ابن وهاس من أوائل المبايعين والمبادرين إلى حُكم المؤسس بقلم /عبدالله الرزقي
 

ابن وهاس من أوائل المبايعين والمبادرين إلى حُكم المؤسس
أول مَن فتح معلامة قبل تنظيم التعليم في العرضيتين على نفقته الخاصة




تحقيق - عبدالله الرزقي

حفل القرن الرابع عشر الهجري، وخصوصاً النصف الأول منه، بأعيان وشيوخ كانوا أعيناً وأيادي للمؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - في مناطقهم، ومن أولئك الشيخ أحمد بن عبدالله بن أحمد بن وهاس شيخ قبائل بالقرن في قضاء العرضية، وهذا مسوغ وطني يملي علينا أن نستعرض ولو جانباً من حياة هؤلاء الذين كانوا مع المؤسس بفكرهم وهمومهم ثم برهنوا على وطنيتهم الصادقة بالسفر رغم المصاعب في ذلك الحين ليلتقوا بالمؤسس عن كثب ويبايعونه. ثم إن هذا العَلَم أنشأ أول معلامة قبل تنظيم التعليم في العرضية، فكان ذلك مسوغاً آخر في الكتابة عنه - رحمه الله. تمتد أسرة ابن وهاس إلى أسرة آل غانم من بني الحسن، كانت بقصر ريدة في الملحا ثم انتقلت أسرة آل أحمد فيما بعد إلى بلدة ثريبان بني رزق، وليس بين أيدينا مستوثق بعام ولادة ابن وهاس، ولكن وفق ما ذكر كبار السن عبر التاريخ الشفوي والرصد للأحداث أن ولادته قد تكون محصورة فيما بين فترة 1298- 1300هـ تقريباً بثريبان بالعرضية الجنوبية من محافظة القنفذة، وهذه الفترة كانت تمثل الجزء الأخير من الحكم التركي في العرضية التي كانت مع القنفذة تمثل القضاء الخامس، وكان ابن وهاس قد أخذ عن والده صوراً متعددة الجوانب عن الخلفية السياسية والاجتماعية لتلك الفترات العصيبة التي مرت بها المنطقة إبان حكم الأتراك، ولم يكن التاريخ فيما بين الأعلام بمنطقة ابن وهاس يحرر، وإنما كان جُله تاريخاً شفوياً يلقيه الأجداد للأبناء وللأحفاد، ولم يكن هناك تدوين لما في صدور الحفظة المشهورين، وتوفي ذلك التاريخ بوفاتهم، وما وصلنا منه إلا النزر اليسير. ولعل الأحداث التي عرفها ابن وهاس من خلال التاريخ والتاريخ الشفوي وما عايشه هو بنفسه من أحداث تلت تلك الأحداث التي انعدم فيها الأمن والاستقرار جعلت منه ومن غيره من أبناء المنطقة يتطلعون إلى أن تنجلي الغُمة على يد المؤسس الملك عبدالعزيز - رحمه الله - لذلك وجدنا أن العرضية كانت تتابع بشغف أخبار انتصارات المؤسس الملك عبدالعزيز حتى بلغت في عام 1339هـ بيشة التي كانت العرضية تتبعها إدارياً منذ دخول بيشة في الحُكم السعودي حتى انفصلت فيما بعد، ويؤكد ذلك خط تلقاه ابن وهاس من المؤسس وفيه (من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل إلى جناب الأخ المكرم أحمد بن عبدالله وهاس - سلمه الله تعالى - سلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: لا يخفاكم ما قدره الله على أميركم عبدالرحمن بن ثنيان - رحمه الله - وهذا عبدالله بن محمد بن معمر واصلكم بمكانه أميراً لكم، فيه البركة والسداد إن شاء الله، أجرى الناس بالخير يأمركم بالمعروف وينهاكم عن المنكر، فالذي أوصيكم به وآمركم به اتقوا الله وأن اسمعوا له وتطيعوا فيما أمركم به ونهاكم عنه وألا تخالفوه بشيء من ذلك، وأسال الله لنا ولكم التوفيق لما فيه الخير والصلاح هذا ما لزم تعريفه ودمتم) - مرفق به الوثيقة.

وفيما تقدم نجد أن تلك المرحلة تمثل جزءا مهما وأوليا من حياة ابن وهاس، يضاف لها قيامه - رحمه الله - بفتح أول معلامة للبنين بالعرضية، وساعد على تسهيل دخول العرضية في الحُكم السعودي، وجعل من داره السكنية مقراً لأول مركز إمارة في العرضيتين بحدود عام 1343 - 1344هـ بعد أن تلقى - رحمه الله - خطاباً من الملك عبدالعزيز بتأميره على قبائل بني رزق من بحير إلى الحميد في سراة بالقرن، ونص الخطاب على النحو التالي (من عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل إلى كافة قبائل بني رزق من بني بحير إلى الحميد - سلمهم الله تعالى - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: ذلك من قبل أحمد بن عبدالله بن وهاس هو أميركم وأمركم راجع له يكون، تمتثلون به، وهو يمتثل أمر الله ثم أمر أميرنا في بيشة، فلا تخالفونه، يكون معلوم 20 شوال 1343هـ). وحال تلقي ابن وهاس الأمر الذي نصب به بناء على تنصيب سابق لأبيه وجِده نزل من بيشة إلى تهامة في موكب من الخويا والخيل وجاب أسواق العرضيتين وبلغ فيها رسائل الملك عبدالعزيز في المنطقة، فدعاهم إلى ضرورة السمع والطاعة وإلى نبذ حياة السلب والنهب والجهل والنزاعات والعيش سويا. ويذكر كبار السن من الثقاة أن من تلك الأسواق جمعة ثريبان وسوق الثلاثاء بعمارة وبالحارث.

أظهر الشيخ أحمد بن عبدالله ولاءً وطنياً مخلصاً، وذلك عندما وفد بعدد من أعيان قبائل العرضيتين على الملك عبدالعزيز بالرغامة، مهنئين له بما تحقق من فتح ونصر للمؤسس. يؤكد ذلك عدد من الثقاة من كبار السن، كما يؤكد ذلك الشعر الذي هو سِجل العرب، فقد ألقى الشاعر ابن خضران - رحمه الله - بهذه المناسبة التاريخية وأمام الملك عبدالعز يز قصيدة وطنية تعتبر من أجمل قصائد المنطقة في مدح المؤسس وتهنئته، ونصها لدينا محفوظ.

توفي ابن وهاس في عام 1346 تقريباً، وحياة الشيخ ابن وهاس حافلة بعطاءات لا تتسع لها المساحة هنا و تستحق أن يُفرد لها كتاب خاص. رحمه الله رحمة واسعة.

رد: ابن وهاس من أوائل المبايعين والمبادرين إلى حُكم المؤسس بقلم /عبدالله الرزقي
 

مشكور والله يعطيك العافيه يامديرنا
على هذا المتابعه والاطلاااااااااااع
ومجهودات تشكر عليها
لك مني كل الشكر والتقدير

رد: ابن وهاس من أوائل المبايعين والمبادرين إلى حُكم المؤسس بقلم /عبدالله الرزقي