواصل فيما بينكم وصلة الأرحام ونبذ الضغائن وعدم التحجج بمشاغل الحياة فنحن من صنع مقولة أشغلتنا الدنيا وبإمكاننا استبدالها بنحن نستطيع

تقبلوا تحياتي