منتديات بني بحير بلقرن

· الوسط الرياضي السعودي يتقبل الإثارة و الصخب و اللغط أكثر من بحثه عن التطوير و التحسين و التثقيف و العمل ...هذا الميل للتشنج يعود أولا للإعلام الغير مؤهل تقريبا للقيام بالمهمة الثانية...هذا الإعلام يفكر و يفند بعقلية المشجع العادي أو المدرج أكثر من كونه محايدا يطرح القضية و يترك للآخرين المجال للتفكير...حيث تتم عمليات تشويش و قلب للحقائق و تضخيم لنقاط بسيطة على حساب القضية المطروحة...يتم في الإعلام تضخيم أشخاص و التطبيل لهم بلا منطقية و كذلك نسف جهود الآخرين و ترصد هفواتهم لاختلاف الألوان...العامل الثاني الذي جعل الوسط الرياضي محاطا بالأحقاد و الضغينة هو ضعف عام في ثقافة المتلقي...كثقافة رياضية بشكل خاص تمكن الرأي العام من رفض مثل هذه السلوكيات...السبب في ذلك قد يكون إلى أن معظم المشجعين من فئة الشباب...هذه الفئة التي تمثل أكثر من 60% من سكان المملكة...فالشاب عادة يميل للاندفاع و للتعصب للرأي الذي يناسب ميوله...هذا الشاب قد يسمع من كاتب جعله الإعلام رمزا لناد معين ثم يتقبل هذا الشاب كل ما يقوله كقرآن منزل...

· و في الحواري يشتد هذا الأمر وضوحا و خطرا... إذ لا يوجد مشجع بمعنى الكلمة إلا ما ندر...فالمشجع هو إما صديق أو ابن نفس المنطقة...فمن النادر أن تجد مشجع حقيقي لفريق بعينه من خارج دائرته إلا في حالات مكره أخاك لا بطل أو لهدف معين...فهذا الصديق أو ابن المنطقة يزداد تعصبه و تحيزه بناء على العاملين السابقين اللذان يشكلان ثقافة الشارع الرياضي السعودي...و يزداد احتقان و تعصب الفرد في الحواري كون تشجيعه مبني في حالات كثيرة على تعصب قبلي , مناطقي, عنصري...منها المبني على شكل شخصي و عناصري...منها ما يبنى على رد فعل مواقف سلبية سابقة ... كذلك فإن التعارف و التعايش بين مكونات الوسط الرياضي في الحواري خلق صراعات أحيانا لا تنتهي...لها أسبابها الواهنة أحيانا لكنها تجد من يغذيها...و من يعيش عليها... و من يجد نفسه فيها..

· كل ذلك يؤدي إلى تسرب المواهب من سن مبكرة و التوقف عن الركض جراء هذه الضغوطات...والكثير من الشباب ليس لديه القدرة على الاستمتاع بوجود هذه الصراعات فينسحب دون أن يشعر لماذا فعل ذلك؟ كذلك فعلى الجانب الإداري قد نجد من لا يحب العمل في مثل هذه الأجواء...لأنه ينشد جوا مثاليا إما لمكانته أو تجنبا لنظرة الناس له بغير ما يريد...

· و الأخطر من ذلك قد يلجأ البعض للتغرير بالنشء لاستخدام الحبوب المخدرة أو الكبتاجون لكي يزيد من حيويته...و تحت الضغوطات قد يوافق الشبان لاستخدامها...هذا الأمر نقطة تحول في حياة الكثير...فتضيع السنوات لهذا الشاب جراء انجرافه فتتغير حياته.. و القريب من الوسط الرياضي يدرك أنه في آخر سنتين تقريبا بدأت تعود موجة سيطرة المخدرات كما كانت قديما...و لا يخفى على الكثير أن بداية الانجراف للمخدرات إما بسبب البحث عن تميز رياضي أو دراسي...لذا وجب التحذير فالظاهرة عادت للتفشي بقوة...

· مثل هذه المشكلات تحتاج إلى تثقيف و توعية من المدرسة و المسجد و المؤسسات المجتمعاتية كلجنة التنمية...إن معالجة المشكلة يسهل عندما نعرف الأسباب ثم نبدأ بالبحث عن حلول لتقليصها تدريجيا كي ينعم شبابنا ببيئة و متنفس مناسب للإبداع...