منتديات بني بحير بلقرن

السلام عليكم ورحمة الله

قال تعالى" وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا"
لقد قرن الله سبحانه وتعالى بعبادته بر الوالدين لأهميته وعلو شأنه.
والاحسان هو كلمة بمعنى الاخلاص في العبادة , واستشعار وجود الله عند العمل" كأنك تراه فان تكن تراه فانه يراك", والاحسان للوالدين أي طاعتهما واللطف بهما ورحمتهما.
وفي الحديث عندما سأل رجل الرسول -صلى الله عليه واله وسلم- " من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك قال(الرجل): ثم من؟ قال أمك(كررها ثلاث مرات وفي الرابعة) قال : أبوك.
الأم شمعة مقدسة تضيء ليل الحياة بتواضع و رقة و فائدة ( الحكيم: لي شيبي )
لم اطمئن قط إلا و أنا في حضن أمي ( أفلاطون )

أحد الأيام زرت دار رعاية , وسألتني عجوز وهي مبتهجة وقالت :يوم الأم في الأسبوع القادم, ثم استدركت وقات وهل عندكم يوم للأم في بلدكم؟
قلت لها :وما هو هذا اليوم وماذا تفعلون فيه؟
قالت انه يوم عظيم لنا كأمهات نحتفل فيه ويأتي أبناؤنا ليقضوا ذللك اليوم معنا, ويجلبوا معهم الهدايا والزهور خاصة.
قلت لها وهل عندك أبناء؟ قالت نعم واحد وهو الان متزوج ولديه ابنان ويعمل في ولاية كانساس.
قلت لها وهل سيأتي ويحتفل معك في هذا اليوم ( الأمي) قالت بالطبع وأنا متطلعة كثيرا لرؤيته. ( يا جماعة شوفو كيف احساس الأم المسكينة لولدها)
سألتها وهل ستأتي عائلته معه؟ فأجابت : لا . ( فضولا) قلت لماذا؟
قالت زوجته لا تريد أن تأتي معه وأولاده مازالوا صغارا.

أجبتها عن سؤالها الأول وقلت بالنسبة ليوم الأم بهذا المعنى فهو ليس عندنا بالشكل الذي عندكم. لأنني أعتقد أن الابن البار (ذكرا أو انثى) يجعل كل أيام السنة ليس احتفالا فقط بل احتفالا بجلوسه وملاطفته للأم , وطاعة واحسانا لها .

وأخرى تشتكي وتقول لقد هجرني أبنائي وبناتي ولم يعد يتصل بي أحدهم , وأردفت قائلة : لم يبقى الا واحدا منهم يواصلني بالهاتف ويقول يا أمي أنا لم أعد بحاجة لك لقد كبرت وأعرف كيف أشق طريقي في الحياة. ولكن أردت أن أطمئنك علي.

يا أخوة هذه شفقة ورحمة الأم بأبنائها حملتهم تسعة اشهر بين ألم وحمل ومشقة , لو قدر لأحدنا أن يحمل معه شنطة تسعة أشهر لا تبارحه أبدا لضاق بها ذرعا ( هذا اذا ما رماها في يوم وقال كسرت جنبي)
ثم وضعته كرها , في صراخ وألم ووجع ( فديتك يأماه) , وبعد هذا كله تفرح بمجيئي ووتلقفني وتحضنني ووتقبلني.
هي كل الأمل حملتني وأرضعتني , سهرت علي الليالي لأجل راحتي , هي نهر جاري من الحب والشفقة والحنان لا ينضب أو يضمحل ما بقيت. لا تهنأ الطعام الا بعد أن اشبع . لا تأنف في وضع يدها( الشريفة) لازالة قذارتي وتنظيفها. تتناول الكأس فاذا صرخت سقتني ثم شربت. ( نعم) انها الأم ولازالت تعطي بلا مقابل.
انها الغريزة التي غرسها الله( الرحيم) في قلب الأم

رسالة للأم: أعذريني يا أمي, عمري ما أوفيك حقك,أنا قطرت ماء في بحرك مهما أسوي ومهما لعيونك أضحي . يا عسى عيني ما تبكيك , يحفظك ربي لي.( منقول)

ومضة: الأم هي تلك التي تتناول السكين من حدها ( فول بانتوني )