منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)
-   الخيمة الرمضانية 1444هـ (http://www.binybohair.com/vb/f5/)
-   -   غصون رمضانية خضراء مورقة (http://www.binybohair.com/vb/binybohair45119/)

شوق 06-08-2016 02:29 PM

غصون رمضانية خضراء مورقة
 
الله, اخوتي, استقبال, بالصلح, رمضان, علينا

هيا اخوتي علينا استقبال شهر رمضان بالصلح مع الله

ه




نستقبل: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ [البقرة: 185]، شهر التوبة والأوبة، شهر الرحمة، شهر القرآن والإيمان، شهر الغُفران والإحسان، شهر العطاء والسخاء، شهر القيام والدعاء، شهر برِّ الأيتام، وصلة الأرحام، وإفشاء السلام.

شهر العفو عن السيئات، وترك المنكَرات، وحب المساكين، والعَطْف على الفقراء.
شهر التطوير والتطهير والتحرير!


تحرير النفس مِن الأوهام والضلال، وتحرير القلب مِن الكذِبِ والنفاق، وتحرير الضمير مِن الغشِّ والخداع، وتحرير العقل مِن المكر السيِّئ والعقائد الفاسدة!

لقد جاء الإسلامُ، وهو دِين الفطرة ليُحدث توازنًا رائعًا عن طريق المنهج الرباني والوحي القرآني الذي رُسم للإنسان، مِن خلال آيات القرآن وسنَّة المصطفى عليه الصلاة والسلام.

يتعرَّض الإنسانُ وهو في طريقه إلى الله لابتلاءاتٍ ومضايقات ومعوقات، فتكون سببًا لدخوله روضاتِ الجنات، أو التردي في حُفَرِ النيران والمتاهات، وبما أن الإنسان خُلِق ضعيفًا، يفتقرُ إلى الله في ضعفِه، ومِن لوازم ضعفه أنه ينسى ويسهو، ويغفُلُ ويغفو، ويضعف ويُغلَب - فقد يَعصي ربَّه، ويخرُجُ عن المنهج الذي رُسِمَ له.

لهذا شرَع الله للإنسان التوبة؛ أن يعودَ الإنسانُ إلى ربه، ويستأنف الطريق إليه، فيُقالَ مِن عثرته، ويخرُج مِن غَفْوته، ويفرَح بلقائه، ويسعَد بجزائه.

"إذا رجَع العبد العاصي إلى الله، نادى منادٍ في السموات والأرض: أنْ هَنِّئوا فلانًا؛ فقد اصطلح مع الله"، في الأثر إذًا التوبة مخرجُ النجاة للإنسان حينما تُحيط به خطيئاته، وهي صمام الأمان حينما تضغَط عليه سيئاتُه، وهي تصحيحٌ للمسار حينما تُضلُّه أهواؤه، وإنها حبلُ الله المتينُ، الذي ينقذ الإنسانَ حينما تُغرِقه زلَّاته.

وهنا، رغم عِظَمِ الأخطاء، ووساوس الأعداء، وكثرة الذنوب - فما زالوا عبادًا لله، لم يخرُجوا عن دائرة العبودية طالما هم في طريقِ التوبة.

﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ﴾ [الزمر: 53، 54].
إذا كانت ذنوبهم كبيرةً، فاللهُ أكبَر، وإذا كانت أخطاؤهم عظيمةً، فالله أعظمُ.
اللهُ تعالى يفتح أبوابَ رحمتِه على مصاريعها بالتوبة، ويطمَع في رحمتِه ومغفرته أهلُ المعاصي، مهما أسرفوا في المعصيةِ، ويدعوهم إلى الأوبة إليه، غيرَ قانطين ولا يائسين.
لذلك؛ يجب أن نستقبلَ شهر رمضان بالصلح مع الله، والعمل على تقواه، واستجلابِ رِضاه.
استقبِلوا شهرَ رمضان بمصابيحِ التوبة، وقناديل الأوبة.

"إنها الرحمةُ الواسعة التي تسَعُ كلَّ معصية، كائنة ما كانت، وإنها الدعوة للأوبة، دعوة العصاة المسرفين الشاردين في تِيهِ الضلال.

دعوتهم إلى الأمل والرجاء، والثقة بعفو الله، إن اللهَ رحيمٌ بعباده، وهو يعلَم ضَعْفَهم وعَجْزَهم، ويعلَم العوامل المسلَّطة عليهم مِن داخل كيانهم ومِن خارجه، ويعلَم أن الشيطان يقعُد لهم كل مرصد، ويأخذ عليهم كل طريق، ويُجلِبُ عليهم بخيلِه ورَجِلِه، وأنه جادٌّ كل الجِدِّ في عمله الخبيث، وأن الإنسان مسكينٌ سَرعانَ ما يسقُطُ إذا أفلَت مِن يده الحبلُ الذي يربطه، والعُروة التي تشده، وأن ما رُكِّبَ في كيانِه مِن وظائفَ ومن ميول ومن شهوات سرعانَ ما ينحرف عن التوازُنِ، فيشِطُّ به هنا أو هناك، ويوقِعُه في المعصية وهو ضعيفٌ عن الاحتفاظِ بالتوازن السليم)؛ (الظِّلال).

روى الإمام مسلم في صحيحه، عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، عن ربِّه أنه قال: ((يا عبادي، إنكم تُخطئون بالليل والنهار، وأنا أغفِرُ الذنوب ولا أبالي؛ فاستغفِروني، أغفِرْ لكم))؛ مسلم.

وقد ورَد في مدارج السالكين لابن قيم الجوزية: أن رحمةَ الله بعباده وفرَحَه بتوبتهم تتمثَّلُ في هذا الأثر:
"وعزتي وجلالي، إنْ أتاني عبدي ليلًا قبلتُه، وإن أتاني نهارًا قبلته، وإن تقرَّب مني شبرًا تقربت منه ذراعًا، وإن تقرب مني ذراعًا تقربت منه باعًا، وإن مشى إليَّ هرولتُ إليه، وإن استغفَرني غفرتُ له، وإن استقالني أقلتُه، وإن تاب إليَّ تُبْتُ عليه، مَن أقبل عليَّ تلقيتُه من بعيد، ومَن أعرض عني ناديته من قريب، ومَن ترَك لأجلي أعطيته فوق المزيد، ومَن تصرَّف بحولي وقوتي ألَنْتُ له الحديد، ومَن أراد مرادي أردتُ ما يريد، أهلُ ذِكري أهل مودتي، أهل شكري أهل زيادتي، أهل طاعتي أهل كرامتي، أهل معصيتي لا أُقنِّطُهم مِن رحمتي، إن تابوا فأنا حبيبهم؛ فإني أحبُّ التوَّابين، وأحبُّ المتطهِّرين، أبتليهم بالمصائب؛ لأُطهِّرَهم مِن الذنوب والمعايب، أشكُرُ اليسيرَ مِن العمل، وأغفِرُ الكثير مِن الزلل، رحمتي سبَقَتْ غضبي، وحِلْمي سبَق مؤاخَذتي، وعَفْوي سبَق عقوبتي، وأنا أرحمُ بعبدي مِن الأمِّ بولدها ..."؛ الطبراني والبيهقي.

هناك مَن يعيش ليأكل، وهناك مَن يأكل ليعيش، وهناك مَن يعيش ليعرفَ ربه ويعبُدَه ويسعَدَ بقربه، وقد ورَد في الأثر القدسي: "عبادي، إني ما خلقتُكم لأستأنس بكم مِن وحشة، ولا لأستكثر بكم مِن قلة، ولا لأستعين بكم على أمرٍ عجزتُ عنه؛ إنما خلقتُكم لتعبدوني طويلًا، وتذكروني كثيرًا، وتُسبِّحوني بُكرةً وأصيلًا".

وفي الأثر "ابن آدم، خلقتُ لك ما في السموات والأرض مِن أجلك، فلا تتعَبْ، وخلقتُك مِن أجلي فلا تلعَب، فبحقي عليك لا تتشاغل بما ضمِنْتُه لك عما افترضتُه عليك".

قال بعض العارفين: لأهل الذنوب ثلاثةُ أنهار يتطهَّرون بها في الدنيا؛ فإن لم تَفِ بطُهرهم، طُهِّروا في نهر الجحيم يوم القيامة: نهر التوبة النصوح، ونهر الحسنات المستغرقة للأوزار المحيطة بها، ونهر المصائب العظيمة المُكفِّرة، فإذا أراد الله بعبد خيرًا أدخله أحدَ هذه الأنهار الثلاثة، فجاء يوم القيامة فلم يحتَجْ إلى التطهير الرابع، ولو لم تُشرَعِ التوبةُ لهلك الناس، ولعمَّ الفساد في الأرض؛ لأن الإنسان إذا طُرد مِن رحمة الله، لمجرَّدِ معصية واحدة، فلن يرجِعَ إلى منهج ربه؛ لانعدامِ أمله في القَبول، ولِمَ يرجِعُ وقد طُرد مِن رحمته؟ عندئذ سيُعربد في الأرض انحلالًا وانحرافًا وطغيانًا.

رأى بعضُ العارفين في بعض سكك المدينة بابًا قد فُتح وخرج منه صبي يستغيث ويبكي، وأمه خلفه تطرده، حتى خرج فأغلقت الباب في وجهه، ودخلَتْ، فذهَب الصبي غير بعيد ثم وقف مفكرًا، فلم يجد له مأوى غير البيت الذي أُخرِجَ منه، ولا مَن يؤويه غيرَ والدته، فرجع مكسور القلب حزينًا، فوجد الباب مُرتجًا، فتوسَّده، ووضَع خده على عتبة الباب، ونام، فخرجت أمُّه ورأَتْه على تلك الحال، لم تملِكْ إلا أن رمَتْ بنفسها عليه، والتزمته تُقبِّله وتبكي، وتقول: يا ولدي، أين تذهب عني؟! ومَن يُؤويك سواي؟! ألم أقُلْ لك: لا تُخالفني، ولا تحملني بمعصيتِك على خلافِ ما جُبلتُ عليه مِن الرحمة بك، والشفقة عليك، وإرادة الخير لك.

ثم أخذَتْه ودخلَتْ؛ لنتأمَّل قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((لله أرحمُ بعبدِه مِن الأمِّ بولَدِها))؛ البخاري عن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه.

والتوبةُ هي الرجوع إلى الرحمن الرحيم، والسير على الصراط المستقيم، إنها خَلْعُ ثياب المعصية، وارتداء ثياب الطاعة، إنها تركُ المحظورات، وفِعل المأمورات، إنها التزامُ فِعل ما يحبُّ الله، وترك ما يكرَه، وقد علَّق الله سبحانه وتعالى الفلاحَ كلَّه على فِعل المأمور، وتركِ المحظور، بقوله: ﴿ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾ [النور: 31].

مَن ترك التوبة فهو ظالمٌ لنفسه أشدَّ الظُّلم؛ قال تعالى: ﴿ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ﴾ [الحجرات: 11].

والتوبة حقيقةُ الدِّين، والدِّينُ كلُّه داخلٌ في التوبة؛ لهذا استحقَّ التائبُ أن يكون حبيبَ الله؛ قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ ﴾ [البقرة: 222].

ولذلك يفرَحُ الله الفرحَ العظيم بتوبة عبده المؤمن؛ فقد ورد في الحديث الشريف: ((إن اللهَ أفرح بتوبة عبده مِن الضالِّ الواجد، والظمآنِ الوارد، والعقيم الوالد))؛ السيوطي في الجامع الصغير عن أنس.

وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه، أنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((للهُ أشدُّ فرحًا بتوبة عبده المؤمن، مِن رجل في أرض دَوَّيةٍ - لا نبات فيها - مُهلِكة، معه راحلته، عليها طعامُه وشرابه، فنام، فاستيقظ وقد ذهبَتْ، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: أرجعُ إلى مكاني الذي كنت فيه، فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموتَ، فاستيقظ وعنده راحلته، عليها زاده وطعامُه؛ فالله أشد فرحًا بتوبة عبده المؤمن مِن هذا براحلته وزاده))؛ متفق عليه، عن عبدالله بن مسعودٍ.

اللهم اقبَلْ توبتَنا، واغسِلْ حَوْبتَنا.
اللهم فرِّحْنا بقدومِ رمضان، ووفِّقْنا لصيامه وقيامه، وتسلَّمْه منا متقبَّلًا

الرهيب 06-08-2016 04:14 PM

رد: غصون رمضانية خضراء مورقة
 
جزاك الله خير وبارك الله فيك


الساعة الآن 08:53 AM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75