منتديات بني بحير بلقرن - الصدفه التي جمعتني مع القمر..

كنت امشي على شاطئ البحر .... وأنا مشغولة العقل والقلب فلقد كان هناك نزاع داخلي .... مشيت مسافة ليست بطويلة فجأة تعثرت قدمي بشيء ما وسقطت ..... أخذت انظر لما تعثرت قدماي به فأخذت انظر فلم أجد شيء استغربت أيعقل أن أتعثر هكذا فجأة فأنا متأكدة بأني تعثرت بشيء ما ....... أخذت ابحث .... فلم أجد شيء ولن أجد لأن المكان كان مظلم بعض الشيء عدا نور القمر ...... نهضت ووقفت وتابعت المسير وقد انشغل عقلي بالشيء الذي تعثرت به وتكرر نفس الشيء فلقد سقطت مرة أخرى ...ربااااااااااااه ما هذا الذي يحدث احترت وقررت عدم متابعة المسير وجلست بالمكان الذي سقطت فيه ...... وفي ذاك الوقت هبت نسمة هواء رقيقة وسمعت معها صوت نداء فهناك من ينادي علي أخذت أتتبع مصدر الصوت فلم أجد أحـــداً أبداً ولكن يبدو أن الصوت يصدر من الأعلى نظرت إلى الأعلى فإذا السماء صافية والنجوم تلمع والقمر قد أضاء الكون بأشعته الفضية سمعت الصوت يناديني ويقول: ما بالك ألا تسمعين ندائي يا فتاة.؟.. قلت : بلى اسمع ولكني لا اعلم من أنت ؟؟ قال لي: من لا يعرف من أكون ؟ قلت : أنا لا أعرفك ..قال :أنا القمر.. قلت :وهل يعقل أن أتحدث مع القمر ما بالي أأصبت بالجنون ام ماذا ؟... قال لي ......: كلا لم تصابي بالجنون وإنما أنا سأصاب بالجنون منك ؟

نظرت إليه وأنا مستغربة وقلت له : لما ستصاب بالجنون ؟. فأنا لم افعل شيء .......؟

قال لي : بلى فعلت ..... فعلتي الكثير ....... أولا أتريدين معرفة مــــا هو الشيء الذي أسقطك مرتين؟ .. قلت.....: نعم . إن كنت تعلم .... قال لي : انه القدر فا الإنسان يمشي في حياته ولكنه يتعرض لصدمات وابتلاء وامتحان ومصائب كثيرة ولكنه يستمر بالحياة فمثلا أنتي سقطت بالمرة الأولى ولكنك نهضت وواصلتي المسير وعند سقوطك المرة الثانية توقفت عن المسير لما .......؟... قلت له : لأني خفت أن أقع مرة أخرى قال لي : يا بنتي أنتي مازلت شابة في بداية الحياة فعندما تتعثرين وتسقطين لا يعني هذا ألا تستمري بالحياة فلو كان كل انسان يتعرض لشيء ما واستسلم لهذا الشيء لما استمرت الحياة ..... ولما تطورت الدنيا .... أخذت أفكر بكلامه فهو محق ....... لكني ... لكني يئست من هذه الحياة ...... قال لي : بمــــــاذا تفكرين ...؟؟ ... قلت له : لا أفكر بشيء ..... قال لي : بلى انك تفكرين بشيء ما .... فنظرت اليأس التي مرسومة بعينيك والحزن تدل على شيء ما .... قلت له : لا تشغل بالك بي فأنا أعاني منذ سنوات .... فلم يتغير شيء بحياتي .... ثم قلت له : ما هو الأمل ... أيها القمر ؟؟ ... نظر لي و كأنه قد استغرب من سؤالي ...... وقال لي : من لا يعرف الأمل ....؟ قلت له : أنا لا اعرفه سمعت به كثيرا ولكني لم أره ..... قال لي : لان قلبك لا يريد أن يرى الأمل فهو موجود بكل مكان و زمان ... قلت له : أيعقل أن يكون موجود ولم أره ....... قال لي : نعم هو موجود ولكنك لم تريه ولن تريه ما دمتِ محاطة بالحــــــــــزن و الألــــــــــــم ...... قلت له : أنا لست متألمة وحزينة فقط وإنما مجروحة ومتعذبة ....... أنا مصدومة ..... كارهة للعيش ....... لا أرى الدنيا بألوان رائعة وإنما أراها بلون السواد ....... قال لي : هل لك أن تخبريني عن معاناتك ....... ترددت كثيرا ولكني أردت أن أفصح عما بداخلي ..... فأخذت أخبره و أحدثه وأنا أبكي بكل حرقة وألم وجروح قلبي تنزف ..... وبعد أن أكملت حديثي بإختصار ..... ذهلت عندما سمعت صوت أنين وبكاء حار .... نظرت إليه فإذا هو يبكي ...... قلت له: ما بالك... قال لي : وكيف تحملتي هذا العذاب والألم ...... قلت له : لأني اعتدت على هذا ..... فقال لي: كان الله بعونك إن بقلبك ألما لا اعتقد بأن احد قادر على أن يحمل مثل هذا الألم بقلبه ...... فجأة سمعنا صوت قويا نظرنا فإذا هي أمواج البحر ترتطم بقوة على الصخور .... وسمعت بعدها البحر يقول لي : أنا الآن فهمت السبب الذي منعك من قول ما بقلبك ...... إن ألمك قوي وحتى أنا لا استطيع أن احتمله كان الله بعونك .... ولكن سأدعو الله بأن يخفف ما بقلبك..... نظرت للقمر .... وابتسمت له وقلت له ....: شكرا لك لقد خففت عني القليل من الألم بالرغم من انه لا احد يحتمل أن يسمع مثل هذا العذاب والألم ..... ونظرت للبحر وقلت له : اعتذر منك لأني لم أخبرك عندما أردت معرفة ما بقلبي ...... لأني لم أرد أن تحمل همومي و جروحي ........ نظر إلي : وهو يقول لي : لا تعتذري لأني أفهمك واقدر شعورك ....... وادعوا الله أن يخفف عذابك وألمك ........ قلت لهما : إلى اللقاء يا أصدقائي الأعزاء ........ سأركما قريبا ...... رحلت و أنا ابتسم فقد خففوا عني القليل من الألم لكن هناك حزن كبير مازال بقلبي ولن يرحل هذا الحزن ابد عن هذه الدنيا ....إلا إذا دفنت تحت الرمــــــــــــــــال ........

دعــــــاني الشــــــو ق