منتديات بني بحير بلقرن - خسارة أي خسارة ،،، لقد مات ضميري

الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ، كما يحب ربنا ويرضى ،، والصلاة والسلام على البشير النذير إمام الهدى ،، وعلى آله وأصحابه ومن اقتفى أثره واقتدى .
أيها الفضلاء :
تؤلمني مشاعر الحسرة والألم ،، عندما أنظر في حالي وأتذكر مآلي ،، أرى الناس من حولي بين مهلل ومكبر ، هذا يبسط سجادته ، وهذا يجهز مصحفه ، وذاك يربط كتبه ،، كلهم يستعدون لضيفٍ كريمٍ ، يزورنا ثم يرحل ... لا لا ،، ليس هو الضيف ،، إنما نحن الضيوف ،، فالله يكرم من أعطاه قدره ، ويجود على من احترم قدسيته ،،،
فيه الرحمة والغفران ،، فيه العتق من النيران ،،، فيه تفتح أبواب الجنان ،، وتوصد أبواب النيران ،، وتصفد شياطين الجان .
واااااااااأسفي على نفسي ،، حينما أرى المشمرين قد اهتدوا إلى طريق الخير ،، وأنا أسبح في فضاء غفلتي ، وااااااااأسفي على عمري الذي يذهب جزافاً أدراج الرياح ، أتقلب فيه بين مدارج شهوتي ... وااااااااااأسفي على شبابي الذي انقضى ولم أفق ، وعلى مشيبي الذي تتوارى أيامه ولم أجب ..
كيف بي إذا أقبل الناس بالحسنات ،، وأشرفتُ منهكاً من تبعات السيئات ،، أي غفلةٍ أردتني ،، وأي شهوةٍ ضيعتني ،،،
كيف أرجو رحمة ربي ، وأنا غارق في شهواتي ،، كيف أرجو العتق من النار وأنا أسير ملذاتي ،،، أغراني قول الله تعالى : " ورحمتي وسعت كل شيء " فنعم بالله ،، ما أوسع رحمته وما أعظم كرمه،، ولكنه سبحانه تعالى هو القائل " فسأكتبها للذين يتقون ويؤتون الزكاة والذين هم بآياتنا يؤمنون "
وااااوألماه ... كيف جعلت القرآن عضين ،،، أخذت بعضه وتركت بعضه ،،، قصمت الآية ،، فأخذت منها ما يوافق شهوتي ،،، وتركت منها ما لم يطب لهوى نفسي .
وواااااا ويحاه ،،،، كيف أدركت قول ربي " نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم " وتناسيت أن أكمل الآية لترهب نفسي تمام الآية " وأن عذابي هو العذاب الأليم "
كما أنا أحمق ،،، حين ظننت أن رحمة ربي تتنزل عليّ ،، وأنا مدمنٌ مشاهدة الأفلام والمسلسلات وسماع الأغاني ... وغارقٌ في بحور الأحلام والأماني ،، أم هل ظننت أن رحمة ربي تتغشاني وأنا ألهو وألعب وأقتل أفضل أوقات عمري في الملاعب والاستراحات ،،،
ويل لي ،، كيف تسمع نفسي " صلاة القيام يرحمكم الله " ولا تتحرك مشاعري .. فتزفني إلى بيوت الصالحين الأبرار .
ويل لي ،، حين أسمع إمام الحي ، يبكي ويردد " اللهم اجعلنا من عتقاء شهرك الكريم " فتمر على مسامعي دون أدنى تأثرٍ واعتبار ...
فكيف بي حين ،، تلف أكفاني ،، وكيف بي حين أوضع في ظلمة قبري ،، وكيف بي حين أقف أمام ربي .
يااااااااااويلي ،،،، متى أعود إلى ربي ،،، ومتى أفتح مصحفي ،،، ومتى أقتل شهوتي .
تمر الأيام بي تتررا ،،، وينصرم عمري شهراً شهرا ،، وأنا من ظلمةٍ إلى ظلمة ،، ومن حفرةٍ إلى حفرة .
يا رب تب عليّ وألهمني رشدي ،،، يا ربّ تب علي وألهمني رشدي ،،، يا رب تب علي وألهمني رشدي ............................................. ... فاستيفظت من نومي خائفاً فزعاً .. وتعوذت من الشيطان الرجيم ،،، وسليت نفسي أن هذه أضغاث أحلام ... أشعلت سيجارتي ،،، وأطفأت نور ضميري ،،، وأدرت محرك سيارتي ،، وذهبت لمجلسي الذي أقتل فيه عمري ،،، واصلت حياتي غارقاً في ملذاتي ، وسارت حياتي كما هي ،،، لم أغير ولم أتغير ....
خسارة أي خسارة ،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،، لقد مات ضميري ،،،،