احبتي لو تسمحون لي ان اشتكي اليكم حزنا بقلبي



كان لي صديق عرفته قبل ثمان سنوات....
لم يكن يحمل من صفة الصديق الا الاسم...
فقد كان اكثر من صديق ... كان اخا... بل كان كالروح للجسد..


قضينا ايام الجامعة كاملة سويا.... لم نفترق ابدا

كنا نتقاسم الزاد ونتشارك حتى في كأس من الماء

كنا نرضى على الجميع عندما يرضى احدنا...
وكنا نسخط على كل الناس عندما يزعل الواحد منا..


كنا نتناوب على ازعال الدكتور في الجامعة وسرعان ما نتعذر منه



المهم قضينا خمس سنوات مدة الجامعة

لم نفترق....
ولم نختلف ابد..

صدقوني لم نختلف ابدا طوال خمس سنين...


وبعد التخرج بشهرين.......
حصل ان دبت مشكلة بين صديقي وبين صديق اخر من اصدقائنا

تدخلت كالعادة لإنهاء الخلاف...

وعند تدخلي اكتشفت ان صديقي المقرب مخطيء
حاولت ان اثنيه عن الخطأ بهدوء لكنني لم استطع

وكان الطرف الاخر صغير السن قليلا مقارنة بنا

للاسف لم استطع ان ارد صديقي الا ان اكون عدوا له لاول مرة

ولأول مرة منذ خمس سنين... مددت يدي على صديقي وضربته على وجهه..


لكم ان تتخيلوا ماذا حصل؟

هل رد علي بالضرب صديقي.....


لا لم يفعل


تركنا وانصرف..


سبقنا الى الشقة

ذهبت اليه وجدته يبكي
وكانت اول مرة ارى فيها دموع صديقي طوال خمس سنين

رغم اننا كنا نشتكي همومنا لبعضنا لكن دون دموع


حاولت ان اعتذر منه لكنه لم يمنحني الفرصة واكتفى بقوله

لقد تخرجنا الان يستطيع كل واحد منا ان يشق طريقه بنفسه

وخرج من الباب دون ان يودعني

واخبرني بان لا اتصل عليه لانه سيغير رقمه

ذهب لمنطقة ابها حيث وجد وظيفته هناك. بينما بقيت انا في الرياض



طبعا غير رقم هاتفه

بعد ستة اشهر استطعت ان احصل على رقمه
اتصلت عليه.... رد علي وعندما عرفني اغلق الخط في وجهي... بعدها بأشهر بلغني خبر زواجه
لم يدعوني طبعا....... اخذت نفسي من الرياض وذهبت الى ابها لأحضر زواجه

وعندما دخلت عليه القصر تضايق من وجودي وصافحني على استحياء من الحضور وهمس في اذني وانا اصافحه ان انصرف قبل ان يوجه لي الاهانه امام الناس..

بالفعل انصرفت مباشرة ليس خوفا من اهانته ولكن لم ارد ان افسد عليه فرحته بالزواج


رجعت الى الرياض في نفس الليلة

لم استطع استيعاب ما حصل

لم اكن اعرف ان صديقي يستطيع ان يحقد الى هذه الدرجه

انقطعت عنه سنه كامله
اصبح لنا الان سنتين منذ التخرج من الجامعة ونحن على خلاف


خلال هذه السنة كان يتعرض صديقي لإزعاج على هاتفه لا يعرف مصدره




وفي ليله كلمني على هاتفي
تفاجأت باتصاله رديت مباشرة فبدأني بالسب والشتم وهددني انه سيقتلني ان لم ابتعد عن حياته


انا كنت مذهولا لم افهم شي ابدا

لم اكن اعلم ان صديقي هذا يظن انني انا الذي ازعجه على هاتفه الخاص بعد زواجه



اتصلت عليه وحاولت ان احلف له انني لم افعل ذلك لكنه عاد يسبني ويدعو علي


بعده بفترة ذهبت الى والده في ابها واخبرته بما حصل وطلبت منه ان يساعدني
تعاطف معي والده كثيرا وقال لي لقد سمعت اسمك كثيرا على لسان ولدي ايام الجامعة الا انني لم اسمع ذكرك بعدتخرجكم


طبعا تدخل والده ولكن ذلك لم يجدي

بل قام برشق القهوة في وجهي امام والده... قام والده بصفعه انتقاما لي


خرجت مباشرة وعدت الى الرياض

تمنيت ان اموت حتى يصل الخبرالى صديقي لعله يندم ويبكي فراقي ويبكي انه تركني ارحل حزينا


لكن للأسف كا ن صديقي انانيا هذه المره لم يكن كما كان ايام الجامعة


اختار ان يموت هوقبلي في حادث مروري
جاءني الخبر من والده ويطلبني ان اسامحه


بكيت لأول مرة في حياتي بشكل هستيري

لم يكن حزنا على فقد صديقي فقط
ولكن حزنا على تعاستي


لماذا يموت هو

كان جميلا ان اموت انا وادعه يعيش دون صديق
كان يجب ان يتمنى ان يعتذر الي ولا يجدني

لكن للاسف كتب علي ان اعتب عليه وهو حي وابكي عليه وهو ميت دون ان يهتم لعتبي





عمر صداقتنا اقصد بدايتها كان قبل ثمان سنوات استمرت خمس وانقطعت بعدها ثلاث

سنوات



ولكن الان لا ادري هل يستحق صديقي ان اعيد صداقته واعيده الى مكانته... ام ادعه يذهب الى الأبد



صدقوني لم استطع ان ارثيه ببيت واحد رغم انني اقول الشعر......




اذا كان هذا صديق خمس سنوات.......... ماذا اتوقع من باقي اصدقائي




هل اذهب الى قبره واعتذر منه هناك واعده باستمرار صداقتنا ام لا؟






اسف على الإطالة وعلى خصوصية الموضوع