منتديات بني بحير بلقرن - مناظر وعبر ،، صادفتها في مكة المكرمة هذا العام ،،


	سلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،، ومساء الخير ،، الحمد لله الذي مّن علي بأداء مناسك الحج هذا العام ،، واسأل الله أن يتقبل مني ومنكم صالح الأعمال ،، في حج هذا العام صادفت عدة مناظر،، بعضها كان له وقع شديد في نفسي ،، سأورد اثنين منها للفائدة ،، ********** المنظر الأول ،، توجهت بمفردي بسيارتي الخاصه الصالون لمكة المكرمة مبكرا وبالتحديد في يوم الجمعه أخر يوم من شهر ذي القعدة لأداء فريضة الحج ،، ولكي امضي أيام العشر واصومها بالرحاب الطاهرة ،، وبعد ان اديت مناسك العمرة احللت احرامي واستأجرت شقة في حي الغسالة بمكة ،، وكنت اصلي بعض الفروض في الحرم فيما اوأدي اغلب فروض الصلاة بمسجد جامع قرب مقر سكني ،، لاحظت في ذاك الجامع شيخ كهل لم يكن يفارق المسجد ،، ولم يكن يتحدث مع أحد ،، يمضي وقته في قرأة القرأن والتأمل ،، وكان دوما مبتسما ،، سألت عنه بعض جماعة المسجد قالوا هذا دابه منذ سنين طويلة ،، وكان سكنه قريب من المسجد ،، يخرج من المسجد بعد صلاة العشاء لينام فقط ويعود قبل صلاة الفجر ،، وصاحبته خلال ايام تواجدي ،، فقد كنت اطيل المكوث بالمسجد حتى لا يبقى غيرنا ،، مما أوجد نوعا من الارتياح بيننا ،، وكنت أجد قبول وراحة منه بالحديث معي والتبسط بالحديث وبخاصة بعد صلاة الفجر وبعد صلاة الظهر ،، ونمضي ساعات معا،، حتى أنه أضحى يفتقدني ،، علمت ذلك عندما بادرني في ظهر أحد الأيام على عادتنا بالجلوس معا بعد أن ننتهي من قرأة القرأن ونتجاذب الحديث ،، بادرني بسؤالي هل صليت معنا صلاة الفجر اليوم ،، لحظتها كأن حجرا وقع على رأسي ،، لأنني في ذلك اليوم بالذات فاتتني صلاة الفجر جماعة ،، وهو الفرض الوحيد الذي لم اتمكن من حضور الجماعة ،، فقد تنبهت من النوم والإمام يقرأ بالركعة الثانية ولم اتمكن من اللحاق بالجماعة فصليت الفجر مع جماعة ثانية،، كان يتابعني ولم أكن ادرك ذلك ،، قلت له نعم صليت الفجر ،، قال جماعة معنا ! ،، قلت نعم ،، ثم اعاد السؤال صليت الفجر معنا ! ،، قلت نعم ،، كانت في عينيه نظرة لها معنى ،، كان يريد أن يقول لي أنت تكذب ولم يقلها ،، وخجلت أن أقول له أنني تأخرت عن الصلاة ،، وشعرت بنيته توبيخي لكنه لم يفعل ،، وفي اليوم الخامس من ذي الحجه في صلاة المغرب ،، لاحظت أن مكانه فارغ ،، واستغربت ،، تلفت ابحث عنه ولم اجده ،، وبعد أن صليت ركعتين اقام المؤذن صلاة المغرب ،، تلفت ابحث عنه وماهي إلا لحظات والشيخ الوقور يأتي راكضاً يهرول من جهة الباب الجنوبي للمسجد نحو مكانه مفزوعاً ،، كان ضخم البنية ،، ومنظره وهو يهرول بين المصلين مفزع جداً ،، كان يهرول لكي يلحق الصف الأول فقد خرج يجدد وضوئه وعاد مسرعا لمكانه ،، لن انسى ما حييت منظره وهو يهرول ،، كان كالجمل الهادر في عمره وجسمه الضخم ،، رأيت فيه جمل هادر مفزوع ،، ارعبني منظره كثيراً ،، بل بكيت مرارا عندما يترأى لي منظره ،، وبخاصة وجهه ولحيته الكثيفه والعلامة التي على جبهته من كثر السجود ،، كان وجهه مرعب مفزوع هالني كثيراً ،، وما أن وصل مكانه حتى بدت علامة الارتياح عليه وعادت البسمة لوجهه ،، العبرة في هذا المنظر أنه كيف بهذا الشيخ المسن يتملكه الرعب أنه سيفوته الصف الأول وتكبيرة الاحرام ،، وانا كنت لا أبالي ولا احرص كثيرا على حضور تكبيرة الاحرام ،، واحيانا تفوتني ركعة أو ركعتين ،، ولا يزال وجه هذا الشيخ يترأى لي عند كل صلاة ،، تأخرت في مكة في اليوم الثالث عشر لكي اودع هذا الشيخ إلا أنه لم يحضر لمكانه المعتاد ،، فقد حج هذا العام وانشغل باداء مناسك الحج ولم يتمكن من الحضور ،، انتظرته ولم يحضر ،، ولا تزال بالنفس غصة أنني لم اودعه ،، فقد كان قريبا جدا من نفسي ،، بل خيل لي أنني صديقه الوحيد الذي تبسط معه بالحديث ،، فلم يكن من السهولة أن يتحدث مع أحد ،، ولم تصدف عيناي رؤيته يتحدث مع أحد غيري طيلة الأيام التي امضيتها معه بمكه ،، *********** المنظر الثاني ،، كنت وضعت مخطط لذهابي لعرفة ،، أن اوقف سيارتي خارج حدود عرفه وأن ادخل مشياً لعرفه واحمل معي بساط خفيف ،، وفعلا صحوت من النوم قبل صلاة الفجر في اليوم التاسع ،، لكي اتلافى الزحام ،، ونويت أن اصلي الفجر في مزدلفه ،، وسلكت طريق اعتدت سلوكه وهو طريق المعيصم ،، وفوجئت أن المرور اغلق الطريق ،، حاولت الدخول بسيارتي ولم اتمكن ،، فالمسافة بعيدة ولا يمكنني المشي كل هذه المسافة الطويلة ،، كان هناك باص متوقف بعيدا بعد نقطة المرور ،، يتحين للأستفادة من هذه الفرصه ،، فقد دخل فيما يبدو قبل المنع في أول الليل،، اتجهت إليه وسألته هل سيتجه لعرفه فقال نعم وطلب مني مبلغ 20 ريال لنقلي،، فقلت في نفسي انتظر لعل الله يفرجها من عنده ،، وعدت لسيارتي وصليت الفجر في مكاني ذاك مع بعض الحجاج ،، وماهي إلا برهة من الزمن ومع بدء شروق الشمس ،، اتى رجل إلي وقال هل تريد الذهاب لعرفة ،، فقلت له بالتأكيد والأمر كما ترى ،، قال لي لقد تغيرت خطة السير ،، وهذا الطريق مغلق وقد تم اعلان ذلك ،، وانه تم توجيه السير لطريق الطائف ،، وكنت منقطعا فعلا عن الاخبار ومتابعة خطة السير ولم اعرف ذلك ،، كان الخبر مفرح ،، واتجهت فورا للدائري الثاني فوجدت الأمر كما ذكر لي ،، بل وتمكنت من دخول عرفة بسيارتي وفي موقع مثالي جدا يخلو من الزحام ،، العبرة في هذا المنظر أنني خططت لترك سيارتي خارج عرفة والدخول مشيا ،، واختار الله أمر أخر لي ،، فدخلت بسيارتي وكانت جميع اغراضي بمتناولي من فرش وأكل وقهوة وخلافه ،، كل ذلك كان في ظرف ساعتين فقط ،، فحمدت الله كثيرا على منه وكرمه ،، فالإنسان احيانا يقلق ويصيبه الحزن عندما يصرفه الله عن شيء ،، وهو لا يعلم أن الله اختار له أمر أفضل ،، فلله الحمد والمنه ،، وشكراً لكم ،، م ن ق و ل