منتديات بني بحير بلقرن - وفاة فتى على يد أحد الرقاة .!!!

سلامتك بيدك
العلاج بطريقة الموت

توفيق حسن جوهرجي
تألمت وحزنت كثيرا عندما قرأت في إحدى الصحف نبأ وفاة فتى على يد أحد الرقاة بعد أن وضع رأسه في الماء وأوسعه ضربا بغرض إخراج الجن. تألمت وحزنت أكثر عندما قرأت أن المتوفى كان يتيم الأب ووحيد أمه، وأنه كان ينطوي على نفسه.
الرقية ــ أيها الأحباب ــ ليست ممنوعة في حد ذاتها عندما سحر النبي صلى الله عليه وسلم نزل جبريل فرقاه بأمر من الله تعالى (بسم الله أرقيك من كل أذى يؤذيك) ولا بأس بالرقية ما لم تكن شركا والعياذ بالله. وكلنا نتذكر القصة التي وقعت للصحابي الجليل أبي سعيد الخدري «لما بعثه النبي صلى الله عليه وسلم في سرية، فاستضافوا قوما فلم يضيفوهم، فلدغت سيد القبيلة فقالوا: من يرقي؟ لعل هؤلاء الركب عندهم راق، فجاءوا إلى السرية فقالوا: هل فيكم من راق؟ فقالوا: نعم، ولكن لا نرقي لكم إلا بشيء من الغنم، فقالوا: نعطيكم فاقتطعوا لهم من الغنم وعينوها ثم ذهب أحدهم وهو أبو سعيد رضي الله عنه يقرأ عليه الفاتحة، فقرأها ثلاثا أو سبعا، وقام هذا اللديغ كأنما نشط من عقال، يمشي ما به بأس ولا كأن شيئا لدغه».
الصحابي الجليل لم يصب الماء على رأس المصاب، ولم يغطس ويكتم أنفاسه تحت الماء، ولم يشبعه ضربا وركلا وكأنه في مباراة للمصارعة.
فاتحة الكتاب هي فاتحة الكتاب منذ نزولها حتى قيام الساعة، ويقرأها المصلي كل يوم بعدد ركعات صلاته (وربما أكثر) المشكلة تكمن في القارئ. هل هو مؤهل للرقية؟ يقول شيوخنا الأجلاء بضرورة توافر شروط في من يريد أن يسلك طريق الرقية الشرعية. فهل توفرت في ذلك الرجل تلك الشروط؟ وهل كل من يتصدى للرقية يعتمد أساسا على مرجعية الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة؟
أيها الأعزاء، كفانا بالعقيدة والقيم والأخلاق وكفانا استهتارا بصحة الناس وأرواحهم. ما خلق الله داء إلا وله دواء، وعلى من ابتلاه الله بمرض عضوي كان أو نفسي أن يتوكل على الله تعالى ويراجع الطبيب المختص بدلا من اللجوء إلى السحرة والدجالين والأدعياء والمشعوذين.