منتديات بني بحير بلقرن - قصة عجيبة ومبكية

قصـــة_عجيبــة ومبكية_عــن_الصـبــر

ليست من نسج الخيال بل موثقّة بالمصادر

قبل الإعجاب بها إقرأها فإنّهانافعة بإذن الله

..https://a.gfx.ms/emoji_1F388.pngقال الأوزاعي عن عبد الله بن محمد قال: خرجت إلى ساحل البحر مرابطاً وكان رابطُنا يومئذ عريش مصر قال: فلما انتهيت إلى الساحل فإذا أنا ببَطِيحَة وفى البَطِيحَة خيمةٌ فيها رجل قد ذهبت يداه ورجلاه وثقل سمعه وبصره و ما له من جارحة تنفعه إلا لسانه
https://a.gfx.ms/emoji_1F380.png وهو يقول:
[ اللهم أوزعنى أن أحمدك حمداً أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليَّ وفضلتنى على كثير ممن خلقت تفضيلاً]
https://a.gfx.ms/emoji_1F388.pngقال الأوزاعي: قال عبد الله :قلت: والله لآتين هذا الرجل ولأسألنه أنى له هذا الكلام؟ فِهمٌ أم عِلم https://a.gfx.ms/emoji_02753.pngأم إلهام ألهمهhttps://a.gfx.ms/emoji_02753.png
فأتيت الرجل فسلمت عليه فقلت سمعتك وأنت تقول : [ اللهم أوزعنى أن أحمدك حمداً أكافىء به شكر نعمتك التي أنعمت بها عليَّ وفضلتنى على كثير ممن خلقت تفضيلاً] فأي نعمة من نعم الله عليك تحمده عليها https://a.gfx.ms/emoji_02753.pngوأي فضيلة تفضل بها عليك تشكره عليهاhttps://a.gfx.ms/emoji_02753.png
https://a.gfx.ms/emoji_0267B.png️قال: وما ترى ما صنع ربي والله لو أرسل السماء عليَّ ناراً فأحرقتنى وأمر الجبال فدمَّرتنى وأمر البحار فغرَّقتنى وأمر الأرض فبلعتنى ما ازددت لربى إلا شكراً؛ لما أنعم عليَّ من لساني هذا
ولكن يا عبد الله إذ أتيتني لي إليك حاجة قد تراني على أي حالة أنا:أنا لست أقدر لنفسى على ضر ولا نفع ولقد كان معي بُنَيٌّ لي يتعاهدني في وقت صلاتي فيوضيني وإذا جعت أطعمني وإذا عطشت سقاني ولقد فقدته منذ ثلاثة أيام فَتَحَسَّسْهُ لي رحمك الله.
https://a.gfx.ms/emoji_0267B.png️فقلت: والله ما مشى خلق في حاجة خلق كان أعظم عند الله أجراً ممن يمشي في حاجة مثلك ، فمضيت في طلب الغلام فما مضيت غير بعيد حتى صرت بين كثبان من الرمل فإذا أنا بالغلام قد افترسه سبُع وأكل لحمه فاسترجعت وقلت: أنى لي وجهٌ رقيقٌ آتى به الرجل فبينما أنا مقبل نحوه إذ خطر على قلبي ذكر أيوب النبي صلى الله عليه و سلم فلما أتيته سلمت عليه فرد عليَّ السلام
https://a.gfx.ms/emoji_1F388.pngفقال: ألست بصاحبيhttps://a.gfx.ms/emoji_02753.png قلت: بلى
قال: ما فعلت في حاجتي؟
فقلت: أنت أكرم على الله أم أيوب النبي صلى الله عليه و سلم؟ قال: بل أيوب النبي،
قلت :هل علمت ما صنع به ربه؟ أليس قد ابتلاه بماله وآله وولده ؟
قال: بلى
قلت فكيف وجدهhttps://a.gfx.ms/emoji_02753.png
قال: وجده صابراً شاكراً حامداً
قلت: لم يرض منه ذلك حتى أوحش من أقربائه وأحبائهhttps://a.gfx.ms/emoji_02753.png
قال: نعم،
قلت :فكيف وجده ربهhttps://a.gfx.ms/emoji_02753.png
قال: وجده صابراً شاكراً حامداً
قلت فلم يرض منه بذلك حتى صيَّره غَرَضاً لمارِّ الطريق هل علمتhttps://a.gfx.ms/emoji_02753.png
قال :نعم،
قلت: فكيف وجده ربهhttps://a.gfx.ms/emoji_02753.png
قال: وجده صابراً شاكراً حامداً أوجز رحمك الله
قلت له: إن الغلام الذي أرسلتني في طلبه وجدته بين كثبان الرمل وقد افترسه سبُع فأكل لحمه فأعظم الله لك الأجر وألهمك الصبر
فقال المبتَلَى :الحمد لله الذي لم يخلق من ذريتي خلقاً يعصيه فيعذبه بالنار ثم استرجع وشهق شهقة فمات
فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون عظمت مصيبتي رجل مثل هذا إن تركته أكلته السباع وإن قعدت لم أقدر على ضر ولا نفع فسجَّيته بشَمْلَةٍ كانت عليه وقعدت عند رأسه باكياً فبينما أنا قاعد إذ تهجَّم عليَّ أربعة رجال فقالوا :
يا عبد الله ما حالك؟ وما قصتك؟ فقصصت عليهم قصتي وقصته
فقالوا لي: اكشف لنا عن وجهه فعسى أن نعرفه
فكشفت عن وجهه فانكب القوم عليه يقبلون عينيه مرةً ويديه أخرى
ويقولون: بأبي عينٌ طالما غضَّت عن محارم الله
وبأبي وجسمه طالما كنت ساجداً والناس نيام
فقلت:
من هذا يرحمكم الله؟
فقالوا: هذا أبو قِلابة الجِرْمي صاحب ابن عباس لقد كان شديد الحب لله وللنبي صلى الله عليه و سلم فغسلناه وكفناه بأثواب كانت معنا وصلينا عليه ودفناه فانصرف القوم وانصرفت إلى رباطي فلما أن جن عليَّ الليل وضعت رأسي فرأيته فيما يرى النائم في روضة من رياض الجنة وعليه حلتان من حلل الجنة وهو يتلو الوحي:
{سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ }[11]
فقلت : ألست بصاحبي؟
قال: بلى
قلت: أنى لك هذا؟
قال: إن لله درجات لا تُنال إلا بالصبر عند البلاء والشكر عند الرخاء مع خشية الله عز و جل في السر والعلانية "

.رحمه الله تعالى .

سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته
https://a.gfx.ms/emoji_1F4DA.pngالمصادر لهذه القصة
https://a.gfx.ms/emoji_1F4D9.pngرواها الإمام ابن حِبان في كتاب الثقات ،جـ 5 ص3 (3561)
https://a.gfx.ms/emoji_1F4D8.png ورواها الإمام ابن أبي الدنيا في كتاب :الصبر والثواب عليه(99)،
https://a.gfx.ms/emoji_1F4D9.pngورواها الإمام ابن عساكر في تاريخ دمشق،جـ51 ص 114 ،
https://a.gfx.ms/emoji_1F4D8.pngوأشار إليها الحافظ الذهبي في سير أعلام النبلاء ،جـ4 ص474
https://a.gfx.ms/emoji_1F4D9.pngوفي تذكرة الحفاظ ،جـ 1ص94.