طبقات المؤلفين! الاستاذ دخيل محمد البحيري

طبقات المؤلفين!




دخيل محمد البحيري

لم يعد معرض الكتاب رافدًا ثقافيا لجيل اليوم فحسب، ولم يعد ملتقى تسويقيا تعرض فيه دور النشر إصدارتها الحديثة لكبار المؤلفين وأشهرهم فقط، بل أصبح فرصة ثمينة لصغار المؤلفين كي يبرزوا نتاجاتهم لدى القراء، وينطلقوا نحو عالم التأليف والشهرة، وهذا أمرٌ إيجابي لاشك فيه؛ ولكن ثمة صور استفزازية يلحظها المتابع والقارئ للمشهد الثقافي؛ مما يجعله يتساءل عن هوية بعض المؤلفين وعن سيرهم، ويقف حائرا أمام مؤلفاتهم، وماهية الطرائق المستخدمة في تسويق نتاجاتهم.
المؤلف الواثق، المقتنع في عمله المقدَّم لا يأبه بمصير هذا العمل، ولا يضيق ذرعاً من النقد الموضوعي الموجه إليه، ولا يتجاوز حدود المثقف الواعي ليختلق مشكلات مع نفسه ومع مؤلَّفه؛ كي يلفت الآخرين إليه.
من خلال متابعتي للمشهد الثقافي قبل انطلاقة معرض الكتاب، لفت انتباهي بعض الممارسات التي يحرص عليها بعض المؤلِّفين، كالاستعجال في التسويق للكتاب، واللهث وراء الصحفيين وإنشاء علاقة سريعة لمصلحة التسويق، وافتعال أحداث وهمية يوهم القراء بأنها صفعت بكتابه، مثل: السرقة، والسطو، والتشويه، والحجب،…وهذه الممارسات لم تتجلَ إلا لدى المؤلفين المبتدئين المتحمسين لنشر أعمالهم، ولا أدري من الذي احتال عليهم بهذه الخدعة؛ فهي لا تفيد المنتج بقدر ما تضره؛ وإزاء هذا التصرف تضمحل أهمية العمل المنتج، كما تتلاشى ثقة القارئ في المؤلِّف.
من السهل الترويج لأيّ عمل في هذا العصر التقني السريع، سواءً كان جيدًا أم رديئًا، ولكن في النهاية لا يصح إلا الصحيح، وإن لم يأخذ المؤلِّف الحيطة والحذر من القارئ، ويضعه في عين الاعتبار حين التأليف، ويسعى لتقديم مادة مشبعة لذائقته، ويهتم بالأعراف الكتابية، فلن يحصد إلا الويل؛ فلم يعد قارئ اليوم كقارئ الأمس.
صحيفة الشرق
http://www.alsharq.net.sa/2013/03/13/761772

---

'frhj hglcgtdk! hghsjh` ]odg lpl] hgfpdvd hglcgtdk

يعطيك العافيه يامديرنا
ع هذا نقلك هذا الخبر
فلك مني فائق الشكر والتقدير