منتديات بني بحير بلقرن - ناقشو معي( بعنوان اصحي يايتها الشعوب النائمة)


	لا أخفيك يا عزيزي بركات أنني فخور بشخصكم الكريم وفخور كذلك بكل من يحمل عقلية كعقليتك، نعم لما لا نتسائل دائماً عن هذا الحال؟ ولما لا نعيد الأمة إلى ما كانت عليه في السابق، فبلاد الرافدين كانت تغص بالعلماء والمفكرين بل أن الألسن تتناقل حقيقة تأليفهم وترجمتهم في عهد عبدالملك فيما أعتقد لكتب يونانية كثيرة، وعندما غزى هولاكو أرض العراق وسقطت بغداد، ألقى العدو كل الكتب والمؤلفات والمجلدات والمصنفات في أحد الروافد حتى أنه قيل أن النهر قد تبدل لونه أثر احبار الكتب. وكلامك عين العقل كيف لا ونحن أمة أعزنا الله بالإسلام متى ما ابتغينا غيره أذلنا الله، وفي نظري أن سبب تراجع الركب الإسلامي ثلاثة اسباب: السبب الأول: الدرجات قبل العلم فالطالب حين يتعلم يتعلم لا لأجل العلم بل لأجل الدرجات، ولك في مجتمعنا مثلاً حسناً، فكنا ونحن طلاب لا نكترث بقيمة المعلومات إطلاقاً رغم أن المناهج الدراسية توشك أن تتتفق من كثرة العلوم، يا أخي لو تتطلع على تقدم الغرب وتقارن بين طريقة تفكيرهم وطريقة تفكيرنا تجد عجباً، السبب الرئيس وراء نجاحهم هو أنهم يركضون وراء العلم ويجهدون لتحصيل ما يتمكنوا من جمعه ويجد المتعلم نفسه متأهب لأن يرسب أو يعيد مادة في سبيل أن يتعلم مرة أخرى، بينما نحن نعشق الدرجات ونعتبرها مؤشر نجاحنا رغم أن الدرجات تزول ولا يدوم شيء خلا العلم. السبب الثاني: غياب الفكرة الأساسية المناهج مليئة بالمعلومات والتفاصيل الغير مهمة، وكان من الأولى قصرالطالب المسكين على المعلومات الأساسية فقط لأن تخرج الطالب وحفظه لهذه المعلومات هو غاية الطلب، ولك أن تتصور الحال في سياسة التعليم لدينا، تخرجت وتخرجنا ونسينا قانون "محيط الدائرة" ونسينا "فائدة المصفوفات" ونسينا "المول" في الكيمياء ونيسنا "الفولت" في الفيزياء ونسينا "عفن الخبر" في العلوم نسيناها كلها لأنها لم تقدم بمفردها بل قدمت وأحيطت بتفاصيل مفرطة أضاعت زبدة الكلام. فالابتدائي لا يتعلم أشياء يتعلمها المتوسط، والمتوسط لا يتعلم أشياء يتعلمها الثانوي، والثانوي لا يتعلم أشياء يتعلمه الجامعي. مناهج الثالث ثانوي كبيرة على عقل الطالب من فرط التفاصيل، والدليل على ذلك أن هناك الطالب الثانوي يجد بعض المسائل صعبة في المرحلة الثانوية وما أن يدخل الجامعة ويقضي سنة متعلماً لذات المسائل إلا ويعاتب نفسه على استصعابها في الثانويه، وهذا دليل على أن المعلومات لا تتوافق مع عمر الطالب. السبب الثالث: غياب التطبيق العملي خذ من الوقت ما يكفيك وتذكر يوماً من الأيام فيه أخذك المعلم في رحلة خارج المدرسة وقال مهمتنا اليوم أن نقيس محيط هذا (الودن) او سنقيس ارتفاع (هذه النخلة) أو قال لك "ارجم يا بركات بحجر" وسنقيس سرعة انطلاقة الحجر والمسافة، هل حدث هذا في حياتك. لا لم يحدث إطلاقاً. المشكلة أننا نتعلم أشياء ولا نعلم ما الفائدة من وراءها مثل المصفوفات والدوال والجتا والظتا وغيرها، والله لا نعلم ما الفائدة من وراءها وكل هذا لان المعلمين (أجلهم الله ورفع قدرهم) تغافلوا أو بالأحرى لم يوفقوا لتوصيل الغاية من وراء كل علم. ودعني اضرب لك مثالاً الآن: هناك في الجامعات يتعلمون طلاب الرياضيات علم يسمى "الاحتمالات" على ما اعتقد ولو تحضر درس واحد في علم الاحتمالات تجد أن المعلم كثيراً ما يردد "وتضع هناك نقطة وهنا نقطة وهناك نقطة واسفل نقطة وفي الركن نقطة وهنا نقطة" ولا تعلم ما الهدف المرجو من وراء هذة النقاط المتفرقة. فالطالب المسكين يتخرج ولا يعرف سوى "نقطة ونقطة ونقطة ولا يعلم مالذي يدور خلف ستار تلك النقاط" ولكن من يطلع يجد أن هذا العلم قد نشأ في الحرب العالمية الثانية حينما دمر العدو اعمدة الرادارات في ألمانيا ولم يتبقى سوى عدد بسيط من الأعمدة التي لا تكفي لتغطية المانيا كلها، فأمر هتلر علماءه بالعصف الذهني لاستغلال هذا العدد القليل فظهر عالم رياضي الماني بعلم أستطاع باعمدة رادارات قليلة أن يغطي مساحة ألمانيا كلها. نعم رغم أن الردارات قليلة إلا أنه تمكن من استغلالها لتغطية ألمانيا كلها. تعال معي الآن وتخيل، بعد أن عرف الطالب فائدة هذا العلم، ستتفتح آفاقه الآن وستتوسع مداركه وسيبدأ يفكر ويقول "بهذا العلم ، نستطيع أن نقلص عدد أعمدة الكهرباء بالقبيلة بحيث نغطي مساحة القبيلة بأقل عدد ممكن من الأعمدة بدل ما نشوه منظر القبيلة بكثرة الأعمدة، وسيأتي طالب آخر ويقول "بهذا العلم كذلك تستطيع أن توفر شركة الاتصالات بعض المال وتغطي المملكة بعدد قليل من ابراج الاتصالات بدل أن تضع كل برج في مكان غير مناسب وتكثر الاعمدة والتكاليف بدون فائدة". صدقني يا بركات أن هناك علوم كثيرة لا نعرف السبب من تعلمها ولو عرفنا لطبقنا وما نسينا ولتمكنا من ربط العلوم بعضها ببعض لأن العلوم في أصلها متماسكة، وقد تذكرت هذه العلوم وفائدتها في اختبارات الرياضيات في ثالث الثانوي عندما كان أحد الأسئلة يتسائل عن عدد قطع البلاط الذي به نستطيع أن نغطي مساحة كذا وكذا وبارتفاع كذا كذا، وقال "استخدم الدوال لإيجاد العدد أو شيء من هذا القبيل لأني ناسي"، فقلت لو عرفنا فائدة هذة الدوال كان من الأولى أن نفكر في أمور ثانية في حياتنا" معلمينا فيهم الخير والبركة يا بركات وأنا متأكد بأنهم درسونا الطريقة المناسبة وأنا مؤمن بأنهم ذكروا لنا الفائدة من وراء كل علم، وأعرف أني أنا وأنت كنا شاطحين غير مكترثين بما يقولون، وسبب ذلك أن عقلي وعقلك لم ينضجا بعد أو ليس الوقت المناسب لهما لاستقبال تلك المعلومات، فالقضية قضية وقت واختيار مناسب للوقت: شكراً لك وتقبل تحياتي متعب البحيري "إعتذر عن أي خطأ غير مقصود فإن خاصية التحرير غير مفعلة :))