منتديات بني بحير بلقرن - ع ــراقـي الـ.ـجـ.ـريـ.ــح/

عِراقِي الجَريحْ..

تحسستُ جَبينهُ المحْمُوم بيدي..

وَرأيتُ الدِماءُ تنزفْ مِن ذاك الجَسدِ النحيل..

أسِفتُ أني لاَ اسْتطيعُ تقديم سِوى حُروفُ المواساة..

وسُطور العَزاء لِشُهداء الوَاجبْ..

...........

رَفعت رأسي أنظر إلى السماء وكيف هي مُلبدة بالغيوم..

ازداد تكاثفها وتزاحمها..

بدأ يميل لونها إلى الأزرق الرمادي..

وميض ذاك البرق يسلب البصر..وصوت ذاك الرعد يدوي بالسمع..

قطرة..تلتها قطرة لحقتها الثالثه حتى تناقزت على رأسي

وبللت مواساة حرفي واختلطت الحروف ببعضها إلى

أن ضاع نص العزاء،،

.......

أغمضت جفوني وأذنت لـ دمعي بالهطول،،

أغتصبوا أراضينا وأنتهكوا حُرماتنا...

وبني الإسلام يُعجبون بتقليعات غربية ويتمنون الإنتماء لهم!!

أما ترون دماء الأحرار بيديهم دليلاً على دناستهم؟؟

أما تسمعون صراخ الثكالى؟؟

أنتزعوا اطفالها من بين يديها

وأيقنت بأنهم لن يعيدوهم لها إلا اشلاء مُقطعة؟؟

..........

"فتاة الرافدين بذاك الزهو والجمال البهئ الذي سرعان ما خط

الزمان أوجاعه على معالم الأنوثة الطاغيه،

كانت ترعى اخوتها بعد وفاة والديها وتمسي كل يوم على

هاجوس الغد المخيف وكيف سينتهي؟؟

لم تهدأ نبضات قلبها وتزايد أنفاسها فـ مع كل صبح يتنفس

تزفر الأنات التي تقطع نياط قلبها،

بالأمس القريب أسرو إبن جيراننا الذي لم يتجاوز العقد الثامن

من عمره وأعادوه جثة شوهتها الآت التعذيب التي تفننوا بوسمها على جسده

وأحرقو قلب أم كانت تعده سيفاً يجلجل في صفوف المجاهدين..

...

متى سينتهي ذاك الهاجوس ؟؟لم تنتهي من سؤالها حتى تلقى الجواب

بطرق باب منزلهم بقوة وبشكل مُخيف..

ربـاااه اني استودعتك نفسي وأخوتي"ذاك ما أسرته بنفسها

ولفت جلبابها على جسدها لترى من الطارق؟؟تقدمها خطوة وتُأخرها أخرى

فتحت الباب وإذ بها تلك الوحوش البشعة بأسلحتهم المُخيفهـ

وضعت يدها على قلبها حتى تسكت نبضاته لـِ ألا يفضحها صوت دقاته

.....

وضعوا السلاح على رأسها وسألوها عن العائل لهم ,لكن لم يكن هناك أحد..

ركلوها بأرجلهم ودخلوا افواجاً يحطمون كل شئ يرونه

"اخوتي نائمون يارب احفظهم وأَمِّن رَوعَهم"همست بها لخالقها

بَعُد أصوات وقعهم..خشيت من عاقبة ذاك الهدوء المزعج

دقائق حتى تسارعت خطواتهم وتتعالى أصواتهم..

تسمع صُراااخ وبكاااء،

لكن ماحيلتها حتى تواجههم؟؟

خرجوا ومعهم أخوها المُكبل الذي لم يُكمل العاشرة من عمره...

صَرخت حتى كاد الجدار أن يتفتت من صوت أنينها

استغاثت بهم..

ارجووكم اتركووه اقتلوني لكن دعوا أخي..

خُيل لها شكل ولد جيرانهم،،

آآه يا أخي سيُعيدونك جثة مشوهه...

لااااا لن اسمح لكم أن تأخذووه،،

قاومت وتشبثت بقدم ذاك الخسيس لتفدي نفسها عن أخيها

"أرجووك دع أخي خذ كل ماتريد لكن أبقوه لي ولا تُعذبوه"

نظر إليها بنظرة دنيئةٍ وظَل يتأمل جسدها الملفع بالحجاب وتقدم

بخطوات نحوها..

نبض قلبها يزيد ويتسارع والخوف يشل أركانها

"ألم تقولي خذو كل ماتريدون ؟؟أُريدك أنتي"

صُعقت ماذا تفعل حيال ذاك الحقير الذي ليس له من الأنسانية

شيئاً حتى مُسماها..

أنتزع بيده الملوثة حجابها وأحتضن وجهها بين يديه

لكن رحمة الباري بها,

أن عاد رفيقه بعدما فقده

"وصرخ به ماذا تفعل أيها الأحمق الوقت ليس في صالحنا

فلدينا مداهمات أُخرى،،

وأخفض من حدة صوته وقال بنبرة هادئه:ودع لهذه الجميلة يوم آخر "

قهقهات حيوانات تمثلت بأشكال البشر..

بصقت في وجهه،، عاد وأمسك بشعرها ودفعها إلى الحائط الذي

افقدها وعيها...

.............

أخبروني على ماذا ستستفييييق؟؟؟؟

بقلم/ابتسام القرني

**لن أحلل من ينسب حروفي إلى نفسه إلى يوم الدين**