منتديات بني بحير بلقرن - عقوق الآباء للأبناء

عقوق الآباء للأبناء

قد يستغرب الكثير هذا النوع من العقوق .. ولكن نعم .. هو موجود .. ولم أبالغ لو قلت أن 90% من عقوق الأبناء سببه عقوق مسبق من الآباء

والسبب الرئيسي هو بعدنا وتخلينا عن شريعتنا .. فلو حافظ الأباء على حقوق أبنائهم كما أوجبها الله تعالى لما رأينا صور العقوق المخزية من الطرفين
قد جعل الله للأبناء على آبائهم حقوقا كما أن للوالد على ولده حقوقا . عن عبد الله رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كلكم راع فمسؤول عن رعيته فالأمير الذي على الناس راع وهو مسؤول عنهم والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عنهم والمرأة راعية على بيت بعلها ولده وهي مسؤولة عنهم والعبد راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " رواه البخاري ( 2416 ) ومسلم ( 1829 ) .
وأهمها :
1- اختيار الزوجة الصالحة لتكون أما صالحة : لقول النبي عليه الصلاة والسلام "تخيروا لنطفكم فإن العرق دساس "فالأم هي من تضع أسس التربية السليمة في الطفل وهي من ترضعه مبادئ الإسلام مع الحليب .. فإن صلحت الأم صلح الأبناء والعكس صحيح
2- تسمية الولد باسم حسن : وهذه من النقاط المهمة جدا فبعض الآباء هداهم الله يسمون أبنائهم أسماء حيوانات أو جمادات ظنا منهم أنها رجولة وقوة مثل (ذيب او حنش او صخر).. ولا يعلمون أن للمسمى من الإسم نصيب .. أو يسمونهم أسماء لها معاني تافهة يعيها الإبن عندما يكبر فتؤثر عليه سلبا .. وهناك بعض الآباء الذين يصرون على تسمية أبنائهم وبناتهم على أسماء الأجداد ظنا منهم انه برا بوالديهم وقد يكون الإسم لايتناسب مع هذا الزمن أو انه من أسماء الأيام أو الشهور مثل (خميس أو رجب )وماشابه ذلك فهذا كله يعرض الإبن أو الإبنة الى السخرية من قبل زملائهم مما يجعل الإبن يحمل حقدا وكرها لوالده ويظهر ذلك على تصرفاته مع والديه مستقبلا
3- حقوق في التربية : .وهذا الجانب مهمل جدا مع الأسف الشديد .. فيجب على الأب أن يبدأ بتربية أبنائه على العقيدة الصحيحة الخالية من الشرك والبدع ثم بالعبادات لاسيما الصلاة ، ثم يعلمهم ويربيهم على الأخلاق والآداب الحميدة ، وعلى كل فضيلة وخير .. وكيفية التأدب مع الله عز وجل ورسوله الكريم والتأدب مع الآخرين وان يعلمه العلوم الشرعية والدنيوية
لاأن يعتمد اعتمادا كليا على المدارس التي تقاعست عن دورها بشكل كبير في الآونة الأخيرة مع الأسف الشديد .. أو يترك ابنائه أمام الإعلام الهابط ليربيهم على الفاحشة و المخدرات و النصب و الخداع و الكذب، فكل أب مسؤول عن تصرفات أبنائه ومحاسب على كل صغيرة وكبيرة
فالتربية شيء ليس إختياري للأب وليس تطوعي، بل من أوجب الواجبات وله أجرهم إن أحسن وعليه وزرهم إن قصر .
وسأعيد ذكر القصة التي ذكرتيها عزيزتي والتي حدثت في زمن الفاروق رضي الله عنه والتي تثبت أن هناك عقوقا من الآباء لأبنائهم
جاء رجل إلى عمر بن الخطاب يشتكي عقوق ابنه ، فدعا عمر الإبن وأباه،
فقال الإبن : يا أمير المؤمنين ؛ أليس للولد حقوق على والده ؟؟
قال : بلى ، قال : ماهي ؟؟
فقال عمر : أن يحسن اسمه ، وينتقي أمه ، ويعلمه تلاوة القرآن . فقال
الإبن : إن أبي لم يفعل شيئا من هذا؛ أما أمي فكانت من المجوس ، وأما
اسمي فقد سماني جعلا (وهو اسم حشرة سيئة من الحشرات) ثم إنه لم يعلمني حرفا واحدا من كتاب الله عز وجل . فالتفت عمر إلى أبيه وقال: لقد جئت تشكو إلي عقوق ابنك وقد عققته قبل أن يعقك ، وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك .
4- النفقة : وهذه من الواجبات على الأب تجاه أولاده فلا يجوز له التقصير فيها ولا تضييعها ، بل يلزمه القيام بها على الوجه الأكمل عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت " رواه أبو داود ( 1692 ) من يبخل على أبنائه وهو قادر .. يغرس كرهه في قلوبهم لأنه ينشئهم على الحرمان وتمني ماعند الغير
5- من أعظم الحقوق وأجلها حسن التربية والرعاية للبنت خاصة : كثير من البنات مضطهدات من قبل آبائهن للأسف الشديد .. وانهن أقل شأنا من الذكور ولاحظ لهن ولا نصيب من الحب والحنان .. ذنبها الوحيد انها أنثى .. فهل مثل هذه الفتاة .. ستبر أباها عندما تكبر ؟ قال تعالى {وإذا بشر أحدهم بالأنثى ظل وجهه مسودا وهو كظيم }النحل58 .. مع الأسف الشديد لازالت مثل هذه العينات من الآباء موجودة في زمننا هذا ..
6- أيضا من الأمور المهمة :حق العدل بين الأولاد فلا يجوز تفضيل الإناث على الذكور كما لا يجوز تفضيل الذكور على الإناث ولو وقع الأب في هذا الخطأ فسيؤدي ذلك الى كره الأب وقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى هذا المعنى بقوله في الحديث الذي رواه مسلم ( 1623 ) لوالد النعمان : " أتحب أن يكونوا لك في البر سواء ؟ قال : نعم " ، أي : إذا كنت تريدهم في البر سواء فاعدل بينهم في العطية . كما يؤدي ذلك الى كره الأخوة بعضهم لبعض وزرع العداوة والبغضاء في قلوبهم
7- عدم شتم الإبن أو ضربه أمام الناس وهذه تترك بالغ الأثر على نفسية الطفل وسيكون لها مردود سلبي في الكبر

همسة مهمة جدا
الأباء والأمهات قدوة لأبنائهم في كل أقوالهم وأفعالهم .. وهذا جانب تربوي هام جدا .. فلو كان الأب بارا في والديه ويرى أبنائه بره بأعينهم بالتأكيد سينطبع ذلك في ذاكرتهم وتتشربه قلوبهم .. وسيبرون آبائهم عندما يكبرون قال صلى الله عليه وسلم فيما معناه (بروا آبائكم تبركم أبنائكم)
يسرني بالمناسبة سرد قصة واقعية كما رواها أحد المشايخ
http://www.sobe3.com/up/uploads/imag...325e8af84f.jpg
فعلا .. كما تدين تدان