منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)
-   المواضيع الاسلامية (http://www.binybohair.com/vb/f3/)
-   -   أعمال القلوب‏ (http://www.binybohair.com/vb/binybohair43133/)

الرهيب 05-23-2015 11:09 PM

أعمال القلوب‏
 
أعمال القلوب
\للشيخ خالد السبت يحفظه الله


من ثمرات الإخلاص العاجلة: أن العمل به يكثر ويتعاظم:
ولو كان العمل بالجوارح قليلاً إذا وُجد معه الإخلاص؛
فإن العمل يعظم، ويكون رابحاً؛ لأن الله عز وجل ينميه للعبد،
ويجازى عبده المخلص بتكثير فعله حتى إنه ليجد ذلك العمل يوم القيامة فوق ما يحتسب،
ويبارك في هذا العمل، تجد بعض الناس له أعمال محدودة ومشاريع
لربما كانت صغيرة في عين أصحاب الهمم العالية،
ثم إذا نظرت بعد حين تجد أن الله عز وجل أوقع فيه ألوان البركات بسبب هذه الأعمال القليلة التي يعملها بحركة بطيئة، عمل قليل لكن وُجد فيه النية،
فنفع الله عز وجل به، وصار له من الآثار الحميدة مالا يقدر قدره،
ولهذا يقول ابن المبارك رحمة الله:
' رُبَّ عمل صغير تكثره النية، وَرُبَّ عمل كثير تصغره النية '.
لربما قام الإنسان بمشروع صغير بنية صحيحة، فينفع الله عز وجل به،
ولربما قام آخر بمشروع كبير، وصرف عليه أموالاً طائلة،
ولكن الله عز وجل لم يبارك فيه لم يكد أحدٌ ينتفع بهذا العمل، ولهذا كان بعض السلف يوصي إخوانه بهذا الإخلاص وتصحيح النيات، يقول أحدهم لصاحبه:
' أخلص النية في أعمالك يكفك القليل من العمل '.


¤ والله عز وجل قد أخبرنا عن المجاهدين الصادقين قال:
( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ...[120]
[سورة التوبة] .


□ فأعمال المجاهدين لا يكتب منها ما زاولوه عند مواجهة العدو فقط،
وإنما يكتب لهم كل عمل عملوه بمجرد الخروج من بيوتهم بل يكتب للمجاهد إعداده لطعامه وشرابه،
ويكتب له نومه، ويكتب له مشيه، ويكتب له كل شيء زاولهُ وعمله،
ولو لم يلق عدواً، ولو لم يشهر سلاحاً في وجه عدو، كل ذلك يكتب له عند الله عز وجل،
جوعهم يكتب لهم، وعطشهم يكتب لهم، وجراحهم تكتب لهم،
ونفقاتهم في الطريق وفي غير الطريق تكتب لهم،
كل ذلك يسجل في رصيد حسناتهم، وهكذا من خرج في طاعة لله عز وجل،
ومن خرج حاجاً أو معتمراً، فكل نفقة أنفقها منذ أن خرج،
وكل خطوة خطاها تكتب له في ميزان أعماله،
وهكذا من سار في الدعوة إلى الله عز وجل ليقيم درساً،
توجه ليعلم الناس العلم الشرعي الصحيح المبنيَ على الكتاب والسنة بعيداً عن البدع والأهواء،
توجه ليدعو إلى التوحيد واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم،
إذا توجه إلى مسجده، أو إلى مدرسته، أو إلي أي مكان للدعوة إلى الله عز وجل؛ فإنه يؤجر على ذلك، ويكتب له ممشاه، تكتب له خطواته، ونفقاته التي أنفقها.


■ ويبين ذلك - وهو أمرٌ إذا استشعره العبد؛ هان عليه الكثير من الأتعاب،
وهانّ عليه كثير من النفقات التي ينفقها -
قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أبي هريرة:
[مَنْ احْتَبَسَ فَرَسًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ إِيمَانًا بِاللَّهِ وَتَصْدِيقًا بِوَعْدِهِ فَإِنَّ شِبَعَهُ وَرِيَّهُ وَرَوْثَهُ وَبَوْلَهُ فِي مِيزَانِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ] رواه البخاري . هذا الفرس إذا ارتوى،
وإذا شبع، وإذا أخرج روثاً، وإذا بال، بل حتى الخطوات التي يخطوها الفرس وهو يجول؛
تكتب لصاحبه وهو في بلده؛
لأنه قصد في هذا الفرس ليس المباهاة،
وليس العبث، وإنما قصد به الجهاد في سبيل الله عز وجل،
ولهذا قال داود الطائي رحمه الله:'
رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن القصد، وكفاك به خيراً وإن لم تصنعه'



الرهيب 05-23-2015 11:27 PM

رد: أعمال القلوب‏
 
#أعمال القلوب #

للشيخ خالد السبت يحفظه الله
: منزلة الإخلاص من الدين وأهميته : وهذا يتبين من وجوه مختلفة:
أولًا: أن الإخلاص هو روح العمل:
فعمل لا إخلاص فيه كجسد لا روح فيه، فهو بمنزلة الروح من الجسد، يقول ابن القيم رحمه الله:'ومِلاَك ذلك كله: الإخلاص والصدق، فلا يتعب الصادق المخلص، فقد أُقيم على الصراط المستقيم فيُسَار به وهو راقد، ولا يتعب من حُرم الصدق والإخلاص فقد قُطعت عليه الطريق واستهوته الشياطين في الأرض حيران، فإن شاء فليعمل، وإن شاء فليترك، فلا يزيده عمله من الله إلا بُعداً، وبالجملة: فما كان لله وبالله فهو من جند النفس المطمئنة' [الروح ص227] .
وما أجمل وما أحلى عبارة ابن الجوزي رحمه الله، حيث قال في كتاب له لطيف اسمه:'اللطف في الوعظ':' الإخلاص مِسْك مَصُون في مَسكِ القلب - أي: أنه محفوظ في هذا الوعاء الذي هو القلب - ينُبئ ريحه على حامله، العمل صورة والإخلاص روح، إذا لم تخلص فلا تتعب، لو قطعت سائر المنازل - في الحج - لم تكن حاجاً إلا ببلوغ الموقف' .


وهو بهذا يريد أن يقول: إن منزلة الإخلاص من الأعمال كمنزلة الوقوف بعرفة من أعمال الحج، ولو أن الإنسان ذهب إلى منى، ومزدلفة، وطاف بالبيت الحرام، وما إلى ذلك من الأعمال التي يعملها الحجاج، ولم يقف بعرفة، هل يكون ذلك الإنسان حاجاً؟ الجواب: لا، يقول : لو قَطَعتَ سائر المنازل لم تكن حاجاً إلا ببلوغ الموقف . وصدق رحمه الله، وتأمل قوله قبله:'الإخلاص مِسْك مَصُون في مَسك القلب يُنبيء ريحهُ على حامله' فالإخلاص لا يحتاج منك إلى إظهار، ولا يحتاج منك إلى إعلام للناس أنك مخلص، وإنما يظهر ذلك في حركات الإنسان، وسكناته، وتظهر آثاره على العبد . وأما الذي يتصنع للناس، ويسعى لإعلامهم بعمله، وصلاح قلبه، وما إلى ذلك، فالواقع أنه يُحطم الإخلاص في قلبه، ولا يزيده ذلك إلا شَيناً في قلوب الخلق، والله المستعان.
فبهذا نعلم: أن الإخلاص هو عمود العمل، وهو سنامه؛ لأن العامل بدون إخلاص كادح متعب نفسه، لا أجر له، فالله عز وجل يقول:( وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا[23] ([سورة الفرقان] . والنبي صلى الله عليه وسلم يقول في الحديث المشهور: [ إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ...] رواه البخاري ومسلم. والله يقول جل جلاله:(...لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا...[7] ([سورة هود]. ولم يقل: ليبلوكم أيكم أكثر عملًا، فليست العبرة بالكثرة إنما العبرة بالصواب مع حسن القصد:


- قال الفضيل بن عياض رحمه الله - تعليقاً على هذه الآية في بيان معنى:( أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا (قال:' أخلصه وأصوبه' قالوا: يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال:' إن العمل إذا كان خالصاً ولم يكن صواباً لم يقبل، وإذا كان صواباً ولم يكن خالصًا لم يقبل حتى يكون خالصاً صواباً، والخالص: أن يكون لله، والصواب: أن يكون على السنة، ثم قرأ:( فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا[110] ([سورة الكهف] '.
· ويقول ابن القيم رحمه الله:' العمل بغير إخلاص ولا إقتداء كالمسافر يملأ جرابه رملاً ينقله ولا ينفعه' . فهو ليس له من هذا الجراب وهذا الحمل إلا التعب، فمن حمل التراب على ظهره، فإن ذلك لا ينفعه؛ لأنه لا نفع فيه.
· ويقول ابن حزم- مبيناً هذا المعنى- :'النية: سر العبودية، وهى من الأعمال بمنزلة الروح من الجسد، ومحال أن يكون في العبودية عمل لا روح فيه؛ إذ هو بمنزلة الجسد الذي لا روح فيه، وهو جسد خراب'.
· وهذا الأحنف بن قيس رحمه الله تعالى يقول في حكمة بليغة:' رأس الأدب آلة المنطق، لا خير في قول بلا فعل، ولا في منظر بلا مخبر، ولا في مال بلا جود، ولا في صديق بلا وفاء، ولا في فقه بلا ورع، ولا في صدقة بلا نية'. وإن شئت فقل: ولا عمل بلا نية .



ابوعبدالله 4103 05-24-2015 12:50 AM

رد: أعمال القلوب‏
 
جزيت خيرا وبارك الله فيك أخي الغالي

abuzeed 05-24-2015 08:26 PM

رد: أعمال القلوب‏
 
بارك الله فيك

الرهيب 05-26-2015 06:51 AM

رد: أعمال القلوب‏
 
"ابو عبدالله"
سكبتم الروعه بروعة مروركم
وزدتوا الجمًال بنثر ردودكم
لآحًرمني اطلالتكم
ودي واحترامي ..

الرهيب 05-26-2015 06:51 AM

رد: أعمال القلوب‏
 
"ابو زيد"
سكبتم الروعه بروعة مروركم
وزدتوا الجمًال بنثر ردودكم
لآحًرمني اطلالتكم
ودي واحترامي ..


الساعة الآن 03:04 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75