منتديات بني بحير بلقرن - من روائع قصص العشق في التأريخ الأندلسي

من روائع قصص العشق لتأريخ الأندلسي

عندما حدثت فجوة في العلاقة بين ولادة بنت المستكفي وابن زيدون وهما من كبار شعراء الاندلس لم يستطع ابن زيدون تحملها او انكارها فيعاتب ولاّدة بأبيات شديدة العتاب صيغت بألفاظ ذهبية وعبارات هي السحر الحلال اذ يقول :

أاسلب من وصالك ماكسيت

واعزل عن رضاك وقد كسيت

وكيف وفي سبـيلي هواك طوعا

لقيت من المكارة مالقـيـت
اسير عليك عتبا ليس يبقى
واضمر فيك غيظا لا يبيت
وماردي على الواشين الا
رضيت بجور مالكتي رضيت

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فتزداد ولاّدة تدللا ويزداد ابن زيدون تذللا ويشكو بألم ويعاتب ويندم ويستوحش , كل هذه المعاني يقدمها في ابيات يعمد فيها الى الرقة ويذهب من الاناقة مذهبا ومن الايقاع وحسن الجرس مبدعا مفتنا , ويحاول ان يصلح مافتر من علاقته بها فيقول :

أيوحشني الزمان وانت انسي

ويظلم لي النهار وانت انسي

واغرس في محبتك الاماني

فأجنى الموت من ثمرات غرسي
لقد جازيت غدرا عن وفائــي
وبعت مودة ظلما ببخـــس
ولو ان الزمان اطـاع حكمـي
فد يتك من مكارهة بنفســــي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وتزداد علاقة ابن زيدون بولادة سوءا فتنصب له المكائد ويتهم بالتواطؤ على حكومة قرطبة وتنجح المكيدة ويزج به في السجن ولكنة هرب من السجن واختبأ في الزهراء احد ضواحي قرطبة , فيحن لولادة ويشتاق لها فكتب لها قصيدته القافية الرقيقة المشهورة واصفا ومذكرآ ولادة بالأجواء التي كان يلاقيها فيها ثم يعزف على الاوتار التي ترقرق قلبها فيقول :

اني ذكرتك بالزهراء مشتاقا

والافق طلق ومرأى الارض قد راقا

وللنسيم اعتلال في اصائلة

كأنة رق لي فأعتل اشفاقا
والروض عن مائة الفضي مبتسم
كما شققت عن اللبات اطواقا
يوم كأيام لذات لنا انصرمت
بتنا لها حين نام الدهرسّراقا
نلهو بما يستميل العين من زهر
جاك الندى فية حتى مال اعناقا
كأن اعينة , اذ عاينت ارقي
بكت لما بي فجال الدمع رقراقا
ورد تألق في ضاحي منابتة
فأزداد منة الضحى في العين اشراقا
سرى ينافحة نيلوفرعبق
وسنان نبـّة منة الصبح احداقا
كل يهيج لنا ذكرى تشوقنا
اليك لم يعد عنها الصدر ان ضاقا
لاسكن اللة قلبا عق ذكركم
فلم يطر بجناح الشوق خفاقا
لو شاء حملي نسيم الصبح حين سرى
وافاكم بفتى اضناة مالاقى
لو كان وفّى المنى في جمعنا بكم
لكان من اكرم الايام اخلاقا
ياعلقي الاخطر الاسي الحبيب الى
نفسي اذا مااقتنى الاحباب اعلاقا
كان التجاري بمحض الود مذ زمن
ميدان انس جرينا فية اطلاقا
فالان احمد ماكنا لعهدكم
سلوتم وبقينا نحن عشاقا
ـــــــــــــــــ
ويتم العفو عن ابن زيدون بفضل سعي ابي الوليد بن جهور لدى ابية حاكم قرطبة

ويتقرب الشاعرمنهما وينال تكريما ويعمل وزيرا لبني جهور لدى ملوك الطوائف

هذه القصة من التاريخ والحضارة الأدبية في الأندلس
اتمنى أن تنال اعجابكم