منتديات بني بحير بلقرن - الميزانية والنمو والشفافية وغلق أبواب الفساد

الإصلاحات المالية الكبيرة والمثيرة لاهتمام الإعلام العالمي التي انتهجتها المملكة في الفترة الماضية ومنها وقف الهدر المالي من خلال ضبط المصروفات ورفع كفاءة الإنفاق، كلها تجلت في الأرقام المعلنة التي قادت إلى نمو مالي فعلي وملفت ومخالف للتوقعات، وقد كان من نتيجته أيضاً انخفاض العجز بنسبة 71 بالمئة، وهي النسبة التي أرى أنها أهم نسبة من الممكن أن يتم بناء التفاؤل عليها بتحقيق توازن مالي قادم.

الدأب في تقييم المشروعات التي يستحق الإنفاق عليها، وأنها هي التي سوف تحظى بالتأييد والموافقة، ينبغي في تقديري أن يستمر حتى في أوقات الرخاء، وليس فقط في هذه الأوقات التي يمر بها الاقتصاد العالمي بركود انعكس على انخفاض الطلب على النفط وخلق معه أوضاعاً صعبة مازالت تمر بها السوق النفطية العالمية، لأنه تقييم لم يأتِ بوفر مالي كبير، وإنما أغلق أبواب الفساد.

مثل ذلك التقييم للإنفاق على المصروفات أو المشروعات حقق مفهوم كفاءة الإنفاق، وهو معيار مثالي يقود إلى نتائج فعلية كالتي أظهرتها الأرقام في الإعلان الربع سنوي للميزانية، فمراجعة الإنفاق على المشروعات المراجعة الشاملة، قننت من الهدر وأفضت إلى تحقيق وفر مالي بعيد عن المبالغة في قِيمة المشروعات التي كان يتم التقدم بها فيما سبق.

في رأيي أن الشفافية وخفض عجز الميزانية هما مرتكزا المفاجأة المفيدة التي أعلنها وزير المالية، وذلك حينما أظهر تفاصيل جديدة تم الكشف عنها للمرة الأولى في تاريخ الدولة السعودية في إطار ربع سنوي، ومن خلاله يستطيع القطاع الخاص والمخططون الإستراتيجيون بناء رؤية واضحة لدى دراسة جدوى أي توجه يتم الإقدام عليه، ويرفع أيضاً من مركز المملكة في الشفافية بين دول العالم.

أحيي وزير المالية الأستاذ محمد بن عبدالله الجدعان، ووزارة المالية كسبته بعد أن غير من نهج عمل الوزارة، ورفع من شفافية نتائج أعمالها ومخططاتها بتوجيه من القيادة الرشيدة، ومتفائل بما سوف يظهره هذا الرجل للسوق المالية السعودية من خلال برنامج تطوير القطاع المالي الذي يرأسه؛ حيث يقود حالياً مخططاً رفيعاً لإبراز السوق السعودية، ومن ضمن أهداف البرنامج وضعها في مستوى متقدم ضمن رؤية المملكة 2030، وأن تكون ضمن أهم عشر أسواق عالمية، ولتتواكب مع طموح سمو ولي ولي العهد وزير الدفاع رئيس المجلس الاقتصادي الأمير محمد بن سلمان وطموحات جميع المواطنين.