منتديات بني بحير بلقرن

منتديات بني بحير بلقرن (http://www.binybohair.com/vb/)
-   الخيمة الرمضانية 1444هـ (http://www.binybohair.com/vb/f5/)
-   -   حكم التهنئة بقدوم العيد (http://www.binybohair.com/vb/binybohair45555/)

مناار 07-01-2016 06:46 PM

حكم التهنئة بقدوم العيد
 
حكم التهنئة بقدوم العيد

التهنئة: خلاف التعزية، تقول: هنَّأه بالأمر والولاية تهنئةً وتهنيئًا، ومعناها عند الفقهاء: المباركة للشخص بخيرٍ أصابه.
جاء عن جُبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقوا يوم العيد يقولُ بعضهم لبعض: "تقبَّل الله منَّا ومنكم"، وحسَّن إسناده الحافظُ ابن حجر في الفتح.

وعن صفوان بن عمرو ال***كي قال: سمعتُ عبدَالله بن بسر وعبدالرحمن بن عائذ وجبير بن نفير وخالد بن معدان يُقال لهم في أيام الأعياد: "تقبَّل الله منَّا ومنكم"، ويقولون ذلك لغيرهم.

قال الألباني: "عبدالله بن بسر هذا - وهو المازني - صحابي صَغير، ولأبيه صحبة، فيبعد أن يقول هو والتابعون المذكورون معه شيئًا دون أن يتلقَّوه عن الصحابة، فتكون الروايتان صحيحتين، فالصَّحابة فعَلوا ذلك، فاتَّبَعهم عليه التابعون المذكورون، والله سبحانه وتعالى أعلم".

وعن محمد بن زياد قال: كنتُ مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: "يتقبَّل الله منَّا ومنك"، قال الإمام أحمد بن حنبل: إسناده إسناد جيد، وجوَّده أيضًا العلامة ابن التركماني في الجوهر النقي.

وسئل ابن تيمية: هل التهنئة في العيد وما يجري على ألسنة الناس: (عيدك مبارك) وما أشبهه، هل له أصل في الشريعة أم لا؟ وإذا كان له أصل في الشريعة فما الذي يقال؟ أفتونا مأجورين.
فأجاب: أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبَّل الله منَّا ومنكم، وأحاله اللهُ عليك، ونحو ذلك؛ فهذا قد روي عن طائفة من الصَّحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخَّص فيه الأئمَّة كأحمد وغيره، لكن قال أحمد: أنا لا أبتدئ أحدًا، فإن ابتدأني أحدٌ أجبته؛ وذلك لأنَّ جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة، فليس سنَّة مأمورًا بها، ولا هو أيضًا مما نُهي عنه، فمَن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة، والله أعلم.

وأما كلام الفقهاء - أصحاب المذاهب الأربعة - في هذه المسألة، فأنا أنقل ما ذُكر في الموسوعة الفقهية الكويتية بنصه: "ذهب جمهورُ الفقهاء إلى مشروعية التهنئة بالعيد من حيث الجملة، فقال صاحب الدر المختار - من الحنفية -: إن التهنئة بالعيد بلفظ "يتقبَّل الله منا ومنكم" لا تُنكر، وعقَّب ابن عابدين على ذلك بقوله: إنما قال - أي: صاحب الدر المختار - كذلك؛ لأنه لم يُحفظ فيها شيء عن أبي حنيفة وأصحابه، وقال المحقق ابن أمير حاج: بل الأشبه أنها جائزة مستحبَّة في الجملة، ثم ساق آثارًا بأسانيد صحيحة عن الصحابة في فعل ذلك، ثم قال: والمتعامل في البلاد الشامية والمصرية: عيد مبارك عليك ونحوه، وقال: يمكن أن يلحق بذلك في المشروعية والاستحباب؛ لما بينهما من التلازم؛ فإن من قبلَت طاعته في زمانٍ، كان ذلك الزمان عليه مباركًا، على أنه قد ورَد الدعاءُ بالبركة في أمور شتَّى، فيؤخذ منه استحباب الدعاء بها هنا أيضًا.

أما عند المالكيَّة، فقد سُئل الإمام مالك عن قول الرجل لأخيه يوم العيد: تقبَّل الله منا ومنك؛ يريد الصَّوم وفِعل الخير الصادر في رمضان، وغفر الله لنا ولك؟ فقال: ما أعرفه ولا أنكره، قال ابن حبيب: معناه لا يعرفه سنَّة ولا ينكره على مَن يقوله؛ لأنه قول حسن؛ لأنه دعاء، حتى قال الشيخ الشبيبي: يجب الإتيان به؛ لما يترتَّب على تركه من الفتن والمقاطعة، ويدل لذلك ما قالوه في القيام لِمن يقدم عليه، ومثله قول الناس لبعضهم في اليوم المذكور: عيد مبارك، وأحياكم الله لأمثاله، لا شك في جواز كل ذلك، بل لو قيل بوجوبه، لما بعُد؛ لأن الناس مأمورون بإظهار المودَّة والمحبَّة لبعضهم.

أمَّا الشافعيَّة، فقد نقل الرملي عن القمولي قوله: لم أر لأصحابنا كلامًا في التهنئة بالعيد والأعوامِ والأشهر كما يفعله الناس، لكن نقَل الحافظ المنذري عن الحافظ المقدسي أنَّه أجاب عن ذلك بأن الناس لم يزالوا مختلفين فيه، والذي أراه أنَّه مباح لا سنَّة فيه ولا بدعة، ثم قال الرملي: وقال ابن حجر العسقلاني: إنها مشروعة، واحتجَّ له بأن البيهقي عقد لذلك بابًا فقال: باب ما روي في قول النَّاس بعضهم لبعض في يوم العيد: تقبَّل الله منَّا ومنك، وساق ما ذكره من أخبار وآثار ضعيفة، لكن مجموعها يُحتجُّ به في مثل ذلك، ثم قال: ويحتجُّ لعموم التهنئة لما يحدث من نِعمة أو يندفع من نِقمة بمشروعية سجود الشكر والتعزية، وبما في الصحيحين عن كعب بن مالك في قصَّة توبته لما تخلَّف عن غزوة تبوك أنه لما بُشِّر بقبول توبته ومضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، قام إليه طلحة بن عبيدالله فهنَّأه.

وكذلك نقل القليوبي عن ابن حجر أنَّ التهنئة بالأعياد والشهور والأعوام مندوبة، قال البيجوري: وهو المعتمد.
وجاء في المغني لابن قدامة: قال أحمد رحمه الله: ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد: تقبَّل الله منا ومنك، وقال حرب: سئل أحمد عن قول الناس في العيدين: تقبَّل الله منَّا ومنكم؟ قال: لا بأس به، يرويه أهلُ الشَّام عن أبي أمامة، قيل: وواثلة بن الأسقع؟ قال: نعم، قيل: فلا تكره أن يُقال هذا يوم العيد؟ قال: لا.

وذكر ابن عقيل في تهنئة العيد أحاديث، منها: أن محمد بن زياد قال: كنتُ مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النَّبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منا ومنك، وقال أحمد: إسناد حديث أبي أمامة جيد"؛ اهـ.
الترجيح: جواز التهنئة بقدوم العيد بما هو مباح؛ لما سبق من الآثار، والله أعلم.

المراجع:
• تاج العروس من جواهر القاموس (1/ 512)، معجم لغة الفقهاء (ص: 149)، مجموع الفتاوى (24/ 253)، تمام المنَّة (ص: 354)، فتح الباري (2/ 446)، الجوهر النقي (3/ 320).
• الموسوعة الفقهية الكويتية (14/ 99 - 101).

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.




الساعة الآن 12:27 PM

Powered by vBulletin® Version 3.8.7
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO 3.6.0 PL2
ارشفة ودعم SALEM ALSHMRANI
F.T.G.Y 3.0 BY: D-sAb.NeT © 2011
جميع الحقوق محفوظة لمنتديات بني بحير بلقرن


1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 41 42 43 44 45 46 47 48 49 50 51 52 53 54 55 56 57 58 59 60 61 62 63 64 65 66 67 68 69 70 71 72 73 74 75