منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)
-   قصص الانبياء و سيرة الصحابة والتابعين (http://www.binybohair.com/vb/f69/)
-   -   ففروا الى الله‏ (http://www.binybohair.com/vb/binybohair44965/)

الرهيب 05-19-2016 07:54 PM

ففروا الى الله‏
 


صور من حياة الصحابة عبد الله بن حجش

أول من دعي بأمير المؤمنين

الصحابي الذي نسوق عنه الحديث - الآن – وثيق الصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم ، وواحد من أصحاب الأوليات في الإسلام فهو ابن عمة رسول الله ؛ ذلك لأن أمه أميمة بنت عبد المطلب كانت عمة النبي عليه الصلاة والسلام .
وهو صهر رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك لأن أخته زينب بنت جحش كانت زوجة النبي الكريم ، وإحدى أمهات المؤمنين .
وهو أول من عقد له لواء الإسلام . . . وهو بعد ذلك أول من دعي أمير المؤمنين .
إنه عبد الله بن جحش الأسدي .
أسلم عبد الله بن جحش ، قبل أن يدخل النبي عليه الصلاة والسلام دار الأرقم ، فكان من السابقين إلى الإسلام .
ولما أذن النبي عليه الصلاة والسلام لأصحابه بالهجرة إلى المدينة ، فرارا بدينهم من أذى قريش ، كان عبد الله بن جحش ثاني المهاجرين إذ لم يسبقه إلى هذا الفضل إلا أبو سلمة .
على أن الهجرة إلى الله ، ومفارقة الأهل والوطن في سبيله ، لم تكن أمرا جديدا على عبد الله بن جحش ، فقد هاجر هو وبعض من ذويه قبل ذلك إلى الحبشة .
لكن هجرته هذه المرة كانت أشمل وأوسع ، فقد هاجر أهله وذووه ، وسائر بني أبيه رجالاً ونساءً ، وشيبا وشبانا وصبية وصبيات ، فقد كان بيته بيت إسلام ، وقبيله قبيل إيمان .
فما إن فصلوا عن مكة حتى بدت ديارهم حزينة كئيبة، وغدت خواء خلاء كأن لم يكن فيها أنيس من قبل ، ولم يسمر في ربوعها سامر .
ولم يمض غير قليل على هجرة عبد الله ومن معه حتى خرج زعماء قريش يطوفون في أحياء مكة ، لمعرفة من رحل عنها من المسلمين ومن بقي منهم ، وكان فيهم أبو جهل وعتبة بن ربيعة .
https://a.gfx.ms/emoji_1F440.pngفنظر عتبة إلى منازل بني جحش تتناوح فيها الرياح السافيات، وتخفق أبوابها خفقا وقال :
أصبحت ديار بني جحش خلاء تبكي أهلها . . .
فقال أبو جهل : ومن هؤلاء حتى تبكيهم الديار ؟!!ثم وضع أبو جهل على دار عبد الله بن جحش ، فقد كانت أجمل هذه الدور وأغناها ، وجعل يتصرف فيها وفي متاعها كما يتصرف المالك في ملكه .
فلما بلغ عبد الله بن جحش ما صنع أبو جهل بداره ، ذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له:
( ألا ترضى يا عبد الله ، أن يعطيك الله بها داراً في الجنة ؟ )
قال : بلى يا رسول الله .
قال : ( فذلك لك ) .
فطابت نفس عبد الله وقرت عينه
ما كاد عبد الله بن جحش يستقر في المدينة بعدما تكبده من نصب في هجرتيه الأولى والثانية .وما كاد يذوق شيئا من طعم الراحة في كنف الأنصار ، بعدما ناله من أذى على يد قريش ، حتى شاء الله أن يتعرض لأقسى امتحان عرفه في حياته ، وأن يعاني أعنف تجربة لقيها منذ أسلم .
فلنرهف السمع لقصة تلك التجربة القاسية المرة .
!!!
انتدب الرسول صلوات الله عليه ثمانية من أصحابه للقيام بأول عمل عسكري في الإسلام ، فيهم عبد الله بن جحش وسعد بن أبي وقاص وقال : ( لأؤمرن عليكم أصبركم على الجوع والعطش ) ، ثم عقد لواءهم لعبد الله بن جحش ؛ فكان أول أمير أمر على طائفة من المؤمنين .
حدد الرسول الكريم لعبد الله بن جحش وجهته وأعطاه كتابا ، وأمره ألا ينظر فيه إلا بعد مسيرة يومين .
فلما انقضى على مسيرة السرية يومان نظر عبد الله في الكتاب فإذا فيه :
( إذا نظرت في كتابي هذا فامض حتى تنزل " نخلة " بين الطائف ومكة ، فترصد بها قريشا ، وقف لنا على أخبارهم . . . ) .
وما إن أتم عبد الله الكتاب حتى قال : سمعا وطاعة لنبي الله ، ثم قال لأصحابه :
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني أن أمضي إلى " نخلة " لأرصد قريشا حتى آتيه بأخبارهم ، وقد نهاني عن أن أستكره أحدا منكم على المضي معي ، فمن كان يريد الشهادة ويرغب فيها فليصطحبني ، ومن كره ذلك فليرجع غير مذموم .
فقال القوم : سمعا وطاعة لرسول الله، إنما نمضي معك حيث أمرك نبي الله .
ثم سار القوم حتى بلغوا " نخلة " وطفقوا يطوفون ويبحثون خلال الدروب ليترصدوا أخبار قريش .
https://a.gfx.ms/emoji_1F448.png🏻وفيما هم كذلك أبصروا عن بعد قافلة لقريش فيها أربعة رجال هم عمرو ابن الحضرمي ، والحكم بن كيسان ، وعثمان بن عبد الله ، وأخوه المغيرة ومعهم تجارة لقريش فيها جلود وزبيب ونحوها مما كانت تتجر به قريش .
عند ذلك أخذ الصحابة يتشاورون فيما بينهم ، وكان اليوم آخر يوم من الأشهر الحرم ، فقالوا :
إن قتلناهم فإنما نقتلهم في الشهر الحرام ، وفي ذلك ما فيه من أهدار حرمة هذا الشهر والتعرض لسخط العرب جميعا . . .
وإن أمهلناهم حتى ينقضي هذا اليوم دخلوا في أرض الحرم وأصبحوا في مأمن منا .
وما زالوا يتشاورون حتى أجمعوا رأيهم على الوثوب عليهم وقتلهم وأخذ ما في أيديهم غنيمة . . . وفي لحظات قتلوا واحدا منهم وأسروا اثنين ، وفر الرابع من أيديهم .
!!!!!استاق عبد الله بن جحش وصحبه الأسيرين والعير متوجهين إلى المدينة ، فلما قدموا على رسول الله، ووقف على ما فعلوه استنكره أشد الاستنكار ، وقال لهم :
( والله ما أمرتم بقتال ، وإنما أمرتم أن تقفوا على أخبار قريش ، وأن ترصدوا حركتها . . .

وأوقف رسول الله الأسيرين حتى ينظر في أمرهما . . . وأعرض عن العير فلم يأخذ منها شيئا .
عند ذلك سقط في أيدي عبد الله بن جحش وأصحابه ، وأيقنوا أنهم هلكوا بمخالفتهم لأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم .
وزاد عليهم الأمر ضيقا أن إخوانهم من المسلمين طفقوا يكثرون عليهم من اللوم ، ويزورون عنهم كلما مروا بهم ويقولون :
خالفوا أمر رسول الله .
وقد ازدادوا حرجا على حرج حين علموا أن قريشا اتخذت من هذه الحادثة ذريعة للنيل من رسول الله ، والتشهير به بين القبائل ؛ فكانت تقول :
إن محمدا قد استحل الشهر الحرام ؛ فسفك فيه الدم ، وأخذ المال ، وأسر الرجال . . .
فلا تسل عن مبلغ حزن عبد الله بن جحش وأصحابه على ما فرط منهم ، ولا عن خجلتهم من رسول الله لما أوقعوه فيه من الحرج .
●●●
ولما اشتد عليهم الكرب وثقل عليهم البلاء ، جاءهم البشير يبشرهم بأن الله سبحانه قد رضي عن صنيعهم ، وأنه أنزل على نبيه في ذلك قرآنا . . .
فلا تسل عن مدى فرحتهم ، وقد طفق الناس يقبلون عليهم معانقين مبشرين مهنئين وهم يتلون ما نزل في عملهم من قرآن مجيد .
فلقد نزل على النبي قول الله علت كلمته :
( يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللّهِ وَالْفِتْنَةُ أَكْبَرُ مِنَ الْقَتْل) .
فلما نزلت الآيات الكريمات طابت نفس الرسول الكريم صلوات الله عليه ؛ فأخذ العير وفدى الأسيرين ، ورضي عن صنيع عبد الله بن جحش وأصحابه إذ كانت غزوتهم هذه حدثا كبيرا في حياة المسلمين ؛ فغنيمتها أول غنيمة أخذت في الإسلام ، وقتيلها أول مشرك أراق المسلمين دمه ، وأسيراها أول أسيرين وقعا في أيدي المسلمين ، ورايتها أول راية عقدتها يد رسول الله صلوات الله عليه ، وأميرها عبد الله بن جحش أول من دعي بأمير المؤمنين .
ثم كانت بدر فأبلى فيها عبد الله بن جحش من كريم البلاء ما يليق بإيمانه .
ثم جاءت أحد فكان لعبد الله بن جحش وصاحبه سعد بن أبي وقاص معها قصة لا تنسى ، فلنترك الكلام لسعد ليروي لنا قصته وقصة صاحبه .
قال سعد بن أبي وقاص : لما كانت أحد لقيني عبد الله بن جحش وقال : ألا تدعوا الله ؟ فقلت : بلى .
فخلونا في ناحية فدعوت فقلت :
يا رب إذا لقيت العدو فلقني رجلا شديداً بأسه ، شديد حرده(غضبه وثورته) أقاتله ويقاتلني ، ثم ارزقني الظفر عليه حتى أقتله وآخذ سلبه ، فأمن عبد الله بن جحش على دعائي ، ثم قال :
اللهم ارزقني رجلا شديدا حرده شديدا بأسه أقاتله فيك ويقاتلني ثم يأخذني فيجدع أنفي وأذني فإذا لقيتك غدا قلت :
فيم جدع أنفك وأذنك ؟
فأقول : فيك وفي رسولك فتقول :
صدقت . . .
https://a.gfx.ms/emoji_1F495.pngقال سعد بن أبي وقاص : لقد كانت دعوة عبد الله بن جحش خيراً من دعوتي ، فلقد رأيته آخر النهار ، وقد قتل ومثل به ، وإن أنفه وأذنه لمعلقتان على شجرة بخيط .
....
استجاب الله دعوة عبد الله بن جحش ، فأكرمه بالشهادة كما أكرم بها خاله سيد الشهداء حمزة بن عبد المطلب .
فواراهما الرسول الكريم معا في قبر واحد ، ودموعه الطاهرة تروي ثراهما المضمخ بطيوب الشهادة

abuzeed 05-19-2016 10:13 PM

رد: ففروا الى الله‏
 
رضي الله عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم

الرهيب 05-20-2016 08:36 AM

رد: ففروا الى الله‏
 
"ابو زيد"
كآن لحضوركم هنآ جمالا .. واشراقا ..
سُعدت بوجودكم الرآقي ..
ودمتم بقلمكم حسا وذوقا ..
يكفي متصفحي فخراً ل تنآثر احرفكم..
شاكر لكم عطر حضوركم وعبير كلماتكم..
لروحكم انفآس الكآدي ..

فيتامين 06-11-2016 12:09 AM

رد: ففروا الى الله‏
 
انتقاء مميز
يعطيك العافية
شكرا لك :: ~

مناار 06-11-2016 11:37 AM

رد: ففروا الى الله‏
 
جزاكم الله خيرا

وبارك فيكم

نسمة هدوء 06-23-2016 01:49 PM

رد: ففروا الى الله‏
 
طرحح جمييل وانتقآء مميز
يعطيك آلف عآفيةة
ولآ عدمنآ جديدكك آلرآئع
ودي لِ روحكك.."

الدهسى 06-24-2016 03:54 AM

رد: ففروا الى الله‏
 
موضوع قيم ومفيد
بارك الله لكم


الساعة الآن 03:07 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75